التهاب العصب الوركي

العصب الوركي (Sciatic nerve) هو أكبر عصب منفرد في جسم الإنسان، وهو يمتد عمقًا على كل جانب من أسفل العمود الفقري مرورًا بالأرداف والفخذ، وصولاً إلى القدم، ويقوم العصب الوركي بدور حيوي في توصيل الحبل الشوكي مع عضلات الساق والقدم، ويشار إلى أي نوع من الألم أو الأعراض العصبية التي يتم الشعور بها على طول العصب الوركي بعرق النسا، ويعتبر التهاب العصب الوركي الذي يناقش هذا المقال أسبابه وأعراضه وسبل علاجه من أشهر المشكلات الصحية التي يعاني منها كبار السن وخاصةً من النساء.

التهاب العصب الوركي

التهاب العصب الوركي (Sciatica)، أو ما يعرف بعرق النسا هو الاسم الذي يطلق على الألم الناجم عن تهيج العصب الوركي والتهابه، وتتراوح درجة الألم من خفيفة إلى شديدة جدًا حسب السبب، وعادةً ما يكون سبب عرق النسا هو ديسك ضاغط على جذور العصب في أسفل العمود الفقري، وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بين مصطلح “عرق النسا” وبين آلام الظهر العامة، على الرغم من أن ألم التهاب العصب الوركي لا يقتصر على الظهر فقط، ويتحكم هذا العصب بعدة عضلات في الأرجل وهو المسؤول عن إشارات الإحساس الصاعدة من جلد القدم ومن الساق، ولا يمكن اعتبار عرق النسا حالة مرضية مفصولة بذاتها، ولكن على الأغلب فإن التهاب العصب الوركي هو عرض لمشكلة صحية أخرى، ويقدّر بعض الخبراء أن ما يصل إلى 40٪ من الناس سيعانون من عرق النسا مرة واحدة على الأقل في حياتهم، الأمر الذي يجعل عرق النسا من أكثر الأمور الطبية التي يتم الاستفسار عنها بشكل مستمر من قبل الناس. 1)

أعراض التهاب العصب الوركي

يؤثر عرق النسا عادةً على جانب واحد من الجزء السفلي من الجسم فقط، وينتشر الألم من أسفل الظهر إلى مؤخرة الفخذ وأسفل الساق، وفيما يأتي أكثر أعراض عرق النسا شيوعًا بين المرضى: 2)

الألم المستمر في جانب واحد فقط من الأرداف أو الساق، ونادرًا ما يؤثر هذا الألم على الجانبين في الوقت ذاته.

الألم الذي ينشأ في أسفل الظهر أو الأرداف ويستمر على طول مسار العصب الوركي أسفل الجزء الخلفي من الفخذ وإلى أسفل الساق والقدم.

إحساس كالوخز بالدبابيس والإبر، أو الخدر والضعف، أو الإحساس بتنميل أسفل الساق في بعض الحالات.

الألم الذي يقل ويتحسن عند استلقاء المريض أو مشيه، ولكن يتفاقم عند وقوفه أو جلوسه.

الألم الذي يوصف عادة بأنه حاد أو حارق.

ضعف أو خدر عند تحريك الساق أو القدم وأثناء المشي.

الشعور بألم شديد كما لو كان ألم إطلاق نار في أحد الساقين، مما يجعل الوقوف أو المشي صعبًا جدًا.

آلام أو خدران في الأصابع وذلك حسب مكان التهاب العصب.

آلام أسفل الظهر والتي تكون أخف من آلام القدم والساق.

قد تزداد الأعراض خلال الحركات المفاجئة مثل: العطس أو السعال، أو عند تغيير موضع الجسم مثل عند الانتقال من وضع الجلوس إلى الوقوف.

أسباب التهاب العصب الوركي

يمكن أن يكون سبب عرق النسا حالة مرضية تؤثر على العمود الفقري وبالتالي على الأعصاب التي تنتشر بشكل طولي عبر الظهر، كما يمكن أن ينتج عن إصابة مباشرة، على سبيل المثال السقوط، أو ربما أورام العمود الفقري، وفيما يأتي أهم أسباب التهاب العصب الوركي: 3)

الانزلاق الغضروفي (Herniated Disks): يفصل بين فقرات العمود الفقري تراكيب غضروفية على شكل أقراص، وتتكون الأقراص الغضروفية من مواد لزجة تضمن المرونة والتوسيد أثناء التنقل، ويحدث الانزلاق الغضروفي عند تلف الطبقة الأولى من الغضروف، إذ أنّ المادة اللزجة يمكن أن تضغط العصب الوركي، مما يؤدي إلى آلام وخدران الطرف السفلي، وتشير التقديرات إلى أنَّ واحدًا من كل 50 شخصًا سيعاني من الانزلاق الغضروفي في حياته، وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية لجرَّاحي العظام.

تضيق العمود الفقري (Spinal Stenosis): يسمى تضيق العمود الفقري أيضًا بالتضيق الشوكي القطني، ويتميز بتضيق غير طبيعي للقناة السفلى في العمود الفقري، الأمر الذي يولّد الضغط على الحبل الشوكي وجذور العصب الوركي.

الانزلاق الفقاري (Spondylolisthesis): هي واحدة من الحالات المرتبطة باضطراب القرص التنكسي، وفي هذه الحالة تتمدد أحد عظام العمود الفقري ضاغطةً على أخرى، الأمر الذي قد يؤثر بالضغط على جذور العصب الوركي.

متلازمة الكمثرى (Piriformis Syndrome): متلازمة الكمثرى هو اضطراب عصبي عضلي نادر، حيث يحدث بها انقباض وانبساط تلقائي وغير منتظم لعضلة الكمثرى، الأمر الذي يسبب آلام تشابه إلى حد كبير آلام عرق النسا، وعضلة الكمثرى هي العضلة التي تربط الجزء السفلي من العمود الفقري مع عظام الفخذ، وعند انقباضها يمكن أن تضغط على العصب الوركي مما يؤدي إلى عرق النسا، ويمكن أن تتفاقم متلازمة الكمثرى مع الجلوس لفترات طويلة أو عند التعرض لحادث سيارة.

علاج التهاب العصب الوركي

الهدف الأساسي في علاج عرق النسا هو معالجة السبب ومحاولة التخفيف والحد من الألم، وتلزم الجراحة في بعض الحالات لعلاج التهاب العصب الوركي مثل جراحة علاج الانزلاق الغضروفي أو الفقاري، وللسيطرة على الألم يصف الأطباء بعض الأدوية المسكنة فيما يأتي أهمها: 4)

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: دواء ميلوكسيكام (meloxicam)، ودواء ديكلوفيناك (diclofenac).

الأسيتامينوفين (Acetaminophen) ومرخيات العضلات مثل سيكلوبنزابرين (cyclobenzaprine).

في حالات الألم الشديد يمكن وصف أدوية مخدرة مثل الفايكودين (Vicodin) والمورفين (morphine