من أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً بين فئة الشباب من كلا الجنسين،
من حيث الأسباب وعوامل الإصابة وطرق العلاج المتاحة.
حب الشباب
يعرف حب الشباب أنه مرض جلدي التهابي
ناتج عن تغيرات في المسامات الجلدية والغدد الدهنية المصاحبة لها، وينتشر بكثرة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و26 سنة،
لكن من الممكن أن يصيب فئات عمرية أكبر سناً.
لا يعد حب الشباب مرضاً خطيراً،
ولكن ظهور هذه الحبوب على البشرة يشكل مصدر قلق وإزعاجا للمريض
وقد يولد لديه شعورا بعدم الثقة بالنفس والخوف أو الخجل من التعامل مع الناس.
يظهر حب الشباب على شكل بثور في منطقة الوجه
وأحياناً تصيب منطقة الرقبة وأعلى الصدر والظهر والأكتاف؛
حيث تتواجد الغدد الدهنية بكثرة في هذه المناطق.
تتكون البثور نتيجة تغيرات بالمسامات الجلدية والغدد الدهنية،
حيث تزداد كمية الزيوت التي تفرزها الغدد،
ومع وجود طبقة من خلايا الجلد الميتة
تنغلق المسامات الجلدية وتنتفخ تحت الجلد
بسبب تراكم الزيوت بداخلها وعدم قدرته على الخروج،
وبذلك يصبح المسام المنتفخ بيئة لنمو البكتيريا فتزداد المشكلة سوءاً.
أشكال حب الشباب
أولاً: البثور غير الالتهابية،
وهي من أبسط الأنواع وتتمثل بظهور الرؤوس السوداء (الزيوان) أو الرؤوس البيضاء على البشرة
ولا يصاحبها احمرار بالجلد أو ألم في المنطقة،
وتتكون نتيجة انسداد مسامات الجلد بالزيوت والخلايا الميتة،
والتي من الممكن أن تفتح على سطح الجلد
لتتأكسد مكونة الرؤوس السوداء،
وإما أن تبقى مغلقة لتتشكل الرؤوس البيضاء.
ثانياً: البثور الالتهابية،
وهي أشد من النوع السابق
وتنقسم أيضاً إلى أربعة أشكال:
1 - حب الشباب الحطاطي:
وهي بثور حمراء صغيرة ترتفع قليلاً عن سطح الجلد.
2 - حب الشباب البثري:
وهي حبوب حمراء هشة تظهر على البشرة
ويعلو سطحها صديد أبيض.
3 - حب الشباب العقدي:
وهي كتلة صلبة ومؤلمة تظهر تحت الجلد
بسبب تراكم الزيوت الدهنية وخلايا الجلد الميتة عميقاً داخل بصيلات الشعر.
4 - حب الشباب الكيسي:
وهي كتل مؤلمة مليئة بالصديد تظهر تحت الجلد وهي أكثر الأنواع التهاباً.
الأسباب وعوامل الإصابة
أسباب عديدة قد تؤدي إلى ظهور حب الشباب،
من أبرزها
التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة البلوغ أو الحمل أو المدة التي تسبق الدورة الشهرية عند النساء.
الغذاء له دوره أيضاً؛ حيث وجد أن منتجات الألبان والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الشيبس والخبز والكعك وغيرها تزيد من حدة المرض، وأحياناً تكون الأدوية هي السبب في ظهور حب الشباب مثل حبوب منع الحمل والمنشطات البانية للعضلات والكورتيزون وغيرها.
أيضاً الإصابة بالبكتيريا البروبيونية اللاهوائية.
وعوامل أخرى تؤثر سلباً على المرض مثل
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض،
أو وضع مواد زيتية كالمستحضرات التجميلية على البشرة،
أو الضغط عليها عن طريق الهاتف أو حقيبة الظهر أو الملابس الضيقة، بالإضافة إلى حالة القلق والتوتر فإنها تزيد من حدة المرض ولكنها لا تسبب تكون حب الشباب إذا لم يكون موجودا مسبقاً.
التعامل مع حب الشباب:
1) غسل المنطقة المصابة
باستخدام ماء وصابون لطيف على البشرة مرتين يومياً،
ولا داعي لأكثر من ذلك لتجنب تهيج البشرة.
2) تجنب استخدام زيوت أو المستحضرات التجميلية فوق الحبوب
فهي تعمل على سد المسام وزيادة الالتهاب،
وإذا استلزم الأمر استخدم مستحضرات ذات طبيعة مائية.
3) تجنب تناول المنشطات البانية للعضلات.
4) تجنب لمس الحبوب أو خدشها بالأظافر
لأن ذلك يؤدي إلى ظهور ندبات قد تبقى دائمة.
5) تجنب المكوث الطويل تحت أشعة الشمس.
6) تجنب الملابس الضيقة وراعِ عدم وجود أي أدوات ضاغطة على الجلد مثل الهاتف أو وضع اليد على الخد عند النوم وغيرها.
7) تناول الوجبات الصحية الغنية بالخضراوات والفواكه
وراعِ التقليل من الشوكولاته والمكسرات والأطعمة الدهنية قدر الإمكان.
😎 تنظيف الجسم بعد القيام بعمل مجهد أو التعرق الشديد.
العلاج الدوائي لحب الشباب
تتوافر في الصيدليات العديد من الأدوية لعلاج حب الشباب، بعضها أدوية متاحة بدون وصفة طبية وأخرى لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبيب. تختلف هذه الأدوية في أشكالها
فبعضها أدوية موضعية وتستخدم في الحالات الخفيفة والمتوسطة
وبعضها أدوية فموية يتم اللجوء إليها في الحالات المتوسطة والشديدة.
يعتمد اختيار الدواء المناسب لعلاج حب الشباب
على نوع البثور والمكان المصاب وشدة الحالة،
ويجب على المريض أن يتحلى بالصبر ويتعامل مع المشكلة بهدوء خلال مدة العلاج والتي ستتراوح بين 3 و6 أشهر،
كما يجب تنبيه المريض إلى أن
الحالة قد تزداد سوءا خلال الأسابيع الأولى من العلاج (4-8 أسابيع)،
وبعد ذلك سيبدأ التحسن ويظهر تأثير العلاج بشكل واضح.
ومن ناحية أخرى، فإن معظم الأدوية المستخدمة
تزيد من تحسس البشرة للضوء
ويجب على المريض استخدام واق للشمس طول فترة العلاج.
أنواع الأدوية المتاحة لعلاج حب الشباب
أولاً: أدوية موضعية متاحة بدون وصفة طبية،
وتكون على شكل كريم أو جل أو صابون أو لوشن.
ويحتوي المنتج على مادة فعالة أو أكثر من البنزويل بيروكسيد (Benzoyl Peroxide) أو حمض الساليساليك، أو الكبريت،
وهي مواد فعالة في تجفيف البشرة وتقليل الإفرازات الدهنية وتقشير الخلايا الجلدية الميتة.
تستخدم هذه المستحضرات الدوائية في الحالات الطفيفة من حب الشباب وقد تسبب تهيج واحمرار البشرة وهذه الأعراض تتحسن بعد أول شهر من العلاج.
ثانياً: أدوية موضعية متاحة بوصفة طبية،
ويتم اللجوء لها عند فشل الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية.
تأتي هذه الأدوية على شكل لوشن أو كريمات وتوضع مرة يومياً على بشرة جافة ونظيفة،
وتحتوي في الغالب على مواد مشتقة من فيتامين (A)مثل:
Tretinoin, Adapalene, Tazarotene وهي مواد تعمل على تنظيم (تقرن) الجلد، والتقليل من طبقة الجلد السطحية والإفرازات الدهنية.
هناك أدوية موضعية أخرى تحتوي على مضادات حيوية مثل (Clindamycin, Erythromycin) وتعمل على قتل البكتيريا الجلدية.
في معظم الأحيان نحتاج لاستخدام هذه الأدوية مع مادة البنزويل بيروكسيد للحصول على فعالية أفضل في العلاج.
تسبب هذه الأدوية احمرارا وتهيجا بالبشرة وتقشر فيها بشكل يشبه الحروق،
ومن الممكن التقليل منها من خلال
زيادة الجرعة تدريجياً،
أو غسل الدواء عن البشرة بعد وضعه بمدة قصيرة
أو استخدامها يوما بعد يوم،
أو تغيير المنتج الدوائي إلى آخر.
ثالثاً: المضادات الحيوية الفموية،
وتستخدم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة وبعد استشارة الطبيب ويفضل استخدامها إلى جانب الأدوية الموضعية من مشتقات فيتامين (A) والتي تم ذكرها سابقاً، وذلك للحصول على نتائج علاجية أفضل وللتقليل من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية،
ومن الأمثلة عليها: Tetracycline, Doxycycline،
وقد تسبب هذه الأدوية اضطرابا بالمعدة، دوخة، وزيادة تحسس الجلد لأشعة الشمس.
رابعاً: دواء الأيزوتريتينون (Isotretinoin)، وهو أحد مشتقات فيتامين (A) ويتوافر على شكل كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، ويعد دواء ذا فعالية عالية ولا يجوز تناوله بدون استشارة ومتابعة طبيب مختص،
ويفضل استخدامه في حالات معينة فقط كعلاج الحالات الشديدة والمستعصية من حب الشباب الكيسي والعقدي، والحالات المتوسطة التي فشل علاجها بالأدوية الموضعية والمضادات الحيوية،
كما يمكن اللجوء إليه إذا عانى المريض من مشكلة نفسية كالاكتئاب الشديد بسبب حب الشباب، وذلك لما يسببه الدواء من أعراض جانبية شديدة، منها جفاف في العيون والشفاه والجلد وأغشية الجسم المخاطية،
بالإضافة إلى صعوبة الرؤية في الليل وتحسس البشرة لأشعة الشمس والشعور بالاكتئاب وتثبيط جهاز المناعة بالجسم،
كما قد يسبب ارتفاعا في انزيمات الكبد ومستوى الكولسترول والدهنيات الثلاثية وبالتالي يجب فحصها قبل البدء بالعلاج
ومراقبتها بشكل دوري بعد ذلك.
من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتقليل من أعراضه الجانبية، استخدام قطرة عينية مرطبة، استخدام مرطب للشفاه، شرب كميات وافرة من المياه يومياً، وضع واقي شمس على البشرة وتجديده كل 4-6 ساعات حتى أثناء التواجد في المنزل، والتقليل من الأطعمة المحتوية على فيتامين (A).
ومن ناحية أخرى، يؤثر هذا الدواء على المرأة الحامل ويسبب حدوث تشوهات خلقية في الجنين، لذلك يمنع استخدامه إذا كانت المريضة حاملا أو تفكر بالحمل، ويجب الحصول على نتيجتين سلبيتين لفحص الحمل قبل بدء العلاج وإجراء الفحص شهرياً والبدء باستخدام وسيلتين لمنع الحمل قبل شهر من تناول الدواء وأثناء فترة العلاج ولمدة شهر بعد ذلك، ومراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث الحمل أثناء العلاج.
خامساً: حبوب منع الحمل، في بعض الحالات تستخدم حبوب منع الحمل التي تحتوي على مادتين ذات الخصائص مضادة للأندروجين في علاج حب الشباب، ولكنها قد تسبب الصداع أو غثيانا أو ألما في الثدي كما تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتجلطات الدموية.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع