الحصبة Measles
هو، بالأساس، التهاب في المسالك الهوائية التنفسية يسبّبه فيروس معدٍ جدا.
من بين الأعراض التي ترافق مرض الحصبة: السعال، الزكام، تهيّج العينين واحمرارهما، أوجاع في الحلق، ارتفاع درجة الحرارة وطفح بشكل بقع حمراء تظهر على الجلد.
قد يكون داء الحصبة خطيرا جدا إلى درجة إنه قد يسبب الموت لدى الأطفال الصغار جدا.
اللقاح ضد الحصبة فعّال جدا ويمنع ظهور داء الحصبة.
لكن الكثير من برامج التلقيح تعاني من نواقص جمة في بقاع مختلفة من العالم، إذ تفيد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الأمريكية (Centers for Disease Control and Prevention - CDC) بحصول ارتفاع مستمر في عدد حالات الإصابة الجديدة بمرض الحصبة.
هذا مع العلم بأن داء الحصبة ينتشر بسرعة فائقة بين الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح ضد داء الحصبة.
أعراض الحصبة
الأعراض المصاحبة لمرض الحصبة تظهر بعد 10- 12 يوما من التعرّض للفيروس.
وتشمل أعراض الحصبة:
- الحمّى (Fever)
- السعال الجاف (Dry cough)
- الزكام وإفرازات مخاطية غزيرة من الأنف
- التهاب الملتحمة (Conjunctivitis)
- أرجية (حساسية) زائدة للضوء
- ظهور نقاط صغيرة بيضاء اللون، ذات مركز أبيض / مُزرَقـّة تظهر، عادة، داخل الفم، في الجهة الداخلية من الخدّين، وتدعى بُقـَع كوبليك (Koplik's Spots)
- ظهور طفح في الجلد يتكوّن من بقع كبيرة حمراء اللون تتداخل أحيانا في بعضها البعض.
مسار فيروس داء الحصبة:
داء الحصبة يبدأ، غالبا، بظهور حمّى بسيطة حتى متوسطة، ترافقها أعراض أخرى مثل: سعال متواصل، زكام، تهيّج في العينين واحمرارهما (التهاب الملتحمة) وأوجاع في الحلق. بعد يومين أو ثلاثة تبدأ بقع كوبليك بالظهور، وهي العلامة الأكثر وضوحا على الإصابة بداء الحصبة.
بعد ذلك، ترتفع درجة حرارة الجسم أكثر، حتى تصل أحيانا إلى 40 أو 40.5 درجة مئوية. بالمقابل، يبدأ الطفح المتمثل بالبقع الحمراء الكبيرة بالظهور، عادة تبدأ في منطقة الوجه، على طول خط الشعر وما وراء الأذنين.
بعد ذلك يثير الطفح حكّة بسيطة، تبدأ بالنزول الى أسفل منطقة الصدر والظهر، وفي النهاية إلى ما تحت الفخذ وحتى أخمص القدم. بعد مرور أسبوع، تبدأ الأرجية بالاختفاء بنفس المسار الذي جاءت منه.
أسباب وعوامل خطر الحصبة
العامل المسؤول عن نشوء مرض الحصبة هو فيروس.
فيروس الحصبة هو فيروس معدٍ جدا، حتى أنه إذا أصيب شخص ما بهذا الفيروس، فسوف ينقل مرض الحصبة إلى ما يقارب 90% من الذين حوله، من غير الملقـّحين ضد الفيروس،🛡️ وسيصابون بداء الحصبة. يعيش هذا الفيروس في الجيوب الأنفية وفي الفم لدى الطفل أو البالغ، المصاب بداء الحصبة. والشخص المصاب بداء الحصبة يمكن أن ينقله إلى من حوله في فترة تتراوح بين أربعة أيام قبل ظهور الطفح حتى أربعة أيام بعد ظهوره.
عندما يسعل الشخص المصاب بداء الحصبة، يعطس أو يتكلم، تنتشر قطرات صغيرة من اللعاب الحاملة للفيروس في الهواء، وهكذا يمكن أن يستنشقها كل من يتواجد في المكان نفسه.
كما يمكن لهذه القطرات الحاملة للفيروس أن تتساقط على أسطح أماكن تحيط بالشخص المصاب، حيث يبقى الفيروس فعّالا ومعديا لمدة تصل حتى 4 ساعات. وهكذا يمكن حدوث العدوى بالفيروس عن طريق إدخال الأصابع إلى داخل الفم أو الأنف بعد لمس السطح الملوّث بالفيروس.
عند دخول الفيروس إلى الجسم، يبدأ بالتكاثر في خلايا النسيج المخاطية في الحنجرة والرئتين. بعد ذلك ينتشر الفيروس في كل أنحاء الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسي والجلد.
داء الحصبة معدٍ جدا. أي اتصال مع شخص حامل للفيروس يمكن أن يسبب الإصابة بداء الحصبة لدى الأشخاص غير الملقـّحين ضد الفيروس. وتؤكد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة يزداد باستمرار، وخاصة بين الأشخاص غير الملقـّحين ضد الفيروس.
إذا كان شخص ما قد أصيب من قبل، في الماضي، بمرض الحصبة، فإن جسمه ينتج أضدادا (Antibodies) في جهاز المناعة لمحاربة التلوّث، ما يعني إنه لا يمكن أن يصاب بالحصبة مرة ثانية.
داء الحصبة أكثر انتشارا في الدول النامية، وخاصة في المجتمعات التي تعاني من النقص في فيتامين أ (Vitamin A) بسبب سوء التغذية (Malnutrition).
مضاعفات الحصبة
تستمر الإصابة بمرض الحصبة مدة تتراوح بين 10 أيام إلى 14 يوما. وفي مناطق معينة من العالم، يُعتبر داء الحصبة قاسيا جدا، حتى إنه قد يكون مميتا. أما في الدول المتطورة فالحال مختلف تماما، إذ إن المصابين بالحصبة يعانون من مرض شديد، لكنهم يتعافون منه تماما.
وفي كل الأحوال، تشمل مضاعفات الحصبة، عادة:
التهاب الأذنين (Otitis): يسبب مرض الحصبة التهابات الأذنين لدى واحد من كل 10 أطفال يصابون به.
التهاب السحايا (Meningitis): واحد من كل ألف مصاب بداء الحصبة، تقريبا، قد يصاب بالتهاب السحايا، وهو التهاب يصيب الدماغ جرّاء عدوى فيروسية (Viral infection).
التهاب رئوي (Pneumonia): واحد من كل 15 مصابا بداء الحصبة سوف يصاب بالتهاب رئوي، قد يكون مميتا.
إسهال (Diarrhea) وقيء: مضاعفات كهذه هي أكثر انتشارا لدى الأطفال والرضع.
التهاب الشعب الهوائية (Bronchitis)، التهاب البلعوم (Pharyngitis) أو الخُناق (Diphtheria): قد يؤدي مرض الحصبة إلى الإصابة بالْتِهابُ الحَنجَرة (Laryngitis) أو التهاب الغشاء المخاطي في الجوانب الداخلية من القصبات الهوائية الرئيسية في الرئتين .
اضطرابات الحمل: على النساء الحوامل توخي الحذر الشديد في كل ما يتعلق بداء الحصبة والحرص الشديد على عدم التعرض للفيروس لأن ذلك قد يؤدي إلى الإجهاض أو الابتسار/ الخِداج (Premature birth) أو إلى ولادة أطفال قليلي الوزن عند الولادة (Birth weight).
انخفاض عدد صفائح الدم (Thrombocytes): قد يؤدي داء الحصبة إلى انخفاض في عدد صفائح الدم، وهي خلايا الدم الضرورية لتخثّر الدم (Coagulation).
نظرا لطول المقالة نكمل غدا ان شاء الله... التشخيص، العلاج ، الوقاية ،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع