Search This Blog

إحراق التتار لبغداد:

 


💎

بعد أن فرغ التتار من تدمير مكتبة بغداد انتقلوا إلى الديار الجميلة والمباني الأنيقة، فتناولوها بالتدمير والحرق، وسرقوا محتوياتها الثمينة، وما عجزوا عن حمله من المسروقات أحرقوه، فتحولت المدينة الكبيرة إلى ركام وخراب، فقد كانت ألسنة النار والدخان تتصاعد من كل مكان.


💎أمان هولاكو لأهل بغداد لأجل دفن القتلى:

بعد (٤٠) يوماً أعلن هولاكو أماناً حقيقياً في بغداد، وعدم قتل مسلم بصورة عشوائية؛ لأن الجثث المتعفنة أصبحت كالتلال في شوارع بغداد.

فخاف هولاكو أن يحدث وباء خطير في هذه المناطق فيهلك المسلمين والتتار على السواء، فأمر بخروج المسلمين من مخابئهم، وأعلن أماناً حقيقياً؛ ليقوموا بدفن موتاهم.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وقد كان دفن الموتى عمل شاق جداً؛ لأن القتلى وصل عددهم إلى مليون قتيل تبعثروا في شوارع بغداد وفي كل مكان، فخرج الناس من الخنادق ومن المقابر ومن الآبار المهجورة ليدفنوا أهلهم، وكان كل شخص يبحث عن ابنه وأبيه وأمه وأخيه بعد هذه الكارثة، وانتشرت الأوبئة في بغداد بشكل مريع، ومات من المسلمين عدد هائل بسبب الأمراض القاتلة،


وكما يقول ابن كثير رحمه الله: ومن نجا من الطعن بالسيوف لم ينجو من الطاعون والأوبئة التي انتشرت، وكانت هذه كارثة جديدة في بغداد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

💎تعيين هولاكو لمؤيد الدين العلقمي حاكماً على بغداد ثم ولده من بعده:

ثم أصدر أيضاً هولاكو قراراً جديداً بتعيين مؤيد الدين العلقمي الشيعي رئيساً على مجلس الحكم المعين من قبل التتار، على أن توضع عليه وصاية تترية، فلم يكن مؤيد الدين إلا صورة للحاكم فقط، وكانت القيادة الفعلية للتتار، بل إن الأمر تزايد بعد ذلك، حتى وصل إلى الإهانة المباشرة للرئيس الجديد مؤيد الدين العلقمي، ولم تكن هذه الإهانة تأتي من قبل هولاكو بل من صغار الجند في جيش التتار؛ لأنهم يريدون أن يحطموا نفسيته حتى لا يشعر بقوته، ولا يظن أنه رئيس فعلاً، بل يظل تابعاً للتتار في منتهى الذلة.


وهكذا من باع دينه ووطنه ونفسه، فإنه يصبح بلا ثمن حتى عند الأعداء، فالعميل عند الأعداء ليس له أي قيمة، ولم يعش الوزير الخائن بعد أن تولى الحكم إلا أياماً قليلة في ذل ومهانة، ثم مات في بيته، ولم يستمتع بحكم ولا ملك ولا خيانة؛ ليكون عبرة بعد ذلك لكل خائن، {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:١٠٢].


ثم ولى التتار ابن مؤيد الدين العلقمي على بغداد، وكان الابن قد ورث الخيانة من أبيه، ولكن هذا المنصب أصبح شؤماً على من يتولاه، فقد مات الابن الخائن الجديد الشاب الصغير في نفس السنة التي سقطت فيها بغداد سنة (٦٥٦) من الهجرة.


ولا عجب فمن تمسك بهذه الدنيا أهلكته، فقد تمسك بها الخليفة فهلك، ثم الوزير الخائن فهلك، ثم ابن الوزير فهلك، وتمسك بها شعب بغداد فهلك، وهذه سنة ماضية.


🌷الدكتور راغب السرجاني

عمر عبد الكافي

16:27

سلسلة التتار من البداية إلى عين جالوت

🛡المحـ5ـاضرة [سقوط بغداد]

             ∫∫    الحـ٥٥ــلقة   ∫∫

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog