مرض السكري وأمراض القلب - والأوعية الدموية
إن مرض السكري هو ذلك المرض الذي يحدث نتيجة زيادة كبيرة لمادة السكر في الدم عن المعدل الطبي المسموح به في حالة الصوم أو بعد تناول الطعام بساعتين بسبب وجود مشكلة في وظيفة غدة البنكرياس فيصبح هناك نقص جزئي أو كلي في إفراز الإنسولين أو عدم جدوى من وجوده الذي له دور مهم في التعامل مع السكر . وبزيادة السكر في الدم يتعطل جهاز الطاقة ويحدث هذا الخلل في تعامل الجسم مع السكر فيضطر الجسم إلى بذل جهد كبير للتخلص من هذا السكر عن طريق الكليتين إلى المثانة بصورة يكثر فيها التبول مسببة الشعور بالعطش والرغبة في تناول السوائل التي يفقدها الجسم . ويعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة في العالم ذات المشكلات والمضاعفات الخطيرة التي تؤثر على المجتمع واقتصاده ومن الأسباب التي تؤدي إلى ظهوره أو تهيئ لحدوثه.
1- العامل الوراثي وهو الأكثر وضوحاً في النوع غير المعتمد على الأنسولين .
2- السمنة : بسبب الإكثار من الطعام .
3- تغير نمط الحياة : فقد قلت الرياضة وزادت الضغوط النفسية والتوترات العصبية
4- بعض الإلتهابات الفيروسية أو أسستعمال بعض العلاجات أو أستخدام بعض المواد الكيماوية قد تحرض نشوء حالات السكري عند الأشخاص المعرضين وراثياً لذلك .
5- إفراط الجسم في أنتاج هورمونات معينة – كهورمون النمو وهورمون الغدة الدرقية والكورتيزون والجلوكاجون – تجعل إنسولين الجسم أقل كفاءة وقد تجلب مرض السكري .
6- إن تكرار الحمل الذي يرتب على الجسم أعباء إضافية يمكن أن يؤدي إلى تطور السكري . أو يظهر السكري أثناء الحمل ولكنه قد يزول بعد الولادة وفقاً لحالة المريضة .
ويؤدي مرض السكري إلى حدوث تغيرات وأضرار لأنسجة القلب والشرايين وإلى إلحاق الأذى بوظائف الصفائح الدموية للشراين بحيث تزداد قابلية ترسبها وتراكمها على الجدارالداخلي.
وفيما يلي سنقوم باستعراض ملخص للمشاكل القلبية التي تزداد نسبة حدوثها بوجود مرض السكري :
أ - تصلب الشرايين الدموية :
يصاب مريض السكري ببعض أمراض القلب أكثر من الأشخاص الطبيعيين . وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تصلب الشرايين التاجية للقلب بين مرضى السكر أكثر للأسباب التالية :
1- العوامل الخفيه في مرضى السكري ، ومنها دور الأنسولين نفسه والتغييرات المختلفة المسببة لزيادة تجلط الدم .
2- أرتتفاع ضغط الدم كنتيجة محتملة لمريض السكري مما يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث أمراض الشرايين التاجية .
3- وجود عوامل الخطورة المعروفة مثل التدخين والسمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بالإضافة إلى أرتفاع مستوى الفيبرينوجين وعامل الجلطة رقم سبعة في الدم تساعد على زيادة فرصة تصلب الشرايين عند مرضى السكري بنوعيه .
4- أرتفاع نسبة الدهون بالدم وخاصة الكوليسترول التي تقوم بدور هام في تلف الأنسجة المبطنة لشرايين الدم وتساعد على سرعة حدوث تصلب الشرايين وتضيقها
يعتبر مرض السكري من أخطر عوامل الخطورة المكونة لأمراض تصلب الشرايين التاجية عند النساء منها عند الرجال . فنسبة الوفاة من تصلب الشرايين التاجية عند النساء المصابين بمرض السكري تتراوح مابين 3-5 أضعاف مقارنة بنساء في نفس العمر ولا يعانون من السكري وتزداد هذه النسبة عند مريضات السكري صغار السن . أما نسبة الوفاة من تصلب الشرايين التاجية عند الرجال المصابين بمرض السكري تتراوح مابين 2-3 أضعاف مقارنة بالرجال في نفس العمر ولايعانون من السكري . ولعل من بعض النظريات التي تفسر هذا الفرق بين الرجال والنساء أن السكري قد يضخم تأثير عوامل الخطورة الأخرى لدى مريضات السكري كما أنه قد يقلل من كفاءة الهرمونات النسوية التي تعتبر من أهم عوامل الوقاية للقلب عن النساء اللواتي لم تنقطع عندهن الدورة الشهرية .
ولعل حدوث مايسمى بسكر الحمل من المؤشرات غير الجيدة لزيادة فرص حصول تصلب الشرايين عند تلك السيدات وقد أثبتت المشاهدات والملاحظات الطبية زيادة نسبة فرص الإصابة بإرتفاع ضغط الدم الشرياني وأرتفاع نسبة الدهون بالدم ونسبة المقاومة للعلاج بالأنسولين عند السيدات ممن تعرضن لسكر الحمل مقارنة بالسيدات الحوامل الطبيعيين . كما أثبتت المشاهدات الطبية أن 40% من السيدات الذين أصيبوا بسكر الحمل قد أصيبوا بمرض السكري بعد فترة من الزمن بعد أنتهاء الحمل مقارنة بنسـبة 5% من السيدات الذين لم يصابوا بسكر الحمل قد أصيبوا بمرض السكري بعد فترة من الزمن بعد أنتهاء الحمل .
لذا يتوجب على الطبيب أن يبعث بمريضته إلى طبيب أختصاصي السكري للمتابعة طويلة الأجل لإكتشاف السكري والعلاج المبكر وأكتشاف عوامل الخطورة والتقليل منها وعلاجها علاجاً صحيحاً دقيقاً . ومن ناحية أخرى يعتبر تصلب الشرايين الكبيرة والمتوسطة الحجم لدى مرضـى السكـري ( خاصة من يتم معالجتهم بالأنسولين لمدة تزيد عن عشرين عاماً ) أكثر شيوعاً من الأشخاص المماثلين لهم في العمر والجنس غير المصابين بالسكري ويعتبر مريض السكري معرض لأمراض الشرايين التاجية مثل الذبحة الصدرية والجلطة القلبية والمشكلات الصحية للأوعية الدموية في الأطراف العليا والسفلى والمخ . لكن علاج هذه المشكلات الصحية الناتجة عن السكري لاتختلف كثيراً عن الأشخاص غير المصابين به . إلا أن مضاعفاتها وخطورتها أكثر عند مرضى السكري .
إن إصابة وتأثر الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة بالعين والكلى والجلد بمرضى السكري تزداد خطورة مع زيادة نسبة السكر في الدم وطول مدة الإصابة بمرض السكري .
ومن العلامات المرضية الموجودة بعين مرضى السكري :
• عتامة العدسة – الماء الأبيض
• زيادة الضغط بالعين – الجلاكوما
• نمو وزيادة الأوعية الدموية الدقيقة بقاع العين
• ترسبات وترشحات دموية بقاع العين .
وقد أثبتت طريقة العلاج بالكوي للأوعية الدموية الدقيقة لقاع العين باللليزر جدواها في الحد من تطور مخاطر ومضاعفات السكري على العين والإبصار
اما العلامات الموجودة بكلى مرضى السكري في نتيجة تأثير السكر على الأوعية الدموية مما يسبب تأثر وظيفة وحدة الكلية وتدهورها وعجزها عن الإحتفاظ بالبروتين فيزيد مستواه بالبول وإذا أستمرت العملية لمدة تزيد عن خمس سنوات ينتهي المطاف بالكلى إلى الفشل الكامل الذي يتطلب أستخدام الكلية الصناعية لمساعدة الجسم على التخلص من المواد السامة التي كانت تذهب إلى البول بواسطة الكلية الطبيعية قبل تأثرها بالسكري .
بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن أغلب مرضى السكري بعد مرور 10 سنوات على معاناتهم بهذا المرض المزمن يعانون من تأثر أعصاب أطرافهم السفلى والعليا فيشعرون بآلام شديدة مع تنميل وتخدير ومن الآثار الأخرى لمرضى السكري على الجهاز العصبي تأثر الشرايين المغذية للمخ فتزداد معدلات الإصابة بمشاكل خطيرة بجهاز الدورة الدموية المخية وبدورها تؤثر على المخ فتزداد الوفيات من ضعفين إلى أربع أضعاف في المجتمعات الغربية كما أن أضطرابات المثانة وتأخر إفراغ المعدة من الطعام وسوء أمتصاص الطعام من الأمعاء والعجز الجنسي عند الرجال وأنخفاض الضغط الشرياني عندالوقوف نتيجة أضطرابات الجهاز العصبي للتحكم اللا إرادي بالأوعية الدموية ومن المعروف أن هذه المضاعفات يصعب علاجها علاجاً ناجحاً بسبب وجود مرض السكري وأستمرار تأثيراته الخطيرة على كافة الأعضاء الحيوية بالجسم . لكن كلما كان التحكم في ارتفاع السكر بالدم أقرب للطبيعي منذ بداية الإصابة بالسكري كلما كان المريض أقرب للحالة الصحية الطبيعية قليلة المضاعفات والمشكلات الطبية
ب- أرتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري :
يرافق ظهور أرتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري علامات تأثر الكلية بهذا المرض عاكساً عدم مقدرة الكلى على القيام بوظائفها على أكمل وجه بل إن مرض السكري يزيد من دمار وحدات التقنية بالكلية ويزيد تدهورها زيادة ضغط الدم بشرايين الكلى لذا كان من أهم عوامل تأخير تدهور وظائف الكلى التحكم في ارتفاع الضغط الشرياني إلى أبعد الحدود بكل الطرق الممكنة بأقل خسائر على الكلى والجسم .
كما إن تدهور المضاعفات الخطيرة الموجودة بالعين وزيادة مشكلات الشرايين التاجية يزداد زيادة كبيرة في وجود ارتفاع ضغط الدم الشرياني . لذلك كان من الواجب على الطبيب المعالج التحكم في ارتفاع ضغط الدم بكل الطرق بحيث لايزيد ضغط الدم الأنبساطي عن 80 ملم زئبقي ولايزيد ضغط الدم الأنقباضي عن 120 ملم زئبقي . وهنا يجب التنويه أن بعض العلاجات الخافضة للضغط تكون مصاحبة لبعض المشكلات الصحية خاصة عند مرضى السكري . فمثلاً مدرات البول قد تساعد على ارتفاع السكر بالدم وتجعل التحكم به صعباً . كما أن مثبطات بيتا ربما تساعد على انخفاض السكر وذلك عن طريق منع تصنيع السكر عند الحاجة إليه داخل الجسم بالإضافة إلى تقليل أو انخفاض الشعور لدى المريض بعلامات أنخفاض السكر الشديدة . مثل العرق الكثير والرعشة والخفقان . بالإضافة إلى ماذكرنا عن المدرات ومثبطات بيتا فإنهما يرفعان نسبة الدهون بالدم .
ج - الذبحة الصدرية الصامته :
تزداد نسبة حدوث الذبحة الصدرية بدون إصدار إنذار بالألم في منطقة منتصف الصدر عند مرضى السكري وسبب هذه الظاهرة قد تكون غير واضحة تماماً ولكن قد يربطها بعض العلماء لإحتمال وجود أعصاب تالفة بسبب مرض السكري لايمكنها نقل إشارات الألم من القلب إلى الجهاز العصبي.
د - تلف أعصاب القلب :
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تلف أعصاب القلب التي تقوم بتنظيم حركته توجد عند ثلث مرضى السكري الذين ظهرت عليهم علامات تلف الأعصاب الطرفية في الرجلين واليدين .
وتلف أعصاب القلب قد يؤدي إلى حالة سرعة نبضات القلب عند الراحة التامة وقد يؤدي في النهاية إلى ضعف حركة عضلة القلب ونقص كمية الدم المندفعة للجسم .
هـ - أعتلال عضلة القلب
من المعروف أن عضلة القلب تتأثر بمرض السكري وهى معرضة للتلف والفشل الوظيفي للأسباب االتالية :
1 - تأثير مباشر من أرتفاع نسبة السكر يؤدي إلى تلف الشرايين الدقيقة
2 - كثرة التعرض للإصابة بأرتفاع ضغط الدم .
3 - كثرة التعرض للإصابة بتصلب الشرايين القلبية .
4 - أحتمال وجود مواد متراكمة بين ألياف عضلة القلب قد تضعف من كفائتها.
5 – أسباب أخرى غامضة وغير معروفة .
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن التغيرات الكيموحيوية المصاحبة لمرض السكري قد تسبب تغيرات بوظيفة عضلة القلب يمكن تصحيحها وتحسنها تدريجياً متى تم التحكم في مستوى السكر بالدم على المدى الطويل عن طريق الحمية والعلاج الدوائي أو حتى الإنسولين حتى أن تحملهم للمجهود يزداد شيئاً فشيئاً .
هذا وبعد أن إستعرضنا المشاكل القلبية والمتعلقة بالدورة الدموية التي تنتج عن مرض السكري يجب أن نذكر القارئ أنه يمكنك السيطرة على مرض السكري لديك بأحداث بعض التغيرات في نمط الحياة وأتباع تعليمات طبيب أمراض السكري بجدية وحزم لكي يبقى مستوى السكر بالدم في المعدل الطبيعي ولكي تساعد على تأخير أو عدم حدوث مشاكل أرتفاع السكر المختلفة بالجسم كله كما يجب أن تحرص على التحكم في عوامل الخطورة الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب فلا للتدخين ونعم للرياضة ولا للسمنة وأرتفاع الكولسترول وهذا يجنب مريض السكري مشاكل صحية إضافية ربما تكون سبباً في التدهور السريع في الصحة العامة أو في وظيفة أو وظائف كثيرة من الأعضاء الحيوية للجسم .
إن مرض السكري هو ذلك المرض الذي يحدث نتيجة زيادة كبيرة لمادة السكر في الدم عن المعدل الطبي المسموح به في حالة الصوم أو بعد تناول الطعام بساعتين بسبب وجود مشكلة في وظيفة غدة البنكرياس فيصبح هناك نقص جزئي أو كلي في إفراز الإنسولين أو عدم جدوى من وجوده الذي له دور مهم في التعامل مع السكر . وبزيادة السكر في الدم يتعطل جهاز الطاقة ويحدث هذا الخلل في تعامل الجسم مع السكر فيضطر الجسم إلى بذل جهد كبير للتخلص من هذا السكر عن طريق الكليتين إلى المثانة بصورة يكثر فيها التبول مسببة الشعور بالعطش والرغبة في تناول السوائل التي يفقدها الجسم . ويعتبر مرض السكري من الأمراض الشائعة في العالم ذات المشكلات والمضاعفات الخطيرة التي تؤثر على المجتمع واقتصاده ومن الأسباب التي تؤدي إلى ظهوره أو تهيئ لحدوثه.
1- العامل الوراثي وهو الأكثر وضوحاً في النوع غير المعتمد على الأنسولين .
2- السمنة : بسبب الإكثار من الطعام .
3- تغير نمط الحياة : فقد قلت الرياضة وزادت الضغوط النفسية والتوترات العصبية
4- بعض الإلتهابات الفيروسية أو أسستعمال بعض العلاجات أو أستخدام بعض المواد الكيماوية قد تحرض نشوء حالات السكري عند الأشخاص المعرضين وراثياً لذلك .
5- إفراط الجسم في أنتاج هورمونات معينة – كهورمون النمو وهورمون الغدة الدرقية والكورتيزون والجلوكاجون – تجعل إنسولين الجسم أقل كفاءة وقد تجلب مرض السكري .
6- إن تكرار الحمل الذي يرتب على الجسم أعباء إضافية يمكن أن يؤدي إلى تطور السكري . أو يظهر السكري أثناء الحمل ولكنه قد يزول بعد الولادة وفقاً لحالة المريضة .
ويؤدي مرض السكري إلى حدوث تغيرات وأضرار لأنسجة القلب والشرايين وإلى إلحاق الأذى بوظائف الصفائح الدموية للشراين بحيث تزداد قابلية ترسبها وتراكمها على الجدارالداخلي.
وفيما يلي سنقوم باستعراض ملخص للمشاكل القلبية التي تزداد نسبة حدوثها بوجود مرض السكري :
أ - تصلب الشرايين الدموية :
يصاب مريض السكري ببعض أمراض القلب أكثر من الأشخاص الطبيعيين . وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تصلب الشرايين التاجية للقلب بين مرضى السكر أكثر للأسباب التالية :
1- العوامل الخفيه في مرضى السكري ، ومنها دور الأنسولين نفسه والتغييرات المختلفة المسببة لزيادة تجلط الدم .
2- أرتتفاع ضغط الدم كنتيجة محتملة لمريض السكري مما يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث أمراض الشرايين التاجية .
3- وجود عوامل الخطورة المعروفة مثل التدخين والسمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بالإضافة إلى أرتفاع مستوى الفيبرينوجين وعامل الجلطة رقم سبعة في الدم تساعد على زيادة فرصة تصلب الشرايين عند مرضى السكري بنوعيه .
4- أرتفاع نسبة الدهون بالدم وخاصة الكوليسترول التي تقوم بدور هام في تلف الأنسجة المبطنة لشرايين الدم وتساعد على سرعة حدوث تصلب الشرايين وتضيقها
يعتبر مرض السكري من أخطر عوامل الخطورة المكونة لأمراض تصلب الشرايين التاجية عند النساء منها عند الرجال . فنسبة الوفاة من تصلب الشرايين التاجية عند النساء المصابين بمرض السكري تتراوح مابين 3-5 أضعاف مقارنة بنساء في نفس العمر ولا يعانون من السكري وتزداد هذه النسبة عند مريضات السكري صغار السن . أما نسبة الوفاة من تصلب الشرايين التاجية عند الرجال المصابين بمرض السكري تتراوح مابين 2-3 أضعاف مقارنة بالرجال في نفس العمر ولايعانون من السكري . ولعل من بعض النظريات التي تفسر هذا الفرق بين الرجال والنساء أن السكري قد يضخم تأثير عوامل الخطورة الأخرى لدى مريضات السكري كما أنه قد يقلل من كفاءة الهرمونات النسوية التي تعتبر من أهم عوامل الوقاية للقلب عن النساء اللواتي لم تنقطع عندهن الدورة الشهرية .
ولعل حدوث مايسمى بسكر الحمل من المؤشرات غير الجيدة لزيادة فرص حصول تصلب الشرايين عند تلك السيدات وقد أثبتت المشاهدات والملاحظات الطبية زيادة نسبة فرص الإصابة بإرتفاع ضغط الدم الشرياني وأرتفاع نسبة الدهون بالدم ونسبة المقاومة للعلاج بالأنسولين عند السيدات ممن تعرضن لسكر الحمل مقارنة بالسيدات الحوامل الطبيعيين . كما أثبتت المشاهدات الطبية أن 40% من السيدات الذين أصيبوا بسكر الحمل قد أصيبوا بمرض السكري بعد فترة من الزمن بعد أنتهاء الحمل مقارنة بنسـبة 5% من السيدات الذين لم يصابوا بسكر الحمل قد أصيبوا بمرض السكري بعد فترة من الزمن بعد أنتهاء الحمل .
لذا يتوجب على الطبيب أن يبعث بمريضته إلى طبيب أختصاصي السكري للمتابعة طويلة الأجل لإكتشاف السكري والعلاج المبكر وأكتشاف عوامل الخطورة والتقليل منها وعلاجها علاجاً صحيحاً دقيقاً . ومن ناحية أخرى يعتبر تصلب الشرايين الكبيرة والمتوسطة الحجم لدى مرضـى السكـري ( خاصة من يتم معالجتهم بالأنسولين لمدة تزيد عن عشرين عاماً ) أكثر شيوعاً من الأشخاص المماثلين لهم في العمر والجنس غير المصابين بالسكري ويعتبر مريض السكري معرض لأمراض الشرايين التاجية مثل الذبحة الصدرية والجلطة القلبية والمشكلات الصحية للأوعية الدموية في الأطراف العليا والسفلى والمخ . لكن علاج هذه المشكلات الصحية الناتجة عن السكري لاتختلف كثيراً عن الأشخاص غير المصابين به . إلا أن مضاعفاتها وخطورتها أكثر عند مرضى السكري .
إن إصابة وتأثر الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة بالعين والكلى والجلد بمرضى السكري تزداد خطورة مع زيادة نسبة السكر في الدم وطول مدة الإصابة بمرض السكري .
ومن العلامات المرضية الموجودة بعين مرضى السكري :
• عتامة العدسة – الماء الأبيض
• زيادة الضغط بالعين – الجلاكوما
• نمو وزيادة الأوعية الدموية الدقيقة بقاع العين
• ترسبات وترشحات دموية بقاع العين .
وقد أثبتت طريقة العلاج بالكوي للأوعية الدموية الدقيقة لقاع العين باللليزر جدواها في الحد من تطور مخاطر ومضاعفات السكري على العين والإبصار
اما العلامات الموجودة بكلى مرضى السكري في نتيجة تأثير السكر على الأوعية الدموية مما يسبب تأثر وظيفة وحدة الكلية وتدهورها وعجزها عن الإحتفاظ بالبروتين فيزيد مستواه بالبول وإذا أستمرت العملية لمدة تزيد عن خمس سنوات ينتهي المطاف بالكلى إلى الفشل الكامل الذي يتطلب أستخدام الكلية الصناعية لمساعدة الجسم على التخلص من المواد السامة التي كانت تذهب إلى البول بواسطة الكلية الطبيعية قبل تأثرها بالسكري .
بالإضافة إلى ما سبق ذكره فإن أغلب مرضى السكري بعد مرور 10 سنوات على معاناتهم بهذا المرض المزمن يعانون من تأثر أعصاب أطرافهم السفلى والعليا فيشعرون بآلام شديدة مع تنميل وتخدير ومن الآثار الأخرى لمرضى السكري على الجهاز العصبي تأثر الشرايين المغذية للمخ فتزداد معدلات الإصابة بمشاكل خطيرة بجهاز الدورة الدموية المخية وبدورها تؤثر على المخ فتزداد الوفيات من ضعفين إلى أربع أضعاف في المجتمعات الغربية كما أن أضطرابات المثانة وتأخر إفراغ المعدة من الطعام وسوء أمتصاص الطعام من الأمعاء والعجز الجنسي عند الرجال وأنخفاض الضغط الشرياني عندالوقوف نتيجة أضطرابات الجهاز العصبي للتحكم اللا إرادي بالأوعية الدموية ومن المعروف أن هذه المضاعفات يصعب علاجها علاجاً ناجحاً بسبب وجود مرض السكري وأستمرار تأثيراته الخطيرة على كافة الأعضاء الحيوية بالجسم . لكن كلما كان التحكم في ارتفاع السكر بالدم أقرب للطبيعي منذ بداية الإصابة بالسكري كلما كان المريض أقرب للحالة الصحية الطبيعية قليلة المضاعفات والمشكلات الطبية
ب- أرتفاع ضغط الدم الشرياني والسكري :
يرافق ظهور أرتفاع ضغط الدم عند مرضى السكري علامات تأثر الكلية بهذا المرض عاكساً عدم مقدرة الكلى على القيام بوظائفها على أكمل وجه بل إن مرض السكري يزيد من دمار وحدات التقنية بالكلية ويزيد تدهورها زيادة ضغط الدم بشرايين الكلى لذا كان من أهم عوامل تأخير تدهور وظائف الكلى التحكم في ارتفاع الضغط الشرياني إلى أبعد الحدود بكل الطرق الممكنة بأقل خسائر على الكلى والجسم .
كما إن تدهور المضاعفات الخطيرة الموجودة بالعين وزيادة مشكلات الشرايين التاجية يزداد زيادة كبيرة في وجود ارتفاع ضغط الدم الشرياني . لذلك كان من الواجب على الطبيب المعالج التحكم في ارتفاع ضغط الدم بكل الطرق بحيث لايزيد ضغط الدم الأنبساطي عن 80 ملم زئبقي ولايزيد ضغط الدم الأنقباضي عن 120 ملم زئبقي . وهنا يجب التنويه أن بعض العلاجات الخافضة للضغط تكون مصاحبة لبعض المشكلات الصحية خاصة عند مرضى السكري . فمثلاً مدرات البول قد تساعد على ارتفاع السكر بالدم وتجعل التحكم به صعباً . كما أن مثبطات بيتا ربما تساعد على انخفاض السكر وذلك عن طريق منع تصنيع السكر عند الحاجة إليه داخل الجسم بالإضافة إلى تقليل أو انخفاض الشعور لدى المريض بعلامات أنخفاض السكر الشديدة . مثل العرق الكثير والرعشة والخفقان . بالإضافة إلى ماذكرنا عن المدرات ومثبطات بيتا فإنهما يرفعان نسبة الدهون بالدم .
ج - الذبحة الصدرية الصامته :
تزداد نسبة حدوث الذبحة الصدرية بدون إصدار إنذار بالألم في منطقة منتصف الصدر عند مرضى السكري وسبب هذه الظاهرة قد تكون غير واضحة تماماً ولكن قد يربطها بعض العلماء لإحتمال وجود أعصاب تالفة بسبب مرض السكري لايمكنها نقل إشارات الألم من القلب إلى الجهاز العصبي.
د - تلف أعصاب القلب :
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تلف أعصاب القلب التي تقوم بتنظيم حركته توجد عند ثلث مرضى السكري الذين ظهرت عليهم علامات تلف الأعصاب الطرفية في الرجلين واليدين .
وتلف أعصاب القلب قد يؤدي إلى حالة سرعة نبضات القلب عند الراحة التامة وقد يؤدي في النهاية إلى ضعف حركة عضلة القلب ونقص كمية الدم المندفعة للجسم .
هـ - أعتلال عضلة القلب
من المعروف أن عضلة القلب تتأثر بمرض السكري وهى معرضة للتلف والفشل الوظيفي للأسباب االتالية :
1 - تأثير مباشر من أرتفاع نسبة السكر يؤدي إلى تلف الشرايين الدقيقة
2 - كثرة التعرض للإصابة بأرتفاع ضغط الدم .
3 - كثرة التعرض للإصابة بتصلب الشرايين القلبية .
4 - أحتمال وجود مواد متراكمة بين ألياف عضلة القلب قد تضعف من كفائتها.
5 – أسباب أخرى غامضة وغير معروفة .
لقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن التغيرات الكيموحيوية المصاحبة لمرض السكري قد تسبب تغيرات بوظيفة عضلة القلب يمكن تصحيحها وتحسنها تدريجياً متى تم التحكم في مستوى السكر بالدم على المدى الطويل عن طريق الحمية والعلاج الدوائي أو حتى الإنسولين حتى أن تحملهم للمجهود يزداد شيئاً فشيئاً .
هذا وبعد أن إستعرضنا المشاكل القلبية والمتعلقة بالدورة الدموية التي تنتج عن مرض السكري يجب أن نذكر القارئ أنه يمكنك السيطرة على مرض السكري لديك بأحداث بعض التغيرات في نمط الحياة وأتباع تعليمات طبيب أمراض السكري بجدية وحزم لكي يبقى مستوى السكر بالدم في المعدل الطبيعي ولكي تساعد على تأخير أو عدم حدوث مشاكل أرتفاع السكر المختلفة بالجسم كله كما يجب أن تحرص على التحكم في عوامل الخطورة الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب فلا للتدخين ونعم للرياضة ولا للسمنة وأرتفاع الكولسترول وهذا يجنب مريض السكري مشاكل صحية إضافية ربما تكون سبباً في التدهور السريع في الصحة العامة أو في وظيفة أو وظائف كثيرة من الأعضاء الحيوية للجسم .
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع