متلازمة الحجرات البطنية :

المقصود بمتلازمة الحجرات البطنية هو فشل عضو ( أو عدة أعضاء) بالجسم بسبب ارتفاع التوتر داخل جوف البطن .

تعتمد تروية الأعضاء داخل البطن بالمعادلة التالية :

ضغط الإرواء = الضغط الشرياني – الضغط داخل البطن

و بالتالي كلما ارتفع الضغط داخل جوف البطن انخفضت التروية و بالتالي العواقب المتولدة عن ذلك

هل كل حالة ارتفاع توتر داخل البطن تؤدي إلى متلازمة الحجرات البطنية ؟

كـــلا . هناك حالات فيزيولوجية يرتفع الضغط فيها داخل البطن بشكل مزمن ( الحمل ، البدانة ) دون أن يؤدي ذلك إلى حدوث متلازمة الحجرات

هذا يعني ان السرعة التي يرتفع فيها الضغط داخل البطن ، و استمرار الارتفاع ، و القيمة التي يصلها هي العوامل التي تؤثر على تطور متلازمة الحجرات.

للتسهيل يمكن أن نقول أن كل مريض لديه ارتفاع مستمر بالضغط داخل جوف البطن أعلى من 20 ملمتر زئبقي مع تطور قصور لعضو بالجسم فهذا المريض يعتبر لديه متلازمة الحجرات البطنية .

أسباب متلازمة الحجرات البطنية :

عادة تحدث عند المرضى المعتلين بشكل شديد critically ill patients . نتيجة طيف واسع من الأسباب المرضية و الجراحية سوف نستعرضها :

- الرضوض : أي رض يضع المريض بحالة صدمة دورانية أو ألمية يمكن يضع المريض أمام خطورة تطور متلازمة الحجرات .

- الحروق ( خاصة الحروق التي تشمل أكثر من 30% من سطح الجسم )

- اغتراس الكبد

- الأمراض التي تصيب جوف البطن : الحبن الغزير ، الجراحات المجراة على البطن ، النزف داخل جوف البريتوان، )

- الامراض التي تصيب منطقة خلف البريتوان : مثل تمزق أم الدم الشريان الأبهري البطني ، كسور الحوض المترافقة مع نزف خلف البريتوان ، التهاب البنكرياس

- بعض الأمراض التي تتطلب تعويضاً شديداً بالسوائل مثل ( تجرثم الدم )

- المرضى بعد الجراحة : المرضى الذين خضعوا لجراحات تطلبت تعويضاً كبيرا بالسوائل خصوصاً .

يؤدي حدوث متلازمة الأجواف البطنية إلى العديد من المضاعفات ، حيث يمكن أن تضطرب وظيفة جميع أعضاء الجسم : القلب ،الرئتين ،الكليتين ، الجهاز الهضمي ، الكبد ،الجهاز العصبي المركزي

ما هي الأعراض التي نشاهدها بمتلازمة الحجرات البطنية :

غالباً ما يكون المريض متعب بشدة ( بالأصل لديه مرض شديد ) ، قلة من المرضى قادرين على توصيف أعراضهم بشكل واضح ( تعب ، ضعف ، صداع و خفة رأس ، ضيق نفس ، نفخة بالبطن ، أو ألم بطني ) .

بالفحص تقريبا كل المرضى لديهم بطن متمدد منفوخ بشدة ، و مع ذلك يحتاج الموضوع إلى الكثير من الشك لأن الفحص السريري فقير بالمعطيات.

عادة يتطور شح بول ، و يكون المريض بحاجة إلى دعم اكسجة ، نشاهد هبوط توتر شرياني ، تسرع قلب ، ارتفاع ضغط الوريد الوداجي ، تمدد الوريد الوداجي ، وذمة محيطية بالأطراف السفلية ، مضض بالبطن ، ( مجمل العلامات السابقة هي دليل على نقص الإرواء بما فيها الجلد البارد ، عدم الراحة ، أو حتى الحماض اللبني )

عند الشك و محاولة التشخيص يجب أن نحاول قياس الضغط داخل البطن ، و يتم عادة عن طريق عدة وسائل ، سوف أذكر قياس ضغط المثانة ( يوجد صورة موضحة ) لن ادخل بتفاصيل الإجراء .

بالنسبة للعلاج :

تتألف المعالجة من عناية داعمة و عند الحاجة لا بد من ازالة الضغط داخل البطن جراحياً .

للتذكير يٌعتبر إزالة الضغط المرتفع من جوف البطن بواسطة الجراحة المفتوحة هي المعالجة القطعية ( مع بعض الاستثناءات ) .

بما يخص الرعاية الداعمة :

- ضبط السوائل و التغذية الوريدية الصحيحة .

- ضبط تجرثم الدم

- الوضعية المناسبة : يجب أن يوضع المريض بوضعية الاستلقاء ، مع رفع الرأس 20 درجة ، لتخفيف خطر التهاب الرئة المرتبطة بالتهوية .

- اجراءات التفريغ drainage ( انبوب انفي معدي ، انبوب مستقيمي ، بزل الحبن ) ، تفجير الخراج ... الخ

- السيطرة على الألم و التركين

- التركين و الدعم التنفسي ( قد يحتاج وضعه على المنفسة ) للحفاظ على الدعم التنفسي

إزالة الضغط الجراحي :

يجرى تخفيف الضغط جراحيا في الحالات التالية :

- كل المرضى الذين لديهم ضغط داخل جوف البطن أعلى من 25 ملمز بغض النظر عن تطور قصور اعضاء .

بعض الجراحين يفضلون الجراحة حتى بضغط 15 ملمز ( يقي من تطور قصور الأعضاء و يحسن من ضغط الارواء للاعضاء )