الرعاف

الرعاف هو نزيف يدرك عند خروج الدم من الانف.يعتبر شائعا جدا،في أغلب الأحيان لا يشكل خطرا،لكن إذا كان غزيرا، متكررا بكثرة، أو أذا كان مرافقا لأمراض اخرى (أمراض الدم،أمراض سرطانية،...)يصبح ذا خطورة،ويستوجب تدخلا طبيا سريعا.

قد يكون الرعاف في حد ذاته مرضا،كما قد يكون عرضا لمرض آخر،أونتيجة لمرض ما.

هناك نوعان من الرعاف، الرّعاف الأمامي وهو الذي يحدث عندما تتمزق الأوعية الدموية بمقدمة الأنف وتنزف. أما الرعاف الخلفي فهو الذي يصيب مؤخرة الأنف أو أعمق جزء من الأنف، وفي هذه الحالة يمكن للدم أن يبلغ الحلق، وقد يكون خطرًا.

يحتوي الأنف على الكثير من الأوعية الدموية، التي تقع بمقدمة ومؤخرة الأنف، وهي هشة سهلة النزف. بالجزء الأمامي للأنف وفي مقدمة حاجز الأنف توجد نقطة تجمع للأوعية الدموية تدعى Kiesselbachs. ٩٠% من أسباب الرعاف، تنشأ في باحة كيسلباخ, في هذه الحالات يتوقف النزف تلقائيًّا أو بواسطة إحداث ضغط موضعي.

الأوعية الدموية الصغيرة بالأنف توجد على طبقة سطحية للغاية، كما يتم إمدادها بكميات كبيرة من الدم، مما يُسهل تمزقها ومن ثم نزيفها بمجرد تعرض الأنف لأي اصطدام او خدش.

التشخيص:

الرعاف غالبا ما يكون حميدا غير مسبب لأي خطر،لكن في بعض الأوقات يستوجب تدخل طبي لتحديد كمية الرعاف،مدته،تكراره،أسبابه، وإيقاف النزيف بشكل سريع،وتحديد عوامل الخطر،التاريخ المرضي(ارتفاع ضغط الدم،امراض سرطانية..)،الأدوية التي يأخذها المريض(مضادات التخثر،علاج كيماوي...)،الأعراض المرافقة(شحوب الجلد، هبوط ضغط الدم، فقر دم حاد، تسارع ضربات القلب...) 

يقوم الطبيب بفحص المريض فحصا عاما،وفحص دقيق للأنف للبحث عن مكان النزيف ومعالجته.قد يحتاج إلى تحاليل طبية، و أشعة تختلف باختلاف السبب لتشخيص أكثر دقة.

الأسباب:

للرعاف أسباب عدة. الرعاف الذي يحدث فجأةً أو غير المتكرر نادر الخطورة، أما إذا تكرر الرعاف فقد يشير إلى مشكلة أخطر. من بين الأسباب:

-سبب خارجي: ضربات الرأس القوية،ضربات الأنف الخارجية، كسور بالأنف، انحشار جسم ما في الأنف(خاصة لدى الاطفال)،مهيجات كيميائية،العبث بالأنف،إصابة الأنف بجرح،العطس بشكل متتالي،ظروف بيئية(الهواء البارد الجاف،الحرارة الشديدة،تغير درجات الحرارة المفاجئ كأن يكون الإنسان بجو دافئ وينتقل مباشرة إلى مكان شديد البرودة)،المخدرات الموضعية(الكوكايين على سبيل المثال)،العلاج بالأكسجين الأنفي..

-انحراف او ثقب بالحاجز الانفي

- عدوى الجهاز التنفسي العلوي والامراض الفيروسية 

- بعض الأدوية التي تزيد من ميوعة الدم خاصة إذا أخذت بجرعات كبيرة مثل الأسبرين، مضادات التخثر،مضادات الإلتهاب والمسكنات. أو الإستخدام الخاطئ لبخاخات الأنف.

-ارتفاع ضغط الدم.

-أورام سواءا موضعية(حميدة او سرطانية)،أو سرطان عضور آخر أو العلاج الكيماوي.

- أمراض الدم(اضطرابات في تخثر الدم(نقص الصفائح الدموية)، لوكيميا...)وبعض الامراض الأخرى(الكبد،الكلى..)

-نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين Cاو فيتامين k 

-أمراض الأوعية الدموية التصلُّبية(arteriosclerotic vascular disease) عند البالغين.

-العوامل الوراثية توسع الشعيرات النزفي الوراثي

-الإلتهابات بسبب عدوى(على سبيل المثال التهاب الجيوب الأنفية المزمن)،التهاب الأنف والجيوب التحسسي،الزوائد الأنفية...

-نزيف ما بعد العمليات،مثلا جراحة الأذن والأنف والحنجرة، جراحة الوجه والفكين، أو جراحة العيون..

العلاج:

يكون نزف الأنف الأمامي عادة أسهل للعلاج، في أغلب الأحيان يتوقف النزيف تلقائيًّا. أما نزف الأنف الخلفي فعادة ما ينشأ في منطقة من الأنف يصعب الوصول إليها بسهولة.

-إذا حدث نزيف بالأنف على الشخص أن يحافظ على هدوئه ويتجنب التوتر أو الخوف، والذي قد يضاعف المشكلة.

- في حالات الرُّعاف الأمامي، يجب الضغط بشدة على جناحي الأنف والأفضل الضغط على المنطقة العلوية من الأنف(تحت عظم الأنف مباشرة)حوالي١٠ دقائق، مع ضرورة حني الرأس إلى الأمام والتنفس من الفم،وإذا مر الدم الى الفم يجب إخراجه وعدم بلعه حتى لا يسبب تهيج بالمعدة.

-الكمادات الباردة: ينصح باستخدام الكمادات الباردة على الأنف، لتساعد في إغلاق الأوعية الدموية الصغيرة ومنع النزيف.

-استعمال قطرة للأنف تساعد على تكثيف الغشاء المخاطي،او قطرات او بخاخ مضيق للأوعية الدموية أو مضاد للإحتقان.

إذا استمر النزيف التدخل الطبي يصبح ضروري:

-إدخال دَحْسَة(دِكَّة) (tampon) مبللة بمحلول مخثر في الأنف من عدة ساعات إلى عدة أيام.

-حقن دواء مخثر 

-علاج الأعراض المرافقة(هبوط الضغط،فقر الدم الحاد...)والمضاعفات الناتجة عن الرعاف

-علاج السبب إذا أمكن ذلك

-إضافة علاج أو دواء لتجنب تكرار المشكلة

-قد يلجأ الطبيب إلى علاج الرعاف المتكرر بواسطة الكي الموضعي أو الجراحة.

-استعمال منظار خاص إذا كان النزيف خلفي لتشخيصه وعلاجه علاجا موضعيا.

-يلجأ الأطباء للحل الأخير وهو ربط الشريان النازف في حالة فشل جميع الإجراءات السابقة، أو في حالة تكرار الرعاف رغم وضع الضمادات الأنفية.

الوقاية:

-المحافظة عل رطوبة وليونة الأغشية المخاطية بالأنف باستخدام مراهم الأنف،او زيوت طبيعية مثل زيت السمسم،و غسل الأنف بمحلول ملحي. 

-تجنب درجات الحرارة المرتفعة او البرودة الشديدة خاصة إذا كان الرعاف متكرر عند الشخص. مع استخدام مرطبات الهواء 

-تجنب التدخين: الذي يسبب جفاف الأنف وتهيجه،وتجنب المخدرات 

-عدم فرك الأنف بشدة،وتجنّب العبث بالأنف، لأن هذا يؤدي إلى جرح الأوعية الدموية الرقيقة.

-الإكثار في تناول السوائل

-عمل فحص دوري وتجنب كل ما قد يسبب الرعاف.