Search This Blog

أُريدُ هذه الشجرة!


 

قالَ الحسنُ البصري: كانتْ شجرة تُعبدُ من دونِ الله، فقالَ رجلٌ عابد: واللهِ لأقطعها، فجاءَ بفأسه، فلقيه إبليس في الطريق، وأرادَ منعه، فتصارعا، فصرعَهُ الرجل!

فقالَ له إبليس: أنتَ رجلٌ فقيرٌ لو أخذتَ دينارين مني كل يوم على أن ترجع!

فقبلَ منه ذلك!

وكانَ إبليس لأيامٍ يُعطيه دينارين، ثم توقفَ عن ذلك!

فحملَ الرجلُ فأسه وعزمَ على قطعِ الشجرة، فلقيه إبليس، فتصارعا، فصرعه إبليس.

فقالَ له الرجل: كيف صرعتُكَ أولاً ثم صرعتني الآن؟!

فقالَ له إبليس: أول مرةٍ جئتَ غاضباً للهِ فصرعتني، أما الآن فجئتَ غاضباً للدينارين فصرعتُكَ!

 

ما كانَ للهِ بقِيَ، وما كانَ لغيره اندثر!

 

عندما أرادَ مالكٌ أن يكتبَ الموطأ، قِيل له: وما الفائدة، والموطآت كثيرة؟!

فقالَ لهم: ما كانَ للهِ يبقى!

وبقيَ الموطأ، لأنَّ مالكاً كانَ كله للهِ!

 

كانَ الإمامُ الذهبي مُعجباً بالقبولِ الذي وضعه الله تعالى للإمامِ النووي، وكانَ كثيراً ما يقول: لو أني أعرفُ ما كانَ بين النووي والله!

ولكني أجزمُ أن النووي كانَ كله لله، فكانَ الله له!

 

رياضُ الصالحين ليسَ إلا كتاباً جمعَ فيه الإمام النووي أحاديثاً في أبوابها، وهو أقل كُتبه اجتهاداً، فليسَ له فيه كثير مُداخلات، ولا ترجيحات، ولكنه في العام 2010 كانَ أكثر الكتبِ مبيعاً في فرنسا!

فسُبحان من إذا رضيَ عن عبده وضعَ له القبول في الأرض، وحبَّبَ خلقه فيه!

 

ليسَ للمحتوى فقط بقيَ "مُسند أحمد"، وليسَ للترجماتِ فقط بقيَ "سير أعلام النبلاء للذهبي"، وليسَ للفقهِ فقط بقيَ "المُغني لابن قُدامة"، وليسَ للتزكيةِ فقط بقيَ "مدارج السالكين لابن القيم"، وليسَ للأدبِ الديني فقط بقيَ "صيد الخاطر لابن الجوزي".

هؤلاء كانَ بينهم وبين الله أسرار، كانوا له، فكانَ لهم!

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog