Search This Blog

متلازمة الحُجُرات تُصيب العضلات وقد تؤدي إلى البتر، فاحترسْ!


كثيرًا ما تُشاهد حالة اليوم في أوقات الكوارث، في الحرائق، في البيوت التي تُهدَم فوق ساكنيها، في حوادث السقوط وحوادث السيارات، وفي حالاتٍ أخرى كما عند الرياضيين وغيرها. فالأمر ليس مستبعدًا أبدًا، لذا عليك معرفته جيدًا.

سنعرّفك اليوم إلى هذه المتلازمة وسبب تسميتها بذلك، وستُدرك مدى خطورتها والحاجة إلى إسعافها باكرًا، وسنذكر كيف تُعالَج.

 ما هي؟

تُعرَّف متلازمة الحجرات compartments syndrome على أنّها: حالةٌ مؤلمةٌ تحدث عندما يرتفع الضغط ضمن العضلات (ليس الضغط ضمن الأوعية الدموية، بل يحصل هنالك ضغط على العضلات) إلى مستوياتٍ خطيرة، يسبّب هذا الضغط نقص تدفّق الدم إلى الخلايا العضلية وبالتالي حرمانها من الأكسجين والمغذيات.

شرحُها بسيط.

  ما علاقة "الحُجُرات"، بالموضوع؟

ربّما قد التفت انتباهك لذلك أثناء عملك على اللحم في منزلك في عيد الأضحى سابقًا. حيث تنفصل كلُّ مجموعةٍ عضليةٍ من عضلات ذراعيك وساقيكَ عن بعضها بطبقاتٍ سميكةٍ من نسيجٍ يدعى اللُّفافة fascia؛ إذًا بداخل كلِّ طبقةٍ من اللفافة يوجد حيّزٌ محدود نسميه الحُجرة، والذي يتضمّن النسيجَ العضلي والأعصاب والأوعية الدموية. تحيط اللفافة بهذه البُنى على نحوٍ مشابه للطريقة التي تغطّي بها المادةُ العازلة السلكَ الكهربائي.

  حسنًا ما سبب ارتفاع الضغط الخطير هذا؟

تحيط اللفافة بتلك العضلات وتثبّتها فهي لا تتمدّد بسهولة، وبالتالي فإنّ أيّ تورم ضمن الحجرة سيؤدي إلى ارتفاع الضغط فيها فتضغط على العضلات والأوعية الدموية والأعصاب.

  وما خطورة هذا الأمر؟

إذا وصل هذا الضغط إلى قيمة عاليةٍ فستحدث إعاقةٌ في تدفّق الدم إلى الحُجرة، مما قد يؤدي إلى أذيةٍ دائمةٍ في العضلة والأعصاب. وإذا استمرّ الضغط لفترةٍ كافية فقد تموت العضلة ولن تعود الذراع أو الساق إلى الحركة، ولتصحيح المشكلة قد يصل الأمر إلى الجراحة وحتى البتر عافانا اللهُ وإياكم.

 

 غالبًا ما تحدث المتلازمة في الحجرة الأمامية للساق لكنها قد تحدث أيضًا في الذراعين واليدين والقدمين والردفين.

 كيف يحدث هذا؟

لهذه المتلازمة نمطان:

  الأول:  الحادة: وهي التي تحدث فجأةً، وتُعَدّ حالةً طبيةً طارئةً تتطلّب معالجةً سريعة؛ لأنها قد تؤدي إلى أذيةٍ دائمة في حال عدم الإسراع في العلاج.

~ ومن أسباب متلازمة الحجرات الحادّة نذكر:

- الرض؛ كالأذية الناتجة عن الهرس أو الجراحة.

- كسر في العظم.

- الحروق.

- تكدّم شديد في العضلة: قد يحدث عند سقوط سائق الدراجة النارية على ساقه، أو عند ضرب ساق لاعب الرغبي بخوذة لاعب آخر.

- وجود ضماد أو رباط مشدود جدّا.

- استخدام الستيرويدات لبناء العضلات (انتبه   ).

- إعادة تروية العضلات بعد انسداد أوعيتها الدموية: ويحدث هذا بعد إصلاح الجرّاح للأوعية الدموية المتضررة أو بعد الاستلقاء لفتراتٍ طويلة على الوضعية نفسها ثم التحرك أو الاستيقاظ. (ولا يحدث هذا عند الأشخاص السليمين وإنّما في بعض الإصابات العصبية أو التسمم بالكحول، عافاكم الله).

  النمط الثاني: متلازمة الحجرات  المزمنة: تحدث تدريجيًا، وعادةً ما تكون بسبب الرياضة المتتابعة الإجهادية في بعض الحالات، وغالبًا ما تزول في غضون دقائق بعد إيقاف النشاط الذي سبّبها، وهي ليست حالة إسعافية ولا تسبب أذية دائمة.

~ إذًا سبب متلازمة الحجرات المزمنة هو: التمارين المتتابعة كالركض وركوب الدراجة والسباحة. وتكفيك الراحة حينها إن حصلت لك بعد هذه التمارين.

 

▪︎ما هي  الأعراض التي يشكو منها المصاب؟

هنا يجب أن نفرّق بين الحادة والمزمنة، راجع أسبابها:

  في الحادة:

- ألمٌ شديد: ويكون ألمًا أشدّ من الألم المتوقع أن تحدثه الأذية بحدّ ذاتها، ويزيد الألم عند استخدام العضلة المصابة ولا يزول الألم بالمسكنات أو برفع الطرف.

- الحس بالتنميل أو الحرق في الجلد.

- الشعور بأنّ العضلة مشدودة أو ممتلئة.

- شحوب الجلد.

- انتفاخ المنطقة المصابة وعدم القدرة على تحريكها.

- إن الإحساس بالخدر أو الشلل علامةٌ متأخرة وغالبًا ما يشير إلى الأذية الدائمة.

  في  المزمنة:

- ألمٌ تشنجي في العضلات أثناء التمرين.

- الخدر في الجلد.

- صعوبة تحريك القدم.

- انتفاخ العضلة.

لئلّا نطيل عليكم، نتابع معكم في المقال القادم بعون الله كيفية العلاج، ومصير المصاب، ونصائح هامة.

لكن حتى ذلك الحين لا توقف الرياضة إلا إن كنت تتأذى بالفعل، وتابع المقال القادم، فهو مهم.

دمتم بصحةٍ وعافية.

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog