سرطان الغدد الليمفاوية
يعد سرطان الغدد الليمفاوية من أشرس أنواع السرطانات فتكاً بالإنسان، حيث توضح الدراسات أن هذا النوع من السرطانات يقتل ما يقارب 000,200 شخص سنوياً، وأن هناك أكثر من مليون شخص مصابون بسرطان الغدد الليمفاوية، حيث يحتل سرطان الغدد الليمفاوية من نوع "لا هودجكين" نصيب الأسد بينه، إذ زادت نسبة الإصابة به 80% منذ أوائل السبعينات، وهذا الرقم في ازدياد باستمرار، حيث اكتشفت أنواع متعددة من الأورام الخطرة التي عادة تكتشف في مراحل متقدمة ما يجعل الشفاء منها أمراً شديد الصعوبة .
وتهدف حملات التوعية التي تقام للتعريف بأعراض هذا النوع من الأورام الخبيثة إلى سرعة الكشف المبكر، ما يسهل مهمة الطبيب في الوصول إلى علاج يحقق نتائج إيجابية للقضاء على هذا المرض .
ويهدف اليوم العالمي لسرطان الغدد الليمفاوية الذي يقام منتصف كل سبتمبر/أيلول سنوياً منذ العام 2004 إلى توعية الجمهور بأهمية الانتباه لأعراضه، ورفع درجة الاهتمام والتعريف بمدى خطورته والتوعية بأهمية الكشف المبكر الذي يساعد كثيراً في العلاج والشفاء التام . وحول هذا المرض كان الحوار التالي مع الدكتور نمير السعداوي استشاري أمراض الدم ورئيس شعبة أمراض الدم في مدينة الشيخ خليفة الطبية .
* ما هو سرطان الغدد الليمفاوية؟
- سرطان الغدد الليمفاوية هو نوع من أنواع السرطانات التي تنشأ عند حدوث خطأ في الطريقة التي يتم فيها إنتاج الخلية الليمفاوية، وينتج عن ذلك خلية شاذة تغدو سرطانية بسبب استنساخ خلوي شاذ لا نهاية له وبسرعة عالية دون استجابة للضوابط الفسيولوجية الطبيعية، ويمكن للخلايا الليمفاوية السرطانية أن تنمو في أجزاء كثيرة من الجسم بما في ذلك العقد الليمفاوية والطحال ونخاع العظم والدم أو غيرها من الأعضاء .
وفي كثير من الأحيان يشخص هذا النوع من السرطان على أنه التهاب فيروسي لتشابه أعراضه مع أعراض العديد من الالتهابات الفيروسية، ما يسهم في تأخر العلاج، وينتج عن ذلك صعوبة العلاج والشفاء .
وهناك نوعان رئيسيان من سرطان الغدد الليمفاوية هما: "ليمفوما هودجكن" و"ليمفوما لا هودجكن"، والنوع الأخير هو الأكثر انتشاراً، وهو عبارة عن مجموعة من السرطانات وثيقة الصلة ببعضها تصيب الجهاز الليمفاوي .
* ما هي أعراض هذا المرض؟ وكيفية تشخيصه؟
- أهم أعراض "ليمفوما لاهودجكن" هو تضخم العقد الليمفاوية (في الرقبة والإبطين أو المنطقة الإربية)، والسعال، وضيق النفس، والتعرق الغزير (وخاصة ليلاً) أو الحكة الشديدة، وفقدان الشهية وفقدان الوزن، وارتفاع درجات الحرارة بين فترة وأخرى، وشعور بالإرهاق .
ويمكن أن يكون للمرض تأثير في الأعضاء الأخرى كنقص الدم وإنتاج نخاع العظم، كما يمكن أن يسبب خللاً في الكبد أو الكلى، أو تضخماً في الطحال وتضخماً للكبد .
ويمكن أن تكون هذه الأعراض علامات لأمراض غير سرطانية المنشأ مثل الإنتانات .
ويسهم التشخيص السليم والمبكر بشكل كبير في تحسين معدلات الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية، وإطالة حياة مرضى هذا النوع من الأورام الخبيثة، ولهذا تسعى المراكز المتخصصة إلى تطوير اختبارات للكشف المبكر عن المرض، ونحاول عبر توعية الجمهور بأهمية الانتباه للأعراض السالف ذكرها وفي حال استمرت بالظهور فإن استشارة الطبيب تصبح أمراً ضرورياً .
* ما هي أسباب الإصابة؟
- السبب الدقيق للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية ما زال مجهولاً حتى الآن، ومع ذلك ركزت الأبحاث على بعض العوامل التي قد تسهم في الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية ومنها علاقة المرض ببعض المواد الكيميائية وبعض المواد الغذائية المسرطنة، والعوامل الوراثية، وضعف الجهاز المناعي، والفيروسات كفيروس "إبشتاين بار" أو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز" .
والرابط الأساسي بين نقص المناعة المكتسب الإيدز (HIV) وسرطان الغدد اللمفاوية هو أن مرضى الإيدز أكثر تعرضاً من غيرهم للإصابة بهذا النوع من السرطان، وهو ما أكدته الأبحاث العلمية .
* وما هي طرق العلاج؟
- ينقسم هذا النوع من السرطانات إلى أنواع كثيرة، فأعراضه تتنوع بالطبع، وطرق علاجه تختلف من نوع إلى آخر، ومن مريض إلى آخر، حسب نوع الورم ودرجته، ولكن العلاج الكيماوي لا يزال الأكثر استخداماً في علاج سرطان الغدد الليمفاوية، إلى جانب ظهور علاجات جديدة متطورة تهاجم الخلايا المصابة من دون التأثير في غيرها من خلايا سليمة .
وتعمل المراكز البحثية على تطوير دائم لأدوية جديدة في مجال علاج هذا النوع من المرض الخبيث .
لميفوما لاهودجكن
"لميفوما لاهودجكن" المعروفة أيضاً باسم "داء هودجكن"، هي نوع من الأورام الليمفاوية تنشأ ضمن نوع من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية، وقد أطلقت التسمية على هذا المرض نسبة إلى الدكتور توماس هودجكن، الذي كان أول من وصف شذوذ النظام الليمفاوي في عام 1832 .
ويتميز "داء هودجكن" بالانتشار المنظم للمرض من مجموعة عقد ليمفاوية لأخرى، وتطور منهجي للأعراض مع تقدم المرض .
كما يتميز هذا المرض بظهور خلايا "ريد - ستيرنبر
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع