الطب التقليدي (الشعبي )

 

هو مجموعة من المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين بها . وعادة ما تكون مهارات الطب متعلقة بتاريخ المرض فيها . ويشمل الطب التقليدي (الشعبي) طائفة واسعة من المعالجات والممارسات التي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق. ويُشار إلى هذا الطب، في بعض البلدان، بمصطلح "الطب البديل" أو "الطب التكميلي".

والطب التقليدي (الشعبي) معروف منذ آلاف السنين وأسهم ممارسوه بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، ولاسيما مقدمو خدمات الرعاية الأوّلية على الصعيد المجتمعي. والجدير بالذكر أنّ هذا الطب احتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم. وتشهد كثير من البلدان المتقدمة والبلدان النامية زيادة في نسبة تعاطيه منذ التسعينات.

الأدوية العشبية :

يشمل مصطلح "الأدوية النباتية " الأعشاب والمواد العشبية والمستحضرات العشبية والمنتجات العشبية الجاهزة التي تحتوي على عناصر نباتية فاعلة أو على مواد أو تركيبات نباتية أخرى.

• الأعشاب الطبية :و هي المواد النباتية الخام مثل الأوراق أو الزهور أو الفواكه أو البذور أو الجذوع أو الخشب أو اللحاء أو الجذور أو الجذامير أو الأجزاء النباتية الأخرى، التي قد تكون في شكل مكتمل أو مجزّأ أو مسحوق.

• المواد العشبية: تشمل هذه المواد، إضافة إلى الأعشاب، العصائر الطازجة وأشكال الصمغ والزيوت الثابتة و الراتينجات والمساحيق العشبية الجافة. ويمكن إعداد هذه المواد، في بعض البلدان، باتباع إجراءات محلية مختلفة، مثل التبخير أو التحميص أو الطهي في الفرن بالعسل أو المشروبات الكحولية أو مواد أخرى.

• المستحضرات العشبية: تمثّل هذه المستحضرات الأساس الذي يقوم عليه إعداد المنتجات العشبية الجاهزة وقد تشمل المواد العشبية المفتّتة أو المسحوقة أو مشتقات المواد العشبية وصبغاتها وزيوتها الدهنية. وتُنتج هذه المستحضرات عن طريق الاستخلاص أو التجزيء أو التنقية أو التركيز أو غير ذلك من العمليات الفيزيائية أو البيولوجية. كما تشمل هذه المنتجات المستحضرات التي تُعد بنقع المواد العشبية في المشروبات الكحولية و/أو العسل أو مواد أخرى أو تسخينها مع خلطها بتلك المواد.

• المواد العشبية الجاهزة: تشمل هذه المواد المستحضرات العشبية المصنوعة من نبات واحد أو عدة نباتات. ويمكن أيضاً، في حالة استخدام أكثر من نبات واحد، استعمال مصطلح "منتج المزيج العشبي". وقد تحتوي المواد العشبية الجاهزة أو منتجات المزيج العشبي" على أسوغة بالإضافة إلى المكوّنات الفاعلة. غير أنّ المنتجات الجاهزة أو منتجات المزيج العشبي التي تُضاف إليها مواد فاعلة تُعرف تركيبتها الكيميائية، بما في ذلك المركبات الاصطناعية و/أو المكوّنات المعزولة من مواد عشبية، لا تُعتبر مواد عشبية.

الاستخدام التقليدي للأدوية العشبية :

يشير "الاستخدام التقليدي للأدوية" العشبية إلى استخدام تلك الأدوية على مدى التاريخ. وقد رسخ استخدام تلك الأدوية وهي تحظى الآن باعتراف واسع من حيث أمانها و فعاليتها بعلاج الامراض .

لقد اجتاح العالم في الآونة الأخيرة موجة تطالب بالعودة للطبيعة سواء في الغذاء أو الدواء وتستهدف حتى أسلوب المعيشة والحياة، ويعتبر التداوي بالأعشاب الطبية على قمة قائمة هذه التطلعات، لأن القدرة الشفائية لها معروفة منذ ألاف السنين وما زالت هذه القدرة ظاهرة حتى اليوم، ولبعض الأعشاب أضرار ومساوئ بالرغم من كونها طبيعية، فبعضها قد يسبب الفشل الكبدي مثل شاي (شيرال) الذي يزيل الآلام ويعتبر مضاداً للأكسدة، وبعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية التقليدية وتسبب أضراراً بالجسم، فتناول الثوم النييء مع الزنجبيل مثلاً قد يفيدان في علاج الصداع إلا أنهما معا يسببان ميوعة بالدم ويمنعان تجلطه مما يعرض الشخص لنزيف مستمر.

لهذا نجد أن الأعشاب أدوية عبارة عن عقاقير طبية من أصل نباتي وبها مواد فعالة ويمكن أن تتدخل مع علاجات أخرى أو مع أمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم، لهذا يكون تناولها بحرص شديد وتكون جرعاتها محسوبة بدقة، هذا يعرفه الصيادلة أكثر من غيرهم، لأن علم العقاقير من العلوم الأساسية في دراساتهم وله أبحاثه، ولهذا نجد العطارين يجهلون هذه الآثار الجانبية المدمرة بل والقاتلة أحياناً،

أهم الأمراض التي كان يتم معالجتها بالطب الشعبي في تدمر :

لقد كان المجتمع التدمري من المجتمعات البسيطة التي عانت من الجهل و قلة المتعلمين خلال القرن التاسع عشر و حتى منتصف القرن العشرين و لم يتمكن معظم الأهالي من تعليم أبناؤهم في المدارس و التعليم العالي في المدن بسبب الفقر و الحاجة لعمل جميع أفراد الأسرة بهدف تامين معيشتهم  و هذا احد الأسباب الرئيسية التي جعلت البعض منهم يهتم بمهنة الطب الشعبي لعلاج المرضى للتخفيف من آلام المرضى من جهة و للتوفير عليهم من مشقة السفر للمدن الكبرى بهدف العلاج كدمشق و حمص ، لقد كانت هذه المهنة متوارثة من قبل البعض أو تعلمها من خلال الاهتمام و الملاحظة و السؤال المتخصصين في هذا المجال و ملازمته لهم و نذكر أهم التخصصات التي عمل ضمنها المشتغلون بالطب العربي في تدمر :

1- النسائية ( الحمل و الولادة ) و الأطفال : 

لقد وجد في المجتمع التدمري العديد من القابلات اللواتي كان لهن فضل كبير على تدمر و أهلها من حيث توليد الحوامل و الإشراف على علاجهن في الحالات المرضية و من باب تكريم المجتمع المحلي لهن كان يطلق على الواحدة منهن لقب ( حبابة ) بمعنى الجدة أي أنها جدة لكل من قامت بتوليد أمه ، نذكر من هؤلاء السيدات الفاضلات ( أم عويد خديجة الفهد الحريري  – عواشة الحديد أم سامي – أم احمد القشعم – أم مثقال القشعم – شمسة الفهد الحريري  – عائشة العايد –  الحاجة صباحة النديوي - ندوة الحمد - فهدة الحمود .   ....  ) 

و يطلق لقب ( داية ) على القابلة و للداية أعمال كثيرة و واجبات عديدة تقوم بها و هذه الأعمال تعرف ضمن المصطلحات الواردة في الطب الحديث بما يلي ( تحديد الحمل - مراقبة الحمل - الولادة الطبيعية – متابعة المرأة خلال فترة النفاس حتى اليوم الأربعين بعد الولادة  ) و تقوم الداية بمعالجات العقم المؤقت لدى النساء و الأمراض النسائية الناجمة عن الولادة و تقديم النصائح اللازمة للمرأة الحامل و المرضع من حيث التغذية و أنواع الطعام اللازم للمرضع ( مدرات الحليب ) كنباتات الرشاد و الحلبة و البقدوس إضافة لحليب الغنم و شوربة العدس المضاف لها البقدونس أو السلق ...

و معالجة اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء باستخدام مغلي قشور البصل .

كذلك تقوم بعض الدايات و من يعملن بالطب العربي مثل الحاجة آمنة بنت حسين العايد ( أم رشيد ) رحمها الله بمعالجة بعض الأمراض لدى الأطفال حديثي الولادة حتى عمر قد يتجاوز 3 أشهر مثل أمراض ((  أبو صفار ( اليرقان ) – الإسهال – المغص – الأرق الليلي - .. )) و اما الطفل الذي يعاني من المغص البطني مترافقا مع حرارة الجسم استخدام قطرة تسمى ( سقوة ) يضاف نقطة من هذه السقوة لكمية من حليب الام في ملعقة صغيرة و يشربها الطفل فيشفى باذن الله ، اما المرض ااذي يسمى ابو حمار ( الحميرة ) فيقدم للطفل المريض ماء العدس المسلوق و عصير البرتقال .

 إن تدليك الاطفال بزيت الزيتون لإكسابهم قوة بالعضلات و نضارة بالبشرة و تسمى عملية التدليك ( بالتمريخ ) و هي كلمة ذات أصل عربي فصيح بمن الفعل ( مَرَخ ) بمعنى دهن الجلد بالزيوت ، و بعد ولادة الطفل يوضع القليل من الملح في الماء و يغسل جسد الطفل المولد حديثا و هي عملية تهدف لتطهير الجسم من الطفيليات و الجراثيم و إكساب الجلد متانة تشبه عمليات الدباغة للجلود و بعد ذلك يدهن جلد الطفل بأوراق نبات الريحان لكي تطيب رائحته و ينتعش الطفل بهذه الرائحة الزكية .

و في حال تعرض عضلات الصدر أو الكتف للطفل لشد عضلي بسبب امساكه بطريقة خاطئة و هذا ما يعرف ( بالملع ) يتم إجراء عملية تدليك بزيت الزيتون لعضلات الصدر و الكتف و الظهر بكل هدوء حتى يسترخي الطفل و ينام بكل هدوء و هذا ما يعرف بعملية( التمتين ) .

2- أمراض العين : 

لقد قام البعض بتنظيف العين مما يعلق بها غبار و أتربة و قش و أجسام صلبة دقيقة من خلال عملية تحتاج لدقة بالغة و سرعة باستخدام طرف اللسان بعد توسيع توسيع الجفنين و ممن برع في هذا العمل الطبي الدقيق الحاجة ام سعيد الحمادي رحمها الله . و البعض استخدم  اعشاب طبية و صنع منها مركب صيدلي على شكل قطرة عينية تعمل على التخلص من احتقان العين و ازالة الغشاوة العينية و تكسب العين نقاوة و بريقا و استخدام الكحل العربي ( الإثمد ) لمعالجة الرمد  .

3- الطب العام : 

لقد ساهم العديد ممن عملوا في مجال الطب العربي بعلاج العديد من الأمراض دون التخصص في مجال محدد نذكر منهن ( شاها العايد و ابنتها كرجية الحمد و حفيداتها اللواتي تعلمن في بيتها أصول المعالجة بالطب العربي و هن آمنة و فاطمة و عائشة بنات حسين العايد رحمهن الله ) حيث عالجن الأمراض النسائية و الأطفال و اليرقان و الأمراض الجلدية و علاج بعض حالات العقم المؤقت لدى النساء ، و ممن كان لها دور في معالجة مرض اليرقان ( أبو صفار ) الحاجة أم عدنان الموسى .

 و ممن عمل في مجال الطب العربي في اواخر القرن العشرين و بدايات القرن الحادي و العشرين الاستاذ ابراهيم القشعم ابو ثائر .                                                                                      و من الأساليب المستخدمة في الطب العام التخلص من الدم الفاسد و الزائد و و الذي قد يكون سببا في كثير من الأمراض و ذلك من خلال :

آ - استخدام الحجامة باستخدام كاسات الهواء حيث يتم استخدام كاسات من الزجاج يوضع فيها قطعة ملتهبة من القماش أو الورق لتجمع الدماء في بقعة معينة من الجلد ومن ثم تجريح هذه المنطقة باستخدام أدوات حادة مما يتسبب بنزف مؤقت للتخلص من هذه الدماء .

ب -  استخدام طريقة الفصد أي التخلص من الدم عن طريق إحداث جروح خفيفة باستخدام الشفرة المعدنية على الأذن أو خلف الرأس أو أسفل الأرجل .                                      - لقد تم استخدام الأعشاب الطبية و العطرية المنتشرة بكثرة في واحة تدمر و البادية المحيطة بتدمر مثل  ( الشيح ، القيسوم ، البابونج ، الزعتر البري ، شقائق النعمان ...  ) إضافة لبعض الثمار ( البصل ، الثوم ، التمر ، الرمان ، .. ) و التوابل ( الكمون – الشمرة – اليانسون - ... ) واستخدام الزيوت المختلفة كزيت الزيتون و زيت البطم و زيت السيرج ( زيت السمسم لعلاج بحة الصوت و بعض المواد كان يتم شراؤها من العطارين و ذلك لعلاج معظم الأمراض كمغص البطن و الإسهال و التهاب المجاري التنفسية و السعال الحاد و الأمراض الجلدية ( الثعلبة – الاكزيما – الصدفية - .. ) و الهضمية ( تقيحات الفم – تشجنات المعدة – الإسهال – المغص – الباسور- الشق الشرجي ... ) و أما من يعاني من الامساك اامزمن فكان ينصح بتناول مغلي عشبة السنامكي و الاكثار من الخضار الورقية ، و تمت معالجة غيرها من الأمراض .

--  استخدام الكي بالنار : ويعتبر أخر علاج للأمراض هو الكي بالنار و له أهمية في تنشيط جهاز المناعة و إيقاف النزوف الخارجية و مطهر للجروح خاصة العميقة منها   

 يستخدم الكي لعلاج بعض الامراض مثل ( الروماتيزم . آلام الرأس والصداع . النزيف الصداع النصفي (الشقيقة ) . القروح والجروح السامة . الوهن العام . السعال والسعال الديكي . اللقوة (شلل عصب الوجه ) . 

و للعلاج بالكي طريقتين هما :

آ - العطبة : هي قطعة قماش صغيرة يتم لها حتى تصير مثل السيكارة ثم يتم حرقها حتى تشتعل ومن ثم ينفخ عليها و تطفئ مباشرة و توضع على مكان الألم بحيث يتم إطفائها في مكان الوجع بهدف التخلص من الألم .

ب – الكي : و يستخدم سيخ معدني او سكين تعرض للنار حتى تصبح ساخنة و يكوى جوانب الأرجل أو الظهر أو الصدغين جانبي الرأس .

في حالات الرعاف الانفي يستخدم الشبة مضافا لها الماء و توضع في قطارةو تقطر عدة قطرات بفتحة الأنف حتى يتوقف النزف الأنفي. 

4- كسور و خلوع العظام :

نذكر من اللذين اشتغلوا بمجال تجبير كسور العظام و معالجة خلع الكتف ( ابو قاسم الصناع و محمد عمر الصناع و ناصر الصناع و  ابراهيم الشبيب ) و قد كان يتم إعداد الجبيرة من خلال خلط صابون الغار بالبيض العربي ليصبح مزيجا متجانسا ثم يدهن النسيج القطني ( الشاش ) بهذه الخلطة حتى تتخلل كافة أجزاءه و توضع على هذا النسيج القماشي أعواد من ( جريد النخيل او من نبات القصب ( و يسمى الزلَ لدى البعض ) ) و تلف هذه الجبيرة حول العظام المكسورة  و تستبدل كل فترة لحين الجبر التام للكسر .

في حال الإصابة يتمزق اربطة القدمين يسخن يوضع قليل من الملح في قطعة قماشية و تربط من الأعلى ( صرة ملح ) و توضع في سمن عربي مذاب في صحن على نار هادئة حتى يمتص الملح القليل من السمن المذاب ثم تضغط هذه الصرة على الاربطة المتمزقة  يشكل خفيف و تكرر هذه العملية عدة مرات و لعدة أيام حتى تمام الشفاء تسمى هذه العملية( التكويح ) .

5 - القيام ببعض العمليات الجراحية 

تطهير الاطفال ياستخدام ادوات معدنية نظيفة و معقمة و ممن قام بها الحاج ابو قاسم الصناع و ابناؤه من بعده .

استخراج الاجسام الصلبة و قطع الزجاج و حتى المقذوف الناري ( الطلقة ) من جلد و عضلات المصابين و ذلك عبر عمل جراحي يعتمد الادوات البسيطة حيث تحمى السكين بلهب نار الحطب حتى تتعقم من المسببات المرضية ثم يتم إجراء شق يتناسب و حجم و تموضع الجسم الغريب و من ثم يتم استخراجه بملقاط معدني معقم بالنار ، و تتم عملية تعقيم الشق الجراحي و ايقاف نزيف الدم باستخدام السكين المحماة على لهب النار و قد يلجأ الجراح الشعبي لكي موضع الشق في الجلد و العضلات بهدف الإسراع بعملية التأم الجروح و في بعض الحالات المعقدة  يتم اجراء الخياطة الطبية باستخدام خيوط من شعر  الماعز 

6- المعالجة بالرقية الشرعية :

 نذكر فضيلة الشيخ ياسين الخطيب الذي امتاز بإخلاص النية لله تعالى و جعل من بيته مشفى لمعالجة الفقراء بدون أجرة و قد عالج الكثير من الأمراض باستخدام الرقية الشرعية ، و لقد قام رحمه الله و أحسن إليه بتحضير العديد من الأدوية باستخدام الأعشاب الطبية و العطرية لمعالجة بعض الأمراض و منها القلاع الفموي .  

مما سبق نقدم الملاحظات التالية :

1- إن معظم المشتغلين في الطب العربي بتدمر هم من النساء و هذا يدل على المكانة الكبيرة التي حظيت بها المرأة في تدمر بسبب عقلها الراجح و علمها الغزير و ملاحظتها الدقيقة وهذا ما يحتاجه أي طبيب لكي يكون بارعا في عمله متقنا لمهنته .

2- لم يتقاضى معظم المشتغلين بالطب العربي في تدمر أجور مالية عن خدماته سوى تكاليف المواد اللازمة للعلاج و هذا يدل على أصالة هذا الشعب و طيبته و رغبته بعمل الخير لوجه الله تعالى و تماسك مكوناته .

3- توارث هذه المهنة و هذه الخبرات التراكمية من الأجيال السابقة دون الحاجة للدراسات الأكاديمية بل من خلال الخبرة الشخصية و الملاحظة الدقيقة للأثر العلاجي أو التأثير السمي للمواد المستخدمة في المعالجات المختلفة .

4- الاستعانة بمعطيات البيئة المحلية ( نباتات طبية و عطرية ) و حتى السامة منها للاستفادة منها و من زيوتها العطرية و مستخلصاتها الصيدلانية في تركيب الادوية و العقاقير الشعبية اضافة للاستحمام بمياه نبع افقا الكبريتية و التي لها دور كبير  بمعالجة الامراض الجلدية و التهابات المفاصل ، كل تلك العوامل قامت بدور هام في الحفاظ على الصحة الشخصية للأفراد و العامة للمجتمع .

5 -لقد استمر التداوي بالطب العربي رغم تطور الطب الحديث و وجود عدد كبير من الأطباء و الفننين العاملين في المجال الصحي و استخدام الأجهزة الطبية الحديثة و الأدوية الكيميائية سريعة الأثر و الجراحة الطبية عالية الدقة و التي وصلت لاستخدام الجراحة التنظيرية و الجراحة العصبية المجهرية .

إن الأثر الفعال للتداوي بالطب العربي و كونه سببا لشفاء المرضى من العديد من الأمراض و إيمان أفراد المجتمع بأهميته و رخص تكاليفه مقارنة مع تكاليف الطب الحديث جعل الكثير من الأهالي و البدو المحيطين بتدمر يلجأون للأطباء العاملين في الطب العربي للمعالجة بالأعشاب الطبية و الزيوت العطرية التي هي أساس العلاج الطبيعي في هذا العصر و لقد أصبح له قواعد علمية تم صياغتها بعد إجراء عشرات الدراسات و مئات التجارب المخبرية و أسس تعتمد عليها مراكز بحوث العلاج الطبيعي في هذا العصر بعد أن كانت تقوم على أساس التجربة العملية ، و لكن يجب الحذر عن اعداد مكونات الخلطات العشبية فلكل عشبة محاذير من الافراط في استخدامها و زيادة تركيزها عن الحدود المسموح بها لان ذلك سيكون له انعكاسات سلبية على صحة المرضى و قد يكون سببا في تعقيد حالة المريض و تدهور وضعه الصحي .