قصص و وقائع 1

 


 الخضر أم القدر ؟؟ 




هل توقفت يوما لتتسائل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟


هل هو نبي أو ولي أو عالم أم ماذا ؟


هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة و رحمة من نبي مرسل ؟


أتساءلت يوما لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام لبلوغ المكان الذي سيلاقي فيه سيدنا الخضر عليه السلام  ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ 


و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما و رحمة 


الأكيد أن هذه القصة تحديدا تختلف تماما عن كل القصص ، قصة موسى و العبد الصالح لم تكن كغيرها من القصص ، لماذا ؟


لأن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب ، و ليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي ، إنما نحن في هذه القصة أمام علم من طبيعة أخرى غامضة أشد الغموض .. علم القدر الأعلى علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة ، كما أسدلت على مكان اللقاء و زمانه و حتى الإسم *﴿ عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾  ، هذا اللقاء كان استثنائيا لأنه يجيب على أصعب سؤال يدور في النفس البشرية منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها .. سؤال ...


لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال؟


 كيف يعمل القدر ؟ 


البعض يذهب إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر_المتكلم لعله يرشدنا *﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾  ..


أهم مواصفات القدر المتكلم أنه رحيم عليم أي أن الرحمة سبقت العلم .


فقال النبي البشر ( موسى ) :  ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾ 


يرد القدر المتكلم ( الخضر ) :  ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ 


فهم أقدار الله فوق امكانيات العقل البشري ولن تصبر على التناقضات التي تراها


يرد موسى بكل فضول البشر :  ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ﴾ 


هنا تبدأ أهم رحلة توضح لنا كيف يعمل االقدر؟


يركبا في قارب المساكين فيخرق الخضر القارب .. تخيل المعاناة الرهيبة التي حدثت للمساكين في القارب المثقوب .. معاناة ، ألم ، رعب ، خوف ، تضرع .. جعل موسى البشري يقول *﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾  .. عتاب للقدر كما نفعل نحن تماما .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ أزحتني عن الحكم ليشمت بي الأراذل ؟ يارب لماذا كل هذه السنوات في السجن ؟ يارب أنستحق هذه المهانة ؟ 


 ﴿ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾  ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟ ثم يمضيا بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..


يمضي الرجلان .. ويقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم بقتل الغلام .. ويمضي .. فيزداد غضب موسى عليه السلام النبي الذي يأتيه الوحي .. ويعاتب بلهجة أشد .. 


 ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾ 


تحول من إمراً إلى نكراً


والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا .. ويعيش نفس حيرتنا .. يؤكد له الخضر مرة أخرى *﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ 


ثم يمضيا بعد تعهد أخير من موسى كليم الله بأن يصمت و لا يسأل ..


فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار ليحمي كنز اليتامى .. 


و هنا ينفجر موسى .. فيجيبه من سخره ربه ليحكي لنا قبل موسى حكمة_القدر ..  ﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾ 


هنا تتجلى حكمة الإله و التي لن تفهم بعضها حتى يوم القيامة .. 


الشر نسبي .. و مفهومنا كبشر عن الشر قاصر .. لأننا لا نرى الصور الكاملة .. 


 القدر أنواع ثلاث 


ــ شرا تراه فتحسبه شرا فيكشفه الله لك أنه كان خيرا 


 فما بدا شرا لأصحاب القارب اتضح أنه خير لهم و هذا هو *النوع_الأول  و هذا نراه كثيرا في حياتنا اليومية و عندنا جميعا عشرات الامثلة عليه .


 النوع الثاني 


مثل قتل الغلام .. شرا تراه فتحسبه شرا .. لكنه في الحقيقة خير .. لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك .. فتعيش عمرك و أنت تحسبه شرا .. 


هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث؟


هل أخبرها الخضر؟


الجواب لا .. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي .. وبالتأكيد .. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا  ﴿ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ﴾  .. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم .. ولم تستطع تفسيره أبدا ..




 


و لن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة ..


نحن الذين نمر على المشهد مرور الكرام لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك ؟ 


أما هي فلم و لن تعرف ..


 النوع الثالث من القدر و هو الأهم 


هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف_الله_الخفي .. 


الخير الذي يسوقه لك الله و لم تراه و لن تراه و لن تعلمه ..


هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم ؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي .. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا ..


فلنعد سويا إلى كلمة الخضر ( القدر المتكلم ) الاولى :  ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾ 


لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار_الله .. الصورة أكبر من عقلك .. 


استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما .. ثق في ربك فإن قدرك كله خير .. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله .. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها .. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا .. إذا وصلت لهذه المرحلة .. ستصل لأعلى مراحل الإيمان .. الطمأنينة .. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله .. خيرا بدت أم شرا .. ويحمد الله في كل حال .. حينها فقط .. سينطبق عليك كلام الله *﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾* حتى يقول .. *﴿ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾*


ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمنئة لا حسابا ولا عذابا.. 




*اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم امين...خاطرة جميلة جدا ..ومناسبة لنفوسنا التي نخرها اليأس وأكلها القنوط ...اللهم اجعلنا ممن يحسنون الظن بك ويرضون بكل قدر كتبته لنا....




سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..


 


  


 السَّلامُ عليكَ يا صاحبي


إنَّ الأشياء التي تعثرُ عليها مُصادفةً


قد تكونُ أجمل بكثيرٍ مما خرجتَ تبحثُ عنه!


جاءت السَّيارة، فأرسلوا واردهم إلى البئر


لم يكن يريدُ غير الماء


ولكنه عثر على نبيٍّ، يوسف عليه السلام كان هناك!


الرجلُ الذي قطعت النسوة أيديهن من فرطِ وسامته


قد عُثر عليه مصادفةً، ودون تخطيط


وإنك لا تدري ما اللهُ قاسمٌ لكَ!




يا صاحبي أنتَ مسؤولٌ عن السَّعي 


أما النتائج فبيد الله وحده!


فاخرُجْ إلى الدنيا بدلوك الفارغ


وسمِّ اللهَ، وألقِ في جُبِّ الأيام دلوكَ


ما أدراكَ قد تعثرُ على شخصٍ يجعلُ بقراتِ أيامكَ العِجاف سِماناً!


ويحيلُ سنابل عمرك اليابسات خُضراً يانعات!


لعله يعبرُ بكَ قحطكَ!


أجمل ما نعثرُ عليه في هذه الدنيا


هي تلك الأشياء التي يسوقها الله تعالى إلينا دون تخطيط!


والسلام لقلبك  




  إنّ أوّل بيتٍ وُضع للناس للّذي (ببكّةَ)... 


 وهو الذي كفّ أيديَهم عنكم وأيديَكم عنهم ببطن (مكّة).. 




في الأولى جاءت الكلمة في سياق الحجّ والازدحام، فكان استعمال اسمها غير المشهور (بكّة) وهو المشتقّ من البكّ الذي هو الازدحام.


في الثانية جاءت الكلمة في سياق الفتح، فناسبه اسمها المشهور (مكّة).


فكان لكلّ سياقٍ ما يناسبه من اللفظ في إعجازٍ  

 السَّلامُ عليكَ يا صاحبي


كنتُ أقرأُ البارحة في كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، واستوقفني قوله:


كان أحد الأغنياء كثير العبادة، فطالَ عليه الأمدُ فعصى ربَّه


فما زالتْ نعمته، ولا تغيَّرتْ حاله


فقال: يا رب، تبدَّلتْ طاعتي وما تغيَّرتْ نعمتُكَ


فهتفَ به هاتفٌ في المنام : يا هذا


لأيامِ الوصال عندنا حُرمة، حفظناها نحن وضيَّعتها أنتَ!




يا له من ربٍّ يا صاحبي، يا له من ربٍّ


يحفظُ العهدَ إذا العبدُ غدرَ


ويرعى الوداد إذا العبدُ ابتعدَ


ولا يُبادرُ الهُجران بالهجران


ذلك أن الكريم من الناس يُراعي وداد لحظة


فكيفَ به وهو ربُّ الكِرام؟!




تأملها جيداً يا صاحبي: لأيامِ الوصال حُرمة حفظناها نحن!


هو ربُّ الجزاء من جنس العمل


كل سجدةٍ سجدتها له هي لكَ رفعةٌ غداً


وكل ظمأ صيامٍ كابدته هو ارتواءٌ لكَ غداً


وكل يد مساعدةٍ مددتها للناس هي يد يُسخِّرها الله لكَ لتمتدَّ إليكَ غداً


أتعرفُ يا صاحبي لِمَ حُفرتْ أقدام إبراهيم عليه السلام في الصخرة عند المقام؟


ذلكَ لأنه ألانَ قلبه لله، فألانَ اللهُ الصخر تحت قدميه!




لا أحد أوفى من اللهِ يا صاحبي


صار يوسف عليه السلام عزيز مصر


عوضَ أنه بيعَ في الأسواق كالعبيد فصبرَ، وهذه بتلك!


وأنجبتْ سارة بعد أن صارتْ عجوزاً


عوضَ أنها وهبتْ هاجر لإبراهيم عليه السلام


فلم تشأ أن تحرمه الولد بسببها، وهذه بتلك!


ونبعَ ماءُ زمزم بين قدمي إسماعيل عليه السلام


لأنَّ هاجر قالتْ لزوجها: اِذهبْ فلن يُضيعنا الله


لحظة رزق مهول لأجل لحظة يقينٍ راسخ، وهذه بتلك!


والماشطة وأولادها رائحتهم طيبة في السماء


لأن لحمهم قد قُليَ بزيت فرعون فأصدر رائحةً، وهذه بتلك!


ودخلَ النبيُّ   مكة من أبوابها الأربعة


عوضَ أنه غادرها خلسةً والدموع في عينيه


وقال لها مودعاً: واللهِ إنكِ لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن قومكِ أخرجوني ما خرجتُ. وهذه بتلك!





أعطِهِ من هو أفقر مني! 

يقول عمر بن الخطاب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعطيني العطاءَ فأقول: أعطِهِ من هو أفقر مني!

فقال لي: إذا جاءكَ من هذا المال شيءٌ وأنتَ غير مشرفٍ/ متطلعٍ له، ولا سائل/ طالب فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك! 


يا لعزة نفس عمر، يأتيه المال إلى بابه دون أن يطلبه، فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم أعطِهِ من هو أفقر مني!

لا يكتفي أنه لا يزاحم الفقير والمسكين في الأعطيات، وإنما يفضلهم على نفسه ضارباً مثلاً رائعاً في التكافل الإجتماعي، والإحساس بالأخرين! 


ولقد أبتلينا هذه الأيام بأُناسٍ تريدُ أن تأكل الدنيا وما فيها رغم عدم حاجتها، وسبب هذا أن الجوع الحقيقي في النفس لا في المعدة!


تجد الفقير المعدم إذا ما وَزَعتْ جهة ما على الفقراء شيئاً ونسيته تمنعه عزة نفسه أن يراجع رغم حاجاته، وتجد من ليس بحاجةٍ يقيمُ الدنيا ولا يقعدها، بدل أن يكون هو من يعطي لقدرته على العطاء، يريدُ أن يأخذ رغم عدم حاجته إلى الأخذ! والويل والثبور لمن طرق بيتاً في حارته حاملاً عطاءً لمسكين ولم يطرق بابه، يقيم الدنيا ويقعدها، ويتهم المعطي باللصوصية والسرقة والتمييز لأجل عطاء يسير لا يسمن ولا يُغني من جوع! 


ضاقتْ الأحوال بالناس هذه الأيام، ومنَّ الله على الميسورين أن اجتهدوا في التخفيف عن الفقراء، إما بمبادرةٍ شخصية، واما بالمساهمة في حملات يقوم بها أهل الخير، فما الداعي لهذا الجشع، تلمز هذا وذاك تريدُ أن تُكرِّه الناس بفعل الخير، وتقطع المعروف بين الناس؟! 


كُن عزيز نفس، إذا أُعطيتَ من غير مسألةٍ فخذْ، فإن وجدتَ في نفسكَ حاجةً فبارك الله لكَ به، وإن لم تجد دُلَّ على من هو أفقر منك ممن تعرفهم، أو خذها أنتَ وأعطها له، أو أقسمها بينك وبينه، واعلم أن كل ما يصل الإنسان رزق، وإن الرزق لا يزيد بقلة الأدب، وإنما بالسعي المحمود، وكل ما أقَمتَ له الدنيا لتأخذه فأخذته كان سيصلك على طبق من لطف إلى باب بيتك، لأنه رزقك، وما لم يكتبه الله لك فلن تأخذه ولو كان الأنس والجن معكَ قبيلاً! 

حتى يكون الشيطان هو المدحور!


جاء عبد الله بن حريب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله إني رجلٌ مِقرافٌ للذنوب

فقال له: تُبْ إلى الله واستغفره

فقال: فإني أعودُ

فقال له: تُبْ إلى الله واستغفره

قال: فإني أعودُ

فقال له: تُبْ إلى الله واستغفره

قال: إلى متى يا رسول الله؟

فقال له: حتى يكون الشيطان هو المدحور!


إنَّ من طُرق إبليس من إضلال الناس أن يُكبِّر ذنوبهم في أعينهم، ويصغِّر رحمة الله في عقولهم، فما إن يُذنب العبد حتى يأتيه إبليس ليخبره أن لا مكان له بين الصالحين، وأنَّ هذا الدين للأتقياء، وأنه قد هتكَ ستر الله، وعليه أن يخجل من العودة، يريدُ الخبيثُ أن يساوينا به، فإنه حين أذنبَ استكبرَ، وعاندَ وتجبَّر، وما لنا وله، إنما نحن أبناء آدم عليه السَّلام، هذا هو أبونا الذي عندما أذنبَ استغفر، وبكى على خطيئته، حتى قبلَ الله توبته، بل وجعله من أنبيائه!


إياكَ أن يقفَ الشيطان بينكَ وبين الله!

سِرْ إلى الله على أيِّ حالٍ كنتَ، إذا أذنبتَ استغفرْ، وإذا ابتعدتَ سارع بالعودة، ولا تُغلِقْ باباً فتحه الله لكَ بينكَ وبينه ليتوب عليكَ به!

لا تترك صلاة جماعةٍ اعتدتها لذنبٍ تعاوده بين الفينة والأخرى، على العكس، إحرصْ عليها أكثر، فمنها بإذن الله النجاة!


لا تقطعْ صدقةً اعتدتَ أن تُعطيها فقيراً لأن لكَ ذنباً لم تستطِعْ التخلص منه!


بربك أخبرني إن تركتَ الصلاة في المسجد لذنبٍ، وتركتَ الصدقةَ لآخر، فمن أي بابٍ تدخلُ، المعادلة سهلة: إذا لم تستطِعْ أن تتخلص من معصية فزاحمها بالطاعات!


كان الصحابي الجليل أبو محجن الثقفي مُبتلى بشرب الخمر ولكنه لم يقعُدْ عن الجهاد في سبيل الله، علمَ أن الله فتح له هذا الباب فحافظَ عليه!

جيءَ لسعد بن أبي وقاص بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر، فوضع رجليه في القيد، وكانت المعركة تدور على مدار أيام، فتوسل أبو محجن زوجة سعد أن تفكه ليذهب ليقاتل ثم يرجع لتضع رجليه في القيد! لقد عزَّ عليه أن يرى المعركة دائرة ولا يكون بين جنود الله!

وافقت زوجة سعدٍ وأطلقته، فشارك في القتال وأبلى حسناً، وهو ملثم، وكان سعد يقول: الفرس فرس أبي محجن، والطعن طعن أبي محجن، ولكن أبا محجنٍ في القيد!

وعندما انتهى القتال عاد مسرعاً ووضع رجليه في القيد.

فلما انهزم الفُرس، وعاد سعد، أخبرته زوجته بما كان من أبي محجن، فقال: لا واللهِ لا أضربُ بعد اليوم رجلاً أبلى الله على يديه ما أبلاه، وخلى سبيله!

فقال أبو محجن: قد كنتُ أشربها إذ يُقام عليَّ الحد وأطهر منها فأما الآن فواللهِ لا أشربها أبداً!


لا تُغلقْ باباً فتحه الله لكَ مهما بلغتَ من المعصية فربما كانت العودة إلى الله منه!


شجرة الخُلد !


قال عمرُ المختار قبل لحظاتٍ من إعدامه من قبل المحتلين الإيطاليين : " يستطيعُ المدفعُ أن يُسكتَ صوتي ولكنّه لا يستطيعُ أن يُلغي حقّي ، والشيءُ الوحيدُ المؤكد لديّ الآن أنّ حياتي ستكون أطول من حياة شانقي " !


ونبقى مع الإيطاليين ولكن بعيداً عن حبال المشانق، قال الرّوائيّ والفيلسوف الإيطاليّ أمبرتو إيكو : " للاستمرارِ في هذا العالمِ الرّهيبِ يجب أن تنجحَ في شيئين اثنين على الأقل: أن تكتبَ كتابًا، أو أن تُنجب طفلاً " ! عموماً مات إيكو منذ أيام، وقد أحرزَ نجاحاً كبيراً في هذين الأمرين ، فقد كتبَ وأنجبَ ولكنّه لم يستطع الاستمرار !


ليستُ هنا لأنعى إيكو، ولكنّ الشيء بالشّيء يُذكر، لطالما كان الموتُ أكثر ما يشغل الإنسان، وبعيداً عن الموت أو قريباً منه ، شغلت فكرة الخلود البشر حتى قبل وجودهم على هذه الأرض، وكان مما أغرى به إبليسُ آدمَ وهو يُزيّن له شجرة المعصية " هل أدلكَ على شجرة الخُلد وملكٍ لا يبلى "! 


وبعد النّزول إلى الأرض استمات البشرُ بحثاً عن حياة أبدية، وأفنى الكيميائيون أعمارهم لإيجاد إكسير الحياة أو ماء الخلود ، ولم يحدث أن جاء زمنٌ لم يحلم الناس فيه أن يعيشوا إلى الأبد ! لهذا جاب الملك السّومريّ جلجامش الأرض بحثاً عن نبتة الخلود بعد وفاة صديقه أنكيدو ، وتقول أسطورة البابليين هذه أنّه لمّا عثر عليها سبقته أفعى إليها وبقي البشر محكومون بالموت ! يبدو من كلّ ما سبق  أن فكرة المكوث على ظهر هذا الكوكب هي فكرة جذابة للكثيرين، رغم أني أميلُ إلى رأي الجاهليّ الجميل زهير بن أبي سلمى في مطلع معلقته حين قال :

سئمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يعشْ

ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ يسأمِ


لا مناص من الموت إذاً، وستبقى فكرةُ الخلود تدغدغُ أحلام البشر دون جدوى، لأنهم يفهون أنّ الخلود في أن تكون الحياة طويلة، رغم أنّي أرى الخلود في أن تكون الحياة عريضة !


كلّ الذين خلّدهم التاريخ كانوا قد عاشوا لفكرة ما، آمنوا بها حدّ اليقين، لهذا لم يستطع الموت أن يُغيّبهم، كل ما فعله أنه أغتال أجسادهم فقط، أما أرواحهم فما زالت تخفقُ  حتى اللحظة أقوى من أرواح كثير من الأحياء! ويبدو لي أنّه ليس من المهم كيف يموتُ الإنسان وإنما كيف يحيا ! أبو بكر مات على فراشه، وعمر وعليّ ماتا مطعونين في صلاة الفجر، وعثمان مذبوحاً على المصحف، وعمر بن عبد العزيز مات مسموماً، وابن تيمية مات مسجونا في قلعة دمشق فوق كتاب الفتاوى، وسيّد مات مشنوقاً في السّجن الحربيّ على مقربة من ظلال القرآن ! كلّ واحد منهم مات بطريقة، ولكنّهم جميعاً عاشوا لله لهذا تخلّدوا ! 


لا يمكن الخلود دون فكرة ، نبيلة كانت أم وضيعة، وكلّ إنسان قد تخلّد اختار فكرة على شاكلته، وأفنى حياته في سبيلها، قارون عاش لأجل المال، والنمرود عاش لأجل المُلك، وفرعون عاش لأجل 

الجاه، وأبو لهب وأبو جهل وعتبة وأمية عاشوا لأجل دين آبائهم، هؤلاء أيضا تخلّدوا لكن هناك فرق بين من يُكتب اسمه في أنصع صفحات التّاريخ، وبين من يُذهبُ به إلى مزبلته !



شجرة الخُلد لا يمكن أن تكون إلا في فكرة، فإذا أردتَ أن تأكل من ثمرها فآمن بفكرة حتى اليقين، عِشْ لها، واعمل بها حتى آخر رمق. لا فكاك من الموت، ولا سبيل للحفاظ على الأجساد، والكائن الوحيد الذي ظل جسده خالداً حتى اللحظة هو إبليس، وتلك لم تكن جائزة  بل عقاباً !

هوِّنْ عليكَ فإنَّ الأمور تجري بتقدير الله
وكل أقدار اللهِ خيرٌ وإن أوجعتكَ!
تسألُ الله شيئاً بإلحاحٍ فلا يعطيكَ إياه فتحزن
ولا تدري أنكَ كالطفل الصغير الذي يبكي إذا رأى حبوب الدواء الملونة يُريدها فتمنعه أمه
لأنها تعلمُ أنه يريدُ ما فيه هلكته
وللهِ المثلُ الأعلى، وفي منعِ اللهِ عطاء!
وتفقدُ شيئاً عزيزاً فتحزن، ولا تدري أن اللهَ لا يأخذُ إلا ليعطيَ
عندما قتلَ الخضرُ الغلام، بدا الأمر أول وهلةٍ جريمة نكراء، وكذلك حسبها موسى عليه السلام
ولا شكَّ أن قلبي أبويه انفطرا لفقده
ثم كُشفَ الغيبُ، وتبينَّ أن قمة الرحمة كانت في قتله
يأخذُ اللهُ سبحانه من دنياكَ ليحفظَ لكَ دينكَ!

يا صاحبي إنَّ الله يُدبِّرُ الأمور بحكمةٍ ورحمةٍ لا تخطرُ على بالنا
لأننا قاصرو النظر، ومحددو التفكير، ولا نرى من المشهد إلا بقعةً يسيرة
فأما الله فيرى كل شيء!
ولو كنتَ مع المساكين حين ثُقبتْ سفينتهم
لربما قلتَ: ألا يكفي الفقر حتى نُصاب في مصدر رزقنا
ولكنكَ لن تلبثَ طويلاً حتى ترى أسطول الملكِ الظالم يسلبُ الناس سفنهم
فتدرك عندها رحمة الله، وأن ثقباً في السفية أرحم من فقدها
سبحان من يبتلي بالصغيرة ليُنجي من الكبيرة!

يا صاحبي إذا ما تعلَّقَ الأمرُ باللهِ فتأدَّبْ!
أنسيتَ من كان يسوقُ إليكَ رزقكَ وأنتَ جنينٌ في بطنِ أمكَ
أنسيتَ من رققَ قلبها عليكَ رضيعاً، فكانتْ تقوم لأجلكَ في الليل دون تأففِ كأنها جارية تخدمُ ملكها
أنسيتَ أباكَ كيف كان يقتطعُ لكَ رغيفاً من صخر الحياة لتكبر وتنمو ويشتدَّ عودك
أما سألتَ من الذي جعلكَ قطعةً من قلبه، فكان على استعداد أن يقطع من لحمه ليطعمكَ
إنه الله!
الغنيُّ عنكَ ولكنه لا يزهدُ فيكَ
والقويُّ الذي لا يحتاجك ولكنه يُناديكَ
أنسيتَ كل هذا، ثم إذا أصابكَ من قدره ما لا تُحب بدأتَ تتذمرُ وتتأففُ!
اِنتظِرْ دورة الأيام، ستنكشفُ لكَ حُجب الغيب، وستعرف أنه ما أخذ منك إلا ليعطيكَ، وما أصابكَ إلا ليرممكَ، وما صرفكَ عن أمرٍ إلا لآخر هو خير لكَ منه!

السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
كنتُ البارحة أقرأ في سير أعلام النُّبلاء، وما زالتْ كلماتُ عبد الله بن المبارك عن الإمام مالك ترِنُّ في أُذني حتى اليوم، قال:
ما رأيتُ رجلاً ارتفعَ كمالك بن أنس، ليس له كثير صيامٍ ولا صلاة، وإنما كانتْ له سريرة!

يا صاحبي عندما كتبَ مالكٌ الموطأ قالوا له: ما حاجة الناس إليه وكتب الحديث كثيرة؟
فقال: ما كان للهِ يبقى!
وكان مالكٌ كله لله، وبقيَ الموطأ!

يا صاحبي ليس شيءٌ أحبّ إلى الله من خبيئة صالحة يجعلها العبدُ بينه وبين ربّه!
لا تطلعُ عليها الأعين لتمدحها، ولا تسمعها الأذن لتثني عليها، تفعلها وليس في نيتك إلا الله، واثقاً أنه لا يضيعٌ شيء عنده!

صدقةٌ دائمة لا ترصدها الكاميرات، وركعات في الليل وأهل بيتكَ يحسبونكَ نائماً، ديونٌ تُسددها عن الغارمين في الدكاكين دون أن تعرفهم ويعرفوك، كفالة يتيم لن يعرفَ من كفله إلا يوم القيامة!

يا صاحبي تأمل قول مالكٍ: ما كان للهِ يبقى!
منشورٌ تكتبه حباً للهِ، ودفاعاً عن دينه، يُسخِّرُ الله لكَ آلاف الناس ليحملوه عنكَ، ويبلغوه، يلفُّ الكرة الأرضية، وأنتَ جالس في بيتك!

كتابٌ تؤلفه وليس في خاطركَ إلا الله، وأن يجعله سبحانه سبباً لعودة تائب، ومواساةً لمحزون، وتربيتة على كتف مكسور، وهدايةً لحيران! 
تموتُ أنتَ ويبقيه الله لكَ

شجرةً تزرعها للهِ يبقيها الله لكَ واقفة كالجبل، ويطرحُ لكَ فيها البركة، ويسوقُ إليها الناس سوقاً ليعطيكَ الأجر، وما كانت يوماً إلا نبتةً صغيرة، ولكن لأنها لله بقيت

بئر تحفره لله قد يكون جزاؤه شربة من يد النبي صلى الله عليه وسلم، لا أحد أوفى من الله

دار تحفيظٍ تُنفقُ عليها، أنت الذي لم تُسعفكَ ذاكرتكَ لتحفظ، يُسخّر الله لكَ من يحفظ فيه، وتكتبُ الملائكة في صحيفتك أجرهم جميعاً!

ما كان لله يبقى
من كان يظنُّ أن يُباع رياض الصالحين في مكتبات باريس ولندن، ولكن الله اطلع على قلب الإمام النووي فارتضاه، فأحيا له كتابه!

وليس من فراغٍ أن تتعلق القلوب بمدارج السالكين، فمن قبل تعلق قلب ابن القيم بالله!

ولا غرابة أن يموت ابن الجوزي ويبقى كتابه صيد الخاطر، فمن كان للهِ كان اللهُ له

كان الإمام أحمد يدعو: اللهم أمتني ولا يعرفني أحد من خلقكَ
وحين اطلع الله على قلبه، ورآه لا يريدُ الشهرة، أماته ولا يجهله أحد من الناس
يا صاحبي ما كان لله يبقى!
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
كان أحدُ الأساتذة الجامعيين يلبسُ ساعة نسائية، وكان الطلاب يتندرون عليه في مجالسهم، حتى كان يوم تجرأ فيه أحدهم وسأله: لِمَ تلبسُ ساعةً نسائية؟
فقال له: هذه ساعة ابنتي المتوفاة!

يا صاحبي في كُلِّ إنسانٍ وجع لو كشفه للآخرين لبكوا عليه!
ولكننا نتجالد ونتصبَّر، لأن نظرات الشفقة في عيون الآخرين موجعة، موجعة جداً!
هذه الحياة معركة طاحنة، فلا تخدعنَّكَ المظاهر!
خلف الابتسامات التي تراها غصات كثيرة يخفيها الناس عن الناس!
ووراء الضحكات دموع لو رأيتها لقلتَ كيف يضحكُ هذا الذي كاد أن يجفَّ من كثرة ما بكى!

الناس كالجبال يا صاحبي، ليس في الصلابة، وإنما في الجزء المخفيِّ منها، يقول علماء الجويولوجيا أن الذي يظهر من الجبل هو ثلثه فقط، هناك ثلثان مدفونان في الأعماق، وهكذا نحن!
ما نخفيه أكثر مما نظهره، وأمراضنا ليست من الأشياء التي نأكلها وإنما من الأشياء التي تأكلنا!

يا صاحبي في كل إنسانٍ وجع مهما أنكره، وفي كل قلبٍ غصَّة مهما أخفاها!
لا تخدعنَّكَ المظاهرُ ، الأشياء ليست كما تبدو!
الهادىء الذي تحسده على اتزانه قد يكون في قلبه نار لا يعلمها إلا الله، والذي لا يخرج منه الدخان، لا يعني أنه لا يحترق!
لا العاصي مرتاح بمعصيته، ولا الطائع ثابتٌ بسهولة!
لا الذي لديه حبيب ممسك به بأسنانه مخافة أن يفقده مرتاح، ولا الذي في قلبه فجوة لحبيب لم تمتلىء بعد مرتاح!

أخبرتكَ أكثر من مرةٍ عن قصة قرأتها، عن رجلٍ دخل يوماً إلى عيادة طبيب، يشكو له وجعاً في جسمه، وانطفاءً في روحه!
فأجرى له الطبيب فحوصاتٍ وأشعة وتحاليل فتبين له أن المريض لا يشكو من شيء!
فقال له: إن مشكلتكَ نفسية، حاول أن تروّح عن نفسك، اقرأْ، سافرْ، تعرَّف على أصدقاء جُدد!
اسمعْ، لكَ عندي نصيحة، في المدينة مهرج بارع اسمه كارلينا ، يجعل الناس ينسون همومهم لكثرة ما يضحكهم، أنصحك بمشاهدته!
فنظر المريضُ إلى الطبيب بعينين دامعتين وقال له: أنا كارلينا أيها الطبيب!

Comments

Search This Blog

Archive

Show more

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

علاقة البيبي بالفراولة بالالفا فيتو بروتين

التغيرات الخمس التي تحدث للجسم عند المشي

إحصائيات سنة 2020 | تعداد سكَان دول إفريقيا تنازليا :

ما هو الليمونير للأسنان ؟

ACUPAN 20 MG, Solution injectable

CELEPHI 200 MG, Gélule

الام الظهر

VOXCIB 200 MG, Gélule

ميبستان

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

Kana Brax Laberax

TRIPASS XR تري باس

PARANTAL 100 MG, Suppositoire بارانتال 100 مجم تحاميل

الكبد الدهني Fatty Liver

الم اسفل الظهر (الحاد) الذي يظهر بشكل مفاجئ bal-agrisi

SEDALGIC 37.5 MG / 325 MG, Comprimé pelliculé [P] سيدالجيك 37.5 مجم / 325 مجم ، قرص مغلف [P]

نمـو الدمـاغ والتطـور العقـلي لـدى الطفـل

CELEPHI 200 MG, Gélule

أخطر أنواع المخدرات فى العالم و الشرق الاوسط

Archive

Show more