Search This Blog

محمد علي باشا هو:


محمد علي هو أحد أبناء الطائفة الألبانية التي دخلت في دين الإسلام أيام السلطان محمد الفاتح وصار كثير من الألبان من قادة الجيوش العثمانية لما يمتازون به من قوة وصلابة في القتال ونباهة ونبوغ في العمليات الحربية تلك المواهب حدت بالسلاطين العثمانيين بالاعتماد على الألبان في الكثير من المهام الخاصة وفي المقابل حرص كثير من الألبان على الانخراط في سلك الجندية ومن هؤلاء كان محمد علي الألباني، ولم تذكر الروايات التاريخية شيئًا عن أصله ولا تاريخ ميلاده، و مما يذكر عنه قبل مجيئه إلى مصر أنه كان شخصية سيئة السمعة معروفًا بالقسوة وغلظة الكبد ترسله الدولة العثمانية لتأديب القرى التي تتأخر في دفع الضرائب فيعكسر هو وحملته التأديبية حول القرية ينهبون ويسلبون ويفزعون الآمنين حتى يرى أهل القرية أن الأفضل لهم دفع الضرائب مهما كانت باهظة، وقد انتقل بعدها لتجارة الدخان والتبغ فحقق أرباحًا جديدة وظهرت مواهبه وطموحاته الواسعة ونهمه الشديد للأموال والسيطرة غير أنه قد بقى جنديًا من جنود الدولة العثمانية حتى ترقى في سلكها وصار من كبار ضباط فرقة الروملي [أي الركبان] التي أرسلت من قبل الخليفة سليم الثالث لإخراج الحملة الفرنسية من مصر. 

يوصف محمد علي في كثير من كتب المؤرخين المحدثين بأنه رائد النهضة الحديثة في مصر والشام وبأنه صاحب الفضل الأول في حضارة مصر الحديثة لما أدخله في ديارهم من علوم وصناعات حديثة وتوسع عمراني، ويرجعون إليه الفضل في وضع مصر على خريطة العالم المتحضر وأنه وأبناءه قاموا بنقلة حضارية في الديار المصرية والشامية، و يصفه البعض من مؤرخي مصر الحديثة بالبطل القومي ، بل بطل من أبطال الإسلام وهو منه براء ، الى غير ذلك من الأوصاف والألقاب الفخمة، والأمجاد الزائفة الطنانة التي تروج على أبناء المسلمين، مع أن عمالته لأعداء الاسلام تتضح منذ أول قراءة لأعماله و انجازاته التي كانت كالسهام المسمومة المغروسة في جسد القطر المصري ، بل العالم الاسلامي ..

أما عن صفاته الشخصية التي سطرها معاصروه كالمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي و الذي كان معاصرًا له ، و خبيرًا بالكثير من صفاته ، و فاضحًا لمخططاته مما دعا محمد علي أن يغتال ولده الوحيد خليل سنة 1825 هـ مما أحزن الجبرتي كثيرًا حتى فقد بصره، وكان يصفه بأنه (مخادع وكذاب يحلف الأيمان الكاذبة ظالم لا عهد له ولا ذمة له ، يضمر السوء واستخدام العسف والجور في نفس الوقت الذي يعد فيه بالعدل ولا يخفف من عسفه وظلمه واستبداده واستجداء شيخ) .

وقال عنه : (يتسم بداء الحسد والشر ـ والطمع والتطلع لما في أيدي الناس وأرزاقهم)، وقال عنه أيضًا: (جمع على الناس عشرة أشياء من الرذائل وهي السخرة والعونة وأجرة الفعلة والذل والمهانة وتقطيع الثياب ودفع الدراهم وشماتة الأعداء وتعطيل معاشهم وأجرة الحمام) وذلك عندما كلفهم قسرًا بتعمير القاهرة.

كان محمد علي ميكافيلليًا لأقصى درجة، فالغاية عنده تبرر الوسيلة كلّف يومًا أحد النصارى المحيطين به وقد اعتاد أن يكون معظم حاشيته منهم واسمه أرتين بترجمة كتاب "الأمير" لميكافللي فلما وصل إلى الصفحة العاشرة أوقف المترجم عن المواصلة قائلاً بأنه: "يمتلك من الحيل ما لم يخطر لميكافللي على بال" .

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog