ما هي حساسية الارتكاريا
حساسية الارتكاريا
تُعرف حساسية الارتكاريا (بالإنجليزية: Urticaria OR Hives) بأسماء أخرى منها الشرى أو الشرية، وتُمثّل هذه الحالة ظهور بقع أو بثرات بارزة على الجلد حمراء أو بيضاء اللون، وعادة ما تختفي هذه البقع والبثرات خلال ساعات لتظهر محلها بقع وبثرات أخرى جديدة، وتُعتبر الشرية حالة شائعة إذ تُصيب هذه الحالة شخصاً واحداً من كل خمسة أشخاص في مرحلة ما من حياتهم، وقد يُصاحب هذه الحالة ظهور الوذمة الوعائية (Angioedema) والتي تتمثل بانتفاخ أجزاء مختلفة من الجسم وخاصة الوجه، واليدين، والقدمين.
أسباب حساسية الارتكاريا
تظهر حساسية الارتكاريا نتيجة إطلاق بعض أنواع خلايا الدم البيضاء العديد من المواد الكيميائية مثل الهستامين (بالإنجليزية: Histamine)، والعامل المنشط للصفيحات (بالإنجليزية: Platelet activating factor)، والسيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine)، حيث تنشط هذه المواد بدورها الأعصاب الحسيّة، وتؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية وتسرّب السوائل إلى الأنسجة المحيطة بها، وقد يؤدي إطلاق مادة البراديكينين (بالإنجليزية: Bradykinin) إلى ظهور الوذمة الوعائية، وقد فسّرت العديد من النظريات حدوث هذه الحالة ووضعت العديد من الأسباب التي قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالارتكاريا، وفيما يلي بيان لذلك:
حساسية الارتكاريا الحادة: ويُعزى حدوث هذه الحالة إلى العديد من العوامل والأسباب، نذكر منها ما يلي: -الإصابة بالعدوى الفيروسية الحادة (بالإنجليزية: Acute viral infection)، بما في ذلك عدوى الجهاز التنفسي العلوي، أو التهاب الكبد الفيروسي، أو كثرة الوحيدات العدائية (بالإنجليزية: Infectious Mononucleosis)، أو عدوى بكتيريا الميكوبلازما التي تُعرف أيضاً بالمفطورة (بالإنجليزية: Mycoplasma).
- الإصابة بالعدوى البكتيرية الحادة (بالإنجليزية: Acute bacterial infection)، بما في ذلك الخراج السنيّ (بالإنجليزية: Dental abscess) أو التهاب الجيوب (بالإنجليزية: Sinusitis).
- الحساسية لأحد أنواع الأدوية أو الطعام.
- التطعيم أو اللقاحات الطبية.
- التّعرض للدغات النحل أو الدبور.
- التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis).
حساسية الارتكاريا المزمنة: في أغلب الحالات لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة بالارتكاريا، ويُعتقد بأنّ مشاكل المناعة الذاتية قد تكون سبباً في حدوث ذلك، وقد يرتبط حدوث وتفاقم هذا النوع من الحساسية بالعديد من الظروف والعوامل، نذكر منها ما يلي:
- الإصابة ببعض أنواع العدوى المزمنة، مثل عدوى جرثومة المعدة المعروفة بالملوية البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) أو الطفيليات المعوية.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية المزمنة، مثل الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: lupus erythematosus)، أو أمراض الغدة الدرقية، أو مرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو البهاق.
- التعرض لدرجات حرارة عالية.
- الإصابة بالعدوى الفيروسية.
- ارتداء الملابس الضيقة.
علاج حساسية الارتكاريا
علاج حساسية الارتكاريا الحادّة يصف الطبيب مضادات الهستامينِ (بالإنجليزية: Antihistamine) لعدة أسابيع لعلاج الارتكاريا الحادة، إذ تُساهم هذه الأدوية في منع تأثير الهستامين في الجسم، والحدّ من الطفح الجلدي، وإيقاف الحكة، ومن أمثلة هذه الأدوية سيتريزين (بالإنجليزية: Cetirizine) وفيكسوفينادين (بالإنجليزية: Fexofenadine)، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض مضادات الهستامين قد تُسبّب الشعور بالنعاس خاصة إذ كان المريض مُتعاطياً للكحول، وبعض هذه الأدوية غير مناسب أثناء الحمل ما لم يتم وصفه من قبل الطبيب.
في الحالات التي يُعاني فيها المصاب من الوزمة الوعائية، يتطلب الأمر رؤية طبيب مختص، وذلك نظراً لخطورتها وتهديدها لصحته، فقد تُسبّب صعوبات في التنفس، ففي الحالات الطارئة التي يُعاني فيها المصاب من صعوبة في التنفس وانتفاخ اللسان أو الشفتين قد يتطلب الأمر استخدام أقلام الإيبنفرين الجاهزة للحقن (بالإنجليزية: Epinephrine Auto-Injector)، وتجدر الإشارة إلى أهمية تجنّب المريض للأمور التي من شأنها افتعال هذه الحساسية. وفي الحالات التي تتواجد فيها شكوك حول إمكانية حدوث صدمة الحساسية (بالإنجليزية: anaphylactic shock) لدى المريض فإنّ الأمر يتطلب القيام بإجراءات طبية معينة، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
إعطاء إبينيفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) في العضل في الحالات التي يُعاني فيها المريض من الوذمة الوعائية.
إعطاء ألبوتيرول على شكل بخاخ استنشاقي (بالإنجليزية: Nebulized albuterol) في الحالات التي يُعاني فيها المريض من تشنج القصبات (بالإنجليزية: Bronchospasm).
إخضاع المريض لأنواع من الفحوصات بشكل مستمر، بما في ذلك تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiography)، وقياس تأكسج الدم (بالانجليزية: Pulse oximetry)، وضغط الدم.
إعطاء المريض المحاليل الوريدية (بالانجليزية:
Intravenous) في الحالات التي يُعاني فيها من انخفاض ضغط الدم.
إعطاء المريض الأكسجين إذا ما تطلب الأمر ذلك.
إعطاء المريض دواء ديفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine) أو هيدروكسيزين (بالانجليزية: Hydroxyzine) في حال استلزم الأمر.
علاج حساسية الارتكاريا المزمنة
إنّ الإصابة بالارتكاريا المزمنة يؤدي إلى الشعور بالانزعاج وعدم الراحة وظهور المضاعفات على المصاب، وتُوصف مجموعة من الأدوية للسيطرة على هذه الحالة، ويُمكن إجمال أهمها فيما يلي:
بعض المضادات الحيوية المناسبة مثل دابسون (بالإنجليزية: Dapsone)، إذ تُساهم هذه الأدوية في تقليل الاحمرار والانتفاخ.
دواء أماليزوماب (بالإنجليزية: Omalizumab)، يُستخدم هذا الدواء عن طريق الحقن، ويقوم في مبدئه على إيقاف عمل الغلوبيولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E)، وهذا بحدّ ذاته يقلل من أعراض الارتكاريا المزمنة مجهولة السبب التي قد تستمر لأشهر أو عدة سنوات.
تقنية الوخز بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture)، فقد أُجريت بعض الدراسات التي كشفت عن فعاليّتها وسلامتها في تخفيف أعراض الارتكاريا المزمنة.
قد يُعاني بعض مرضى حساسية الارتكاريا المزمنة من نوبات عرضية حادة تتطلب مراجعة طبيب مختص، فقد يُعانون من الانزعاج، والضيق الشديد، والضغوط النفسية، وربما الاكتئاب، وهذا بحدّ ذاته يُسبّب تفاقم حالة المريض مما يستدعي أيضاً مراجعة طبيب مُختص بذلك.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع