Search This Blog

‏الكتابة البارزة للمكفوفين هي إبتكار إسلامي

 



ابتكرها (زين الدين الآمدي) المتوفى1314م،


وليس الفرنسي (لويس برايل) المتوفى1852م


زَيْن الدَّين الآمِدي


714 هـ = 1314 م)

علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر: أول من صنع الحروف التارزة.

أصله من آمد (ديار بكر) سكن بغداد، وتوفي بها. وهو من أكابر الحنابلة فقها وصلاحا وصدقا ومهابة.

عمي في صغره.

وكان آية في قوة الفراسة وحدة الذهن وتعبير الرؤيا، عارفا بلغات كثيرة، منها الفارسية والتركية والمغولية والروميّة.

احترف التجارة بالكتب وجمع كثيرا منها.

وكان كلما اشترى كتابا أخذ ورقة وفتلها فصنعها حرفا أو أكثر، من حروف الهجاء، لعدد ثمن الكتاب بحساب الجمل، ثم يلصقها على طرف جلد الكتاب ويجعل فوقها ورقة تثبتها، فإذا غاب عنه ثمنه مس الحروف الورقية فعرفه. وصنف كتبا، منها " جواهر التبصير في علم التعبير "


المصدر :

كتاب الإعلام للزركلي

هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه




لقد وصف الكثير من المؤرخين بأن هارون الرشيد ملك يعشق النساء والجواري والخمر والغناء والرقص هكذا صوره الاصفهاني في كتابه الأغاني وغيره حول الرشيد وسهراته الحمراء , ونجحت تلك المؤامرة في تشويه صورته لدى المسلمين. .  


أبو جعفر هارون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور 149 هـ /193 هـ، هو الخليفة العباسي الخامس.


ولد في مدينة الري عام 149 هـ 766م وتوفي في مدينة طوس مشهد اليوم عام 193 هـ .


بويع بالخلافة ليلة الجمعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي عام 170 هـ وكان عمره آنذاك 22 سنة ، وأمه الخيزران


يعتبر هارون الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين، وأكثرهم ذكرا حتى في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية على عهد الامبراطور شارلمان التي ذكرته باسم (ارون)، والحوليات الهندية والصينية التي ذكرته باسم (الون)، أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه لدرجة أن اخباره قد امتزجت فيها:


حقائق التاريخ بخيال القصص، ولاسيما كتاب "ألف ليلة وليلة" التي صورته بالخليفة المسرف في الترف والملذات، وأنه لا يعرف إلا اللهو وشرب الخمور ومراقصة الغانيات. 


والواقع إن هذا الخليفة من خيرة الخلفاء العباسيين  ، فقد كان يحج عاماً ويغزو عاماً، وقيل أنه كان يصلي كل يوم مائة ركعة وكان يتصدق، و يحب العلماء، ويعظم حرمات الدين، ويبغض الجدال والكلام، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه، لا سيما إذا وعظ. 


وقد تم فتح الكثير من البلدان في زمنه، واتسعت رقعة الإسلام واستتب الأمن وعم الرخاء وكثر الخير بما لا نظير له ثم أن هذا الخليفة كان حسن السيرة والسريرة.


كذلك كان يصور بصورة الخليفة الحذر الذي يبث عيونه ورجله بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم، بل كان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها.


والواقع هذه الصورة المتباينة للرشيد ما هي الا انعكاس للعصر الذي عاش فيه بمحاسنه ومساوئه، وهو العصر العباسي الأول أو العصر الاسلامي الذهبي وقد تميز عصره بالحضارة والعلوم والازدهار الثقافي والديني، وأسس المكتبة الأسطورية بيت الحكمة في بغداد، وبدأت بغداد خلال فترة حكمه بالازدهار كمركز للمعرفة والثقافة والتجارة.


هارون الذي مات وقد ترك في خزائن بيت المال ما يعادل اليوم 900 مليون دينار


قال عمرو بن بحر ( الجاحظ ) : اجتمع للرشيد من الجدل والهزل ما لم يجتمع لغيره من بعده ، كان أبو يوسف الفقيه صاحب الامام أبو حنيفة قاضيه ، وحاجبه الفضل بن الربيع انبه الناس وأشدهم تعاظماً ، وزوجته أم جعفر (  زبيدة ) وكانت أرغب الناس في كل خير , وأسرعهم إلى كل بر ومعروف  .


وقال ابن طباطبا :

كانت دولة الرشيد من أحسن الدول وأكثرها قدراً ورونقاً وخيراً وأوسعها رقعة مملكة ولم يجتمع على باب خليفة من العلماء والشعراء والفقهاء والقضاء والكتاب ، ما اجتمع على باب الرشيد ، إنه من أفاضل الخلفاء وفصائحهم وعلمائهم وكرمائهم .


فكان من أشهر جلسائه الاصمعى


كان الخليفة العباسي : هارون الرشيد لا يتخلف عن الحج إلا إذا كان مشغولاً بالغزو ، فهو في كل عام ما بين غازي وحاج ، وقد مدحه الكثير من الشعراء  و منهم الشاعر أبو السعلي وقال :


فمن يطلب لقاءك أو يرده 

فبالحرمين أو أقصى الثغور


ولا ننسى رسالة نقفور ملك الروم  إلى هارون الرشيد والتي خلد ذكرها التاريخ  وهي :


«من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد؛ فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخ(طائر أسطوري هائل الحجم) ِ،وأقامت نفسها مكان البيدق(نوع صغير من الجوارح لا يطير بسهولة) ... إلخ  ».


فلما قرأ «الرشيد» الكتاب استفزَّه الغضب حتى لم يقدر أحدٌ أن ينظر إليه دون أن يخاطبه، وتفرَّق جلساؤه، فدعا بدواة، ( قلم وكتاب )وكتب على ظهر الكتاب :


« ﷽ »   من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم :

« الجواب ما تراه دون ما تسمعه »


وخرج «هارون» بنفسه للحرب 187 هـ 803م


عندما كان الخليفة :

هارون الرشيد على فراش الموت

قال لمن حوله :

أريد أن أرى قبري الذي سأدفن فيه ؟


فحملوه فنظر هارون إلى القبر و بكى ، ثم ألتفت إلى من حوله وقال :


{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}

.

ثم رفع رأسه إلى السماء و بكى .


ومات هارون أثناء غزوه الروم، قال السيوطي في تاريـخ الخـلفاء: مات الرشـيد في الغزو بطوس من خراسان، ودفن بها في 3  جمادى الآخرة 193هـ  وله من العمر 45 سنة.


وأما ما يذكر عنه من اللهو والمجون والشراب فهذا وإن ذكر في بعض كتب المؤرخين فهو من الدسائس التي كان يروج لها بعض المغرضين وفي العصر الحديث كتب بعضهم عنه بغير تمحيص ولا تثبت، فأوردوا عنه الكذب والأباطيل، ولاحول ولاقوة إلا بالله.

#تاريخنا_العظيم 


المصادر :-

البداية والنهاية -ابن كثير

 تاريخ بغداد- البغدادي

تاريخ الخلفاء -السيوطي

الفخري في الاداب السلطانية- بن طباطبا

هارون الرشيد سيد ملوك بني عباس

إلى من فقدوا الذاكرة التأريخية

 


     


 - الضحايا المسلمين على يد محاكم التفتيش الذين بلغوا الملايين لم يكونوا على يد المسلمين 


- الطاغية "نيرون "الذي أحرق روما ليس مسلما 


- منظمة "ايتا" التي قتلت وجرحت الآلاف من الاسبان ليست منظمة مسلمة 


- منظمة«أوم شنريكيو» التي أطلقت غاز السالين في موتروا  الإنفاق في اليابان عام 1995م وتسبب بقتل وتسمم الآلاف ليست اسلامية  

  

- الذي ضرب بغداد وأفغانستان وفيتنام باليورانيوم الناضب ، وقصف المستشفيات والمدارس ومراكز توزيع الخبز والمياه وغيرها مما نتج عنه استشهاد مئات الألوف من المدنيين ليس مسلما بل غربيا .


- "جوزيف ستالين" الذي آباد أكثر من عشرين مليون مسلم ليس مسلما


- "تيموثي ماكفي" الذي فجر في اكلاهوما الامريكية وقتل وجرح المئات لم يكن مسلما 


- الذي اباد عشرات الملايين من الأفارقة أثناء اختطافهم وتهجيرهم الإجبارى من أفريقيا إلى أمريكا لاستصلاح الأراضى هناك والعمل فى مزارع السادة البيض ليس مسلما 


 - الحربان العالميتان الأولى والثانية اللتان نـجم عنهما مصـرع ما يتراوح بين 60 إلى 100 مليون أوروبى . والمذابح المروعة المتبادلة بين الكاثوليك والبروتستانت فى أوروبا كذلك ليس من عمل المسلمين 


- الذي ضرب مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانتين بالقنبلة النووية ومصرع ربع مليون شخص ليس مسلما 


- الذي ارتكب مذابح دير ياسين وصابرا وشاتيلا ومدرسة بحر البقر وملجأ قانا ليس مسلما


- الذي قتل 250 ألف مسلم بوسنى ليس مسلما  


- الذي قتل عشرات الآلاف من الشيشان المسلمين ليس مسلما 


- الذي ابادة 70 ألف مسلم بالقدس عندما اجتاحتها الجحافل الصليبية ليس مسلما 


- الذي يقصف سوريا من الجو بأحدث الطائرات الحربية ويبيد  الإنسان والشجر والحجر ليس مسلما .

 

  تخيلوا كل هؤلاء المجرمين لم ينسب اجرامهم إلى دينهم أو جنسياتهم .

لماذا يخشون قيام دولة الاسلام؟!




لأنها تحفظ مواردها وأرضها وعرض المسلمين وكرامتهم، و لا تعتدي ابدا لكنها ترد الصاع صاعين والمكيال بمكاييل ...

يرتعدون خوفًا من أن يعود المسلمين لعدل عمر ودهاء المنصور وغيرة المعتصم و قوة خالد ابن الوليد سيف الله المسلول و علوم الفارابي و ابن الهيثم و ابن سينا و جابر ابن حيان وعزيمة الخليفة العثماني محمد الفاتح ...

يخشون من العودة لمنطق إبن خلدون مؤسس علم الاجتماع وذكاء الخوارزمي في الرياضيات  وإختراعات الجزري وعبقرية سنان ... في الأندلس التي حكمها الإسلام ثمان قرون كاملة

يخشون من عودة عصر الفتوحات من جديد، من موهاكس وملازكرد وتولوز جديدة

حين كانت موسكو وواشنطن، وفيينا وروما؛ وباريس وبكين كانوا يدفعون الجزية لدولة الخلافة الإسلامية العثمانية ستة قرون كاملة  

لأن سلطان الهند المسلم في زمانه كان يرفض الحديث مع ملك انجلترا لأنه ليس من مقام سلطان الهند الإسلامية أن يحادث حاكم جزيرة صغيرة كإنجلترا

لأنه لم يكن في مقدور أي سفينة أو بوارج أوروبية أو أمريكية العبور في البحر المتوسط الا خاضعين لسطوة الأخوة بارباروس و الرايس حميدو الجزائريان

لأن المسلمين كان لهم خليفة واحد وراية واحدة وأرض واحدة، وعقيدة كالجبال الرواسي حتى جاءت حدود سايكس بيكو مزقت الأمة و شتتها باسم القومية و الوطنية الزائفة التي باسمها يخدم العملاء و الخونة القوى الاستعمارية 

فالمسلمين كانوا في حالة من الأكتفاء الذاتي بسبب أتساع الدولة وتنوع مواردها

و المسلمين فرسا وتتر، عرب وترك، قبط وبربر، أفارقة وقوقاز، هنود وسنود... ومن جميع الأعراق كانوا أمة واحدة تنصر بعضها بعضا

لأن دولة الإسلام لا يوجد بها مكان لنشر المنكرات و الاهواء و الترف من الانحلال الأخلاقي والضلالات فيسير مجتمعها إلى مزيد من العز والإزدهار بينما مجتمع أعدائها يسير نحو الهاوية

‏يقول المستشرق الأمريكي توماس بين :.

الآن تغير الحال وصار المسلمون في قبضة أيدينا ، ولكن ماحدث مرة يمكن أن يحدث مرة أخرى !


.

التاريخ بين الماضي والحاضر التحرك العسكري للسيطرة على إيران



في عام 1500م قام إسماعيل الصفوي بالتحرك العسكري للسيطرة على إيران، وتحويلها إلى دولة شيعية، وذلك بإمداد من ملوك أوربا، وخصوصا البرتغال التي قال سفيرها في الصين حينذاك عندما زار إيران، بأن إسماعيل الصفوي يرمم الكنائس، ويهدم مساجد السنة، وتم دعمه بمائة ألف مقاتل من الأرمن، وتصور الرقم الكبير في ذلك الوقت، وكان ذلك الدعم الكبير لضرب العثمانيين من الخلف، بعد أن سيطر العثمانيون على أجزاء كبيرة من أوربا.

كان قوة إسماعيل الصفوية تعتمد على

– شيعة إيران.

– الشيعة من خارج إيران، وقد تم منحهم البيوت والأراضي مجانا بعد مصادرتها من سنة إيران.

– القوات المسيحية الأرمنية، وبتمويل أوربي.

– بعض الطرق الصوفية التي كان ينتمي لها جد إسماعيل الصفوي، لأن جده صفي الدين الأردبيلي كان من وعاظ الصوفية السنة.

كانت طريقة إسماعيل في تحويل الجماهير السنية ذات الأغلبية العددية الساحقة في إيران إلى التشيع تعتمد على الأمور الآتية:

– قتل العلماء وأئمة المساجد، وقيل أنه قتل ثلاثة عشر ألف إمام مسجد في يوم واحد.

– حصار المدن السنية وتدميرها، كما فعل مع مدينة هرات عام 1510م.

– عقد تحالفات مع وعاظ الصوفية وغيرهم، واللعب على أن الشيعة مذهب خامس من مذاهب الإسلام.

– تهجير سنة إيران، وتوطين الشيعة الوافدين من خارج إيران.

– إجبار الناس على ممارسة شعائر الشيعة، ورفع راياتها على البيوت، وفي الشوارع العامة.

– اتهام كل من ينتقد الإجراءات التعسفية، أو عملية التشييع بإنه من جنود الدولة العثمانية.

لو نظرت عزيزي القارئ لأحداث العراق منذ سقوط صدام، ودخول قوات التحالف إلى اليوم لرأيت القصة نفسها تتكرر، وكأنها فلم يعاد تصويره، فبعد أن كان بالأسود والأبيض، صار بالألوان.

– قوات التحالف التي تقودها أمريكا تأتي بالشيعة على رأس السلطة، وتسمح لإيران التي كانوا يقولون أنها عدوتهم بدعم الحكومة الشيعية، بل والسيطرة عليها، مثلما فعل التحالف الذي كانت تقوده البرتغال قبل ذلك.

– إمداد الحكومة الشيعية بعشرات الآلاف من قوات التحالف الأوربية المسيحية، مثلما أمدوا إسماعيل الصفوي بمائة ألف مقاتل مسيحي.

– قتل العلماء السنة، وأئمة المساجد، تماما مثلما فعل إسماعيل الصفوي.

– حصار المدن السنية، وتدميرها، وقد فعل إسماعيل الصفوي ذلك بعد عشر سنوات من بداية ثورته، حيث دمر مدينة هرات وتبريز وغيرها عام 1510م، تماما كما حدث في العراق بعد عشر سنوات من سقوط نظام صدام.

– عقد تحالفات مع بعض قيادات السنة الدينية، تماما مثلما فعل إسماعيل الصفوي حين تحالف مع وعاظ الصوفية، من إجل شل تفكير وتجمعات السنة.

– تهجير السنة من مناطقهم، وتوطين الشيعة القادمين من الخارج، من إيران والهند والباكستان، مثلما فعل إسماعيل الصفوي تماما.

– إجبار السنة على ممارسة الشعائر الشيعية، ورفع راياتها في الشوارع، وفوق البيوت، وهي نسخة مما فعله إسماعيل الصفوي.

– اتهام كل من يقف في وجه عملية التشييع بإنه عميل للسعودية، أو قطر، أو تركيا، تماما مثلا فعل إسماعيل الصفوي.

لقد قامت المدن السنية بوجه إسماعيل الصفوي بعد عشر سنوات من بداية ثورته، فقام بعملية إبادة لتلك المدن، وسيطر من خلالها على ما يسمى خراسان الكبرى، وغيرها، وتشييعها بالكامل، بعد قتل أهلها، أو تهجيرهم، وهذا بالضبط ما حصل في العراق، فبعد عشر سنوات عجاف من البدء بعملية تشييع العراق على يد الصفويين الجدد، وبدعم من المبشرين الجدد، قامت المدن السنية بانتفاضة ضد تلك العملية، فكان لا بد من عملية كعملية إسماعيل الصفوي لتدمير تلك المدن، وتهجير أهلها، وتوطين الشيعة القادمين من الخارج مكانهم، لتكتمل عملية تغيير المذهب والمعتقد، وانظر ما يحدث في ديالى، حيث لم يسمح للنازحين السنة بالعودة إلى بيوتهم، وقتل من لا يخرج، وإرهابه، وجلب عوائل لا تدري ما أصلها لتوطينها في تلك المناطق.

إن تفخيم الدولة الإسلامية، وإبرازها بأنها قوة عظمى لا تقهر بسهولة أمر يقصد منه تبرير الدمار الذي سوف ينفذ في المناطق السنية، وغطاء لعمليات القتل والتهجير الكبرى التي سوف يقومون بها، فالدولة الإسلامية لم تستطع السيطرة على مركز مدينة الرمادي رغم استماتتها في ذلك، ولم تستطع السيطرة على سامراء رغم كل الخسائر التي قدمتها، فهي قوة ليست خارقة كما يراد لنا أن نراها، بل كل تلك الصورة المبالغ فيها جدا عن الدولة الإسلامية إنما لتكون الغطاء الذي سوف يستخدمونه لتدمير كل المدن السنية، وقتل أكثر ما يمكن قتله من أبنائها، وحينها لن يعترض أحد في العالم على حجم الدمار، أو حجم الخسائر، لأن السبب المقدم هو هزيمة الدولة الإسلامية العظمى.

أفيقوا قبل أن تبادوا، وتوحدوا قبل أن يأتي يوم يقال عن العراق: كان فيه سنة.


وهذا ما يحصل تماما في الشام والعراق

عبد الملك بن هشام (أو ابن هشام) هو أبو محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الحميري

 

، كاتب سير ومؤرخ.كما كان عالماً بالأنساب واللغة وأخبار العرب.

كانت مصر آنذاك أول بلد بعد الحجاز انتشر فيها المذهب المالكي وكثر بها تلاميذه، حتى صار عندهم أقوى من الموطن الذي نشأ فيه، وممن عاصر ابن هشام من العلماء الذين آلت إليهم الفتوى بمصر عبد الرحمن بن القاسم  بن عبد الحكم وأشهب بن عبد العزيز . 

لقي أيضا الإمام الشافعي، قال المزني : قدم علينا الشافعي، وكان بمصر عبد الملك بن هشام صاحب «المغازي» ، وكان علامة أهل مصر بالعربية والشعر، فقيل له في المصير إلى الشافعي، فتثاقل، ثم ذهب إليه، فقال : ما ظننت أن الله يخلق مثل الشافعي .

أعماله: 

سيرة ابن هشام: أهم أعماله هو اختصاره وتهذيبه للسيرة النبوية التي كتبها ابن اسحاق وهي سيرة ابن اسحاق، وهي سيرة فقدت ولم يبق في أيدينا غير مختصر ابن هشام، حتى أسماها الناس سيرة ابن هشام وباتت أكثر سير النبي صلى الله عليه وسلم شيوعاً بين المسلمين حتى يومنا هذا. وتعتبر سيرة ابن هشام من المصادر التاريخية المهمة سيما أنه نحى خلال تصنيفها إلى تحري الدقة والموضوعية والابتعاد عن ذكر الروايات والأشعار الغريبة التي ليس لها سند موثوق.

كتاب التيجان: وهو كتاب يتحدث عن قصص ملوك حمير وبعض الانبياء الذين عاصروهم.

توفي ابن هشام عام 218هجري الموافق 834 ميلادي

ما شاع ولم يثبت في غزوة خيبر

 




مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية تترس علي بن أبي طالب بباب الحصن في غزوة خيبر، حيث لم يرد ذلك من طرق صحيحة

مما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية تترس علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- بباب الحصن في غزوة خيبر، حيث لم يرد ذلك من طرق صحيحة.

قال ابن إسحاق -رحمه الله: "حدثني عبد الله بن الحسن، عن بعض أهله، عن أبي رافع، مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، حين بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود، فطاح تُرسه من يده، فتناول -رضي الله عنه- بابًا كان عند الحصن فترّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفرٍ سبعة معي، أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه (1)".

قال الحافظ الذهبي: "رواه البكّائي عن ابن إسحاق عن أبي رافع منقطعًا (2)".

وأورده تلميذه الحافظ ابن كثير-رحمه الله- في "البداية والنهاية" وقال: "وفي هذا الخبر جهالة وانقطاع ظاهر".

ولكن روى الحافظ البيهقي والحاكم من طريق مطلب بن زياد عن ليث بن أبي سُليم عن أبي جعفر الباقر عن جابر أن عليًا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فافتتحوها، وأنه جُرّب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلًا، وفيه ضعف أيضًا (3).

وفي رواية ضعيفة عن جابر بن عبد الله: ثم اجتمع عليه سبعون رجلًا وكان جهدهم ان أعادوا الباب (4)"، وعزا الحافظ في الإصابة هذه الروية لعبد الله بن أحمد بن حنبل، وقال: "وفي سنده حرام بن عثمان، متروك (5)". وقال الذهبي في الميزان عن رواية أبي جعفر عن جابر: "هذا منكر" (6).

وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: "له شاهد من حديث أبي رافع رواه أحمد في مسنده، ولكن لم يقل أربعون رجلًا (7)" والإمام رواه من طريق ابن إسحاق (8)"، وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) وقال: "رواه أحمد، وفيه راوٍ ولم يسمِّ (9)".

وقال الدكتور أكرم العمري: "ووردت عدة روايات تفيد تترّس علي -رضي الله عنه- بباب عظيم كان عند حصن ناعم، بعد أن أسقط يهودي ترسه من يده، وكلها روايات ضعيفة، واطّراحها لا ينفي قوة علي وشجاعته، فيكفيه ما ثبت في ذلك وهو كثير (10)".

فائدة

قال الإِمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه: "وُلد حكيم بن حزام في جوف الكعبة، وعاش مئة وعشرين سنة" (حديث رقم 1532). وقال الإِمام النووي -رحمه الله-: ولد حكيم (بن حزام) - رضي الله عنه - في جوف الكعبة ولا يُعرف أحد ولد فيها غيره، وأما ما روي أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وُلد فيها فضعيف عند العلماء (تهذيب الأسماء واللغات 1/ 166).

فائدة أخرى

مناقب أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- كثيرة في الصحيحين وغيرهما، منها: قوله -رضي الله عنه: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إليّ: أن لا يحبّني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق". (أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حُبّ الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان، 2/ 63 نووي).


المصدر:كتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

الهوامش: 

(1) الروض الأنف (6/ 508).

(2) المغازي ص 412.

(3) لأن في سنده ليث بن أبي سُليم، قال الحافظ في (التقريب): "صدوق، اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه، فتُرك".

(4) البداية والنهاية (4/ 189 - 190).

(5) الإصابة (2/ 502) قال الإِمام الشافعي: الرواية عن حرام حرام. (تهذيب التهذيب (2/ 223)

(6) ميزان الاعتدال (5/ 39) ط دار الكتب العلمية، 1426 هـ.

(7) لسان الميزان (4/ 196).

(8) الفتح الرباني (21/ 120).

(9) مجمع الزوائد (6/ 152).

(10) السيرة النبوية الصحيحة (1/ 324).


أصغر الفاتحين محمد بن القاسم الثقفي



في سنة 88هـ حدث أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند. ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد وقد وقع اختياره على محمد بن القاسم الثقفى

وكان عمره وقتها ١٨ عام  فانطلق وفتح البلاد وحرر الاسرى وقتل(داهر) حاكم بلاد السند وبعث برأسه الى دار الخلافة مع الغنائم التى وصلت الى عشرين ومائة ألف ألف فقال الحجاج كلمته الشهيرة

شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين الف الف درهم ورأس (داهر).

علي بن ولي بن حمزة المغربي أو النّسَّاب

 

 هو عالم رياضي من علماء القرن السادس عشر الميلادي البارزين في علم الرياضيات.

ولد بالجزائر من أب جزائري وأم تركية، أحسن أبوه تعليمه وتأديبه طوال فترة نشأته. عُرف ابن حمزة المغربي بالنزاهة العلمية وبحسن السيرة والسلوك وبعلم الحساب كان من العلماء الذين يتحرون الدقة والصدق في الكتابة والأمانة في النقل، اشتهر بلقب النساب لأنه كان ينسب كل مقالة أو بحث إلى صاحبه مثل ما ذكر عن كل من نقل عنهم في مؤلفاته من علماء العرب والمسلمين معترفاً بجميلهم، بعكس ما يجري عند علماء الغرب في ذلك الوقت.

من أبرز إنجازاته :

 هو مؤسس علم وواضع حجر الأساس لعلم اللوغاريتمات، و وضع الأساس لهذا العلم بسبب إهتمامه البالغ بالمتواليات العددية والهندسية والتوافقية، وكانت بحوثه في المتواليات هي الأساس الذي بني عليه هذا الفرع من رياضيات.

 تأليف كتاب تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد.

 حل المسألة المكية :

وهي مسألة هندية عجز علماء الهند على حلها فطُرحت على علماء الرياضيات العرب آنذاك وأخذت بالإنتشار والشهرة إلى أن حلّها ابن حمزة المغربي و أوردها في كتابه، كتاب تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد، وأعاد صياغتها كمسألة تعنى بمجال القسمة والإرث في حياة الإنسان الإجتماعية وسُميت بعد ذلك بالمسألة المكية لسماع ابن حمزة بها أثناء مكوثه في مكة. تنص المسألة على الآتي:

كان هناك رجل من الهند يملك 81 نخلة، النخلة الأولى تعطي في السنة رطلاً واحداً من التمر، والنخلة الثانية تعطي رطلين والثالثة تعطي 3 أرطال والرابعة 4 أرطال وهكذا إلى النخلة الواحدة والثمانون التي تعطي 81 رطلاً. مات هذا الرجل وعنده 9 أبناء، أوصى بأن يُعطى كل ابن 9 نخلات بشرط أن يكون جميع الأبناء متساوون في عدد الأرطال التي يحصلون عليها من هذه النخيل. فكيف يمكن تقسيم النخل بحيث يكون لكل ولد 9 نخلات تعطي نصيباً من التمر يساوي نصيب كل واحد من بقية الاخوة.

بعد أن عجز علماء الرياضيات في الهند على حل المسألة ذهب الولد الأكبر لمكة لأداء الحج ولطرح المسألة على العلماء العرب، فذهب لعالم الرياضيات ابن حمزة والذي كان أشهر علماء الرياضيات وقتها، فكان حله كالآتي:

وضع "ابن حمزة المغربي" جدولاً قسم فيه النخيل بالتتابع إلى تسع مجموعات كل مجموعة تحوي 9 نخلات بحيث تشمل المجموعة الأولى النخيل من النخلة رقم 1 إلى النخلة رقم 9 والمجموعة الثانية تحوي من نخلة 10 إلى 18 وهكذا مع الحفاظ على ترتيب النخلات في كل مجموعة من الاصغر إلى الأكبر وفي كل مجموعة نعطي النخيل أرقاماً من 0 إلى 8 مرتبةً تصاعدياً أو تنازلياً. وأعطي لكل واحد من الاخوة نخلة من كل مجموعة بحيث لا يأخذ أي واحد منهم نخلتان أو أكثر لهما نفس الترتيب في مجموعتيهما.

رسالة العز في زمن الذل




كان قد بلَغ الضعف والهوان من ملوك الطوائف في الأندلس، حتى صار أغلبهم يدفعون الجزية لملك النصارى "ألفونسو السادس" !!


إلا أن أمير مملكة "بطليوس" الأندلسية، المسلم "المتوكل بن الأفطس"  كان لا يدفع الجزية!!


فأرسلَ له "ألفونسو" رسالة شديدة اللهجة يطلب فيها منه أن يدفع الجزية كما يدفعها إخوانه من المسلمين!!


فرد عليه المتوكل برسالة كانت سبباً في قذف الرعب في قلب ألفونسو والنصـ ـارى، وهي:


( وصل إلى الملك المظفر من عظيم الروم كتاب يرعد ويبرق، ويجمع تارة ويفرق، ويهدد بالجنود الوافرة، ولم يدر أن لله جنوداً أعز بهم الإسلام، وأظهرَ بهم دين نبينا -عليه الصلاة والسلام- يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم!


فأَمّا تعبيرك للمسلمين فيما وهَن من أحوالهم، فذلك بسبب الذنوب المركوبة، والفرق المنكوبة، ولو أتفقت كلمتنا علمت أي صائب أذقناك !!  كما كانت آباؤك مع آبائنا!


ونحن فإن قلّت أعدادنا، وعدم من المخلوقين استمدادنا، فما بيننا وبينك إلا سيوف يشهد بحدها رقاب قومك، وجلاد تبصره في يومك، وبالله وملائكته نتقوى عليك، ليس لنا سواه مطلب، ولا إلى غيره مهرب، وهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين، شهادة أو نصرٌ عزيز! )


وعندما قرأ ألفونسو الرسالة، لم يستطع أن يرد، وما استطاع أن يرسل له جيشا ليحاربه أبداً!


تأمل



مات ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺮأس

وﻣﺎت الإمام ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﺮب العنيف ﺑﺎﻟﻬﺮاوات..


وﻣﺎت ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ فارًا

وﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻣﺤﺎﺻﺮًا

وﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻬﺠﻮﺭًا 

وﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻘﺘﻮلًا

وﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻣﻄﺎردًا

وﻣﺎﺕ ﻋﻴﺎﺽ مقتولًا

ومات أبو حنيفة أسيرًا 

وﻣﺎت ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﻪ ﻣﺴﺠﻮنًا

ومات نعيم بن حماد مقيدًا وجُر فى قيده وأُلقي في حفرة ولم يُغسّل ولم يُصلَّ عليه.. !!


لا يجاملون سلطان في باطل 

ولا يهدنون في العقيدة او المنهج 


هذا ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ في كل زمان .. 

ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ أعمارهم ﻣﻦ أجل إﻳﺼﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺭسالة الله كما انزلها على رسوله الكريم وجعلها على المحجة البيضاء .. !

من هم العرنيين ؟!


وفد الى رسول الله اناس من قبيلة "عرينه" فأسلموا ودخلوا في دين الله فآواهم رسول الله وأطعمهم فاصابهم داء في بطونهم -داء الاستسقاء- .


فارسلهم رسول الله مع طائفة من ابل الصدقة وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها ، فلما صحوا وسمنوا، ارتدوا عن الإسلام وقتلوا راعي النبي وسملوا عينة -أي وضعوا الحديد الملتهب في عينة وفقئوها - واستاقوا الإبل وهربوا بها .


قال أبو قلابة راوي الحديث عن أنس: «هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله.» رواه البخاري.


فابتعث رسول الله عدد من الرجال فلحقوا بهم وجائوا بهم الى رسول الله فقطع أيديهم وارجلهم واحضر الحديد الملتهب ووضعه في اعينهم  ثم تركهم يهيمون على وجوههم في حر الصحراء غارقين في دمائهم ولم يعطهم ماء او طعام حتى ماتوا .


﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة:33]


روى مسلم في صحيحه عن أنس قال: إنما سمل النبي -صل الله عليه وسلم- أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء. 


فما فعله النبي هو عين العدل، وأضف إلى ذلك أن مثل هذا الفعل القبيح من هؤلاء المجرمين لو تعامل النبي معه باللين والرفق والعفو لتجرأ أناس غيرهم على ذلك، في وقت كان المسلمون فيه محارَبين من عدة جهات.


 المصادر :-

الاحاديث كلها صحيحة حول تلك الواقعة

 البخاري ( 1 / 69 و 382 - 2 / 251 - 3 / 119 - 4 / 58 و 299 ) 

 مسلم ( 5 / 101 ) 

 أبوداود ( 4364 - 4368 ) 

 النسائي ( 1 / 57 - 2 / 166 ) 

 الترمذي ( 1 / 16 - 2 / 3 ) 

 ابن ماجه ( 2 / 861 و 2578 ) 

 الطيالسي ( 2002 ) 

فضل المسلمين على الغرب لا ينتهي،




لا يزال النظام الذي أنشأه المسلمين في الأندلس المحتلة لإمداد العاصمة مجريط "مدريد"، بالمياه معمولاً به منذ إنشائه قبل قرون، مع الإشارة إلى إنشاء المسلمين في بلاد الأندلس أكثر من نظام لتوصيل المياه، إلا أن أشهر نظامين، جرت دراستهما، هما نظام مجريط، ونظام كريفلينت، قيّض للأول منهما، أن يستمر في العمل إلى عصرنا الحالي.


و بحسب مؤرخ العلوم العربية الدكتور البريطاني "دونالد هيل"، فإن نظام العاصمة مجريط المائي عبر ما سمّاها بتقنية القناة التي أنشأها المسلمون في الأندلس لا يزال يعمل لإمداد المدينة بالمياه من منطقة تدعى وادي الرمل، أو ما خطّه باللاتينية Guadarrama

الإرهاب الذي لا تسمع عنه





منظمة الشيتنيك أو ( الجيش السلافي ) منظمة إرهابية صريبة أسست عام 1903  وهدفها إقامة دولة صربية كبرى في البلقان و تطهير يوغسلافيا من الاقليات الغير سلافية (القومية الصربية) .

نفذت المنظمة مذابح رهيبة ضد المسلمين   وبلغ عدد ضحاياها 700 ألف غالبيتهم من المسلمين البوسنة  ،و قاتل أعضائها في جورجيا وأبخازيا و أوسيتيا الجنوبية وحالياً يقاتلون في أوكرانيا  .

ومن شعارات المنظمة خلال حرب البوسنة ( السكين الذي لا يذبح رأس مسلم لا يصلح لتقطع به الخبز )،، و تتخذ علم أسود عليه جمجمة ترمز للمسلمين الذين تم قتلهم على يد المقاومة الصربية  و شعار يقول ( للملك و أب الأرض .. الحرية أو الموت ) !!

كل هذا و لن تسمع عن هذه المنظمة وجرائمها في الإعلام .. أو توصف النصرانية بأنها دين إرهاب !!

 وانتهى أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يحبسكم قالوا: قد قتل النبي، صلى الله عليه وسلم. قال: فما تصنعون بالحياة بعده ! قوموا فموتوا على ما مات عليه. ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، فوجد به سبعون ضربة وطعنة، وما عرفه إلا أخته، عرفته بحسن بنانه.


وقيل: إن أنس بن النضر سمع نفراً من المسلمين يقولون، لما سمعوا أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قتل: ليت لنا من يأتي عبد الله بن أبي بن سلول ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان قبل أن يقتلونا. فقال لهم أنس: يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد. اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ! ثم قاتل حتى قتل.


هل تعرف عثمان باتور؟! وهل سمعت بهذا الإسم من قبل؟!




في عام 1940، داهم الجنود الصينيون والروس تركستان الشرقية لإخضاع المسلمين, مارسوا خلال هذا الغزو كعادتهم المجازر والجرائم ضد المسلمين من قتل ونهب واغتصاب وانتهاك للحرمات .. يتم القبض على كل من يحمل سلاح, بندقية كانت أو سهم أو حتى سكين صيد


يبدأ بطلنا القازاقي عثمان إسلام اوغلو الملقب بـ"باتور" أي الشجاع بالعيش على الجبل رافضا تسليم سلاحه.


عثمان باتور (بالقازاقية: وسپان باتىر) (ولد عام 1899 ) في مقاطعة كوكتوغاي، ولاية ألتاي، شينجيانغ - تركستان الشرقية المحتلة من جمهورية الصين الشعبية.


 أول من يذهب معه هو صديقه سليمان وابنه الأكبر شيرديمان ويشكلون عصابة مجاهدة هدفها الوحيد هو النكاية والانتقام من العدو الكافر المحارب الروسي الصيني, يداهمون المراكز الصناعية يغتالون الضباط, ينصبون الكمائن 


ويتتبع الصينيون والروس المجموعة التي تصطاد في الجبل. يخشون ان تنمو هذه المجموعة وتنتشر أفكارها


وخوفهم يتحول إلى حقيقة


يجاهد عثمان باتور البالغ من العمر أربعون عاما عشرة أعوام مع ثلاثين ألفا من مجاهديه وعدد قوات الصين حينها 300 ألف. مجاهد واحد مقابل عشرة من الكفار في جبال ألتاي


"هنا مقر الجنرال عثمان باتور البطل الذي دوخ الأعداء والذي استطاع أن يمسك ببعض الخونة من أبناء البلاد المتشيعين للعدو، وكان عثمان باتور صارم النظرات، طويل الشارب، كث اللحية، كبير الأنف لحد ما، وكان هادئ الحركة، وسيما قليل الكلام، عميق التفكير...... الكثيرين من الرجال يناضلون إلى جواره، وكان يلبس الملابس الثقيلة أو السميكة اتقاء للبرد القارس في الجبال، ما أعجب هؤلاء الرجال، كانوا يصمدون لعواصف الطبيعة ومكائد الأعداء، ويجابهون الموت والمكاره بشجاعة منقطعة النظير طوال سنوات، وكان شعارهم الذي يهز الجبال “الله أكبر… الله أكبر" (ليالي تركستان)


لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..  أحد الخونة يخبر القوات الصينية بمكان تواجده، ويواجه عثمان باتور قوات الصين القادمة لقتله مع مائتين من مجاهديه .. وبعد معركة حامية الوطيس يكبو جواد الفارس ويلقى جوادُ المجد راكبه لكنه لم يتوقف عن المقاومة حتى بعد تعطل رشاشه الآلي الذي غنمه في المعارك يقاتل عثمان الشجاع بخنجره حتى يسقط مصابا


 وفي 29 أبريل من عام 1951 يقع عثمان في الأسر. ويقطع أنفه وأذنه مثل أسد الله حمزة رضي الله عنه. وينفذ فيه حكم الإعدام وهو يصدح بالتكبير والتهليل .. متقدما نحو الموت بجلال .. ويصل خبر استشهاده لوالدته عائشة فتقول: إنما ربيت ولدي لمثل هذا!

الحملة الفرنسية على أرض الكنانة








لا شك أن دراسة تأثير الحملة الفرنسية على أرض الكنانة من بلاد الاسلام من الأهمية بمكان ، فمصر لم تزل قلب الاسلام النابض ، و إعلامه السيار ، و قبلة العلماء و المثقفين المسلمين ، و لذلك فإننا حين ندرس تاريخ الحملة الفرنسية على مصر فنحن ندرس أيضا بداية اللقاء بين الحضارتين الاسلامية الأصيلة و الفرنسية الغربية الدخيلة .

 


قبل الإنطلاق نحو معرفة حيثيات وتفاصيل  الحملة الفرنسية على مصر يجب أولا وقبل كل شيء ان نعرف أهدافها والتي تمثلت في: 

ـ كان احتلال مصر هدفا قديما للفرنسيين, يلمع في الذاكرة للفرنسية من حين لآخر, ويتجدد من آن لآخر , حتى سنحت الظروف بهذا الاحتلال ، و ذلك للثأر من العار الذي لحقهم في معركة المنصورة سنة (648هـ = 1250م) والذي أسر فيها كبيرهم - لويس التاسع عشر -.

- وكذلك الانتقام لفشل الحملة الصليبية الخامسة سنة ((618هـ= 1221م) ) علي يد الملك الكامل .


كذلك كان من أهدافها الرغبة الفرنسية في عقاب المماليك الذين ساهموا في كسر الغرور الفرنسي من قبل.

فلما بدأ الضعف يتسرب إلى الدول العثمانية ويدب في أوصالها أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي من جديد، وراح الأمل القديم يحيا في النفوس، وبدأ الساسة الجدد ينتظرون لحظة الثأر من العار الذي لحقهم في معركة المنصورة خالدة الذكر في سنة (648هـ = 1250م)، وكانت تقارير رجالهم تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولا بد من انتهازها.

وأيضا البحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، لذلك تولدت رغبة فرنسية في مواجهة النفوذ البريطاني ، المتزايد ، بهدف التشويش على طرق التجارة البريطانية , وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الأحمر.

ومن الأهداف أيضا رغبة فرنسا في العمل على شق قناة برزخ السويس . فبعد قيام الرحالة فاسكو دا جاما باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في بداية القرن السادس عشر ، تغيرت معه حركة التجارة العالمية ـ إذ لم تعد السفن القادمة تمر على مصر ولم تعد مصر والإسكندرية قلب هذه التجارة ، بل صارت تدور حول قارة إفريقيا ، وعانت فرنسا جراء ذلك معاناة شديدة.

وبعد ضمّ بريطانيا العظمى الهند إلى ممتلكاتها أصبح طريق رأس الرجاء الصالح حكراً على بريطانيا وحدها. لذلك ومع تزايد التنافس الاستعماري بين الدول الكبرى نشط الفرنسيون للتغلب على منافسيهم البرتغاليين في الشرق الأقصى، و كذلك البريطانيين و غيرهم ، فرأوا أنه لا سبيل لذلك إلا بإعادة التجارة إلى طريقها القديم والحصول على حاصلات الشرق بواسطة السويس، وصارت تلك الفكرة الشغل الشاغل للدبلوماسية الفرنسية ردحاً من الزمن فقد كان على فرنسا أن تفعل شيئاً يعيد لها مجدها وهيبتها ، و يقضي كذلك على تجارة انكلترا مع الهند ،.و لذا ظهرت الحاجة الملِحَّة لحفر قناة السويس ، وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر بقيادة نابليون بونابرت سنة (1212هـ= 1798) درس نابليون إنشاء قناة تربط البحرين.

ـ و في شتاء عام 641-642 للميلاد و بعد أخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر الإذن من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بفتح قناة مائية بين بحر القلزم و بحر الروم ـ أي في مكانها الحالي الآن ـ حيث سميت قناة أمير المؤمنين ، وظلت القناة تقدم خدماتها لأهل مصر حتى نهاية القرن الثامن الميلادي.

وفي عهد الخليفة أبي جعفر المنصور رحمه الله و لمحاصرة ثورة خرجت عليه في مكة المكرمة والمدينة المنورة قام بردم القناة خوفاً من وصول إمدادت مصرية إلى الثوار في الحجاز .

وقد ذكرت بعض المصادر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه فكر في وصل البحرين الأبيض والأحمر، و لكن يبدو أن المراد قناة أخرى تُشَقُّ ما بين بحيرة التمساح وسط البرزخ بين مصر وسيناء إلى البحر المتوسط. غير أن المشروع ألغي لأسباب عسكرية حينها.

كما وكان من بين الأهداف التي وضعها الفرنسيون من حملتهم على مصر والشام رغبتهم أن تكون مصر قاعدة إستراتيجية ونواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق .



إنَّ احتلال مصر كانت رغبة قوية و ملحَّة لدى فرنسا ،بل بقيت أملا لساستها وقادتها ينتظرون الفرصة السانحة لتحقيقها متى أتِيحت لهم ،وفي سبيل ذلك كانوا يبعثون رجالهم إلى مصر على هيئة تجار أو سياح أو طلاب ودارسين ، ويسجلون دقائق حياتها في تقارير يرسلونها إلى قادتهم.

ولما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة العثمانية أخذت فرنسا تتطلع إلى المشرق العربي مرة أخرى، وكانت تقارير رجالهم تحرضهم بأن اللحظة المناسبة قد حان أوانها ولا بد من انتهازها.

وكشفت تقارير سانت بريست سفير فرنسا في الآستانة منذ سنة (1768م) والبارون دي توت والمسيو - مور- قنصل فرنسا في الإسكندرية ضعف الدولة العثمانية، وأنها في سبيلها إلى الانحلال، ودعت تلك التقارير إلى ضرورة الإسراع باحتلال مصر، غير أن الحكومة الفرنسية ترددت ولم تأخذ بنصائحهم، احتفاظا بسياستها القائم ظاهرها على الود والصداقة للدولة العثمانية.

إلاَّ أن الحملة الفرنسية لم تكن مجرد حملة صليبية حربية ، بل كانت هجمة استعمارية موجهة إلى كبد الحضارة الاسلامية ، و لذلك فلم تكن بالطبع بمعزلٍ عن أيدٍ يهودية خفية ، كانت قد خلقت من قبل الثورة الفرنسية و من قبل ذلك كثيرٍ من معطيات الثورة الصهيونية المسماة تاريخيا بعصر النهضة .

إذ أن الأيدي اليهودية التي كانت كثيرا ما تحوك المؤامرات ضد القصر الملكي الفرنسي و التي استطاعت عبر التاريخ استغلال الأحداث وتوظيفها لمصلحتهم التوظيف الأمثل . استطاعت توظيف نابليون ـ امبراطور فرنسا الثائر وصاحب الانتصارات المتعددة ، و المولود عام 1769م في جزيرة كورسيكا التي كانت فرنسا قد استولت عليها قبل ولادته بخمسة عشر شهراً ـ وفق مخططات صهيونية مرسومة بدقة متناهية .

فمن الثابت تاريخيا أن اليهود حاولوا استغلال حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م وتوظيفها لتحقيق عدد من المكاسب التي تخدم المصالح اليهودية وتفت في عضد امتنا الإسلامية . وبذلوا في ذلك الغالي والنفيس.

كانت تجول في عقلية نابليون, الخارج لتوه من حرب ضروس مع ايطاليا منتصرا متوجا , يملأه الصلف والغرور كثير من الآمال و الأحلام تجاه غزو مصر . إلا أن الواقع يومها كان يقول إن العين الفرنسية بصيرة واليد قصيرة فغزو مصر هدف كبير , ومكلف وسيكلف نابليون الكثير والكثير ، فقد كانت الحكومة الفرنسية تمر بضائقة مالية خانقة بسبب الحروب العديدة المتتالية التي خاضتها فرنسا في الفترة السابقة . وبالتالي برزت أمام أحلام نابليون بإنفاذ حملته على مصر جبال من الصعاب , وتلال من العقبات .

رصدت الرأس اليهودية هذا الواقع . ورصدت – أيضا - الرغبة الفرنسية الجامحة في إنفاذ الحملة العسكرية علي مصر بشتى الطرق . وفي الوقت نفسه رصدت كم الصعاب التي تواجه نابليون وحكومته . ولكنها سرعان ما تدخلت , وسرعان ما بدأ مسلسل استغلال الحدث , وبدأت الرأس اليهودية في التقرب من نابليون . وسرعان ما زللت له كل الصعاب التي واجهته , وحلت له العديد من المشاكل. وسرعان ما تحولت جبال الصعاب إلى سهول معبدة ومفروشة بالورود . فلقد قام المليونير اليهودي روتشيلد بتمويل حملة نابليون على مصر . وصدرت الأوامر لصناع السفن اليهود في ميناء جنوه في إيطاليا ببناء قطع الأسطول الذي سيحتاجه نابليون في مهمته . (بالفعل رافق هذا الأسطول نابليون في حملته على مصر) .

كان الهدف من كل هذا هو إقناع نابليون بونابرت بمساعدة اليهود في تكوين وطن قومي لهم في بيت المقدس . و" سارع روتشيلد . . . . إلى إقناع نابليون لتوطين اليهود في فلسطين إن هو نجح في توطيد أركان سيطرته على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط . ولقد استحسن نابليون هذه الفكرة ) .

ويذكر الدكتور أمين عبد محمود: "أن الوعد الفرنسي بإقامة وطن قومي لليهود في بيت المقدس كان مقابل تقديم الممولين اليهود قروضًا مالية للحكومة الفرنسية التي كانت تمر آنذاك بضائقة مالية خانقة، والمساهمة في تمويل الحملة الفرنسية المتجهة صوب الشرق بقيادة بونابرت ويؤكد على هذا البعد أيلي ليفي أبو عسل بقوله :

" كانت فكرة إعادة اليهود إلى بيت المقدس في طليعة المرامي والمشاريع الاجتماعية السامية التي كانت تجول في مخيلة نابليون الوقادة ويطمع في تحقيقها حيال المسألة الشرقية عندما شرع في تجهيز حملته لغزو مصر والشام . "


ويذكر المؤرخون أنه "وقبل تحرك الحملة من فرنسا إلى مصر ، تلقى بول باراباس ، عضو حكومة الإدارة في باريس من صديقه توماس كوريت ، الرأسمالي اليهودي الايرلندي، رسالة ينصحه فيها بالاستفادة من اليهود الذين وصفهم بأنهم : يقدمون لكم عنصرا يمكن الاعتماد عليه في الشرق .وضع الاقتراح أمام نابليون الذي التقى عدد من الشخصيات اليهودية التي ، دعته إلى إقامة وطن يهودي بالاتفاق مع فرنسا ، في إقليم الوجه البحري من مصر ، مع حفظ منطقة واسعة المدى ليمتد خطها من مدينة عكا إلى البحر الميت ومنه إلى البحر الأحمر".

ولكن شاء ت إرادة الله أن تزري رياح أحلام روتشيلد وبني قومه ،إذ جاءت الرياح المصرية بما لم تشتهه السفن الفرنسية- أو قل السفن اليهودية .فلقد تم تدمير الأسطول الفرنسي كله على الشواطئ المصرية . ولم يستسلم الشعب المصري لحظة واحدة , ولم تهنأ القوات الفرنسية في مصر بوجودها لحظة . وقام المصريون بقتل العديد من القوات الفرنسية , وذكرت إحصائية فرنسية حديثة أن قوات نابليون التي جاءت إلى مصر وبيت المقدس بلغت خسائرها 13 ألف قتيل سقطوا في المعارك . وهناك إحصائية أخرى تقدر خسائر الجيش الفرنسي بلغت 28 ألف جندي أي أكثر من نصف قواته , وأن عدد القتلى الفرنسيين أمام أسوار عكا وحدها بلغت 5000 قتيل .

هذا على الرغم من أن القوات الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم البشعة في حق الشعب المصري والفلسطيني فيما بعد ، .فقدتعاملوا مع المصريين بقسوة وهمجية و اعتدوا على القرى فنهبوا المنازل – حتى المواشي التي كانت تقابلهم في الطرقات .

فقد ذكر الجبرتي : أن الفرنسيين " أشعلوا النيران في الغيطان . أرهقوا الشعب البائس بالضرائب الباهظة . أخرجوا أصحاب المنازل من منازلهم . واستولوا عليها . وعاثوا بالأزهر وضربوه بالقنابل . دخلوه بخيولهم وربطوها بقبلته . وداسوا المصاحف بأقدامهم . و ذبحوا أكثر من 2500 من المسلمين – كما قال نابليون بونابرت في تقرير رسمي أرسله إلى فرنسا .وصحيح أنهمهم الذين ذبحوا المسجونين وألقوا بجثثهم في قاع النيل ليلا . حتى النساء المصريات لم يسلمن من الذبح والسلخ على يد الجزار الفرنسي . إلا أن هذا لم يضعف من شأن الجهاد والمجاهدين. 

أذيال الخيبة مع بقايا جنوده ويتوجه إلى فرنسا - , سار ببقايا جيشه عبر صحراء سيناء إلى بيت المقدس مضمرا في نفسه أن ينشئ الدولة اليهودية بها , استجابة لطلب المحافل الباريسية الصليبية الصهيونية (8)هذا من ناحية . ومن ناحية أخري فإن (فرنسا) لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى (الهند) و(الصين)، وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت – من أجل مصالحها - ,ولا يوجد أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض كما ذكر بالحرف الواحد المفكر اليهودي "موسى هس". 

وفي الرابع من أبريل سنة 1799 م خطب نابليون خطبة الشهيرة في صهيوني يافا , وحيفا , والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها : -

يا ورثة فلسطين الشرعيين .

الأمة العظيمة تناديكم .

لتستردوا ما سلب منكم بالغزو .

أسرعوا .

لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة .

وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد . "




دفع اليهود الفاتورة .فاتورة الحملة الفرنسية على مصر . تلك الحملة التي بلغ قوامها 38 ألف جندي . وفشل نابليون بالوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه لزعماء اليهود في فرنسا باحتلال فلسطين وإقامة وطنٍ قوميٍ لليهود فيها . وهنا ظهرت أخلاق اللصوص حينما يختلفون . فقد غضب اليهود على نابليون فحاولوا اغتياله, إلا أن محاولتهم الأولى باءت بالفشل , فأتبعوها بمحاولة ثانية قام بها رجل يهودي اسمه " سناب " . كان قد قرر اغتياله في مدينة " شونيرون " , وفشلت المحاولة فعززوها بمحاولات .

يقول " شيريب سبيريد وفيتش " إن الجرائم الإرهابية العلنية والسرية انتقاما من نابليون بونابرت بعد أن انقلبوا عليه كانت لا حصر لها . " وأضاف كان انتقام زعماء اليهود من نابليون رهيبا لأنه فشل في تنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه لهم باحتلال فلسطين وتسليمها إليهم ليتخذوا منها وطنا قوميا لليهود . "

إن كل هذه الحقائق تلفت نظر الأجيال إلى أحد أبرز خصال الشخصيات اليهودية عبر التاريخ وهي فن استغلال الأحداث . ولطالما حقق اليهود من جراء هذه الخصلة العديد من المكاسب الأهداف التي كثيرا ما قوت موقفهم واضعف امتنا . ولكن التاريخ يعلمنا أن اليهود لا ينجحون أبدا في تسجيل أهدافهم إلا عندما يكون المرمى خاليا من أهل التقوى وأهل الصلاح من جند الله المخلصين . فبالرغم الإنفاق الطائل , والتخطيط الدقيق والكيد الخفي, والاستنفار العام و استغلال بريق اسم نابليون احد ألمع القادة العسكريين في التاريخ الحديث إلا أن المقاومة الشعبية المؤمنة بربها , الملتفة حول قيادتها , القوية بعقيدتها , الأبية بعزتها وكرامتها المحبة لأوطانها هي التي أفسدت كل هذه الخطط وكل هذا الجبروت . لتبقى المقاومة الشعبية الواعية هي الرهان المؤمل عليه قديما وحديثا,. وتظل هي أهم بعد استراتيجي يجب أن تهتم بها الشعوب, وكل الغيورين على مستقبل هذه الأمة .

و معلوم أن الرغبة الفرنسية في احتلال مصر العربية كان هدفا قديما , يلمع في الذاكرة للفرنسية من حين لآخر, ويتجدد من آن لآخر , حتى سنحت الظروف بذلك الاحتلال .



اليهود ودورهم في صناعة الثورة الفرنسية: 

يعتبر اليهودي "أمشيل ماير" (1743 ـ 1812م) وزوجته اليهودية "جوتا شنابير" هما المؤسسان الحقيقيان لأسرة أباطرة العالم المستترين والقتلة العالميين.

كان الزوجان يمتلكان متجرًا صغيرًا في "فرانكفورت" بألمانيا، وكان لهما عشرة من الأبناء: خمسة ذكور، وخمس إناث، اكتسبوا لقب "روتشيلد" نسبة إلى درعٍ أحمر كانوا يحتفظون به.

استطاع "أمشيل" بدهائه أن يوطد علاقته بفردريك الثاني، وأصبح لأبنائه وبناته نفوذًا كبيرًا خاصة بعد زواجهم من عائلاتٍ وشخصيات لها قدرٍ كبيرٍ من القوَّةِ والنفوذ، ووصلوا إلى مناصب ومراكز سياسية واقتصادية كبيرة.

ولمَّا حضرت "أمشيل" الوفاة وكان يقارب السبعين من عمره، دعا جميع أبنائه إلى "فرانكفورت"، وقال لهم:

"تذكَّروا يا أبنائي أن الأرض جميعً ينبغي أن تكون لنا نحن اليهود، وأنَّ غير اليهود حشرات يجب ألاَّ يملكوا شيئًا".

وجعلهم يقسمون أمامه على ألاَّ ينفرد أحدهم بعملٍ دون الآخرين، وأن يعملوا مترابطين مجتمعين.

بدأ الأبناء الخمسة أعمالهم التجارية في خمس عواصم أوربية مختلفة، واستطاع الجيل الأوَّل من "الروتشيلديين" أن يبسط نفوذه على سوق المال فيها، وكانوا يعملون بتضامن تامٍ إلى درجةٍ جعلت منافستهم مستحيلة.

القوى المتصارعة في "أوربا"، ويوجهها لخدمة مصالحه، وكان لهم دورٌ كبيرٌ في صناعة الأحداث والشخصيات، فهم الذين صنعوا "نابليون"، وهم الذين حطموه بهزيمة قائده "سولت" المتعمدة، والذي كان يهوديًّا، فقد خان "سولت" إمبراطوره الذي رقَّاه مارشالاً، وعينه دوقًا، وأغدق عليه الملايين، لكن ولاءه للروتشيلديين كان أكبر من كُلِّ شيءٍ.


"ناثان" "روتشيلد الثاني" (1777 ـ 1836م): 

استطاع "ناثان" الابن الرابع لأمشيل أن ينهب "بورصة لندن" حينما أدرك فرب نهاية "نابليون"، فسارع بالذهاب إلى "لندن"، وأشاع أعوانه أنباء كاذبة عن انتصارات "نابليون"، وإمعانًا في التضليل راح يعرض كُلَّ ما لديه من الأسهم والسندات للبيع، ليعيد أعوانه شراءها بأسعارٍ زهيدة، وسرعان ما حدث انهيار كبير في البورصة بعد الهلع الذي أصاب الناس، وتمكن عملاء "ناثان" من شراء كُلِّ شيءٍ.

وفي اليوم التالي وصلت الأنباء الصحيحة بهزيمة "نابليون"، فارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل، وربح "ناثان" في يومٍ واحدٍ أكثر من خمسة ملايين جنيهٍ.



عملاء "الروتشيلديين":

لقد كوَّن "الروتشيلديون" ـ تحقيقًا لأهدافهم ـ سلسلة من العملاء المقتدرين، مثل "ديزرائيلي" و"نابليون" و"بسمارك"، بالإضافة إلى اليهود من أمثال "مارشال سولت" و"كارل ماركس" و"بومبلس". وقاموا بسلسلة من الاغتيالات لمعارضيهم، وكلِّ من يقف في طريقهم، واستخدموا كُلَّ الأسلحة لتحقيق مآربهم، بدءًا من الإغراء بالمال والجنس وانتهاءً بالقتل.

من هو نابليون :

ولدت الماسونية الحديثة في انجلترا في أوائل القرن الثامن عشر لتعبر بعدها بسرعة المانش لتصل إلي فرنسا وتلعب دورا شديد الخطورة في تاريخها ، و ذلك عندما صنعت الثورة الفرنسية ، ثم وجدت في شخص نابليون بونابرت بطلا يجسد أحلامها ويهزم أعداءها .

يقول وليم غاي كار : ( كان "نابليون" فقيرًا إلى درجة أنه لا يستطيع أن يدفع أجرة غسيل ملابسه، هذا الضابط الصغير المشهور بالقسوة وعدم الرحمة هو من كان يبحث عنه "أمشيل"، كان "نابليون" صديقًا للماسوني المتعصب "أوجستن روبسبير" الذي أدخله إلى عالم "الماسونية"، وبفضل المجازر التي قام بها أحرز "نابليون" الدرجة الثلاثين في "الحركة الماسونية".

فعندما اندلعت الثورة الفرنسية كانت الماسونية مع احتكار عصر التنوير هي وقودها الروحي ، وكان من الطبيعي أن يكون أغلب قادة الثورة أعضاء في محافل ماسونية‏,‏ وكان من الطبيعي أيضا أن تكون انتصارات الثورة انتصارا للماسونية وان يقترن انتشار أفكار الثورة وإعجاب شعوب أوروبا بها بأفكار الماسونية‏.‏

بل ان الثورة اتخذت نفس شعار الماسونية الحرية والمساواة والإخاء شعارا لها‏.


الشروع في إعداد الحملة:

قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر ، قدم شارل مجالون القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في 9 فبراير 1798م يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.

وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من - تاليران - وزير الخارجية، ويحتل هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر ، حيث عرض فيه للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين.

وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في 12أبريل 1798م

وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر، وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الاحمر والعمل على شق قناة برزخ السويس.



تجهيز الحملة:

جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.

وأبحرت الحملة من ميناء طولون في 19 مايو 1798م وتألفت من نحو 35 ألف جندي، تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر فلول الصليبيين.

الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة:

وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد محمد كريم حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.

وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه، لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري.



الطريق إلى القاهرة:

وفي مساء يوم 3 يوليو 1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فبحري وتسلكه مراكب الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب القاهرة.

ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد؛ فوقعت في 13 يوليو 1798م أول موقعة بحرية بين مراكب المماليك والفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهرة.

ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في 21 يوليو 1798م في معركة أطلق عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين.



نابليون في القاهرة:

دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية، وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى الإمبراطورية البريطانية.

وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو الموافق 25 يوليو 1798م أنشأ نابليون ديوان القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات الفرنسية.

فما كان من الشعب المصري إلاَّ أن استخدم جميع وسائل المقاومة في مناهضة الغزاة ، حتى أصدر نابليون أوامره باستخدام أعنف الوسائل لسحق الثورة كقصف الجامع الأزهر واحتلاله بالجنود وقتل الثوار وإحراق المنازل و هتك الأعراض ، و غير ذلك من أبشع الأساليب القهرية .

لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوربا من تطور في فنون القتال وتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام…".

ولذلك فعندما احتل جنود نابليون القاهرة دخلوا إلى حرم الجامع الأزهر بخيولهم حيث ربطوها في قلب المسجد، ثم قاموا بنبش المكتبات، وألقوها على الأرض، وداسوا بأقدامهم القرآن الكريم، وبالوا في باحة جامع الأزهر، و الغريب أنه في تلك الآونة وفي ذات اللحظة كان بعض زعمائهم يتظاهرون بالإسلام، ويتوددون إلى الناس على اعتبار أنهم جاؤوا منقذين لهم من ظلم المماليك ؟؟



إنتهاء الحملة الفرنسية:

قدمت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت عام 1798 م ، بغرض جعل مصر قاعدة استراتيجية لتكون نواة للإمبراطورية الفرنسية في الشرق ، وبعد فشل أهدافهم وإنهزامهم أمام الجيوش الإنجليزية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ المصرية ، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله ، فقام الجنرال مينو بعد ذلك بتوقيع إتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصر على متن السفن الانجليزية ، فرحلوا عن مصر عام 1801م بعد قضاء حوالي 3 سنوات.



نهاية نابليون :

حين لم يستطع نابليون الوفاء بوعده لليهود بإعطائهم أرض فلسطين أثار بذلك حنق اليهود و غيظهم عليه .

فما كان من نابليون إلاَّ أن حاول احتواء المد الماسوني بعد عودته من مصر في عام‏1801‏ .

فعين أخاه جوزيف مشرفا علي المحافل الماسونية وأصبحت الماسونية منذ ذلك الحين طرفا خفيا في الحياة السياسية الفرنسية إما عن طريق جلسات العمل والندوات والموائد المستديرة حول الموضوعات الحساسة التي تهم المجتمع والتي تنظم دوريا ويدعي إليها كبار الشخصيات‏,‏ وإما عن طريق تعيين أعضاء لها كوزراء في الحكومات الفرنسية المتعاقبة‏,‏ وكذلك ـ وهو الأهم ـ عن طريق تجنيد كبار موظفي الدولة والذين يشغلون مواقع حساسة ليصبحوا أعضاء في المحافل الماسونية المختلفة‏.‏

إلا أن اليهود رأوا فيه خائنا غادرا لم يستطع الوفاء بوعده الذي أعطاه لهم ، فحاولوا قتله عدة مرات .

و عند ذلك أدرك نابليون أنَّ اليهود جُبِلُوا على الأذى الرهيب، فحاول الخروج عن سيطرتهم، ففي (مارس 1808م) أعلن أنه لن يتبع نصائح "الماسونية" الخاضعة لسيطرة اليهود، وراح يعدد جرائم اليهود البشعة في المجلس الإمبراطوري، فقال:

"إنه لا ينبغي النظر إلى اليهود كعنصر متميز، بل كغرباء، وسيكون إذلالاً مُرًّا أن نُحْكَمَ بهؤلاء، وهم أذّلُّ شعبٍ على وجه الأرضِ".

فكان ذلك تحدِّيًا لليد الخفية التي قبلت التَّحَدِّي، وقررت تدميره والخلاص منه، وفشلت عدَّة محاولات لاغتياله، فلجأت "اليد الخفية" إلى طريقة أخرى لتدميره، فقد قام القائد الماسوني "راديه" باعتقال البابا "بيوس السابع" دون عرض الأمر على الإمبراطور "نابليون" الذي أفزعه ذلك، لكنه لم يرغب في الإساءة إلى قائده، وتطور الأمر سريعًا، فأصدر البابا صكًّا بحرمان "نابليون".

وكانت معركة واترلو التي وقعت عام 1815 قرب بروكسل آخر المعارك الخاصة بنابليون بونابرت , وقد استطاع اليهود بث الخيانات بين مساعدي نابليون و مستشاريه مما وضع حداً لطموحات نابليون السياسية التي كانت تهدف إلى حكم اوروبا بعد هزيمته في هذه المعركة.

و إثر هذه الهزيمة الساحقة اضطرنابليون للتنازل عن منصبه , ليتم نفيه إلى جزيرة إلبا قبالة ساحل ايطاليا ,‏ إلا أن نابليون بونابرت توفي في 5 ايار عام 1821 بمنفاه الجديد في جزيرة سانت هيلينا في المحيط الاطلسي .‏



نتائج الحملة الفرنسية السياسية :

الأحوال الداخلية في مصر قبيل الحملة الفرنسية :

أصبحت مصر ولاية عثمانية سنة 923هـ في عهد سليم الأول وقد ترك العثمانيون إدارة شؤون مصر للمماليك الذين كانوا أدرى بشئونها وظل الأمر هكذا حتى هجم الفرنسية، على مصر واحتلوها سنة 1213 هـ واستمرت هذه الحملة مدة ثلاثة سنوات تركت خلالها أسوأ الآثار على مصر خاصة وعلى البلدان المحيطة عامة حيث كانت بداية للهزيمة النفسية للمسلمين وكشفًا لظهور عوامل الضعف في الدولة العثمانية، والتخلف الحضاري الذي آل إليه المسلمون ، هذا عدا ما طرأ من المفاسد التي بدأت تسري في جسد البلاد نتيجة تصرفات الفرنسيين المنحطة أخلاقيًا وسلوكيًا ، وحدوث شرخ كبير في نفوس المسلمين نتيجة حالة من الانبهار بتقدم العدو التقني و العسكري .

لكن من هو محمد علي باشا؟! 




محمد علي باشا هو: 

محمد علي هو أحد أبناء الطائفة الألبانية التي دخلت في دين الإسلام أيام السلطان محمد الفاتح وصار كثير من الألبان من قادة الجيوش العثمانية لما يمتازون به من قوة وصلابة في القتال ونباهة ونبوغ في العمليات الحربية تلك المواهب حدت بالسلاطين العثمانيين بالاعتماد على الألبان في الكثير من المهام الخاصة وفي المقابل حرص كثير من الألبان على الانخراط في سلك الجندية ومن هؤلاء كان محمد علي الألباني، ولم تذكر الروايات التاريخية شيئًا عن أصله ولا تاريخ ميلاده، و مما يذكر عنه قبل مجيئه إلى مصر أنه كان شخصية سيئة السمعة معروفًا بالقسوة وغلظة الكبد ترسله الدولة العثمانية لتأديب القرى التي تتأخر في دفع الضرائب فيعكسر هو وحملته التأديبية حول القرية ينهبون ويسلبون ويفزعون الآمنين حتى يرى أهل القرية أن الأفضل لهم دفع الضرائب مهما كانت باهظة، وقد انتقل بعدها لتجارة الدخان والتبغ فحقق أرباحًا جديدة وظهرت مواهبه وطموحاته الواسعة ونهمه الشديد للأموال والسيطرة غير أنه قد بقى جنديًا من جنود الدولة العثمانية حتى ترقى في سلكها وصار من كبار ضباط فرقة الروملي [أي الركبان] التي أرسلت من قبل الخليفة سليم الثالث لإخراج الحملة الفرنسية من مصر. 

يوصف محمد علي في كثير من كتب المؤرخين المحدثين بأنه رائد النهضة الحديثة في مصر والشام وبأنه صاحب الفضل الأول في حضارة مصر الحديثة لما أدخله في ديارهم من علوم وصناعات حديثة وتوسع عمراني، ويرجعون إليه الفضل في وضع مصر على خريطة العالم المتحضر وأنه وأبناءه قاموا بنقلة حضارية في الديار المصرية والشامية، و يصفه البعض من مؤرخي مصر الحديثة بالبطل القومي ، بل بطل من أبطال الإسلام وهو منه براء ، الى غير ذلك من الأوصاف والألقاب الفخمة، والأمجاد الزائفة الطنانة التي تروج على أبناء المسلمين، مع أن عمالته لأعداء الاسلام تتضح منذ أول قراءة لأعماله و انجازاته التي كانت كالسهام المسمومة المغروسة في جسد القطر المصري ، بل العالم الاسلامي ..

أما عن صفاته الشخصية التي سطرها معاصروه كالمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي و الذي كان معاصرًا له ، و خبيرًا بالكثير من صفاته ، و فاضحًا لمخططاته مما دعا محمد علي أن يغتال ولده الوحيد خليل سنة 1825 هـ مما أحزن الجبرتي كثيرًا حتى فقد بصره، وكان يصفه بأنه (مخادع وكذاب يحلف الأيمان الكاذبة ظالم لا عهد له ولا ذمة له ، يضمر السوء واستخدام العسف والجور في نفس الوقت الذي يعد فيه بالعدل ولا يخفف من عسفه وظلمه واستبداده واستجداء شيخ) .

وقال عنه : (يتسم بداء الحسد والشر ـ والطمع والتطلع لما في أيدي الناس وأرزاقهم)، وقال عنه أيضًا: (جمع على الناس عشرة أشياء من الرذائل وهي السخرة والعونة وأجرة الفعلة والذل والمهانة وتقطيع الثياب ودفع الدراهم وشماتة الأعداء وتعطيل معاشهم وأجرة الحمام) وذلك عندما كلفهم قسرًا بتعمير القاهرة.

كان محمد علي ميكافيلليًا لأقصى درجة، فالغاية عنده تبرر الوسيلة كلّف يومًا أحد النصارى المحيطين به وقد اعتاد أن يكون معظم حاشيته منهم واسمه أرتين بترجمة كتاب "الأمير" لميكافللي فلما وصل إلى الصفحة العاشرة أوقف المترجم عن المواصلة قائلاً بأنه: "يمتلك من الحيل ما لم يخطر لميكافللي على بال" .



محمد علي باشا على خطى الحملة الفرنسية :

كيف تولى محمد علي على مصر :

لم يكن من السهل على شاب قليل الخبرة وقليل المعرفة بمصر وطبيعتها أن يصل الى ما وصل إليه محمد علي مهما كانت قدراته أو ذكاؤه إلا إذا كان يستند الى قوة تخطط له وتعينه على تحقيق أهدافه وتسخره في نفس الوقت لتحقيق أهدافها ، وبخاصة أنه كما ذكر عن نفسه: (لا يصلح للولاية وليس من الوزراء ولا من الأمراء ولا من أكابر الدولة) وهذه الصفات حقيقية له مهما كان غرضه من قولها. 

لقد جاء محمد علي ضمن الفرقة الألبانية من الجيش العثماني لطرد الفرنسيين واستطاع بمكره ودهائه أن يتقرب للعوام ويكسب ثقة العلماء أصحاب الثقل الشعبي واستغل حالة الفوضى والفراغ الحادث في السلطة ، والخلاف الذي حدث على ولاية مصر حيث عينت الدولة خسروا باشا واليًا على مصر ولم يعجب هذا الاختيار المماليك ولا العلماء ولا الشعب من ورائهم.

وكان الإنجليز من وراء الستار يتقربون للمماليك الناقمين على خسرو باشا لإحداث مزيد من الفوضى والاضطرابات ببلاد الخلافة ولم يعجب هذا التقارب العثمانيون فأمروا خسروا باشا بأن يضيق على المماليك ولكن لتأخر دفع الرواتب ثار الجنود خاصة الألبان بقيادة طاهر باشا ومساعده محمد علي على خسرو باشا ، واضطر خسرو باشا لمغادرة مصر وتولى طاهر باشا الولاية، ولكنه ما لبث أن قتل على يد أحد الجنود الثائرين غيره من الألبان.

وتم تعيين أحمد باشا مكانه، ولكنه لم يلبث سوى يومًا واحدًا حيث أن العلماء وهم سادة الشعب فعلاً رغبوا في تولية نائب طاهر باشا وهو محمد علي وبالفعل أصبح محمد علي واليًا على مصر في 20 ربيع أول سنة 1220هـ وتوجه عمر مكرم نقيب الأشراف وعبد الله الشرقاوي كبير العلماء إلى محمد علي وألبساه لباس الولاية وأخذوا عليه عهدًا ألا يفعل شيئًا دون الرجوع إليهم، وأرسل محمد علي بعبارات التذلل والخضوع للسلطان ودولته تعلن فيها بأنه خادم مطيع فلم يقبل السلطان في بداية الأمر لعلمه بنوايا وأطماع محمد علي ولكن ضغط الشعب الغافل والعلماء السذج أجبر السلطان على الموافقة على تعيينه واليًا على مصر.

ومما رسخ أقدام محمد علي في البلاد وعزز مكانته أنه استطاع رد حملة فريزر الإنجليزية عن مصر سنة 1222هـ على الرغم أن الكفاح والجهاد جاء على يد أبناء مدينة رشيد الباسلة وقائدهم الشيخ عبد الله، ولكن المجد نسب لمحمد علي عند عامة الشعب وظهر بصورة المنقذ للبلاد وعندها بدأ محمد علي في تدعيم مركزه الشخصي وطموحاته وأطماعه الواسعة تجاه السلطة والجاه والأموال .



محمد علي والماسونية :

عندما دخل نابليون و الفرنسيون مصر كان أول ما فعلوه أن أنشأوا محفلاً ماسونيًا بالقاهرة وسموه محفل "إيزيس" وأوجدوا له طريقة خاصة به تناسب مصر وهي الطريقة الممفيسية أو الطريقة الشرقية القديمة وتمكن هذا المحفل أن يستقطب عددًا من المصريين ويشير المنشور الأول الذي وزعه بائعون على المصريين إلى أنه قد سعى لنشر هذه الأفكار بين المسلمين فجأة في منشوره :

( قولوا لهم 'أي المسلمين' إن جميع الناس متساوون عند الله وإن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط) ،

ممَّا يعني إلغاء فوارق الدين والتقى تمامًا.

عندما وصل محمد علي مصر كان مجرد شاب مغامر ، وكان فيه من النزعة النفعية ما يؤهله للانضمام وبقوة لتلك المحافل اليهودية التي تهدف في المقام الأول لهدم دولة الخلافة ز تقويض الاسلام .

ولقد ساعدت تلك المحافل الصهيونية محمد علي ، ومكَّنت له في البلاد .

فالمتابع للأحداث التاريخية يجد نفسه أمام تساؤلات لا إجابة لها مثل :

1ـ لماذا ثارت الفرقة الألبانية بالذات التي يحتل فيها هو الرجل الثاني دون بقية الفرق العثمانية وأبعدت "خسرو باشا" عن الولاية تحت دعوى تأخر رواتبهم؟

2ـ ولماذا اندفع العلماء لتعيين قائد القوة الألبانية الثائرة طاهر باشا قائمَ مقامٍ ينوب عن الوالي المطرود ثم يقتل بعد عشرين يوماً؟

3ـ ولماذا يطرد الوالي الجديد أحمد باشا بعد توليه بيوم واحد فقط؟

4ـ ولماذا يساعد محمد علي خورشيد باشا في تولي الولاية ثم ينقلب عليه؟

5ـ وكيف استطاع محمد علي أن يفي برواتب الجند وبخاصة بعد استيلاء المماليك في الصعيد على مخصصات الأهالي هناك؟ ولماذا ولماذا؟ جوانب كثيرة يكتنفها الغموض!!!

وتشير كثير من الأدلة الى أن هذه القوة -التي لم تكن ظاهرة- هي الحركة الماسونية التي انبعثت في مصر سنة 1798م علي يد رجال الحملة الفرنسية حيث مهد لها نابليون، ثم أسس خلفه كليبر ومعه مجموعة من ضباط الجيش الفرنسيين الماسونيين محفلاً في القاهرة سمي محفل إيزيس، وأوجدوا له طريقة خاصة به هي الطريقة الممفيسية أو الطريقة الشرقية القديمة. وقد تمكن هذا المحفل من أن يضم إليه بعض الأعضاء من المصريين وإن كانوا قلة، ثم أنحل هذا المحفل رسمياً في أعقاب اغتيال كليبر سنة 1800م، وظل أعضاؤه يعملون في الخفاء وبسرية.


ويشير المنشور الأول الذي وزعه نابليون على المصريين الى أنه قد سعى لنشر هذه الأفكار منذ بداية وصول الحملة فيذكر فيه (قولوا لهم - أي المصريين- أن جميع الناس متساوون عند الله وأن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط).

بدايتهم ولقد حاولوا فرض العادات الخبيثة التي استهجنها المسلمون في مصر كالبغاء والسفور وتشجيع النساء من الحرافيش ونساء الهوى على ارتكاب المحرمات بشكل علني واضح، حيث يعد هذا الأمر من بين أساليب

انتشار الماسونية .

وتوحي بعض الدلائل على أنهم - أي الفرنسيين - قد نجحوا في ضم بعض المصريين من المشايخ والعلماء من بينهم الشيخ حسن العطار الى المحفل الماسوني الذي أسسه كليبر سنة 1800م ، فبعد أن هرب الشيخ حسن العطار الى الصعيد في أعقاب قدوم الحملة كغيره من العلماء ثم عاد الى القاهرة على أثر دعوة الفرنسيين للعلماء اتصل على الفور برجال الحملة ونقل عنهم علومهم، وفي نفس الوقت تولى تعليمهم اللغة العربية وقد اندمج الى حد كبير في علومهم ، وكثيراً ما تغزل في أشعاره بأصدقائه منهم. ولقد دعت هذه الأمور أن يوصف العطار بأنه من دعاة التجديد. وقد توثقت صلة الشيخ العطار بمحمد علي بعد توليه الولاية وأصبح من الركائز التي يعتمد عليها محمد علي في خطواته التجديدية في مصر وهو أمر يشير الى وجود صلة بين محمد علي والمحفل الماسوني المصري الذي تأسس إبان الحملة الفرنسية .

كما أن هناك شخصية في عهد الاحتلال الفرنسي لمصر ، تتمثل أمامها أكثر من علامة استفهام ، ألا و هو محمد المهتدي ، ففي شخصيته كثير من المتناقضات .

فهذا الرجل الذي قدم من أوروبا شاباً ، و أظهر الاسلام ، و درس في الأزهر و نبغ ، حتى صار من شيوخه ، نجدْه عند قدوم نابليون يكون هو الذي يتولَّى كتابة مناشير القمع و الاحتلال لنابليون بدعوى الإكراه طبعاً .و لكن العجيب أن نابليون كان يوليه ثقته الكبيرة دون بقية شيوخ الأزهر ، و كان يستشيره في كثيرٍ من الأمور.

إذن فالماسونية كان لها دور خطير في تمهيد الطريق لمحمد علي لتولي الحكم في مصر ، و لذلك فقد قد سمح محمد علي للمحافل الماسونية بالنشاط والتوسع داخل مصر وانتشرت في الشام أيضًا، فلقد أنشأ الماسونيون الإيطاليون محفلاً بالإسكندرية سنة 1830هـ على الطريقة الإسكتلندية.

و الناظر لسياسة محمد علي الخارجية والداخلية يجد أنها تدور في فلك خدمة الماسونية العالمية فلقد كان محمد علي ثعلبًا ماكرًا همه نفسه وأولاده من بعده، ولذلك قام بأعمال شنيعة وأفعال قبيحة في إضعاف الأمة والقضاء على شوكتها وتنفيذ مخططات فرنسا وبريطانيا ، وحرص على أن يجمل صورته في أعين الغرب بل ويفكر كما قال عن نفسه : (يفكِّر بعقل إفرنجي ، بينما هو يلبس القبعة العثمانية") .

كما أن تطور الأحداث يشير الى تشبع محمد علي بالأفكار الماسونية التي كان مهيأ لها بحكم تكوينه الطبيعي فينقل عنه قوله وهو يفاوض الفرنسيين على مسألة احتلال الجزائر : (ثقوا أن قراري ... لا ينبع من عاطفة دينية فأنتم تعرفونني وتعلمون أنني متحرر من هذه الاعتبارات التي يتقيد بها قومي ... قد تقولون أن مواطني حمير وثيران وهذه حقيقة أعلمها).


يقول الاستاذ محمد قطب ـ عن محمد علي ـ :

(واحتضنته ـ أي الماسونية ـ احتضاناً كاملاً لينفذ لها كل مخطاطتها: ؛ فأنشأت له جيشاً مدرباً على أحدث الأساليب ومجهزاً بأحدث الأسلحة المتاحة يومئذ بإشراف سليمان باش الفرنساوي .

لقد كانت المصالح الفرنسية ترى دعم محمد علي ليتحقق لها أطماعه المستقبلية في حفظ وتقوية محافلها الماسونية ،لذلك أنشأت لمحمد على اسطولاً بحرياً متقدماً متطوراً، وترسانة بحرية في دمياط، والقناطر الخيرية لتنظيم عملية الري في مصر، أو لمحمد علي، إنما كان لتنفيذ المخطط الصليبي الذي فشلت الحملة الفرنسية عن تنفيذه بسبب اضطرارها الى الخروج.

لقد قام محمد علي بدور مشبوه في نقل مصر من انتمائها الاسلامي الشامل الى شيء آخر يؤدي بها في النهاية الى الخروج عن شريعة الله وكانت تجربة محمد علي قدوة لمن بعده من أمثال مصطفى كمال أتاتورك وجمال عبد الناصر...الخ.

إن المسلم الحق لا يمكن أن يقوم بمثل هذا الدور لا واعياً ولا مستغفلاً ، لأن إسلامه يمنعه أن يتلقى التوجيه من أعداء الإسلام.

وأما التقارب مع الأعداء والسير في فلكهم الفكري والحضاري والإنسلاخ التدريحي عن الانتماء العقدي والفكري والأخلاقي فقط قطع فيه شوطاً مدحه عليه حلفائه من الماسون الفرنسيين والبريطانيين وانهزم أمام الغزو الفكري المنظم وقام بتنفيذ سياسة الابتعاث بإرسال الطلاب الشبان الى أوروبا ليتعلموا هناك، وكان هذا من الأمور الخطيرة المنافذ التي دخل التوجه العلماني من خلالها، فدخل ساحة التلعيم ومن ثم في ساحة الحياة في مصر الاسلامية وأهمل الأزهر وشيوخه وعلمائه واهتم بإرسال الشبان الصغار بأعداد متزايدة الى أوروبا وهم في سن المراهقة، غير محصنين بشيء لينغمسوا في الشهوات، ويتأثروا بالشبهات ثم يرجعوا الى بلادهم ليكونوا رأس الحربة المتجهة الى الغرب، لقد أرس معهم مع البعثات أئمة يؤموا الطلاب في

الصلاة ولكن ماذا عملوا الأئمة؟ لقد كان رفاعة رافع الطهطاوي واحداً من أولئك الأئمة ولكنه عاد وهو واحد من دعاة التغريب ، وعندما استقبله أهله بالفرح يوم عاد من فرنسا بعد غيبة سنين؛ فأشاح عليهم في ازدراء ووسمهم بأنهم (فلاحون) لايستحقون شرف استقباله. 

ثم ألف كتابه الذي تحدث فيه عن أخبار (باريس) ودعا فيه الى تحرير المرأة الى السفور، والى الاختلاط ، وأزال عن الرقص المختلط وصمة الدنس، فقال إنه حركات رياضية موقعة على أنغام الموسيقى، فلا ينبغي النظر إليه على أنه عمل مذموم .

لقد استغرقت عملية الانتقال التدريحي مايقرب من قرن من الزمان، ولكنها كات عملية مستمرة لا تتوقف ، بل تتوسع على الدوام .

لقد كان محمد علي ثعلباً ماكراً همه نفسه وأولاده من بعده ولذلك قام بأعمال شنيعة، وأفعال قبيحة في إضعاف الأمة، والقضاء على شوكتها وتنفيذ مخططات فرنسا وبريطانيا وحرص على أن يجمل صورته في أعين الغرب ويقفوا آثارهم في التحديث بل ويفكر كما قال عن نفسه (بعقل افرنجي وهو يلبس القبعة العثمانية).

لقد قام محمد علي نيابة عن فرنسا وبريطانيا وروسيا والنمسا وغيرها من الدول الأوروبية بتوجيه ضربات موجعة للاتجاه الاسلامي في كل من مصر، والجزيرة العربية، والشام ، مما كان لها الأثر في تهيئة العالم الاسلامي للأطماع الغربية.

وقد شهد عصر محمد علي على تأسيس أكثر من محفل ماسوني في مصر فقد أنشأ الماسون الإيطاليون محفلاً بالاسكندرية سنة 1830م، على الطريقة الاسكتلدنية وغيرها كثير.



عندما انتظم الأمر لمحمد علي داخل البلاد أخذ في التخلص من منافسيه الذين كان على رأسهم العلماء فعمل على الوقيعة فيما بينهم وإضعاف شوكتهم بالإغراء وبالقتل والتهديد بقطع الأرزاق وبالنفي فعلى سبيل المثال :

1ـ نفى نقيب الأشراف عمر مكرم إلى دمياط سنة 1224هـ ، و الذي كان له الفضل عليه في تنصيبه والياً على البلاد المصرية .

2ـ وعزل الشيخ عبد الله الشرقاوي شارح البخاري .

3ـ بينما ولَّى بعض العلماء ممن وجد فيهم ضالته من العلماء العملاء للسلطة حتى أنه قد أدخل بعض العلماء في المحافل الماسونية مثل الشيخ حسن العطار وغيره .

4ـ وبعد أن خضد شوكة العلماء أصحاب الثقل الشعبي اتجه للمماليك أعدائه السابقين فعمل لهم المكيدة المشهورة ، حين قام بمجزرة عظيمة أباد فيها المماليك ، في قصة "مذبحة القلعة" الشهيرة سنة 1226 هـ .

لكن ما هي إنجازاته التي يتغنى بها الكثير!؟! 



درج بعض المؤرخين المعاصرين و بعض الشعوب الطيبة التي تصدق كل ما تسمعه وتقرأه على تمجيد الإصلاحات الكبيرة التي قام بها محمد علي داخل مصر حتى خلعوا عليه ألقاباً طنانة مثل باني مصر الحديثة وصاحب الإنجازات الحضارية ، القائد المستنير إلى غير ذلك من الأوصاف التي خدعت الكثير.

صحيح أن محمد علي أدخل زراعات وصناعات حديثة بمصر وأنشأ الأسطول ودعّم الجيش وأدخل النظم الحديثة في القتال، واهتم بالتعليم وأنشأ المدارس ونظم المواصلات ونشط التجارة ونظم الإدارة وبنى القناطر والسدود إلى غير ذلك من رفع لمستوى الدولة، ولكن هل قام محمد علي بذلك كله خدمة للإسلام والبلاد وطاعة لسلطانه ؟ أو تقديرًا لمنصبه وولايته؟ بالطبع كلا ..

ذلك لأن محمد علي كان يعتبر نفسه الدولة ، فالأرض أرضه والفلاحون زراع عنده يزرعون الأرض له ، و كذلك هو التاجر الذي تؤول إليه أموال التجارة كلها ، وهو مالك الصناعة الذي تؤول إليه أرباح الصناعات كلها.

بل كان الجيش الحديث بكل أسلحته لخدمته أغراضه التوسعية ونفسه وأولاده من بعده . و بالجملة فكل الإصلاحات التي أدخلها محمد علي على مصر كانت لسببين :

أولهما : خدمته الشخصية ومنفعته الخاصة وتثبيته لوضعه ولأبناءه من بعده.

ثانيهما : تأثره بالغرب وانبهاره بحضارة أوروبا التي أمعن في تقليدها ليلحق بركابها ويلقى مساعدتها ومودتها. 


سياسات محمد علي الداخلية:

بعد أن نجح محمد علي في توطيد نفسه في الحكدم أحاط نفسه ببطانة ومساعدين من نصارى الأروام والأرمن وكتبة من الأقباط واليهود، واستجلب لنفسه مماليك جعلهم حكاماً للأقاليم، وكان في كل ذلك مستنفراً لجموع المسلمين المصريين ومعبراً عن عدم الاهتمام أو الاكتراث 



وبخاصة أن هؤلاء المساعدين قد أعانوه على سياسته الاستبدادية بين الفلاحين وصف الجبرتي ذلك بقوله: ( فتح بابه للنصارى من الأروام والأرمن فترأسوا بذلك وعلت أسافلهم، كما أنه كان يحب السيطرة والتسلط ولا يأنس لمن يعارضه).

وسلك محمد علي واتباعه من غير المسلمين سياسة من أبرز علاماتها الظلم والقهر والاستعباد ضد جموع الشعب المصري ، فجمع حجج الأرض من الفلاحين وفرض عليهم السخرة، أو دفع ضريبة بديلة وحرم عليهم أن يأكلوا شيئاً من كد أيديهم، وأبطل التجارة، وزاد في اسعار المعايش أضعافاً مضاعفة، وفرض الضرائب التي لايطيقون دفعها، وجعل كل نشاط اقتصادي يؤول إليه، ونقم على الناس، وارجع الجبرتي ذلك الى مايتسم به محمد علي من "داء الحسد والشره والطمع والتطلع لما في أيدي الناس وأرزاقهم". وقد نتج عن هذه السياسة كره الفلاحين الشديد لمحمد علي وأعوانه، وهروبهم من الأراضي الزراعية، وترك قراهم فراراً من السياسة الظالمة، وأعرضوا عن الاشتراك في جيشه فقد بلغ عدد الفلاحين الفارين في عام واحد هو عام 1831م ستة آلاف فلاح.




لقد كان الجبرتي معاصراً لسياسة الظلم التي مارسها محمد علي على الشعب المسلم في مصر الذي امتص حقوقه وخيراته وفتح للتجار الأوروبيين الباب على مصراعيه لدخول مصر والهيمنة على اقتصادها، وأصبحت مصر هي المزرعة التي تعتمد عليها أسواق أروربا من المنتجات الزراعية وارتبطت مصر بأوروبا ارتباطاً حضارياً وتجارياً، وأصبح اعتماد طبقة التجار الناشئة في مصر على الاسواق الأوروبية من الناحية الاقتصادية وبالتالي السياسية ، الى جانب تمكين دعاة الثقافة الأوروبية من السيطرة على الحياة الفكرية بعد أن شل دعاة الاتجاه الاسلامي، وأوقف مناهج التعليم القائمة على الدين تنفيذاً لسياسية نابليون الماسونية، وهو أمر أكده المؤرخ الانجليزي أرنولد تويني في قوله :

كان محمد علي ديكتاتوراً أمكنه تحويل الآراء النابليونية الى حقائق فعالة في مصر.

لقد حقق الاستعمار الأوروبي هدفه في الاستفادة من المنشآت والاصلاحات المادية التي قام بها دميتهم محمد علي، أما شعب مصر المسلم فقد سيطر عليه اليأس ودفع ثمناً باهظاً يفوق حجم كل اصلاح وهو تحطيم هويته الحضارية التي صقلها الاسلام والتي ميزت دروه خلال العصور الاسلامية.

وفتح باب الدعوة الى الوطنية والقومية ومارس سياسة التضيق على دعاة الفكر الاسلامي من العلماء والمشايخ فكان هذا الاتجاه مسايراً لمساعيه الرامية الى الاستقلال بمصر وبالتالي إبعادهاعن الارتباط بدولة الخلافة الاسلامية، وقد لقي في اتجاهه هذا عوناً من المحافل الماسونية التي يعتبر هذا الاتجاه من صلب أهدافها.

ومن أبرز الذين عاونوه في هذا الاتجاه الشيخ حسن العطار سنة 776هـ/1835م الذي تشير الدلائل على انضمامه للمحفل الماسوني المصري، فقد كان العطار يري أن البلاد (لابد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ماليس فيه)، وكانت وجهته في هذا التغيير هو الاتجاه الكامل الى الثقافة الأوروبية بعد ان عجز - في رأيه- المشايخ والعلماء عن مواصلة جهود المسلمين الأوائل.




وتبع العطار في هذا الاتجاه تلميذه رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) حيث ابتعثه محمد علي الى فرنسا خمس سنوات (1826-1831م) عاد بعدها لنشر ما يذكي الفكرة الوطنية وغيرها من الافكار الاجتماعية التي عايشتها فرنسا والتي لم تكن تتلاءم مع أوضاع المجتمع المرتبط بالفكر الاسلامي، وقد بدت هذه الافكار في العديد من القصائد التي نظمها وكذلك الكتب التي ترجمها بعد توليه الاشراف على مدرسة الألسن، لقد تاثر الطهطاوي بتيارات الفكر الأوروبي من أقصى اليمين الى أقصى اليسار بشكل فاق تأثره بالفكر الاسلامي، حيث أبدى في عديد من كتاباته ، وفي كافة مراحل حياته، إعجابه بأفكار الحرية والمساواة وضرورة الاعتماد على العقل .

لقد تبني الطهطاوي ما دعا إليه نابليون إبان حملته الشهيرة، كما أظهر تأثراً وإعجاباً بآراء مونتسكيو، وتشبعه بالفكر الماسوني.

وتبع الطهطاوي في ذلك كثيرون ممن واصلوا الدعوة إلى الوطنية والى ضرورة الاتجاه الكامل إلى الحضارة الغربية من أمثال (علي مبارك) و(إبراهيم أدهم) و(صالح مجدي) و(محمد عثمان جلال) و(عبد الله أبو السعود) و(عبد الله فكري) و (طه حسين) وغيرهم ، وواصل الجميع هجومهم على التيار الإسلامي من كافة الجوانب،  لكن ما هي مظاهر ضرب محمد علي للإسلام؟ 




دور محمد علي في ضرب الإسلام :

لقد قام محمد علي نيابة عن الدولة الصليبية المهووسة بعداء الإسلام في ذلك الوقت مثل فرنسا وروسيا وبريطانيا بتوجيه ضربات موجعة للاتجاه الإسلامي في كل من مصر والجزيرة العربية والشام والخلافة العثمانية مما كان له الأثر في تهيئة العالم الإسلامي للأطماع الغربية، وهذا الدور الخبيث تمثَّل في عدة نقاط قام بها محمد علي :

1 ـ ضربه لجبهة العلماء داخل مصر واتخاذ أقذر الوسائل من قتل ونفي وتشريد وقطع أرزاق وتلفيق تهم وتشويه رغم أن العلماء هم الذين جاءوا به للسلطة .

 ـ حربه ومقاتلته لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله  بناءً على طلبات الدول الصليبية التي ضاقت من مد إسلامي وبعث جديد للإسلام الصحيح النقي .

ولكن ما آلت إليه هذه الدعوة المباركة من التمكين في الأرض والانتشار بعد ذلك كان على عكس ما سعى إليه محمد علي و بنوه من بعده ، وحقيقة حرب محمد علي لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم تكن بين قوات يدين طرفاها بالإسلام بل كانت حرب بين موحدين مؤمنين ومجرمين مارقين ، كان كثيراً منهم من لقطاء نصارى الدول الغربية و بعض دول آسيا الصغرى على نمط القوات الانكشارية الني كان العثمانيون يستعملونهم للخدمة العسكرية في الأماكن النائية .

واسمع ما يقوله الجبرتي في وصف الهزيمة التي وقعت على جيوش محمد علي في أول الأمر على يد أتباع محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : ( أين لنا النصر وأكثر عساكرنا على [غير الملة] وفيهم من لا يتدين بدين أصلاً، ولا ينتحل مذهبا ، وصحبتنا صناديق المسكرات ولا يسمع في عرصتنا أذان ولا تقام به فريضة، والقوم ـ يقصد الوهابيين ـ إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون صفوفًا خلف إمام واحد بخشوع وخضوع وينادون في معسكرهم هلموا إلى حرب المشركين المحلقين الذقون المستبيحين الزنا واللواط الشاربين الخمور وكشفوا عن كثير من القتلى فوجدوهم غلفًا غير مختونين ؟؟ ). 

3 ـ من ضمن الوسائل التي حارب بها محمد علي الإسلام تقريبه لأعداء الإسلام من مختلف الملل والنحل وإبعاده للمسلمين فلقد أحاط نفسه ببطانة ومساعدين من نصارى الأروام والأرمن وكتبة من الأقباط واليهود، يقول عن ذلك الجبرتي : (فتح الباب للنصارى من الأروام والأرمن فترأسوا بذلك وعلت أسافلهم) ، وكان بوغص بك بمثابة رئيس وزرائه وهو نصراني أرمني .

4ـ كما كان يحب أن يظهر أمام الغرب بصورة المتحرر من كل قيود الدين، فلقد قال للفرنسيين وهو يفاوضهم على احتلال الجزائر :

(ثقوا أن قراري لا ينبع من عاطفة دينية فأنت تعرفونني وتعلمون أنني متحرر من هذه الاعتبارات التي يتقيد بها قومي وقد تقولون إن مواطني حمير وثيران وهذه حقيقة أعلمها).

5ـ وعندما وقعت ثورة اليونان الصليبية على حكم العثمانيين أراد أن يظهر بصورة الناصر والمتعاطف مع تلك الثورة فسمح لليونانيين الذين يقيمون في مصر بالسفر إلى اليونان والانضمام للثورة كما حرر مماليكه الذين من أصل يوناني وأرسلهم هناك للغرض نفسه.

6- وقام محمد علي ولأول مرة في تاريخ الجيوش الإسلامية بإدخال عناصر غير مسلمة مثل الأقباط واليهود في الجيوش المصرية مما ترتب عليه إضعاف الجيوش .

ومن شدة حبه وتقريبه لأعداء الإسلام من كل ملة ونحلة اكتسب محمد علي دعاية واسعة وكبيرة لدى الشعوب الأوربية حيث يُعرف بأنه يعطف على النصارى في بلاده حتى أن الحكومات الغربية كانت تتجنب الصدام معه لشعبيته الجارفة ضد شعوبهم!




ـ عمل محمد علي على تفتيت الدولة العثمانية  فشن حروباً واسعة بسبب أطماعه و محاربته لدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تحول إلى سكينٍ بيد أعداء الإسلام يمزقون به جسد الأمة ، فتوغل في السودان لنهب ثرواتها حتى وصل إلى منابع النيل ثم توجه إلى الشام، ودخلها بعد حروب مريرة راح ضحيتها الآلاف ثم أظهر خلافه وعصيانه للسلطان العثماني سنة 1248هـ وأخذ في محاربة جيوش العثمانيين حتى كاد أن يسقط دولتهم. 

ـ والناظر لمراحل احتلال قوات محمد علي للشام أكدت على اتجاهه المعادي للمسلمين والمساند للنصارى واليهود، وأكدت أيضًا أنه كان منفذًا للأهداف البريطانية على الصعيد السياسي وكان منفذًا للأهداف الفرنسية على الصعيد الثقافي ولقد فتح محمد علي الباب على مصراعيه لدخول البعثات التبشيرية الفرنسية والأمريكية وألغى كافة القوانين الاستثنائية وجميع ما كان يسري على النصارى وحدهم ، ويعتبر الصليبيون عام 1834 م تحول تاريخي لنشاطات التنصير والتبشير. 

9ـ من آثار محمد علي على الإسلام أنه قد أصبح أنموذجًا وإمامًا تحتذي به الدول الأوروبية في صنع عملائها في داخل ديار المسلمين كمصطفى كمال أتاتورك الذي جاء من بعده وأتم المهمة التي بدأ بها محمد علي في حرب الإسلام.

 ـ من أخطر الضربات التي وجهها محمد علي على الإسلام أنه قد فتح باب مصر والشام على مصراعيه أمام حملات التغريب والغزو الثقافي الغربي للمسلمين والحضارة الإسلامية وسمح للمؤسسات المشبوهة والمعادية للإسلام مثل محافل الماسونية والإرساليات التبشيرية والأديرة والكنائس والمدارس الصليبية التي بذرت بذور التيارات القومية المعادية للإسلام، فتح محمد علي الباب أمام التغريب والغزو الثقافي بابتعاث الطلبة المسلمين لفرنسا بدعوى تلقي العلوم والمعارف الحديثة، وهم في سن المراهقة غير محصنين بشيء لينغمسوا في حلق الصناع والشهوات والشبهات .

ولذرِّ الرماد في العيون أرسل معهم أئمة للوعظ والصلاة . فماذا فعل اولئك الأئمة؟ هذا هو الطهطاوي يعيش بفرنسا فينبهر بها انبهارًا يدفعه لخلع الجبة والقفطان ولبس البدلة والقبعة ويؤلف كتاب أخبار باريس ودعا فيه إلى تحرير المرأة إلى السفور والاختلاط وأثنى على الرقص وأظهر تأثرًا وإعجابًا بآراء مونتسكيو وروسو، ثم جاء من بعد الطهطاوي رجال سار على درب الوطنية والقومية والتغريب الذي بذر بذرته محمد علي أمثال علي مبارك وإبراهيم أدهم وصالح مجدي ومحمد عثمان جلال وعبد الله أبو السعود وعبد الله فكري و طه حسين وغيرهم حتى وقتنا الحالي حتى أننا نرى أن فاروق حسني وزير الثقافة ـ التغريب ـ المصري يقيم احتفالية كبيرة كل سنة بمثابة الحملة الفرنسية على مصر! بدعوى أنها كانت السبب في التنوير الثقافي الذي حدث بعد ذلك بمصر .

ما سبق بعض ما نكب به محمد علي على الإسلام ببلاد مصر والشام خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة مما يكشف حقيقة محمد علي ويسقط الهالة الكبيرة المصطنعة عمدًا على شخصية صاحبة أسوأ أثر على الإسلام والمسلمين. 



نتائج الحملة الفرنسية الاجتماعية :

كما قلنا من قبل فإن الحملة الفرنسية لم تكن مجرد حملة صليبية حربية ، بل كانت هجمة استعمارية موجهة إلى كبد الحضارة الاسلامية ، ولذلك فقد أراد نابليون أن يبهر العالم الاسلامي بمنجزات الحضارة الغربية في ذلك الوقت

فاصطحب معه خلال حملته العسكرية على مصر نحو 175 عالما ، إذ كانوا يشكلون 'كتيبة لغزو' معرفي منظم ، فكان منهم علماء في الرياضيات وعلم الحيوان والكيمياء والفلك والجغرافيا وهندسة المناجم والهندسة المعمارية والرسم والنحت وموسيقيين ومتخصصين في المتفجرات وأطباء وأدباء ، و مطبعتين حديثتين ـ بالنسبة لذلك العصر ـ إحداهما فرنسية والأخرى عربية ، وفنيي طباعة إذ أن المطبعة كانت 'أداة مهمة' للدعاية بين المصريين لحملة نابليون الذي طبع المنشور الأول وهو لا يزال في عرض البحر 'ليبدأ حرب الدعاية قبل أن يبدأ القتال بالفعل' وبعد فشل الحملة حمل الفرنسيون المطبعة والآثار والأجهزة العلمية إلى بلادهم.

بل إن الغزاة لم يدربوا مصريا واحداً على استخدام المطبعة فقد كان العاملون بها من نصارى الشوام ، مثل إلياس فتح الله ويوسف مسابكي و غيرهم ، و هؤلاء لم يبقوا بمصر بعد رحيل الفرنسيين' ، بل إنه خلال فترة وجود المطبعة في مصر لم يسمح لأي مصري بالوصول إلى تلك المطبعة ، إذ أن الغزاة لم يكونوا قادمين لتحديث مصر والمصريين وإنما جاء الغزو 'لمصلحة المشروع الاستعماري الفرنسي ، و لم يكن المقصود بالطبع تثقيف الشعب المصري أو تعليمه ، بدليل اعادته للمطبعة لبلاده بعد الفشل الذريع والسريع للحملة .

يقول أحد المؤرخين الفرنسين المعاصرين للحملة: 'لم يحدث من قبل اطلاقا لجيش ذاهب لغزو أحد البلاد أن أخذ معه دائرة معارف حية مثل هذه'.

وقد أمر نابليون قبل التحرك بشراء مكتبة تضم 550 مؤلفا أساسيا اضافة الى مكتبتين للتاريخ الطبيعي والفيزياء ومعمل للكيمياء وتم توزيع العلماء على عدة سفن 'حتى لا يسلم العلم لمصير سفينة واحدة'.

وبدأ التعاون بين العلم والمدفع من خلال التنقيب عن الاثار المصرية القديمة (الفرعونية) واستخراج تلك الكنوز وشحنها الى فرنسا.

و مع ادعاء الفرنسيين للصبغة العلمية لحملتهم البربرية فإن جيش نابليون قام بإتلاف و تدمير خزائن الكتب والمخطوطات في الجامع الأزهر ، بل و حاول هدمه وهو سلوك يناقض 'ادعاء (نابليون) اعتناق الإسلام والإيمان بنبيه صلى الله عليه و سلم ، ولذلك فإنه ينقل عن الروائي الفرنسي ستندال (1783-1842) وصفه إسلام نابليون بأنه 'كان نفاقا سياسيا مشروعا'.




ومن نتائج الحملة الفرنسية الاجتماعية 

زرع الماسونية في العالم العربي و الإسلامي:

لقد كانت الماسونية من أقدم الأفكار الغربية وصولاً إلى أرض مصر؛ حيث جاءت مع الحملة الفرنسية كي تخدم الأهداف الفرنسية في الشرق، و عملت كطابور خامس للسياسة الغربية.. حيث جلس المصري تحت رئاسة الأجنبي ليسمع وينفذ الأوامر والتعليمات.

وفي تلك الفترة كان الدور الفكري للماسون أكثر وضوحًا ، حيث دخل كثير من النخبة من قيادات السياسة ورجال المال في الماسونية ، وكان دور أفرادها في الاقتصاد المصري بارزًا خاصة اليهود، ، وكانت هذه الفئات تتباهى بماسونيتها دون إخفاء؛ حيث كانت الصحف والمجلات الماسونية وغير الماسونية تنشر الكثير عن أعمالهم، وفي كثير من الأحيان تنعتهم بالألقاب الماسونية دون حرج، فالماسونية في مصر كانت تضفي وجاهة اجتماعية على أتباعها، بل كان تدخل الماسونية في السياسة علنيًا وليس سريًا

، ويومًا بعد يوم أصبحت الأسرار تنكشف، فتاريخها في العصر الحديث يتسم بغموض شديد .

وقد كان للثورة الفرنسية وحروب نابليون دور في خدمة الماسونية، وكيف انتشرت محافلها داخل الدول العثمانية وأقاليمها مترامية الأطراف، وظهرت أول مرة في مصر عام 1798م وبدأت بواسطة الماسون الفرنسيين من قوات نابليون الذي أذاع منشورًا يؤمِّن فيه المسلمين على دينهم، ثم قرر بعد ذلك إنشاء محفل ماسوني باسم محفل (إيزيس) وهي اسم لعبادة مصرية قديمة غامضة ترجع إلى الإسطورة المصرية للأخوين (إيزيس وأيزوريس)، وكانت لها شعائر ممفيسية قديمة (ممفيس مدينة يتجمع فيها كهنة إيزيس .

ونجح محفل إيزيس تحت قيادة سيده الأول الجنرال كليبر حتى مقتله عام 1800م، وبعد انسحاب الفرنسيين من مصر انتقلت الماسونية إلى السرة، وفي عام 1830م كوَّن الإيطاليون محفلاً سياسيًا لهم كانت تراقبه السلطات المصرية، وتأسس محفل فرنسي تحت اسم مينس.

وتقول الدراسة إن أكثر الأعضاء النشطين في شعائر ممفيس كان صموئيل حنس، وكان أعضاؤه أكثر من أي محفل ماسوني آخر حيث تأسس في الإسكندرية محفل (الأهرام) عام 1845م ، وكذلك في القاهرة والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، وقد ضم محفل الأهرام بالإسكندرية عددًا كبيرًا من القادة والوجهاء، وكان من أشهرهم الأمير عبد القادر الجزائري الذي حارب الفرنسيين في الجزائر فتم نفيه إلى سوريا هو وأسرته.وفي عام 1836م قرر المحفل الممفيسي الفرنسي الأكبر عمل شرق مفيسي مصري فانضم إليه عدد كبير من المحافل، وعملوا في انسجام كامل حتى قرروا توحيد العمل في عام 1864م.

وفي عام 1881م أصبح توفيق (خديويًا لمصر) وتولى أيضًا رئاسة المحفل الأكبر الوطني المصري وعين وزير العدل (حسين فخري) نائبًا لرئاسة المحفل وكان عدد المحافل يقرب من 56 محفلاً ثم تخلى الخديوي لإدريس بك راغب عن الرئاسة.

و من اشهر المنتمين للماسونية من الرموز الكبرى أمثال الأمير عبد القادر الجزائري, جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والشيخ محمد أبو زهرة وغيرهم و ربما كان هؤلاء من المخدوعين في الشعارات التي رفعتها المحافل الماسونية حول الحرية والإخاء والمساواة، و بعضهم كان يحاول الاستفادة من عضويته الماسونية لخدمة قضايا الوطن، ولما تبين لها أن الشعارات ليست إلا خدعة كبرى كان الانسحاب هو الحل.على أن هذا الاحتمال لا ينطبق على السياسيين ورجال الأحزاب في مصر أمثال سعد زغلول والنحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين فقد كان هؤلاء مستفيدين على الدوام من عضويتهم الماسونية وحققوا أهدافهم من حيث السلطة والنفوذ والصعود على النخبة بكل مغرياتها.

فسعد زغلول مثلا كان من عملاء الاحتلال وكان شقيقه فتحي زغلول خائنًا دون أدنى ستار مثل شقيقه الذي كان عميلاً مستورًا للاحتلال.

بل "الوفد" لم يكن جادًا في المطالبة بجلاء قوات الاحتلال ، ومن مظاهر ذلك عدم القيام بأي مواجهات حقيقية (قتال) ضد الانجليز بل إن مصطفى النحاس باشا قبِل أن يقوم بتشكيل الحكومة على أسنَّة الدبابات البريطانية التي حاصرت الملك فاروق في فبراير 1942م

بل قد ظهر في بعض الأقلام في فترة الخمسينات و ما بعدها ما يكشف جانباً من ذلك الغموض الذي ألقى بشباكه داخل بعض الفئات المتنفذة و المنخرطة في العمل الماسوني ـ آنذاك. 



الماسونية الثقافية في مصر :

كان النشاط الثقافي للماسونية يتمثل في الاهتمام بالفنون وعلم المصريات وقضايا التعليم والصحافة.

و لا ننسى بالطبع الدور الخفي للماسونية في الصحف القديمة في النصف الأول من القرن العشرين، حيث استكتبت كثيرا من الكتاب أمثال جورجي زيدان و شاهين مكاريوس "مؤرخ الماسونية المصرية" .

وكذلك ذلك الدور االذي لعبته الماسونية في توجيه دفة السينما المصرية ، و استقطابها لكثيرٍ من الفنانين أمثال محمود المليجي ومحسن سرحان وزكي طليمات مؤسس الحركة المسرحية في الكويت في الستينات .

و يؤيد ذلك مع ما جاء مؤخرًا في حديثٍ للفنان كمال الشناوي الذي ذكر فيه بالاسم زكي طليمات وعبد الحميد حمدي ومحمود المليجي ومحسن سرحان، وأكد أنهم فشلوا في إدخاله المحافل الماسونية .




الحركات المضادة للماسونية في مصر :

بعد عام 1948م و عندما ثبت في كافة أرجاء العالم العربي علاقة الماسونية بالصهيونية ظهرت في مصر كثير من الحركات المضادة للماسونية ، واحتدمت المناقشات في مصر، وكان يدافع فيها عن الماسونية كل من جورجي زيدان وشاهين مكاريوس اللذين امتدحا رجال الأعمال اليهود وزعما أن لهم دورًا كبيرًا في انعاش الاقتصاد المصري.

بعد قيام ثورة يوليو 1952م فقدت المحافل الماسونية الكثير من أعضائها الأغنياء العاملين بسب بالخوف أو الحرص على المصالح الشخصية، وتوقفوا عن حضور الاجتماعات، وحاولت المحافل الماسونية الاستفادة من الأحداث السياسية بإعلان التأييد مرة والتهليل مرات، ووصل بها الأمر إلى محاولة ضم الرئيس جمال عبد الناصر إلى صفوفهم، لكن جمال عبد الناصر ما لبث أن وجه لهم ضربةً قاصمة في إبريل 1964م عندما أغلق المحفل الماسوني بشارع طوسون بالإسكندرية ـ بعد وجود في مصر دام أكثر من قرنين من الزمان ـ ‏لكونه يندرج تحت اسم جمعيات لا ربحية غير معلنة وغير مصرح بها، و ذلك ضمن سياساته المناهضة لحقبة النفوذ الاوربي ، و المكرسة للنفوذ الامريكي.

وكان الدليل الأكثر ازعاجًا الذي استغلت الحكومة المصرية ـ آنذاك ـ اعتقال الجاسوس الصهيوني "إيلي كوهين" الذي نجح في خداع المخابرات السورية سنوات طويلة ثم اكتشفت حقيقته المخابرات المصرية لكونه مصري المولد وتاريخه معروف لدى مخابرات مصر.




ومضات عن الحملة الفرنسية :

1ـ لفتت "الحملة الفرنسية على مصر" أنظار العالم الغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة محاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أن تصدى لها المصريون ، بعد ذلك بسنوات قلائل.

2ـأثارت تلك الحملة شيئا من الوعي لدى شريحة من المثقفين في الدول العربية ـ لاسيما في مصر و الشام ـ و لفتت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتلين على اختلاف مشاربهم ، و أنها تتلخص في طمس هويتها الاسلامية و من ثّمَّ امتصاص خيرات البلاد .

3ـ يعد المؤرخون الغريون من أبرز نتائج الحملة الفرنسية فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد .

ألاَّ أن الترجمة الإنجليزية لكتاب العالم المسلم ابن وحشية النبطي في كتابه الموسوم بـ "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام " و الذي كان قد فك فيه رموز الهيروغليفية قبل ذلك بزمن بعيد ، كانت قد نشرت في لندن بتحقيق المستشرق النمساوي جوزف همر عام 1806م ، أي قبل 16 عاما من اكتشاف شامبوليون المزعوم .

بل و قد قام ابن وحشية أيضاً بتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية ومن ضمنها اللغة الهيروغليفية حيث اكتشف أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية، وقام أيضاً بتحليل العديد من رموزها قبل اكتشاف شامبوليون المزعوم.

4ـ تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها،و بدأت عملية التغريب في بعض فئات المجتمع المصري .

5ـ لعل من أبرز من تتبع الحملة الفرنسية على مصر هو الشيخ عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي المولود في القاهرة عام 1756 وتوفي بها في القاهرة عام 1825 م . والذي يعد تاريخه المسمى بـ .." عجائب الآثار في التراجم والأخبار" هو المرجع الأساسي لتلك الفترة من تاريخ مصر ، و المشهور بتاريخ "الجبرتي" فقد ذكر كل الحوادث بالتفصيل و منتهى الإنصاف ، كما أرخ لانقضاء الحملة الفرنسية في كتابه الشهير "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس" .

أما في المدن وبخاصة في القاهرة فيذكر الجبرتي أن محمد علي حين كلف الناس بتعميرها (اجتمع على الناس عشرة أشياء من الرذائل وهي السخرة والعونة وأجرة الفعلة والذل والمهانة وتقطيع الثياب ودفع الدراهم وشماتة الاعداء وتعطيل معاشهم وأجرة الحمَّام). 

mcq general

 

Search This Blog