في عام 2016 وبعد استعادة الولايات المتحدة للعلاقات الدبلوماسية مع دولة كوبا ظهرت أعراض مرضية غريبة على بعض ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لدرجة اعتبارها أعراض لأمراض نفسية !
بدأ تشخيص هذه الأعراض التي أطلق عليها اسم "متلازمة هافانا Havana Syndrome" نسبةً إلى مدينا "هافانا" عاصمة كوبا والتي ظهرت فيها الأعراض لأول مرة.
اشتكى مسئولون في السفارة الأمريكية وبعض ضباط المخابرات من أعراض تراوحت من الشعور بالدوار والصداع والأرق إلى فقدان السمع والدوار ومشاكل عصبية.
يصف المصابون بمتلازمة هافانا بأنهم يعانون من سماع ضوضاء عالية داخل الرأس حتى لو قاموا بسد الأذن، بالإضافة إلى الشعور بضغط شديد أو اهتزاز في رؤوسهم، وألم في الأذن أو الرأس لدرجة دفعتهم إلى الاستقالة من وظائفهم.
حاولت الاستخبارات الأمريكية آنذاك كتمان هذا الأمر بالرغم من تعرض أكثر من 26 فردًا من بعثتها في كوبا إلى هذه الأعراض، لكن لاحقًا أٌصيب موظفون ورجال مخابرات أمريكيين وجواسيس في الصين وروسيا وبولندا والنمسا وحتى في العاصمة واشنطن.. وقبل أيام قليلة اشتكى مسئولون في السفارة الأمريكية في ألمانيا من نفس الأعراض، ليصبح الأمر أكثر من مجرد مصادفة وأقرب إلى عمل حربي من جهة معادية.
حتى الآن ذهبت الصحافة إلى عدة احتمالات بدأت باتهام كوبا بتدبير اعتداء عبر استخدام ترددات الصوت كسلاح للتأثير على وظائف المخ، ولكن بعد ظهور حالات في دول أخرى تحولت الصحافة الأمريكية لاتهام روسيا بهذا الاعتداء؛ خصوصًا مع تاريخ الاتحاد السوفيتي المعلوم -خصوصًا في فترة الحرب الباردة- بولعه بتطوير أسلحة تعتمد على توجيه الموجات الصوتية الدقيقة لإتلاف وظائف المخ.
حاليًا لم تسجل إصابات لأشخاص غير أمريكيين باستثناء بعض المسئوليين الكنديين في كوبا عام 2016. وحاليًا ما زالت "متلازمة هافانا" لغز لم يتم كشفه.. لدرجة وصفه من قبل أحد رجال الاستخبارات الأمريكية بأنه "أصعب تحدٍ استخباراتي واجههم على الإطلاق".
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع