هـل يـؤدي القلـق لأمـراض مزمنـة.
لطالما قدر العلماء أن التوتر كثيراً ما زاد المشكلات الصحية الراهنة تعقيداً لكنهم إكتشفوا أخيراً أن التوتر يسبب تغيرات في حالة الجسم تؤدي إلى حدوث أمراض لم تكن موجودة.
▪️وأن التوتر المزمن والشدة النفسية لا يؤديان إلى تفاقم الأمراض الموجودة بجسم الإنسان وحسب بل ويتسببان من ذاتهما بأمراض وعلّات مستقلة كذلك.
فالجسم يضخ هرمون الأدرينالين ومن ثم الكورتيزول في مجرى الدم كردة فعل فورية منذ بداية الشعور بالتوتر وهذه هي عادة الجسم لحماية حياة الإنسان منذ آلاف السنين حيث إن إندفاع الأدرينالين فور الإحساس بالتوتر من شأنه أن يقي الإنسان من المخاطر المحيطة به.
▪️ولكن تكمن المشكلة بالخطورة الكبيرة التي يسببها الإفراز المتواصل لهرمون الكورتيزول.
فعلى الرغم من الوظائف الهامة للكورتيزول كمضاد للإلتهاب إلا أنه يعتبر هرموناً ضاراً عندما يتم إفرازه بشكل مستمر في حالات التوتر المزمن لأن الخلايا تمتنع بعد فترة عن الاستجابة للهرمون مما يؤدي إلى تفاقم حالة الإلتهاب.
وفي ما يلي نعرض أهم الحالات المرَضية التي يمكن أن يتسبب بها الضغط النفسي الطويل الأمد:
1 زيادة الوزن والسكري.
تعمل الهرمونات التي ينتجها الجسم في حالة التوتر على تحفيز رغبة الإنسان في تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات والدسم.
كما يتسبب التوتر النفسي (بالإضافة إلى هذه المشاكل في عملية الأيض) بارتفاع مقاومة الإنسولين في الدم مما يؤدي إلى صعوبة أكسدة الدهون وكلتا الحالتين تؤديان إلى تكديس الشحوم في الجسم بشكل أكبر.
كما يؤدي ارتفاع مقاومة الإنسولين لداء السكري عند المؤهبين له كما هو معروف.
2 إضطراب وصعوبة النوم.
يشعر الإنسان الذي يعاني من الضغوطات النفسية بصعوبة كبيرة في النوم وكذلك يعجز عن الرجوع إلى النوم في حال استيقظ ليلاً وهذه المشكلة يعاني منها كبار السن خاصة لأن ساعات النوم تقل مع التقدم بالعمر.
3 الــزكـام.
أجرى الدكتور شيلدون كون أستاذ علم النفس مع زملائه دراسة هامة عام 2012 على 276 شخصاً من البالغين المتمتعين بصحة جيدة وطُلب منهم استرجاع الأحداث العصبية التي مرت بهم ومن ثم عُرِّضوا للفيروس المسبب للزكام.
وبسبب معاناتهم من التوتر أصبح جسمهم مقاوماً للكورتيزول مما جعلهم أكثر قابلية للإصابة بالمرض.
4 الصعوبة في إلتئام الجروح.
يتأخر التئام الجروح وتقل فاعلية اللقاحات عند ارتفاع نسبة الكورتيزول خاصة لدى كبار السن ممن يسهرون لساعات طويلة.
5 أمـراض القلــب.
عرف العلماء و منذ قديم الزمان أن هنالك رابطاً وثيقاً بين التوتر والإصابة بالأزمة القلبية ولكن مازال هذا الرابط مبهماً نوعاً ما حتى الآن.
وفي دراسة على فئران التجارب سلطت الضوء فيها على هذه الظاهرة تبين فيها وجود علاقة بين إفراز الكورتيزول والاصابة بنوبات القلب.
6 القرحــة الهضميـة.
بقي الأطباء يعزون القرحة الهضمية (في الإثني عشري والمعدة) للضغط النفسي طوال خمسين عاماً ولكن في عام 1983 اكتشف الباحثان الأستراليان وارن و باري مارشال أن المسبب الحقيقي للقرحة هو نوع من أنواع الجراثيم (البكتيريا) يدعى (H.Pylori) ومع ذلك بقي معظم الباحثين يوجهون أصابع الاتهام نحو التوتر كمسبب أساسي للقرحة.
ومع أن العلماء لا يزالون في خلاف حول هذا الأمر إلا أنهم متفقون جميعاً على أن التوتر له ضلع في كل الأمراض المصنفة على أنها أمراض هضمية إلتهابية مزمنة مثل الحرقة الهضمية وعسر الهضم وإلتهاب القولون القرحي وداء كرون بالإضافة إلى كون التوتر عاملاً أساسياً في حدوث متلازمة الأمعاء الهيوجة.
7 آلام الظهر والرقبة والكتفين.
يؤدي الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الحواسب والهواتف النقالة إلى الإصابة بآلام في الرقبة والكتفين والظهر خاصة إذا ترافق هذا مع الإجهاد الذهني وقلة الحركة.
وتسوء هذه الحالة خاصة عند المتقدمين في العمر كما تزداد شدة هذا الألم ومدته عندما يكون مصحوباً بالشدة النفسية.
8 الاكتئاب.
تتسبب نوبات التوتر المتلاحقة في الإصابة بالاكتئاب فهي تؤدي إلى فقدان السيطرة على نظام النواقل العصبية في الدماغ كالسيروتونين والدوبامين والنوربينفرين فتغير من نسب هذه النواقل مما ينعكس سلباً على الشهية والنوم والرغبة الجنسية.
كيف تتغلب على التوتر.
هناك الكثير من الوسائل التي يمكن أن تعتمدها لتخفف أو تتخلص كلياً من التوتر بنفسك نشرح أهمها في ما يلي:
1- التمرينات الرياضية.
أكد باحثون أن النشاطات الجسدية تعزز قدرة الدماغ على مواجهة التوتر وهذا متوقع لما للرياضة من تأثير حميد على نفسية الإنسان وتحسين صحته والتخلص من وزنه الزائد ورضاه عن ذاته.
2- الإنضمام لجمعية.
تجمع بينك وبينها إهتمامات مشتركة
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع