فوائد الشبة المجهولة

الحقيقة ما جعلني أتذكر هذا الموضوع أن احدى عماتي رحمها الله وقد عمرت كثيراً وأرى الأمور الصحية لا تتجزأ فقد كانوا يتناولون الطعام الصحي وأنا عشت على موائدهم طيلة فترة شبابي لم أذق الحلويات المصنعة إلا بعد أن هجرتهم وأول مرة أذوق الكانو بحياتي كان عمري ستة عشر عاماً.

فلم نعرف طبيب ولا دواء وكنت أنظر إلى تلك العجايز وهن يضعن الحناء ويتحدثن عن فوائدها العظيمة للرأس والجسم والشعر وكن يغلين نبات الأشنان للحمّام وغسيل الثياب وكان خبز القمح بنخالته نأكله مباشرةً من تنور الحطب ، أحياناً نضيف إليه سمن ودبس ونأكله وهو وجبة رئيسية في الإفطار الجميع يتناوله لم أسمع أحداً يشتكي من مرض وفي العشاء بشكل ثابت نأكل ما يسمى عندنا بالعيش أي طبخة العدس أو القمح مع الكشك أو القمح مع اللبن وأقصد باللبن هو لبن المخيض الحامض البارد جداً بعد خضه بجلد مغلق تسمى الشجوة يستخرج الزبد بها وما تبقى هو اللبن الذي يعالج التهاب المعدة ولا يعدله دواء بإزالة القرحة.

وأحياناً يعملون لنا على التنور لحم مقطع وبصل مع عجين والدهن يقطر منه والله لم أذق أطيب منه ولا أنفع منه فكان الكل يأكل منه حتى ابن المائة عام ولم أرى ضرراً.

لا أريد أن أطيل في سرد تلك الوجبات الصحية البسيطة والتي عاش عليها جيل لو كانوا الآن لرأينا الأطباء يهاجرون بحثاً عن لجوء بألمانيا ليستطيعوا العيش.

وبالعودة إلى عمتي التي قال لي صديقي عنها وهي جدته أن أسنانها التى تراها بكاملها بسبب بسيط أنها كانت عندما تنام تمرر الشبة على اللثة بكاملها بسرعة ثم تضع الشبة تحت وسادتها ولم أكن أكثرث للمكان حتى قرأت لابن البيطار رحمه الله أن الشبة إن وضعت تحت الوسادة يقول بالحرف – تذهب بالفزع والغطيط الكائن في النوم والحقيقة لا أملك تعليق على هذه المعلومة فالله أعلم.

وسأذكر ما أعرفه عن الشبة:

- إنها الدواء الأقوى في علاج القروح ومنع انتشارها بأن تبلل الشبة وتمررها على التقرحات سواء بالأعضاء التناسلية أو بالجلد.

- وهو يشد اللثة بقوة وخاصةً لمن يسيل لعابة لا إرادياً.

- وإذا خلط الشب بالعسل والخل غرغرة أمسكت الأسنان المتحركة وثبتتها وأقلعت القولاع.

- وإذا أخذت الشبة المطحونة ووضعت بماء وغسل بالماء لزال آثار الأظفار البيض من الأظفار وعالج الداحس والشقاق العارض من البرد.

- وإذا خلطت الشبة مع عفص وقليل من الملح مع الفازلين كانت علاجاً فعالاً للقروح الخبيثة.

- وهي أيضاً لمن ابتلي بداء الهربس التناسلي دهناً.

والحقيقة هناك أمور كثيرة بعضها يتعلق بالعين والبعض بالنزوف النسائية ولكني عدلت عن ذلك خوفاً من سوء الاستخدام وإحداث الضرر.

- وكذلك لرائحة الإبط.

- وأخيراً أتذكر أن الوالدة رحمها الله كانت تضع قطعة صغيرة جداً منها في وعاء الماء الكبير فيصبح الماء صافياً جداً والأتربة تحت ، وعند السؤال تقول: إنها تصفي الماء وتقتل الأمراض أي التلوث حيث أيام زمان لا يوجد مياه صحية كنا نشرب من نهر فراتنا العظيم مباشرةً أعادنا الله إليه.