لماذا لا يمكن إعطاء الإنسولين عن طريق الفم.

الإنسولين هرمون من طبيعة بروتينية وهو ليس بروتين بالضبط لكنه مكون من نفس الوحدات التي يتشكل منها البروتين بمعنى أدق Peptide.

بالتالي عندما نأخذه عن طريق الفم فسيصل للمعدة ويتحطم بأحماضها.

ستقول لماذا لا نغلف الإنسولين بغلاف يحميه من أحماض المعدة؟ 

إنها فكرة جيدة ولكن عندما يصل للأمعاء سوف تحطمه أنزيمات الأمعاء أيضاً.

ستقول لماذا لا نغلفه بغلاف يحميه من التحطم في المعدة والأمعاء كذلك؟ 

هذه فكرة جيدة أيضاً ولكن لابد أن يدخل الإنسولين  للكبد حتى يصل للدم وعندما يدخل للكبد سيقوم الكبد بتحطيمه قبل أن يصل للدم.

إذن لا يوجد طريق آمن وسالك أمام الإنسولين إذا تم أخذه فموياً.

ستقول لماذا لا نعدل على تصميمه الأساسي بحيث نجعله مقاوم للتحطيم.

لايمكن إجراء تعديل على هرمون كبير مثل الإنسولين لأنك إذا أجريت هذا التعديل على الإنسولين سيفقد هويته التي تميزه فتحصل على هرمون مقاوم للتحطيم لكنه لا يعمل لأنك إذا أردت صناعة روابط قوية بين الأحماض الأمينية التي فيه فستحتاج إلى تعديلات كثيرة تفقده مهمته.

لذلك طريق الإنسولين الطبيعي هو أنه يفرز من البنكرياس للدم مباشرة حتى يتلافى التحطم.

تقوم الشركات بمحاكات طريقة عمل الإنسولين أو طريقة عمل البنكرياس من خلال جعل الإنسولين على شكل حقن تذهب للدم  أو من خلال صناعة مضخات للإنسولين تحت الجلد.

كل الطرق يجب أن تتلافى الطريق الفموي منعاً لتحطم الإنسولين.

وقامت إحدى الشركات بإبتكار طريقة جديدة غير طريقة الحقن وهي من خلال جعل الإنسولين على شكل بخاخ وهو بخاخ Afrezza ومن إنتاج شركة Sanofi الفرنسية والمشهورة بمحاولاتها في تطوير الإنسولين.

إن جعل الأنسولين على شكل بخاخ طريقة جيدة لأنه سيمتص من خلال الأوعية الدموية في الرئتين إلى الدم.

مع ذلك لم ينتشر إستخدام البخاخ رغم الموافقة عليه لأنه على مايبدو غير عملي نوعاً ما.

وهناك طرق أخرى أكثر ذكاء من خلال إستخدام نظام بايولوجي حي متكامل.

أي من خلال إستخدام الخلايا نفسها وجعلها تنتج الإنسولين مباشرة للدم وهذه تواجه تحديات كبيرة.