الاحتفال برأس السنة الميلادية في تونس... تاريخ عريق لمناسبة استهلاكية
كان شيوخ جامع الزيتونة المعمور ولقرون عديدة لا يقدمون إجابات فقهيّة وتاريخية دقيقة وحاسمة فيما يتعلّق باحتفالات التونسيين بأعياد غير إسلامية تركتها الحضارات والأديان المتعاقبة وانصهرت في الفعل الثقافي اليومي، وباتت إرثًا تاريخيًا وجزءًا من الهويّة التونسيّة، وملمحًا من ملامح الشخصيّة الاجتماعية لهذا البلد، بل كانوا يرونها مجرّد احتفالات مناسبتيّة تدخل بعض المباهج على النّفس. ولذلك لم يقم شيوخ الزيتونة بقصف هذه الاحتفالات بالفتاوى ومنعها بصرامة رغم امتلاكهم السلطة الأخلاقيّة التي تمكّنهم من ذلك، إذ كانوا يتعاملون مع هذه المسائل بلين ويسر اعتقادًا منهم بأنها من صميم الموروث الثّقافي ولا تشكّل خطرًا على جوهر العقيدة الإسلامية ولا تمسّ بروح الإيمان السّارية بين النّاس، بل ثمة منهم من نزّلها منزلة التعايش الراقي بين الحضارات وعنوانًا من عناوين التجاور الثقافي بين الأمم والحضارات. كان يتعامل شيوخ الزيتونة مع الاحتفال برأس السنة الميلادية بلين ويسر اعتقادًا منهم بأنها من صميم الموروث الثّقافي ولا تشكّل خطرًا على جوهر العقيدة الإسلامية ولا تمسّ بروح الإيمان السّارية بين النّاس لكن ذلك لم يحل