تحدّثنا في المقال السابق عن متلازمة الحجرات، وهي ارتفاع الضغط ضمن العضلات، والتي قد يصل تأثيرها للبتر، فوضع المريض هنا حرِجٌ للغاية بالنسبة للطبيب، ومأساويٌّ بالنسبة للمريض وعائلته، لذا من الواجب التنبيه عليها.
وذكرنا من أسبابها الهرس، ومن أسبابها أيضًا الرياضة، لكن أيّ رياضة منها؟ قد فصّلنا هذا الأمر في المقال السابق. وذكرنا أيضًا أسبابًا عدّة مختلفة.
راجع المقال السابق (يستغرق منك 4 دقائق، نضع رابطه في التعليقات)، ونتابع معكم اليوم العلاج، ونصائح، بعضها قد تتعجبون منه.
باسم الله نبدأ:
كيف يعرف الطبيب أنّ المريض مصابٌ بهذه المتلازمة وليس بشيءٍ آخر؟
إنّ المتلازمة الحادّة إسعافية -كما ذكرنا- وسيقوم الطبيب بقياس الضغط ضمن الحجرة لتحديد فيما إذا كان هنالك متلازمة حجراتٍ حادّة.
لتشخيص متلازمة الحجرات المزمنة سيستبعد الطبيب الاحتمالات الأخرى التي من الممكن أن تسبّب ألمًا أسفل الساق مثل (التهاب الأوتار) أو ربما سيطلب صورة أشعة سينية بحثًا عن كسرٍ في العظم، ولتأكيد التشخيص يحتاج الطبيب إلى قياس الضغط في الحُجرة قبل التمرين وبعده، إذا بقي الضغط عاليًا بعد التمرين عندها تكون متلازمة حجرات مزمنة.
بقي لنا أن نعرف علاج هذه الحالة:
ليس هنالك حلٌ للمتلازمة الحادة سوى الحل الجراحي بتفريغ الضغط، وذلك بخزع اللفافة fasciotomy؛ والذي هو إحداث شقّ عبر الجلد واللفافة المغطية للحُجرة المصابة.
عادةً ما تقترب حواف الجرح من بعضها بعد عدة أيام، ولكن قد يتطلب الأمر أحيانًا طُعمًا جلديًا لتغطية الجرح.
أما بالنسبة للمتلازمة #المزمنة:
تُعَدّ غير إسعافية، وتتطلب معالجةً فيزيائيةً ومضادات التهاب، وتجنّب النشاط المسبب للألم.
في حال عدم الاستجابة لما سبق، فسيقوم الأطباء بجراحةٍ مشابهة للجراحة التي أُجريت للحالة الحادة إذ يتم فتح اللفافة لتوفير مساحةٍ لانتفاخ العضلة.
ما مصير المصاب؟
في حال التشخيص والعلاج السريعين تكون النتائج ممتازة إن شاء الله. ولكن إذا تأخر التشخيص فستنتج الأذيات الدائمة. حيث تحدث أذية الاعصاب الدائمة والعضلات بعد أقل من 24 ساعة من الانضغاط.
وقد يتطلّب الأمر البتر في الحالات الشديدة.
▪︎وختامًا حتى تحموا أنفسكم من هذه المتلازمة يُنصَح بما يلي:
بالنسبة للمتلازمة الحادّة: فمن غير الممكن الوقاية من الحوادث المفاجئة؛ لذا ينبغي هنا المسارعة في طلب العلاج الإسعافي.
أما بالنسبة للمتلازمة المزمنة فبالتأكيد لن ننصحكم بإيقاف التمرين بل قد تتفاجأ بأنّ النصيحة الطبية هي العكس! ومن ذلك:
- البناء التدريجي للقدرة على تحمّل التمارين الرياضية بدلًا من العجلة في القيام بتمارين كثيرة. أي قم بممارسة الرياضة، فهذا يفيد في تجنب هذه المتلازمة في مراتٍ لاحقة، لكن ليس لدرجة أن تصل لإجهاد شديد في أيّ مرة من مرات التمرين.
- تحسين مرونة الجسم.
- عدم إجهاد العضلات بتمارين فوق طاقتها.
-ارتداء أحذية ملائمة.
تذكروا دومًا أنّ الألم جرس إنذارٍ تستخدمه أجسامكم، فإياكم أن تُهمِلوا الاستجابة له.
وهنا نذكّر بحديثين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبّان في صلب المقال العلمي هذا ونصائحه: ((الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ)) [صحيح مسلم: 2664].
((إنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)) [صحيح البخاري: 5199].
حفظَكم الله وأحبّاءكم من كلّ مكروه.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع