وفد الى رسول الله اناس من قبيلة "عرينه" فأسلموا ودخلوا في دين الله فآواهم رسول الله وأطعمهم فاصابهم داء في بطونهم -داء الاستسقاء- .
فارسلهم رسول الله مع طائفة من ابل الصدقة وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها ، فلما صحوا وسمنوا، ارتدوا عن الإسلام وقتلوا راعي النبي وسملوا عينة -أي وضعوا الحديد الملتهب في عينة وفقئوها - واستاقوا الإبل وهربوا بها .
قال أبو قلابة راوي الحديث عن أنس: «هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله.» رواه البخاري.
فابتعث رسول الله عدد من الرجال فلحقوا بهم وجائوا بهم الى رسول الله فقطع أيديهم وارجلهم واحضر الحديد الملتهب ووضعه في اعينهم ثم تركهم يهيمون على وجوههم في حر الصحراء غارقين في دمائهم ولم يعطهم ماء او طعام حتى ماتوا .
﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة:33]
روى مسلم في صحيحه عن أنس قال: إنما سمل النبي -صل الله عليه وسلم- أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء.
فما فعله النبي هو عين العدل، وأضف إلى ذلك أن مثل هذا الفعل القبيح من هؤلاء المجرمين لو تعامل النبي معه باللين والرفق والعفو لتجرأ أناس غيرهم على ذلك، في وقت كان المسلمون فيه محارَبين من عدة جهات.
المصادر :-
الاحاديث كلها صحيحة حول تلك الواقعة
البخاري ( 1 / 69 و 382 - 2 / 251 - 3 / 119 - 4 / 58 و 299 )
مسلم ( 5 / 101 )
أبوداود ( 4364 - 4368 )
النسائي ( 1 / 57 - 2 / 166 )
الترمذي ( 1 / 16 - 2 / 3 )
ابن ماجه ( 2 / 861 و 2578 )
الطيالسي ( 2002 )
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع