كيف أعرف أني حامل في الأيام الأولى؟ قد يكون من الصعب الكشف عن الحمل في أيامه الأولى؛ فبدون اللجوء إلى تحليل الحمل المنزلي، أو تحليل الدم، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ لا توجد طريقة مؤكدة لإثبات الحمل، وذلك لأنّ الأعراض تتفاوت بين النساء؛ فقد تتراوح بين عدم ملاحظة أي شيء إلى الشعور بتغيّراتٍ سريعة الحدوث، وبالنسبة للأعراض والعلامات التي قد تظهر في الفترة الأولى، فهي عديدة، وفيما يأتي بيان أهمّها.
تغيّرات الثدي
قد تلاحظ المرأة حدوث تغيّرات في الثدي، ومن أبرزها ما يأتي:
الهالة الداكنة حول حلمة الثدي: غالبًا ما تكون أول علامةٍ من علامات الحمل ظهورًا؛ إذ قد تظهر بعد أسبوعٍ إلى أسبوعين من الإخصاب، وتتمثل بتغير لون المنطقة المحيطة بحلمتي الثدي لتصبح غامقة بشكلٍ أكبر.
ألم أو حساسية الثديين:
ويعزى ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) في الجسم؛ مما يتسبب بشعور المرأة بألمٍ في الثدي عند اللمس، أو الشعور بأنهما ممتلئان أو أثقل من المعتاد، وتعد أحد الأعراض المبكرة التي قد تلاحظها المرأة، والتي قد تستمر طوال فترة الحمل أو قد تختفي بعد الأسابيع القليلة الأولى.
التعب والإعياء تشعر العديد من النساء بالمزيد من التعب والإعياء في مرحلةٍ مبكرةٍ من الحمل، وقد يبدأ الشعور بذلك بعد الأسبوع الأول من الإخصاب، ويعزى ذلك إلى أنّ جسم الحامل يضخ كميةً أكبر من الدم مقارنة بغير الحامل؛ وذلك لإيصال العناصر الغذائية إلى الجنين، بالإضافة إلى إنتاج الجسم لكميةٍ أكبر من هرمون البروجسترون الذي يلعب دورًا مهمًا في استمرار الحمل والحفاظ عليه، ويُحفز نمو الغدد المنتجة للحليب في الثدي. الغثيان والوحام يعد غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning sickness) من الأعراض الشائعة للحمل، ولكن ليس بالضرورة أن تعاني منه جميع الحوامل، وبالرغم من أنه غالبًا ما يحدث صباحًا لكنه قد يحدث أيضًا في أي وقت خلال اليوم، وأمّا الوحام فيتمثل برغبة بعض النساء بأطعمةٍ معينةٍ أو نفورهنّ من أطعمة أخرى، وقد يكون هذا التأثير قويًا جدًا لدرجةٍ أنه حتى التفكير بالطعام قد يسبب للحامل تلبكًا معويًا، أما السبب الدقيق وراء حدوثه غير معروفٍ بعد، إلا أنّ يُعتقد أنّ التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل تساهم في حدوثه، وقد تستمر هذه الأعراض طوال فترة الحمل؛ لكنها تهدأ عند معظم النساء بحلول الأسبوع الثالث عشر أو الرابع عشر من الحمل.
إفرازات عنق الرحم قد تلاحظ الحامل حدوث تغيراتٍ في طبيعة الإفرازات المهبلية أو زيادةٍ في كميتها في المراحل المبكرة من الحمل، ويشار إلى أن ذلك قد يستمر طوال فترة الحمل مع استمرار ليونة عنق الرحم؛ ويعزى ذلك إلى زيادة تدفق الدم إلى منطقة المهبل بالإضافة إلى زيادة إنتاج بعض الهرمونات كما ذكر سابقًا، وتظهر هذه الإفرازات على هيئة مخاطٍ لزجٍ بلونٍ أبيض أو أصفر شاحبٍ.
نزف الانغراس يُعدّ نزف الانغراس شائعًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بالرغم من حدوثه عادةً خلال وقت انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم؛ أي بعد ما يقارب 6-12 يومًا من حدوث الإخصاب، ويتمثل بتبقيعٍ أو نزفٍ طفيفٍ يكون لونه أفتح من نزف الدورة الشهرية المعتاد.
ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية عند حدوث الإخصاب فإنّ درجة حرارة الجسم الأساسية (بالإنجليزية: Basal body temperature) تبقى مرتفعةً من وقت حدوث التبويض وخلال فترة الحمل كاملة؛ إذ ترتفع عادةً حوالي موعد الإباضة بسبب ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون في الدم، ولكن في حال عدم حدوث الحمل فإن كليهما ينخفض مع حدوث النزف الشهري المعتاد، وبالتالي يمكن الاستدلال على احتمالية حدوث الحمل بمراقبة بقائها مرتفعةً على مدار 18 يومًا متتاليًا أو أكثر بعد حدوث التبويض. غياب الدورة الشهرية قد يشير تأخر نزيف الدورة الشهرية المعتاد عن موعده لمدةٍ أسبوعٍ أو أكثر إلى احتمالية الحمل، ولكن من ناحيةٍ أخرى فإن هذه العلامة قد تكون مضللة إذا كانت المرأة تعاني من عدم انتظامٍ في الدورة الشهرية.
أعراض أخرى يرافق الحمل حدوث تغيّراتٍ في مستويات الهرمونات كما ذكر سابقًا، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض والعلامات الأخرى، ومنها ما يأتي:
كثرة التبول: توجد العديد من الأسباب لكثرة التبول؛ إذ قد تكون عرضًا مرافقًا للعديد من المشاكل الصحية، مثل: عدوى المسالك البولية، أو مرض السكري، أو استخدام الأدوية المدرة للبول؛ إلا أنه في حالة الحمل فإن كثرة التبول تعزى في الغالب إلى التغيّرات الهرمونية الحاصلة، ويبدأ ذلك عادةً حوالي الأسبوع السادس أو الثامن بعد حدوث الإخصاب لدى العديد من النساء. التقلبات المزاجية: تعد شائعةً خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
الصداع وألم الظهر: تعاني العديد من الحوامل من الصداع الخفيف والمتكرر وقد تعاني أخرياتٌ من الشعور بألمٍ في الظهر.
الإمساك: تُنصح الحامل باتباع مجموعةٍ من الإجراءات والتدابير المنزلية لتخفيف الإمساك الناجم عن ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، وذلك بشرب كميةٍ كافيةٍ من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وممارسة التمارين الرياضية؛ إذ يشار إلى أنّ ارتفاع هرمون البروجسترون يبطىء مرور الطعام عبر الأمعاء مما يسبب الإمساك.
الدوار والإغماء: قد يحدث الدوار والإغماء لدى الحامل بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم، واتساع الأوعية الدموية التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. الانتفاخ: تتسبب التغيرات الهرمونية في بداية الحمل بالشعور بالانتفاخ وهو مشابهٌ لما تشعر به المرأة مع بداية حدوث النزف الشهري المعتاد. التشنجات: تعاني بعض النساء من التقلصات الرحمية البسيطة في بداية الحمل.
الحساسية تجاه الروائح: بالرغم من أنها قد تظهر كأحد الأعراض الجانبية لمتلازمة ما قبل الحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) واختصارًا PMS؛ إلا أن ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في بداية الحمل قد يتسبب أيضًا بزيادة قوة حاسة الشم لدى بعض النساء؛ مما يزيد من حساسيتهن تجاه الروائح المختلفة.
متى يمكن إجراء فحص الحمل؟ غالبًا ما يستغرق هرمون الحمل المعروف علميًا بهرمون الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin) واختصارًا HCG، حوالي 3 أسابيع من الإخصاب حتى ترتفع مستوياته في البول بشكلٍ كافٍ لتظهر النتيجة الإيجابية في فحص الحمل المنزليّ، وبالتالي لضمان الحصول على نتيجةٍ دقيقةٍ؛ فإن أفضل وقت لإجراء فحص الحمل هو بعد أسبوعٍ من غياب الدورة الشهرية؛ فقد يُظهر الجهاز أحيانًا نتيجةً سلبيةً خاطئةً إذا تم إجراء الفحص خلال مدةٍ تقل عن أسبوع من غيابها، مع العلم أنّه توجد بعض أجهزة الحمل التي تستطيع الكشف عن هرمون الحمل في البول في وقت قريب حتى قبل غياب الدورة الشهرية.
ومن الجدير بالذكر أنه توجد العديد من أجهزة فحص الحمل المتاحة والموثوقة في نفس الوقت، والتي تُظهر النتيجة سواء كانت إيجابية أو سلبية خلال بضع دقائق، كما لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيةٍ لشرائها، وتدّعي معظم الشركات المصنعة لها أن دقة نتائجها تصل إلى 99% تقريبًا، ولكن في حال اعتقاد المرأة بأنها حاملٌ بالرغم من إظهار الجهاز لنتيجةٍ سلبيةٍ؛ فيمكنها إعادة الفحص بعد أسبوعٍ من إجراء الفحص الأول، ويجب تفقد تاريخ انتهاء الصلاحية الخاص بجهاز فحص الحمل، وكذلك اتباع التعليمات المكتوبة عليه بدقة، وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن إجراء فحص الحمل عن طريق الدم أيضًا؛ وذلك بسحب المختص عينة من دم المرأة المعنيّة؛ للكشف عن هرمون الحمل في الدم، ويُشار إلى أنّ فحص الدم يُظهر النتيجة الإيجابية للحمل في وقتٍ أبكر من فحص البول ببضعة أيام.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع