يعتبر علم المناعة من أحدث العلوم الطبية الأساسية وأسرعها تطوراً على الإطلاق،
كما أن التداخل المتعاظم لعلم المناعة في معظم أو جميع النظم والاختصاصات الطبية رفع
من أهمية هذا العلم وجعل معرفته ضرورية للجميع.
ويعتبر علم المناعة فرعاً هاماً من فروع العلوم المخبرية التي لها دور هام في تشخيص
كثير من الأمراض. فمنذ مطلع القرن العشرين بدأ تطور العلوم البيولوجية والتقانات
ا وتوجه الباحثون نحو إجراء التجارب المناعية لفهم الاستجابة المناعية المستخدمة
والتعرف على نوعية الأضداد.
فبمساعدة الأضداد بشكل عام والأضداد وحيدة النسيلة بشكل خاص أمكن
تشخيص الكثير من الأمراض والوقاية منها ومعالجتها بشكل ناجع وخاصة الأمراض
الخمجية المسبب الأساسي لل وفيات في العالم ولا سيما في بلدان العالم النامي، ومع أن
السيطرة على هذه الأمراض معقدة جد اً، إلا أن قدرة الجهاز المناعي على التعامل مع
الخمج هي قدرة لافتة للنظر، لا سيما حينما تدعمها تقانة اللقاحات الحديثة، ويكمن
سر اللقاحات في الذاكرة الاستثنائية للجهاز المناعي فهذا الجهاز لا يستطيع تعرف
الدخيل وتخريبه فحسب وإنما يستطيع أن يتذكره لعقود من الزمن ولذلك فإن الجسم
اية الأمر من التخلص من أي دخيل يستجيب بإنتاجه أضداداً وخلايا تائية تتمكن في
للجسم.
ولقد استخدمت أنواع مختلفة من اللقاحات (جراثيم أو فيروسات أو طفيليات
حية أو ميتة أو مضعفة . . .) إلا أن استخدام التقنيات الجزيئية في تصنيع اللقاح زادت
من نوعية اللقاح وفعاليته وخاصة عند استخدام مجموعة من البروتينات (الأضداد) أو
بروتين محدد (الأضداد وحيدة النسيلة) موجه نحو الجزء الفعال من الجسم الغريب
(الدخيل) فيحيده مما يساعد على د رء المرض.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع