علاقة الزمر الدموية بالحمل
يمتاز الجنين أثناء الحمل بأن زمرة دمه مخالفة لزمرة دم أمه. و يفصل بين الجنين و أمه حاجز هو المشيمة.
بالحالة الطبيعية، يمنع الحاجز المشيمي من اختلاط دم الجنين بدم أمه. و لكن قد تطرأ حالات خاصة أثناء الحمل تختل بها وظيفة هذا الحاجز فيحدث تبادل في الكريات الحمراء بين الأم و جنينها. و قد يحصل هذا التبادل بشكل عفوي و دون أي سبب.
رابعا -ماذا يحصل إن عبرت كريات الدم من الجنين إلى الأم؟ (انظر الشرح في الصورة المرافقة )
عندما تدخل الكريات الحمراء الجنينية بدوران الأم، يتعرف عليها الجهاز المناعي للأم و يعتبرها غريبة عليه أن كانت تحمل علامات لا تمتلكها الأم لان الجنين ورثها عن أبيه. و لمحاربتها يقوم الجهاز المناعي بتصنيع المضادات النوعية التي تستطيع تدمير هذه الكريات القادمة من عند الجنين.
التنافر بجهاز العلامات A B O نادراً ما يحصل، وأن حصل فنتائجه قليلة الأهمية لكون مضادات العلامات A B كبيرة الحجم و لا تعبر الحجاب المشيمي بسهولة.
و لكن المشكلة تحصل عندما تكون الأم من الزمرة ريزوس سلبي Rhésus-D négatif RH- .
بهذه الحالة، لا تمتلك الأم علامات الـ Rh = D و لكن الجنين قد يمتلكها عندما يرثها عن أبيه ذو الزمرة ريزوس ايجابي. فإن حصل لسبب ما و مرت الكريات الحمراء الحاملة للعلامة د من الجنين إلى الأم، سيقوم الجهاز المناعي عند الأم بتصنيع مضادات الـ د . Anticorps anti-Rhésus-D .
تسمى هذه الحالة التمنع الجنيني الوالدي Rh غريب المنشأ
allo immunisation foeto-maternelle RhD
عندما يحدث هذا الأمر بأول حمل، غالبا ما يمر بسلام و دون عواقب، لان ذلك يحصل بنهاية الحمل، و تحصل الولادة قبل أن يؤثر على الجنين. و لكن المشكلة تقع بالحمل التالي. فالجهاز المناعي للام أصبح يمتلك مضادات الـ د التي تجوب بالدورة الدموية تحسبا لقدوم أي كرية حمراء غريبة حاوية على علامات الـ د. الهدف من هذا هو حماية الأم من الكريات الغريبة. و لا يشكل ذلك لها مشكلة ما عدى الحالات التي ينقل لها دم حاوي على علامات الـ د.
المشكلة تقع عند الجنين بالحمل التالي عندما يمر من جديد، و لو عدد قليل من كريات الجنين الثاني إلى أمه التي اعتاد جهازها المناعي على تصنيع مضادات الـ د. فتقوم الأم بتصنيع عدد كبير من هذه المضادات التي تستطيع ان تعبر الحجاب المشيمي بسهولة و تمر من الأم إلى جنينها.
هذا العدد الكبير من مضادات د ليس لها اثر يذكر عند الام. فهي تسمح للام بالتخلص من العدد القليل من الكريات الجنينية التي دخلت الى دورتها و يتنهي الامر، لا تتأثر كرياتها لأنها لا تحمل العلامة د.
أما الجنين ذو الزمرة الـريزوس د الايجابي التي ورثها عن أبيه فهو سيتضرر كثيرا، و ستسبب مضادات الـ د الآتية من أمه إليه بتدمير كرياته الحمراء و يتعرض بذلك إلى حالة انحلال الدم الذي قد يترك عواقب وخيمة
ماذا يحصل عند الجنين الايجابي الذي أتاه من أمه مضادات الـ د؟
سترتبط مضادات الـ د الوالدية المنشأ مع الكريات الحمراء الجنينية الحاملة للعلامة د. يسبب ذلك تدمير الكريات الحمراء عند الجنين، و كأنها أصبحت غريبة عنه. فيصاب الجنين بفقر الدم الذي قد يتظاهر منذ بداية الحمل و لكنه يصبح بشكل واضح بعد الولادة.
تخريب عدد كبير من الكريات الحمراء عند الطفل حديث الولادة يسبب إطلاق محتويات الكريات الحمراء بالدورة الدموية. أهم هذه المحتويات هو البيليروبين. و هو صبغة صفراء اللون، تنتشر بكل الجسم و تعطي للطفل اللون الأصفر. تسمى الحالة يرقان الأطفال.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع