الحجامة الطبية وعلاج السكري

الحجامة الطبية وعلاج السكري
السكري كما هو معروف مرض يتميز بارتفاع نسبة السكر الناجم عن نقص الأنسولين أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين أو كلا الأمرين . ومشكلة مرضى السكري هي عدم تحويل الغذاء إلى طاقة، حيث إن تناول الغذاء يتم تفكيكه إلى سكر الجلوكوز والذي ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين ليسمح بدخول الجلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا .
عند الإصابة بالسكري لا يتم تحويل الجلوكوز إلى طاقة ما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم ويؤثر على مر الزمن في الأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالي يمكن حدوث مضاعفات مثل أمراض القلب وأمراض الكلى واعتدال الأعصاب والقدم السكرية وغيرها من المضاعفات .
أما أعراض المرض فهي كالتالي:
- زيادة عدد مرات التبول بسبب ارتفاع الضغط التناضحي، مع زيادة الإحساس بالعطش .
- الارهاق والتعب العام .
- فقدان الوزن .
- تباطؤ شفاء الجروح .
- ونصل إلى اعتلال بالرؤية في بعض الحالات .
وتقسم منظمة الصحة العالمية السكري إلى ثلاثة أنماط:
1- السكري المعتمد على الأنسولين (ويعرف بسكري النوع الأول) .
2- السكري غير المعتمد على الأنسولين (ويعرف بسكري النوع الثاني) .
3- سكري الحوامل .
السكري المعتمد على الأنسولين:
يتميز النوع الأول من السكري (السكري المعتمد على الأنسولين)، بخسارة خلايا بيتا المنتجة للأنسولين ما يؤدي إلى نقص الأنسولين، ويعتبر مرضاً ذاتي المناعة في هذه الحالة، ويصيب الأطفال أكثر .
ويعالج هذا النوع بالأنسولين مع الاهتمام بضبط نمط الحياة، لأن البنكرياس يكون فعلياً قد توقف عن العمل من ناحية خلايا بيتا .
ومن طرق العلاج الحديثة توصيل الأنسولين للدم عن طريق مضخة يمكنها توصيل الأنسولين على مدار اليوم وبجرعات معينة .
السكري غير المعتمد على الأنسولين:
يتميز السكري غير المعتمد على الأنسولين (سكري النوع الثاني)، بقلة إفراز الأنسولين، ولذلك يمكن السيطرة على حالة المريض بالحبوب إذا التزم بتعليمات الطبيب المعالج وغير من نمط حياته .
ولهذا النوع أسباب كثيرة من أهمها السمنة، التقدم بالعمر، التدخين وغيرها من الأسباب .
وتتأتى خطورة هذا النوع من عدم ملاحظة المرض ونتاج مضاعفات شديدة بالجسم مثل القصور الكلوي، أمراض القلب، اعتلال الشبكية أو اعتلال الاعصاب أو حتى تلف الكبد .
سكري الحوامل:
هو سكري مرتبط بالحمل، ويمكن أن يختفي بعد الولادة، ولكنه قد يستمر بعد الحمل في بعض الحالات، وهنا تصبح السيدة مصابة بالسكري .
كيف يتم تشخيص المرض:
1- إكلينكياً: بالأعراض الظاهرة على المريض ويتم التأكيد مباشرة بالفحوص المخبرية:
- قياس مستوى جلكوز الدم أثناء الصيام .
- قياس مستوى جلكوز الدم بطريقة عشوائية .
- قياس مستوى جلكوز الدم بعد ساعتين من تناول 75 غراماً من الجلوكوز .
ويفضل معظم الأطباء فحص مستوى السكر أثناء الصيام لسهولة وسرعة الفحص، وإذا كان الرقم المسجل أعلى من 126 مليغراماً/ديسيلتر يتم اعتبار هذا الرقم دلالة على الإصابة بالسكري .
الفرق بين صدمه الأنسولين الغيبوبة الناتجة عن نقص السكر في الدم وتلك الناتجة عن زيادة السكر في الدم .
دور الحجامة الطبية:
كما تحدثت في موضوعات سابقة عن آلية عمل الحجامة في الجسم من عدة نظريات ومن أهمها نظرية الإبر الصينية ونظرية الأعضاء الداخلية وعلاقتها بالجلد ونظرية تسكين الألم وغيرها من النظريات نصل في مجملها إلى حقيقة مهمة هي إن الحجامة الطبية وعلى أسس علمية تساعد على تحسين الدورة الدموية وتنشيط الجهاز المناعي واستخراج السموم من الجسم وبذلك نجد:
1- إن الحجامة تحسن الدورة الدموية، وبالتالي تزيد من نشاط البنكرياس لضبط معدل إفراز الأنسولين، ويجب التأكيد هنا على نقطة مهمة أن الحجامة لها دور كبير في نوع السكري غير المعتمد على الأنسولين ومحدود جداً جداً في النوع الآخر .
2- أن عملية التشريط السطحية للشعيرات الدموية خلال عملية الحجامة تؤدي إلى زيادة التمثيل الغذائي بالكبد فتقل نسبة السكر .
3- الشفط الصحيح يساعد على اراحة العضلات وإخراج الأحماض، ما يساعد الأنسولين على الارتباط بمستقبلاته وتقل نسبة السكر .
وأريد أن أوضح نقطة مهمة جداً وهي أن عمل الحجامة في الجسم يساعد على تحسين عمل الغدد وتنشيط واستثارة الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، وبالتالي تحسين السيال العصبي وتنشيط الأعضاء الداخلية ومنها البنكرياس، وهذا ينعكس إيجاباً على نسبة السكر بالدم .
ومن التجربة العملية على مرضى السكري وخاصة النوع التاني فإن نتائج الحجامة تكون رائعة إذا أجريت بطريقة صحيحة في اختيار المواقع الصحيحة على الجسم وبطريقة التشريط .
وهنا لابد من توضيح نقطة مهمة للمريض وهي أن الحجامة لا بد أن تجري على عدة جلسات، ويكون خلالها بعض التعليمات والإرشادات حول تناول الأنظمة الغذائية الصحية، والإكثار من ممارسة الرياضة، وستكون بفضل من الله النتائج أكثر من مبهرة خاصة إذا التزم المريض بالاستمرارية على الحجامة .
ومع ظهور نتائج على جسم المريض يبدأ تخفيض جرعة حبوب السكر بالتشاور مع الطبيب المعالج إلى أن نصل لبعض المرضى بالتوقف التام عن تناول الأدوية شريطة إستجابه الجسم لهذا النوع من العلاج ولتعليمات الطبيب المعالج .
وأشير هنا إلى نقطة مهمة في العلاج بالحجامة حسب النظريات الحديثة للحجامة وهي تحديد بعض أماكن الأعضاء الداخلية، فحسب الأعصاب الخارجة من العمود الفقري يكون موقع البنكرياس عند الفقرة الصدرية السابعة، وهذا كما قلت سابقاً له تأثير مباشر في البنكرياس، وبالتالي على إفراز الأنسولين، والتقليل من أعراض المرض، والحد من مضاعفاته، مع ضرورة إجراء الحجامة في جو معقم وصحي تام لخطورة التئام الجروح وخاصة في الأطراف واستعمال المضادات الحيوية اللازمة خلال وبعد عملية الحجامة .
وفي النهاية فإن السكري من الأمراض المزمنة وخطورته في مضاعفاته ولذلك فإن إجراء الحجامة الطبية يساعد على التخفيف من حدة المرض والعلاج في أحيان أخرى حسب الحالة، مع التأكيد على أن الحجامة مثلها مثل أي طريقة طبية يمكن أن تفيد المريض، ويمكن أن يكون دورها محدوداً، ولكن ليس لها أي مضاعفات إذا أجريت بطريقة صحيحة وعلمية والشفاء من عند الله