Search This Blog

ﺳﻮﻕ ﻣﺪﺣﺖ ﺑﺎﺷﺎ

 كان فى دمشق ﺳﻮﻕ اﺳﻤﻪ ﺳﻮﻕ ﻣﺪﺣﺖ ﺑﺎﺷﺎ..ويسمي الان بـﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ومازال موجودا حتى الان

 ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﺍﻷﻣﺎﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻭﺫﻫﺐ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺩﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻳﻐﺎﺩﺭ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻭﻳﻤﻀﻲ إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ..

ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﺮﺓ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﻴﻦ ﻭﺃﻋطى ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺓ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺩﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺞ.

ﻭﺍﻓﻖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ ﻭ ﺗﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ إﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻗﺎﺻﺪ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ...

ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻭﻋﻨﺪ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻢ ﺃﻭﺩﻋﺖ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ .

ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻚ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺳﻤﻲ ﻓﻼﻥ ﺃﻻ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻓﻲ ﺃﻱ ﻳﻮﻡٍ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﻝ : ﻳﻮﻡ ﻛﺬﺍ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ..

ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺼﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭضعت المال ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺻﺮﺓ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : اﺟﻠﺲ ﻗﻠﻴﻼً .. ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺮ مهم ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ اﻧﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻌﻪ ﺻﺮﺓ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ ﻋﺪﻫﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ..

ﻭﻫﻮ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺊ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻟﻴﺘﺄﻛﺪ ﻓﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ... ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻊ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ !!ا

ﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ وﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﺻﺮﺗﻚ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ فاﺻﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﺭﻩ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻜﻚ ﺑﻜﻼﻣﻪ ؟

ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ؟

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ إﻧﻲ ﻟﻢ أﻋﺮﻓﻪ ﻭﻟﻢ أﺗﺬﻛﺮ أﻥ ﻟﺪﻳﻪ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ أﻧﻪ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻌﻲ ﻭأﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ فعلمت ﺃﻧﻲ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﻄﻪ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻣﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺳﻴﺤﺪﺙ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ إﻥ ﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﺳﺮﻗﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻭﺳﻴﺬﻳﻊ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻕ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭ ﺗﺬﻛﺮﺕ قول ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓَﺈِﻥْ ﺃَﻣِﻦَ ﺑَﻌْﻀُﻜُﻢْ ﺑَﻌْﻀﺎً ﻓَﻠْﻴُﺆَﺩِّ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺅْﺗُﻤِﻦَ ﺃَﻣَﺎﻧَﺘَﻪُ ﻭَﻟْﻴَﺘَّﻖِ ﺍﻟﻠﻪَ ﺭَﺑَّﻪُ )ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻭﺑﻌﺖ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺴﺪﺍﺩ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﺳﺘﺪﻧﺖ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ لي ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻲ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﻓﺄﻛﻤﻠﺘﻬﻢ ﻟﻪ..

رجل خاف على سمعة وطن

فما بالك بمن استؤمنوا على الارض والعرض فخانوها

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺃﺻﺒﺢ أﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﺬﻫﺐ ﻭﺷﻄﺎﺭﺓ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻋﻤﻠﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻭﺷﻲﺀ ﻏﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .

الصورة لسوق مدحت باشا أوائل القرن الماضي


قصة إلى كل من يقول (أريد تأمين مستقبل أولادي )

 

دخل "مقاتل بن سليمان" رحمه الله ، على "المنصور" رحمه الله ، يوم بُويعَ بالخلافة،

فقال له "المنصور" عِظني يا "مقاتل" !

فقال : أعظُك بما رأيت أم بما سمعت؟

قال : بل بما رأيت.

قال : يا أمير المؤمنين !

إن عمر بن عبد العزيز أنجب أحد عشر ولدا ً وترك ثمانية عشر دينارا ً ، كُفّنَ بخمسة دنانير ، واشتُريَ له قبر بأربعة دنانير وَوزّع الباقي على أبنائه.

وهشام بن عبد الملك أنجب أحد عشر ولدا ً ، وكان نصيب كلّ ولد ٍ من التركة الف الف دينار.(اي مليون)

والله... يا أمير المؤمنين :

لقد رأيت في يوم ٍ واحد ٍ أحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدق بمائة فرس للجهاد في سبيل الله ،

وأحد أبناء هشام يتسول في الأسواق.

وقد سأل الناس عمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت :

ماذا تركت لأبنائك يا عمر ؟

قال : تركت لهم تقوى الله ، فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولى الصالحين ، وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يعينهم على معصية الله تعالى .

فتأمل...

كثير من الناس يسعى ويكد ويتعب ليؤمن مستقبل أولاده ظنا منه أن وجود المال في أيديهم بعد موته أمان لهم، وغفل عن الأمان العظيم الذي ذكره الله في كتابه:

(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).

جديرة بالتأمل والقراءة . .

ذُكِرَ أن ابنة عمر بن عبد العزيز دخلت عليه تبكي،

وكانت طفلة صغيرة آنذاك،

وكان يوم عيد للمسلمين..

فسألها: ماذا يبكيك؟

قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة؟

وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوباً قديماً !!

فتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال.

وقال له: أتأذن لي أن أصرف راتبي

عن الشهرالقادم ؟

فقال له الخازن: ولم يا أمير المؤمنين؟

فحكى له عمر..!

فقال الخازنː لا مانع، وَ لكن بشرط ؟

فقال عمر: وما هو هذا الشرط؟!

فقال الخازن:أن تضمن لي أن تبقى حياً

حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي

تريد صرفه مسبقا.

فتركه عمر وعاد،

فسأله أبناؤه:ماذا فعلت يا أبانا؟

قال:أتصبرون و ندخل_جميعًا الجنة،

أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟

قالوا: نصبر يا أبانا!

{ يا ليتنا نمتلك الثلاثة:

الخازن ... و عمر ... وأبناء عمر}

يارب الحقنا بالصالحين.

ثبِّتْ عتبة بابك!

  


بعدما جاء إبراهيم عليه السَّلام لزيارة ابنه إسماعيل عليه السَّلام فلم يجده، ووجد زوجته، وسألَها عن حالِهم، فأكثرتْ من الشكوى من ضِيق الرزق، فأمرَه بطلاقِها، فامتثل لأمر أبيه كما تحدثنا المرة الماضية، عادَ إبراهيم عليه السَّلام مرةً أخرى لزيارةِ ابنه، فلم يجده أيضاً، ولكنه وجدَ زوجته الجديدة التي تزوَّجها بعد طلاق الأولى، فسألها عنه، فقالت: خرجَ يبتغي لنا/أي يبحث لنا عن رزق. 

قال: كيف أنتم؟ وكيف عيشكم؟

فقالتْ: نحن بخيرٍ وسَعَة، وأثنتْ على اللهِ خيراً.

فقال: ما طعامكم؟

فقالت: اللحم

فقال: ما شرابكم؟

فقالت: الماء

فقال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء! ولم يكن لهم من طعام غيره وإلا لكان دعا لهم بالبركة فيه! 

ثم قال لها: فإذا جاءَ زوجكِ فاقرئي عليه السَّلام وقولي له: ثبِّتْ عتبةَ بابكَ! 


فلما جاء إسماعيل عليه السَّلام قال لها: هل أتاكم من أحد؟

فقالتْ: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنتْ عليه، وسألني عنكَ فأخبرته، وسألني عن عيشنا فأخبرته أننا بخير! 

فقال: فهل أوصاكِ بشيء؟ 

قالتْ: نعم، هو يقرأ عليكَ السلام ويأمركَ أن تُثبِّت عتبة بابك! 

فقال: ذاكَ أبي، وأنتِ العتبة، وقد أمرني أن أمسككِ!


إسماعيل عليه السَّلام هو إسماعيل عليه السلام مع زوجته الأولى والثانية، ليس له من طعام غير ما يصطاده بقوسه ونشابه، فقد كان من أمهر الناس بالرمي، وقد مرَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أصحابه وهم يتدربون على الرمي فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً! ولكن الفارق هو نظرة كل من الزوجتين إلى الرزق الذي يُحصِّله زوجها، الأولى مُتبرِّمة مُتسخِّطة، والثانية قانعة راضية، هذا لأن الغنى إنما مصدره ما في قلب المرء لا ما في جيبه! 

والأولى امرأة فاضحة هاتكة للأسرار، تنشر أمور بيتها، وتشكو زوجها، والثانية امرأة ساترة حافظة للأسرار شاكرة للنعم، إن وجدتْ خيراً حمدت الله وإن وجدتْ ضيقاً صبرتْ وحمدت الله كذلك! 

المرأةُ الصالحةُ القانعةُ كنزٌ من كنوزِ الدنيا فتمسَّك بها بأسنانك وأظفارك، واغفر لها ما يكون منها نظير صبرها ورضاها، فلا أحد يخلو من خطأ، وأنتَ لستَ كاملاً لتطلب فيها الكمال، ولكن ثمة صفات تغفر كل ما عداها، فلا تترك كثير خير لأجل قليل شر، فنحن لسنا أنبياء! 

وعلى الأهل إن رأوا في كِنتهم صبراً ورضى، وحسن خُلُقٍ وعقل، أن يمدحوها أمام ابنهم، وأن يأمروه بالحفاظ عليها فهذا خلق الأنبياء، وما يُقال في الكِنة يُقال في الصهر أيضاً!

ابو نواس شاعر الخمر

 



 



 محتويات


١ أبو نواس

٢ مولده

٣ حياته

٤ توبته ووفاته

٥ أسلوبه الشعريّ

٦ ديوانه ومختارات شعريّة

٧ المراجع


ذات صلة

أجمل قصائد أبي نواس

من هو شاعر الخمر في الشعر العربي

أبو نواس

شاعر عبّاسي من أم فارسيّة، عُرف بلهوه ومجونه وحبّه للخمر والخمّارات، وشعره زاخرٌ بالكثير من جوانب حياته، وتعكس أفكاره، ومعتقداته، إلّا أن بعض المؤرخين أكّدوا توبته قبل موته.


مولده

أبو نواس، الحسن بن هانئ الحكمي، ولد عام 763م بالأهواز من بلاد خوزستان، وعاش بالبصرة، كان والده من جند مروان بن محمد الأموي، ومن هناك انتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان، ثم لجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وهي التي فيها وُلِدَ فيها. كان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والذي آنذاك كان أمير خُراسان فنُسِبَ إليه.


توفّي والده وهو في السادسة من عمره، فأرسلته أمّه إلى عطّار ليعمل عنده، إلا أنّه بعد العمل كان يرتاد إلى مجالس العلم والشعر، إضافة إلى أنّ العطّار نفسه تكفّل تربيته ورعايته، فشجّعه على الذهاب إلى الكُتّاب لحفظ القرآن، وتعلّم الشعر لتتفتّح قريحته، وساقه القدر ليتعرّف على الشاعر والبة بن الحبّاب، فسافرا معاً إلى الكوفة، وعَمِدَ والبة على تعليم أبي نواس قرض الشعر، فزارا المجالس العلمية والأدبية ومجالس الشعراء التي كانت تضمّ الشعر القديم والتفاسير والنقد الأدبيّ. [١]


حياته

بعد أن اكتفى أبو نواس من الكوفة رحل إلى البصرة ليتعرّف على خلف الأحمر الذي طلب منه أن يحفظ العدد الكثير من القصائد والأراجيز، ثم أن ينساها بعد ذلك ليحفظ كمّاً جديداً من القصائد والأراجيز، وبعد أن مارس الحفظ والنسيان لفترة، أصبح قادراً على نظم الشعر، فارتحل إلى بغداد فاتصل بالخليفة هارون الرشيد فمدحه مُركّزاً على المعاني الدينية وفي وصف إنجازاته، ثم انتقل بمدحه إلى البرامكة، الأمر الذي أغضب هارون الرشيد، فخاف أو نواس على نفسه وهرب إلى مصر ليمدح واليها الخصيب بن عبد الحميد العجمي. [٢]


عاد أبو نواس بعد ذلك إلى بغداد بعد وفاة هارون الرشيد، فتولّى الأمين الخلافة، وكان بدوره صديقاً قديماً لأبي نواس، فاتّصل به أبو نواس فور عودته إلى بغداد، ومدحه، إلا أنّ خصوم الأمين كانوا يأخذون عليه مرافقة شاعرٍ سيّء نديماً له، ويُشهّرون بهذا الأمر على المنابر، فأُجبر الأمين إلى حبس أبي نواس. حاول وزير الأمين أن يشفع له ليخرج من السجن إلا أن ذلك حصل بعد محاولات عديدة وطويلة، وعندما توفّي الأمين رثاه الشاعر بقصائد بيّنت صدق عاطفته وقوّتها. [٣]


توبته ووفاته

عُرفت حياة أبو نواس باللهو والمجون، هذا الأمر ظهر جليّاً في شعره الذي خصص فيه جزءاً كبيراً منه في وصف الخمر، إلى جانب غزله الدائم بجارية كانت تسمى (جنان) كان قد هام بها ونظم عنها الكثير من الأشعار، إلّا ان أكثر ما قاله المؤرخون فيه أنّه تاب في آخر سنواته، الأمر الذي ظهر واضحاً في شعره، خاصّة في القصيدة التي وُجِدَت أسفل مخدّته عند موته، يقول فيها:


يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة


فلقد علمت بأن عفوك أعظـمُ


إن كان لا يدعوك إلا محسـن


فمن الذي يرجو ويدعو المجرم


أدعوك رب كما أمرتَ تضرّعاً


فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحـم


ما لي إليك وسيلة إلا الـرّجـا


وجميل عفوك ثمّ أني مُسـلـم.


أما وفاته فاختلفت الآراء فيها؛ فقال البعض إنّه توفّي في السجن، بينما قال آخرون أنه نزل في بيت إسماعيل بن نوبخت الذي دسّ له السم ليتخلّص من لسانه السليط. [٤]


أسلوبه الشعريّ

تناول أبو نواس في شعره معظم الأغراض الشعرية، من مديح، وهجاء، ورثاء، وعتاب، وغزل، إلا أنّه تميّز بوصفه للخمر حتّى لُقّب بشاعر الخمر. أما شعره فقد تميّز بسهولة الألفاظ، ولين العبارات، وخفّة التركيب، وسلاسة المعاني، بعيداً عن الغريب والحشو والفظّ والجاف، كما أن له الفضل في إضافة صور وكلمات جديدة على الشعر العربي عامّة، وتصوير الخمر خاصّة. ويجدر بالذكر خروجه على تقاليد القصيدة العربية، ورفضه للصنّعة والتكلّف في الوصف. [٥]


ديوانه ومختارات شعريّة

لم يكتب أبو نواس ديوانه، بل قام العديد من المؤرخين بجمعه وعنونته وفهرسته، من أمثال الصوليّ الذي جمعه في فصول عشرة، والأصفهاني، بينما قال المهملم بن يموت بن مزرد بتنقيح شعره وترتيبه وجمعه بكتاب عنوانه (سرقات أبي نواس). [٦]


من جميل ما كتبه أبو نواس في الشعر، القصائد الآتية:


قصيدة دع عنك لومي

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ


ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ


صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها


لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ


مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ


لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ


َقامْت بِإبْريقِها، والليلُ مُعْتَكِرٌ


فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ


فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً


كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ


َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمها


 لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ


فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها


حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ


دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ


فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا


لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ


كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ


حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها


وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ


فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً


حفِظْتَ شَيئًا، وغابَتْ عنك أشياءُ


لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا


فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ.


قصيدة أَثْني على الخمرِ بآلائها

أَثْني على الخمرِ بآلائها


وسَمِّيها أحسَنَ أسمائها


لا تجعلِ الماءَ لها قاهراً


ولا تُسَلِّطْها على مائها


كَرْخِيّة ٌ، قد عُتّقَتْ حِقْبَةً


حتى مضَى أكثرُ أجزائها


فلَمْ يكَدْ يُدركُ خَمّارُها


مِنها سِوَى آخِر حَوْبائِهَا


دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومةٍ


نُفوسَ حَسراها وأنْضائها


والخمرُ قد يَشرَبُها مَعْشَرٌ


لَيسوا، إذا عُدّوا، بأكفائِهَا.


قصيدة يا ربّ مجلس فتيان سموت له

يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له


وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ


لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَةٍ


تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ


كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها


ديباجُ غانيَةٍ، أو رقْمُ وَشّـاءِ


تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ


من خمر عانةَ، أوْ من خمر سُوراءِ


كأنّ قَرْقَرَةَ الإبريق بَيْنَهُمُ


رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ


حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ


همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ


سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها؟


فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي


أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها


من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ


ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها


حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي


ونحن بين بساتينِ، فَتَنْفَحُنا


ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ


يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ


يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي


مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ


كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنـّاءِ


قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ


فوقَ الجَبين وردّ الصّدغَ بالفاء


عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها


وَرُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء


إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافيـةً


صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي


وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ:


إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي.

دُعاء أحمد!

 



قالَ علي بن أبي حرارة: كانتْ أمي مُقعدة نحو عشرين سنة، فقالتْ لي يوماً: اِذهبْ إلى أحمد بن حنبل فَسَلْهُ أن يدعو الله لي، فإنَّه رجلٌ مُبارك!

فسرتُ إليه وطرقتُ بابه، فلم يفتح، وإنما قالَ وهو في بيته: من هذا؟

فقلتُ: رجلٌ من بغداد، سألتني أمي وهي مُقعدة أن أسألكَ أن تدعو الله لها!

فَسَمِعْتُهُ كالغضبان يقول: نحنُ أحوجُ إلى الدعاءِ من أمك!

فوقفتُ لا أدري ما أفعل، فخرجتْ امرأة عجوز من الدار وقالتْ: أنتَ الذي كلَّمْتَ أبا عبد الله؟

قلتُ: نعم.

قالت: اِذهبْ فإني سمعتُه يدعو لأمك!

فعدتُ إلى البيت، وطرقتُ الباب، فخرجتْ أمي تمشي على رجليها وفتحتْ لي الباب وقالتْ: أما قلتُ لكَ إنه رجلٌ مُبارك؟!

 

الصالحون بركة، محبتهم تقربٌ إلى الله تعالى، وتوقيرُهم عبادة، وطلبُ الدعاءِ منهم من بابِ استعطافِ اللهِ بأحبابه، وقد كانَ أحمد بن حنبل من أهلِ الله وأحبابه، به حفظَ شرعه، وثبَّت َمِلَّته، وهذا ليسَ إلا إحدى بركاته!

 

جاءه رجلٌ من الشامِ وقد كانتْ أرض ثُغورٍ وجهاد، وكانَ الإمامُ قد مُنِعَ من الحديثِ والتدريسِ والخروجِ إلى الصلاة، فقالَ له: ما أكثر الداعين لك يا إمام!

فقال له أحمد: أسألُ الله أن لا يكون فتنة لنا، ولكن بِمَ ذاك؟

فقالَ له: كُنا إذا نصبنا المجانيق، ورمينا العدو، فأخطأنا، نرمي في المرةِ الثانيةِ ونقول: اللهم هذا عن أحمد بن حنبل! فنُصيب!

 

نُحِبُّ الصالحين، بلا إفراطٍ ولا تفريط، لا نُغالي فيهم، ولا نهضمهم حقّهم، وسطيةٌ سمحاءُ بَيْنَ بَيْن!

 

وقد خرجِ عُمر بن الخطاب يوماً للاستسقاء، فنادى على العباسِ بن عبد المُطلب، وجعله جنبه وقال: اللهم إنَّا كُنَّا نستسقي بنبيِّك، وها نحن نستسقي بعمِّ نبيِّك!

أما متى ما ماتَ الصالحون فلا تُقصد قبورهم للاستشفاء، ولا طلبِ المعونة، والاستسقاءِ فهذا من الشِركِ أعاذنا اللهُ وإياكم منه!

 

تقرَّبوا من الصالحين، أحبوهم، ووقروهم، وسلوهم الدُعاء بما تظنون أن الصالح حبيب الله، ثم إنَّ الأمر كله لله، إن شاء أعطى وإن شاءَ منعَ، وإنه لا مُكْرِه له، ولكن الدعاء سبب!

استثمار!


 

كانَ "آل كابوني" أحد أشهر رجال المافيا، وأشدهم إجراماً في التاريخ، ولم يكُن أحدٌ يجرؤُ على العبثِ معه، أعداؤهُ وأصدقاؤهُ كانوا يخشونه على حدٍّ سواء! 


وفي يومٍ من الأيام دخلَ عليه رجل بثيابٍ أنيقةٍ، عرَّف عن نفسه بأنه "الكونت فيكتور لاستينغ". وقالَ له: يا سيد كابوني أَعِدُكَ إن أعطيتَني مبلغ خمسين ألف دولارٍ، أن أستثمرَها لكَ، وأردَّها في شهرين!


لم يكُن آل كابوني يثق بأحد، ولكنه على غيرِ عادتِه أعطى الرجلَ المبلغَ الذي طلبَه!

ذهبََ لاستينغ بالمال، ووضعه في خزنةٍ حصينةٍ، وطوال شهرين لم يفعلْ شيئاً، وعندما انقضى الوقت، أخذَ المبلغ وعادَ به إلى آل كابوني، وقال له: سيدي أنا أعتذرُ منكَ، لقد فشلتْ خُطتي!


تحسسَ آل كابوني مسدسه، وقبل أن يُخرجَه من جنبه، سارعَ لاستينغ بالقول: كنتُ أتوقعُ أن يتضاعفَ المبلغ، ولكن الأمور لم تَسِرْ على ما يُرام، هذا مالك لم ينقص دولاراً واحداً!

قالَ له آل كابوني: أعرفُ أنك محتال، وقد كنتُ أتوقعُ أن أحصلَ على مئةِ ألف، أو لا شيء، ولكن أن يعودَ لي المبلغ فقط فَلَمْ أتوقع هذا!

قال له لاستينغ: لستُ محتالاً، أنا مُستثمرٌ ماهر وفشلتُ هذه المرة، أرجو أن تُسامحنَي، إني لا أجد مالاً كي أرجع إلى بيتي، ولكنِّي لم أشأ أن أغدرَ بك!

عندها أخذَ آل كابوني خمسة آلاف دولار من المبلغ، وأعطاها لهُ وقالَ:

لا بأس يا صديقي، يحدثُ أن نُخفِقَ جميعنا بأمرٍ ما!

كانتْ الخمسة آلاف دولار هي ما أراده لاستينغ منذُ البداية!

 

عليكَ أن تعرفَ منذ البدايةِ ما الذي تُريده!

لا تمشِ في طريقٍ ما لم تعرف إلى أين ستصل، أول درسٍ يتعلمُه الطيارون هو الهبوط، وذلك أن المهارة لا تكمُن في بدءِ الشيءِ وإنما في إنهائه!

 

قالَ مُعاوية لعمرو بن العاص مرَّةً: ما بلغَ من دهائك؟

فقالَ عمرو بن العاص: إني لا أدخل في أمرٍ إلا وعرفتُ كيف أخرجُ منه!

فقالَ له مُعاوية: أما أنا فلا أدخلُ في أمرٍ أُريدُ أن أخرجَ منه!

 

دهاءُ عمرو بن العاص يكمُنُ أنه يستطيع إصلاح الأشياء التي تطرأ، ولا يستغني الإنسانُ عن ترميمِ خُطته، أو التعامل مع أمرٍ طارئ!

أما الدهاء الأكبر فهو قول مُعاوية، أن لا تمشي أساساً في طريقٍ تُريدُ أن ترجعَ منه يوماً!

الوجهةُ يا عزيزي، الوجهةُ أهمُّ من السرعة!

أُريدُ هذه الشجرة!


 

قالَ الحسنُ البصري: كانتْ شجرة تُعبدُ من دونِ الله، فقالَ رجلٌ عابد: واللهِ لأقطعها، فجاءَ بفأسه، فلقيه إبليس في الطريق، وأرادَ منعه، فتصارعا، فصرعَهُ الرجل!

فقالَ له إبليس: أنتَ رجلٌ فقيرٌ لو أخذتَ دينارين مني كل يوم على أن ترجع!

فقبلَ منه ذلك!

وكانَ إبليس لأيامٍ يُعطيه دينارين، ثم توقفَ عن ذلك!

فحملَ الرجلُ فأسه وعزمَ على قطعِ الشجرة، فلقيه إبليس، فتصارعا، فصرعه إبليس.

فقالَ له الرجل: كيف صرعتُكَ أولاً ثم صرعتني الآن؟!

فقالَ له إبليس: أول مرةٍ جئتَ غاضباً للهِ فصرعتني، أما الآن فجئتَ غاضباً للدينارين فصرعتُكَ!

 

ما كانَ للهِ بقِيَ، وما كانَ لغيره اندثر!

 

عندما أرادَ مالكٌ أن يكتبَ الموطأ، قِيل له: وما الفائدة، والموطآت كثيرة؟!

فقالَ لهم: ما كانَ للهِ يبقى!

وبقيَ الموطأ، لأنَّ مالكاً كانَ كله للهِ!

 

كانَ الإمامُ الذهبي مُعجباً بالقبولِ الذي وضعه الله تعالى للإمامِ النووي، وكانَ كثيراً ما يقول: لو أني أعرفُ ما كانَ بين النووي والله!

ولكني أجزمُ أن النووي كانَ كله لله، فكانَ الله له!

 

رياضُ الصالحين ليسَ إلا كتاباً جمعَ فيه الإمام النووي أحاديثاً في أبوابها، وهو أقل كُتبه اجتهاداً، فليسَ له فيه كثير مُداخلات، ولا ترجيحات، ولكنه في العام 2010 كانَ أكثر الكتبِ مبيعاً في فرنسا!

فسُبحان من إذا رضيَ عن عبده وضعَ له القبول في الأرض، وحبَّبَ خلقه فيه!

 

ليسَ للمحتوى فقط بقيَ "مُسند أحمد"، وليسَ للترجماتِ فقط بقيَ "سير أعلام النبلاء للذهبي"، وليسَ للفقهِ فقط بقيَ "المُغني لابن قُدامة"، وليسَ للتزكيةِ فقط بقيَ "مدارج السالكين لابن القيم"، وليسَ للأدبِ الديني فقط بقيَ "صيد الخاطر لابن الجوزي".

هؤلاء كانَ بينهم وبين الله أسرار، كانوا له، فكانَ لهم!

كويتي يقول (تمنيت لو كنت يمنيًا)



قصة حقيقية حدثت في الطريق من الكويت لمكة  المكرمة يروي احد الكويتين قائلا،كنت وأسرتي قادمين بالسيارة من الكويت في طريقنا لأداء العمرة فبنشر كفر السيارة فوقفت بجانب الخط السريع لتغييره ، ولكن للأسف وجدت أن الكفر الإسبير فارغاً من الهواء فاسقط في يدي و كان الجو حاراً جداً وأنا اقف خارج السيارة والعرق يتصبب مني وكنت أؤشر للسيارات لتقف لي لكنها كانت تتعداني مسرعة دون توقف،واستمر الوضع على هذا الحال لمدة 3 ساعات تقريباً، و سخنت السيارة لتشغيل المكيف وهي واقفة لفترة طويلة، فأضطررت أن أوقفها وعانت أسرتي من الحر الشديد حيث كانت درجة الحرارة قد تعدت 50 درجة وبدأ اﻷطفال الصراخ مما جعلني أشعر بالخنق والغضب من الذين يعبروننا دون توقف!

وفجأة رأيت أحدهم يلوح ويصيح لي من الجانب الآخر المعاكس من الخط فقطعت الطريق رغم خطورته وذهبت إليه وقابلته عند السياج الفاصل بين المسارين ووجدته أحد الإخوة اليمنين فاعتذر لي لأنه لايستطيع الوصول إلينا نظراً لأن السياج يمنعه،وبعد أن أخبرته بوضعي وأن الناس لا يقفون لي ، خلع عمامته من رأسه وقال لي إخلع عقالك هذا ولف هذه العمامة على رأسك بطريقة اليمنين، وسيقف لك أي يمني يمر بالطريق

وظل يعلمني كيف ألبسها، ولكني لم أقتنع بالفكرة فأخذت عمامته وألقيتها على ظهر سيارتي وواصلت الوقوف والتلويح للسيارات لساعتين أخريين دون فائدة فلا أحد يكترث لي ومن يأسي قلت لنفسي: 

لماذا لا أجرب نصيحة اليماني رغماً عن عدم اقتناعي بها ؟؟

 فلففت العمامة في رأسي كما علمني وبدأت في التلويح للسيارات

 

،

 وما هي إﻻ دقائق معدودة، حتى توقف بجانبي أحد السائقين اليمنين ثم آخر وآخر حتى وصلوا إلى خمسة !!👍

 وبعضهم ترافقهم أسرهم وكان كل منهم يحضر إسبيره ويطابقه مع سيارتي فلا يتطابق !! ورغما عن عدم توافقه يظل واقفاً و لا يذهب !! وأثناء الإنتظار تبادلوا العصائر والمياه الباردة مع أولادي ومع بعضهم البعض، كأنهم يتعارفون منذ سنوات وحتي زوجتي و أوﻻدي أخذتهم واحدة من اليمنيات إلى سيارتهم المكيفة ﻷنهم كادوا يهلكون من شدة الحر. وعندما وصلت السيارة السادسة تطابق الكفر مع سيارتي وبعدها رافقتني كل السيارات لأكثر من خمسين كيلومتر حتي وجدنا أحد البناشر اليمانيين اليفع  فأصلحنا الكفرات  وبعدها ودعوا بعضهم البعض وتبادلوا أرقام الجواﻻت وذهب كل في سبيله بطريقه لوجهته. 


قال الكويتي يومها 

بكيت وتمنيت لو كنت يمنياً .

        تحية وتقدير لإخواننا  اليماانيين. بارض المهجر فلولا اختلاف حكامهم لكانو ملوك الارض .

(كل واحد يشتري عمامه يمانية قبل السفر بالسيارة )

ماشاءالله عليهم يخافو علي بعض قلبهم كبير فعلا اليمنيون طيبين ومتكافلين بينهم البين ولو بالفتات .

كيف سيطر الدولار الأمريكي على العالم؟



قبل أن تخرج الولايات المتّحدة منتصرةً من الحرب العالمية الثانية بعامٍ واحد، بدأت تعمل على إنشاء نظامٍ عالمي جديد وبالتالي إنشاء نظام عالمي اقتصادي جديد، تكون الولايات المتّحدة والدولار الأمريكي رأس الهرم فيه. وقد حصل ذلك عن طريق اتفاقية Bretton Woods سنة 1944م.


و خلال هذا المؤتمر قررت الولايات المتحدة أن تكون العملة التي تكون مرجعٍ رئيسي لتحديد سعر عملات الدول الأخرى هي العملة المُغطاة بالذهب . ( و المقصود بالتغطية بالذهب هو أن يكون بمقدورك استبدال العملة الورقية بالذهب متى ما أردت ذلك حيث أنّ العملة الورقية تكون قيمتها ذهبًا)، 


و بما أن الولايات المتّحدة كانت تمتلك إحتياطاً جد مهم من ذهب العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، فقد قررت أن يكون سعر الدولار بالذهب هو 35$ للأونصة ( 31.1 غرام )


هذا ما لم يكن في مقدور الدول الأخرى الإلتزام به ، هذا الأمر جعل عدداً كبيراً من الدول تعمل على تكديس الدولارات الأمريكية بهدف استبدالها بالذهب مستقبلًا كاحتياطي، وصار عدد كبير من هذه الدول يستخدم عملة الدولار كاحتياطي النقد الأجنبي.


وهكذا تحقق حلم العمّ سام بالسيطرة على الاقتصاد العالمي.


و لكن بعدما خاضت الولايات المتّحدة حرب فيتنام من العام 1956م – 1975م، احتاجت إلى المزيد من الدولارات لتغطية تكاليف الحرب،


ولكن الدولارات لم تكفي، لأن إحتياطها من الذهب لم يعد كافيًا ، ولم يعد بالإمكان طباعة المزيد من الدولارات وبالتالي قامت بتجاوز الحد الأعلى المسموح من الدولارات المطبوعة، فقامت بطبع دولارات غير مغطاة بالذهب دون أن تُعلِم أحدًا بذلك.


و عندما بدأ يتجه الناس إلى البنك المركزي لصرف أوراق الدولار بالذهب و خاصة الرئيس الفرنسي ‹ تشارل ديغول › الذي طالب بتحويل 191 مليون دولار إلى ما يقابلها من الذهب، 


حصلت أزمة كبرى ، لأن الولايات المتّحدة عجزت عن تحويل أي دولارات أمريكية إلى الذهب،


و هنا خرج القرار الصادم للعالم من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي أصدر بيان في عام 1971 يلغي فيه التزام الولايات المتّحدة بتحويل الدولارات الأمريكية إلى ذهب، عُرفت لاحقًا باسم Nixon Shock أو صدمة نيكسون.


كانت صدمة حقيقية للدول على مستوى العالم، إنّها خدعة تمّ خداع العالم بأسره بها، فبعد أن كانت تعمل على مرّ السنوات لتكديس الدولار الأمريكي كاحتياطي للنقد الأجنبي لتستبدله بالذهب عندما تريد، أصبحت الآن غير قادرة على ذلك، 


والأسوء من كلّ ذلك هي أنّها كانت ما تزال مجبرة على التعامل بالدولار، لأنّها لا يمكنها التخلّي عنه بعد أن قامت بتكديس كلّ هذه الدولارات في الاحتياطي النقدي الأجنبي وإلّا ضاعت أدراج الرياح كل تلك الأوراق ..


وهكذا، تحوّل الدولار إلى أضخم عملة نقدية احتياطية أجنبية على مستوى العالم; حيث صارت جميع الدول مرغمة على التعامل به بالإضافة إلى كونه العملة الرئيسية التي يتم تحديد باقي العملات بناءً عليها.. مما رسّخ الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم.


mcq general

 

Search This Blog