السكر

 لقد سمي السكر فعلا بالموت الأبيض أو "white death"! وكم يستحق السكر هذا اللقب؟ لقد ارتفع استهلاك البشر من السكر بشكل مخيف في القرن الأخير. ففي الغرب مثلا، يستهلك الفرد ما معدله 130 باوند "كل كيلوجرام هو 2.2 باوند" في كل سنة!  ونلاحظ في الصورة الثانية في الأسفل أن معدل الاستهلاك في سنة 1822 كان ثلاث ملاعق كبيرة من السكر كل خمسة أيام، وفي سنة 2012 وصل إلى 17 ضعف ما كان عليه في 1822 كل خمسة أيام! ويبدو أنه ما زال هناك تجاهل إلى حد كبير لحقيقة أن السكر يرتبط بكل ما يخطر ببالكم من كوارث صحية من متلازمة الأيض وحتى السرطان!

فتأثيرات السكر السلبية أصبحت مثبتة علميا ولا يستطيع أحد أن يجادل في صحتها. فهو يسبب تذبذبا كبيرا في سكر الدم صعودا ونزولا مع ما يرافق ذلك من مشاكل. وهو يضعف جهاز المناعة ويؤثر سلبا على فلورا الأمعاء الحميدة ويغذي كل الأنواع الضارة من الفطريات والبكتيريا الخبيثة التي تستوطن الأمعاء بفعل عوامل مثل الإسراف في استخدام المضادات الحيوية وغيرها. ومن أجل أن يتعامل الجسم مع السكر ويضبط سكر الدم يضطر لاستهلاك الكثير من الفيتامينات والمعادن والانزيمات. فمثلا أيض جزيء واحد من السكر يستهلك حوالي 56 جزيء من المغنيسيوم. لا عجب أن نقص المغنيسيوم بين الناس متفشي بشكل كبير ويرتبط بمشاكل كبيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، مشاكل المناعة والأعصاب وغيرها.

السكر يستخدم اليوم في كل شيء فهو الصنارة التي يصيدوننا فيها كي نستهلك بضائعهم! فهو يسبب الإدمان تماما كما يفعل الكوكايين: الكيك، الحلويات، السكاكر، العصائر والغازيات، الصلصات والكاتشب والمايونيز وحتى حليب الرضع...

تريدون إجراء تغيير حقيقي وبسيط في الفترة القادمة: أنصحكم بترك المشروبات الغازية والعصائر المصنعة وحتى مشروبات الطاقة والرياضة نهائيا فهي مترسة بالسكر! قد تحتوي أي علبة صغيرة من هؤلاء على ما بين 5-10 ملاعق صغيرة من السكر. وبالطبع فهي لا تحتوي على الألياف أو أي نوع من المغذيات كي تشعركم بالشبع فمن السهل جدا أن نشرب علبة كهذه مع أي وجبة!