ـ فشن حروباً واسعة بسبب أطماعه و محاربته لدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تحول إلى سكينٍ بيد أعداء الإسلام يمزقون به جسد الأمة ، فتوغل في السودان لنهب ثرواتها حتى وصل إلى منابع النيل ثم توجه إلى الشام، ودخلها بعد حروب مريرة راح ضحيتها الآلاف ثم أظهر خلافه وعصيانه للسلطان العثماني سنة 1248هـ وأخذ في محاربة جيوش العثمانيين حتى كاد أن يسقط دولتهم.
ـ والناظر لمراحل احتلال قوات محمد علي للشام أكدت على اتجاهه المعادي للمسلمين والمساند للنصارى واليهود، وأكدت أيضًا أنه كان منفذًا للأهداف البريطانية على الصعيد السياسي وكان منفذًا للأهداف الفرنسية على الصعيد الثقافي ولقد فتح محمد علي الباب على مصراعيه لدخول البعثات التبشيرية الفرنسية والأمريكية وألغى كافة القوانين الاستثنائية وجميع ما كان يسري على النصارى وحدهم ، ويعتبر الصليبيون عام 1834 م تحول تاريخي لنشاطات التنصير والتبشير.
9ـ من آثار محمد علي على الإسلام أنه قد أصبح أنموذجًا وإمامًا تحتذي به الدول الأوروبية في صنع عملائها في داخل ديار المسلمين كمصطفى كمال أتاتورك الذي جاء من بعده وأتم المهمة التي بدأ بها محمد علي في حرب الإسلام.
ـ من أخطر الضربات التي وجهها محمد علي على الإسلام أنه قد فتح باب مصر والشام على مصراعيه أمام حملات التغريب والغزو الثقافي الغربي للمسلمين والحضارة الإسلامية وسمح للمؤسسات المشبوهة والمعادية للإسلام مثل محافل الماسونية والإرساليات التبشيرية والأديرة والكنائس والمدارس الصليبية التي بذرت بذور التيارات القومية المعادية للإسلام، فتح محمد علي الباب أمام التغريب والغزو الثقافي بابتعاث الطلبة المسلمين لفرنسا بدعوى تلقي العلوم والمعارف الحديثة، وهم في سن المراهقة غير محصنين بشيء لينغمسوا في حلق الصناع والشهوات والشبهات .
ولذرِّ الرماد في العيون أرسل معهم أئمة للوعظ والصلاة . فماذا فعل اولئك الأئمة؟ هذا هو الطهطاوي يعيش بفرنسا فينبهر بها انبهارًا يدفعه لخلع الجبة والقفطان ولبس البدلة والقبعة ويؤلف كتاب أخبار باريس ودعا فيه إلى تحرير المرأة إلى السفور والاختلاط وأثنى على الرقص وأظهر تأثرًا وإعجابًا بآراء مونتسكيو وروسو، ثم جاء من بعد الطهطاوي رجال سار على درب الوطنية والقومية والتغريب الذي بذر بذرته محمد علي أمثال علي مبارك وإبراهيم أدهم وصالح مجدي ومحمد عثمان جلال وعبد الله أبو السعود وعبد الله فكري و طه حسين وغيرهم حتى وقتنا الحالي حتى أننا نرى أن فاروق حسني وزير الثقافة ـ التغريب ـ المصري يقيم احتفالية كبيرة كل سنة بمثابة الحملة الفرنسية على مصر! بدعوى أنها كانت السبب في التنوير الثقافي الذي حدث بعد ذلك بمصر .
ما سبق بعض ما نكب به محمد علي على الإسلام ببلاد مصر والشام خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة مما يكشف حقيقة محمد علي ويسقط الهالة الكبيرة المصطنعة عمدًا على شخصية صاحبة أسوأ أثر على الإسلام والمسلمين.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع