Search This Blog

468x60.

728x90

فتح القسطنطينية ( 29 مايو 1453م )

 


فى مثل هذا اليوم وقبل خمسمئة وتسعة وستّون عامًا مضت تمّ فتح  القسطنطينية فى يوم الثلاثاء 29 مايو 1453م على يد السلطان العثمانى  المجاهد محمد الثانى والذى لُـقِّـبَ بـ ( محمد الفاتح ) بعد الفتح ، فلقد  تولّى محمد الثانى سلطنة الدولة العثمانية عام 1451م ( فلقد كانت وقتها  مجرّد دولة إسلامية ولم تكن خلافة بعد ولكنها أصبحت دار للخلافة الإسلامية  فى عهد السلطان الخليفة سليم الأول فى عام 1517م ) بعد أبيه السلطان مراد الثانى وكان عمره آنذاك اثنين وعشرون عامًا فقط ، وفور تسلُّمه مقاليد الحُكم قرّر أن يقوم بفتح القسطنطينية تنفيذًا لبُشرى رسول الله صلّى الله  عليه وسلـّم حيث قال " لـتُفتحنّ القسطنطينية، فَـلنِعمَ الأمير أميرها ولِنعمَ الجيش ذلك الجيش " ، وبالفعل تحقّـقت بشارة رسول الله بعد تولّى الفاتح مقاليد الحكم بعامين فقط حيث قام بتجهيز الجيوش وقُـدِّر عدده بمئتى وخمسون ألف جندى من جنود الإسلام بالأضافة للعتاد الحربى المتطوّر وقتها  حيث طوّر السلطان الفاتح سلاح المدفعيّة وأمر بصنع مدفع عملاق وهو المدفع السلطانى الذى كانت قذائفه تصل لمسافات بعيدة وتهدم أسوار القسطنطينية وتُحطِّمها تحطيمًا، وقام بالأستعانة فى صنع هذا المدفع السلطانى بمُهندس مجرىّ الأصل يُدعى ( أوربان ) وكان مسجونًا فى سجون القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية ( الدولة الرومانية الشرقية ) ، وساعده جنود الفاتح على الهروب من السجن والأستعانة به فى صنع هذا المدفع العملاق الذى أرّق مضاجع الروم وأقلق راحتهم وأفزعهم ليلا ً نهارًا، ويُقال أنّ أوربان هذا أسلمَ  فيما بعد .


 وقام الفاتح بوضع خُطّة حربية فريدة من نوعها شهـِدَ لها  الخبراء العسكريّون على مرّ التاريخ بأنها خُطّة لم يسبق أحد القيام بها  وكانت سببًا مباشرًا من أسباب النصر المادية؛ حيث قام الفاتح رحمه الله  بنقل السُفن الحربية عبر مضيق القرن الذهبى على اليابسة وذلك بجرّها على ألواح من الخشب مدهونة بالزيت لتسهيل حركة السفن وكان مُضطرًّا لذلك بسبب السلسلة الضخمة التى وضعها الروم فى مضيق القرن الذهبى والتى كانت تعوق مرور أى سفينة غير سُفنهم، وقام بجرّها عدد كبير من الجنود بمساعدة الثيران  إلى ان وصلوا إلى شاطىء البوسفور وفوجىء الروم بهذا الأمر العجيب .


  ودخل الفاتح عاصمة الدولة البيزنطية مُنتصِرًا وسط جنوده مُكبّرًا مُهلّلاً وحمد الله وشكر فضله ونعمته عليه، وبعدها أمّنَ النصارى على أنفُسِهم وعلى أموالهم وكنائسهم، وأمرَ أن يُدفن الأمبراطور قسطنطين الحادى عشر ( أخر أباطرة الرومان الشرقيين ) حسب شريعتهم وألّا تُمسّ مُعتقداتهم بأىّ أذى.


وبهذ الفتح العظيم للقسطنطينية سقطت الأمبراطورية الرومانية الشرقية ( الأمبراطورية البيزنطية ) والتى دام حكمها للعالم المسيحى قرابة الألف عام  منذ سقوط الأمبراطورية الرومانية الغربية ( روما ) عام 476 م ، وقام الفاتح بتحويل كنيسة آيا صوفيا ( اكبر كنائس بيزنطة ) إلى جامع ، وقام بتغيير أسم مدينة القسطنطينية إلى مدينة " إسلام بول " أى ( مدينة الإسلام ) والتى عُرِفت فيما بعد بـ ( إسطنبول ) وأصبحت إسلام بول هى عاصمة الدولة العثمانية  إلى ان جاء السلطان الخليفة سليم الأول ( 1512 ــ 1520م ) وقام بفتح الشام  1516م ومصر 1517م وتسلّم مفاتيح الكعبة وبُردة النبى صلّى الله عليه وسلّم  من أخر الخلفاء العباسيين بالقاهرة وأصبح هو خليفة المسلمين وأمير  المؤمنين فى طول الأرض وعرضها وبذلك أنتهت الخلافة العباسية رسميًّا منذ ذلك التاريخ وأنتهى حُكمها للعالم الإسلامى وبعدها تحوّلت الدولة العثمانية من مُجرّد دولة إسلامية إلى دار للخلافة العثمانية وأصبحت أسطنبول ( القسطنطينية قديمًا ) عاصمة دار الخلافة الإسلامية إلى أن سقطت على يد المُجرم اليهودى الماسونى مصطفى كمال أتاتورك عام 1924م وأصبحت أسطنبول مجرّد ذكرى فى تاريخ المسلمين وأذهانهم تُذكِّرهم بعبق التاريخ ومجد  الإسلام بعد أن كُنّا أسياد العالم قرابة خمسمئة عام.


توفِّى الفاتح عام 1481م بعد رحلة جهاد ثلاثون عامًا فى سبيل الله وعمره أثنين وخمسون عامًا بعد أن هدّد أوروبّا بغزو روميَّة (إيطاليا) وقرّر بالفعل فتح روميَّة تنفيذًا لبشارة رسول الله حيث قال " لـتُفتحنّ القسطنطينية  وروميَّة ، فقال قائل : أيُّهما تُفتح أولا ً، فقال رسول الله :  القسطنطينية أولا ً " ، ولكن عاجلته المنيّة وتوفِّى رحمه الله قبل فتح روميَّة .


   فهل لنا من عودة اخرى وخلافة جديدة نسود فيها العالم كما  وعدنا رسول الله فى حديثه الشريف الذى يقول فى أخره " ..... ثمّ تكون خلافة  على منهاج النبوّة "  

 رَحِمَ الله السلطان محمد الفاتح ورَحِمَ أجداده وأسلافه السلاطين العظام والخلفاء المجاهدين .  

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog