يا ربيعَ الحبِّ يا فجرَ الهوى
ما أحَيْلاكَ وما أشذاكَ نشرا!
طلعةٌ فوحا وجوّ شاعرٍ
عاطفيٌّ كله شوقٌ وذكرى
تبعثُ الدنيا وتجلو حُسنها
مثلما تجلو ليالي العُرس بِكرا
وتبثُّ الحبّ في الأحجارِ لو
أنّ للأحجارِ أكباداً وصدرا
أنتَ فجرٌ كلما ذرّ الندى
أنبَتَتْ من نورهِ الأغصانُ فجرا
أنت ما أنتَ جمالٌ سائلٌ
لم يدع فوقَ بِساطِ الأرض شبرا
وفتونٍ ملهمٌ يضفي على
صبواتِ الفنِ إلهاماً وفكرا
وترانيماً وفنــاً كــلهُ
عبقريات تُوّشِي الأرضَ شِبرا
ما ربيعُ الحب ِّ يا شعرُ وما
سحرُهُ أنت بسحرِ الكونِ أدرى
كلما أورَقــَتِ الأعشابُ في
حضنِهِ أورقَتِ الأرواحُ بشرى
هو سرّ الأرضِ غذّتهُ السما
وجلتهُ فِتناً بيضاً وسمرا
ورواها الفنّ لحناً للهوى
وأدارتهُ كؤوس الزهرِ خمرا
منظرٌ أودعَهُ فنُ السما
من فنونِ الخُلدِ والآياتِ سرّا
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع