Search This Blog

468x60.

728x90

في هذه البقعة الصغيرة المنصوبة على تلك التلة المرتفعة، انحصرت حضارة الأندلس،

 الحضارة التي امتدت بجغرافيتها من جبل طارق جنوبا إلى ما وراء جبال البرانس شمالا ومن  الجزائر الشرقية شرقا إلى لشبونة غربا، ومن ألمريا في الجنوب الشرقي إلى شانت يعقوب في أقصى الشمال الغربي، حضارة دامت لثمانية قرون بالتمام والكمال، حضارة سقت بعلمها ضيعات الجهل التي كانت مترامية الأطراف بهذه البلاد، وأنبتت بها زروعا مختلف ألوانها في مجالات الطب و السياسة والأدب والزراعة والاقتصاد وباق المجالات، ليحصد الجميع دون استثناء من خيراتها فلم يكن هناك فرق بين المسلم ولا المسيحي ولا بين اليهودي ولا المجوسي، الكل يحتمي بمظلة الإسلام، والكل ينعم بعدالته السمحاء، حضارة أنارت سموات الظلام التي كانت أوروبا تعيش تحتها، حضارة كان همّها البناء و الإصلاح، فبنت الإنسان لكونه مركز الأرض، وبنت العمران، وأصلحت الأراضي الزراعية حتى جعلت من الأندلس جنة الله في أرضه..في هذه البقعة الصغيرة المنصوبة على تلك التلة انكمش التاريخ المجيد، وأسدل الستار عن آخر تفاصيله الوضاءة.. في تلك  البقعة الصغيرة المنصوبة على تلك التلة سُلمت آخر مفاتيح الأندلس من طرف من لا يملك لمن لا يستحق..

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog