أمر قد يرعبك، فماذا يجب أن تفعل؟
أسئلة تراودنا عند الشك بلون البول، خصوصًا الأم عندما ترى لونًا مختلفًا لدى طفلها فتخاف:
•ما هو اللون الطبيعي للبول؟ وهل كل تغيرٍ في اللون يعتبر مشكلةً صحية؟
•ما هي الأعراض التي يجب الانتباه لها؟ ومتى يجب طلب النصيحة الطبية من المختصين؟
بدايةً عزيزي القارئ أنت تعلم أن البول حصيلة مركبات موجودة في الدم، حيث تقوم الكلية بتنقية الدم من فضلاته فتطرحها ضمن البول، لذا يتأثر الأمر كثيرًا بما يسري في دمك، وبكل شيء في الجسم وما يدخل إليه، وبجهاز الإطراح الكلوي نفسه، لكن بعض الأشياء كثيرًا ما تؤثر على لون البول تأثيرًا واضحًا.
وقد تحدثنا في المقال السابق عن تغير لون البول بسبب الأدوية بما يجعلك على اطلاعٍ كافٍ عند حاجتك لذلك.
لمَ لون البول أصفر؟
عند خروج البول خارج الجسم يكون لونه الطبيعي متدرجًا من الأصفر الباهت إلى الذهبي القاتم لوجود صبغة (يوروكروم urochrome) الناتجة من تكسر (بيليروبين bilirubin) إلى نواتجه. وهي التي تعطي اللون الأصفر للجسم في حالة مرض الكبد والتهابه.
في الحالات الطبيعية تعتمد درجة اللون على حالة الجفاف أو الارتواء، فكلما كانت أقرب للجفاف كان اللون قاتمًا، وكلما كانت أقرب للارتواء كان اللون باهتًا.
طبعًا ذلك بسبب اختلاف تركيز تلك الصبغة سابقة الذكر.
لكن...
قد يحدث في بعض الأحيان أن يتغير اللون إلى ألوان غير معتادة كالأحمر أو الأخضر أو غيرهما، ويكون السبب في ذلك إما طبيعيًا نتيجة تناول بعض الأطعمة، أو مُتوقَّعًا نتيجة تناول بعض الأدوية، أو بسبب مشكلة صحية.
وفيما يلي نستعرض لكم كلَّ لون على حدة:
اللون الأحمر أو الوردي:
أول ما يتبادر إلى الذهن أنه بسبب وجود دم في البول، هذا صحيح فقد يكون دمًا بسبب حصوات خدشت الحالب مثلًا أثناء مرورها، أو التهابات في المجرى البولي، وهذه عادةً ما يصاحبها ألم، وقد يكون السبب هو تضخم في البروستاتا وتكون غالبًا بدون ألم.
وقد يحدث هذا اللون طبيعيًا نتيجة الإكثار من بعض الأطعمة مثل البنجر أو التوت. فهنا لا تقلق، فالأمر يكون بسيطًا أحيانًا.
أحمر مائل للّون البني:
قد يظهر مع ممارسة الرياضات العنيفة أو بعد الحوادث والإصابات العضلية الشديدة، ويكون اللون في هذه الحالة ناتجًا من انحلال الربيدات وطرح الميوغلوبين في البول وهو ليس دمًا.
اللون البني:
يظهر هذا اللون أحيانًا مصاحبًا لأعراض أخرى كاصفرار الجلد والبراز الباهت، فعندئذٍ يجب زيارة الطبيب وإجراء فحوصات لاحتمال وجود مشكلة في الجهاز الكبدي.
اللون الأخضر:
يظهر هذا مع الالتهابات المُسَبّبة ببكتيريا من نوع pseudomonas. [2].
يُسببه أيضًا أنواع من الأدوية كما ذكرنا سابقًا.
أسود:
هذا لون مخيف. قد يظهر مع التسمم بالفينول.
الأزرق:
الذي يظهر مع الحقن بصبغات مثل methylene blue.
قد تحدثنا عن الألوان عزيزي القارئ، ولكن يبقى السؤال، #متى يجب أن أطلبَ نصيحة الطبيب؟
تتراوح الحالة هنا بين الطبيعي والمتوقع والخطير والطارئ، فإذا كان تغير اللون لا يمكن ربطُه بنوع غذاء معين أو كان متوقعًا بسبب نوع دواء، فعليك طلب الاستشارة الطبية فورًا.
حسنًا، ماذا أتوقع من الطبيب أن يفعل للتشخيص والعلاج؟
سيسأل الطبيب عدة أسئلة مهمة، عن مدة الأعراض ووجود رائحة غريبة أو خيوطٍ حمراءَ تشبه الدم، وإن احتاج سيطلب تحاليلَ للدم والبول، وقد يطلب أشعةً تشخيصيةً للوصول للسبب.
أما العلاج فإنه يعتمد كليًا على السبب، فعند الوصول للتشخيص سيعطي الطبيب النصائح والعلاجات المناسبة.
ختامًا، تأمل معي أيها الكريم كيف جعل الله لنا أجهزةَ إنذارٍ كالألم والألوان لإعلامِنا بوجود أي مشكلة صحية في أجسامنا، وحثّنا على الأخذ بالأسباب لتجاوزها، فالحمد لله رب العالمين.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع