في قديم الزمان كان هناك ملك اسمه شاه زمان كان يحكم مملكة كبيرة وكان جيشه أقوى جيش وكان يملك أخصب الأراضي ولديه الكثير من خزائن الأموال ..
إلا أن الملك شاه زمان كان لا يخلو من الحزن لأنه لم ينجب لا ولدا ولا بنتا وكان يسأل نفسه :
- إذا مامت فمن هذا الذي سيرث كل هذا الملك والثراء ؟! ..
وكان الرجل قد تزوج من الجواري الكثيرات
ولكنه لم ينجب من أي منهن ! ..
وفي أحد الأيام كان يتجول حائرا في حديقة قصره فشاهد نسرا ضخما ينقض على يمامة وديعة كانت تطير أمامه ..
وأوشك النسر أن يمسك باليمامة بمخالبه القوية فأشفق عليها شاه زمان وبسرعة البرق أخرج سيفه وهاجم النسر الذي سرعان ما أصابه الخوف فطار بعيدا هاربا ونجت اليمامة منه ..
إقترب الملك من اليمامة وفجأة تحولت إلى فتاة رائعة الجمال ترتدي ثيابا جميلة تخفى بعض فتنتها وتظهر تكعب نهديها بطريقة لطيفة وبطنا بضة مشدودة وحلية تبدو غير مألوفة للملك تلمع في عنقها إندهش الملك من تحولها وقبل أن يسألها أخبرته أنها قرينته في عالم الجن وشكرته على تخليصها من الجني الأحمر أركمان !! ...
ثم أعطته الجنية حبة كريز حمراء وقالت له :
- كل حبة الكريز هذه و سوف تولد لك بنت في غاية الجمال ولكن حافظ عليها من هذا الجني الشرير ..
ثم اختفت الجنية فجأة وعاد كل شئ كما كان ولكن بقيت حبة الكريز في يد الملك ..
خاف الملك أن يأكل حبة الكريز وخاف أيضا ألا يأكلها فيفقد هذه الفرصة التي لم يتوقعها للإنجاب ..
أخيرا غلبت رغبة شاه زمان في أن يصبح أبا خوفه من أكل الحبة وقرر أن يأكلها ويترك أمره إلى الله ..
أكل الملك حبة الكريز وبعد شهرين أصبحت الملكة حاملا ففرح الملك وأخرج من خزائن الأموال وأنفق على شعبه فرحا وسرورا بقدوم المولود الجديد ..
بعد مرور تسعة أشهر أنجبت الملكة أميرة غاية في الجمال وقد أسماها أبوها الملك شاه زمان الأميرة حبة الكريز علم الملك أنها هدية له لإنقاذه الجنية و لم ينغص عليه إلا تذكره لنصيحتها له بأن يحافظ عليها من الجني الشرير ...
جمع الملك كل العرافين في المملكة وأخبرهم بحكاية اليمامة والنسر وحبة الكريز التي أعطتها له اليمامة وأكلها ..
إحتار العرافون في تفسير هذا الأمر إلا أن أحد أكبر العرافين في المملكة جاء إلى الملك بعد أسبوع وقال له :
- إن الجني أركمان جني أحمر شقي ولن يترك الأميرة وسيحاول الإنتقام منك فيها يا مولاي لذلك قد صنعت للأميرة حبة الكريز هذا الدهان تدهن منه قدميها حتى الركبة كل يوم فتحفظ من الجن ..
طلب الملك من العراف أن يأتي بكمية كبيرة من هذا الدهان وأوصى الملكة أن تهتم بهذا الأمر بنفسها ..
مرت الايام وكبرت حبة الكريز وأصبحت شابة حسناء في التاسعة عشر من عمرها وكانت ذكية ومهذبة ولها صديق ببغاء جميل و يجيد الحديث مع البشر وكانت حبة الكريز تحبه كثيرا وفي أحد الأيام ولأن السلام في الدنيا غير دائم خرج الملك على رأس جيش قوي ليؤدب بعض الخارجين على القانون في البلاد ..
وفي أثناء غيابه حضر إلى القصر رجل عجوز لا يعرفه أحد ولا يعرف كيف دخل القصر وتمكن من أن يفرغ في الطعام قنينة صغيرة دون أن يراه أو يحس به أحد وخرج كما جاء ..
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع