المازوشية
لقد تطرقنا في المقال الماضي عن السادية ، وما الصفات التي تميز اصحابها ، واردنا اليوم ان نسلط الضوء على اضطراب اخر يشبه الاول من حيث العنف والعقاب واللذة بالتعنيف والألم ، ولكن وجه الاختلاف بينهما ان الاول يمارسه السادي على ضحيته ، اما المزوشي فتكمن لذته في إيذاء نفسه او يؤديه الاخرون وتكون متعته اكبر عندما يسلط عليه القهر والتعنيف اللفظي اوالجسدي او كليهما معا ، والعذاب فهو يجد متعة في ألمه .
فمن هم المازوشيون؟، وما صفاتهم ؟، وماهي انواع المازوشين ؟ وكيف نتعامل مع هده الفئة؟ .
المازوشية :او المازوخية او الخضوعية ونقصد بها الحصول على اللذة والمتعة من خلال تلقي العقاب والتعنيف الجسدي او النفسي او كلاهما معا، والشعور بالادلال .
ولقد عادت تسمية المازوخية الى الكاتب النمساوي --ليوبولد فون زاخر مازوخ---، والدي اشتهرت روايته بالعقاب المسلط على الذات وقد كانت روايته المشهورة -- venus in furs--- وقد تضمنت هده الاخيرة مجموعة من السلوكات العقابية التي يتلدد بها المازوشي عند تلقيه الاهانة و العقاب و التوبيخ ، المسلط عليه ، وفيها اشار بشكل جلي وواضح الى المتعة و اللذة اللامتناهية التي يحققها المازوشيون عند تعرضهم للضرب والاهانة والكلام الجارح الدي يحط من قيمتهم .
مستوياتها: ان للمزوشية مستويان يختلفان من شخص لاخر ، ويتضمن كل مستوى مجموعة من الصفات والمميزات ، ومن ابرز ما ياتي ذكره كل مستوى ما يلي :
-- المازوشية العامة : او ما يعرف بالمازوشية الاخلاقية وهنا نرى المزوشي يتصرف بشكل اما واعي او من دون وعي فهو يقوم بأفعال تجعله يشعر بالاهانة والخزي والذل ، واحتقار للذات ، كما انه يحب الكلمات النابية والمهينة له ، وما نراه كصورة خارجية انه يمثل دور الضحية دوما وكثير الشكوى ويتقمص شخصية الانسان الضعيف والمغلوب على أمره دوما لكن في حقيقة الامر ان المازوشي داخليا يتلدد بهدا العنف الدي يعتبر من الناحية المنطقية هادما -للذات-.
- المازوكية الجنسية : وهنا نرى ان المازشيون يشعرون بإثارة جنسية الا عندما يتلقون اهانات وشتم وضرب .
وهنا نستحضر تحليل --فرويد--- عندما قال: ان المازوشي لا يمكنه الشعور باللذة الجنسية الا ادا تعرض للعنف لانه يعاني القلق الداخلي وشعوره بالذنب بشكل دائم فلهدا يرى في العنف المسلط عليه راحة نفسية ويخفف عنه الالم النفسي الداخلي .
الاسباب : ان اسباب السلوك المازوخي ليست واضحة لعد الساعة ، ولكن علماء النفس وخاصة التحليليون ارجعوا ظهور هدا الاضطراب الى عدة نقاط اهمها:
التماهي بالأم فالطفل في مرحلة الطفولة يقلد امه بصورة كبيرة وهنا يظهر الجانب الانثوي في حياة الحالة ، بدلا من الجانب الذكوري ، فالطفل من دون وعي منه يتعاطف مع امه وخاصة ادا راها تتعرض للتعنيف امامه فهنا يحب ان يكون مثلها مقهورا ومظلوما وخاضعا لغيره .
الخلافات الاسرية والصراعات بين الوالدين وتعرض الام للضرب كلها مسببات مفجرة للاضطراب .
شعوره بالوحدة والعزلة عن الاخرين ، والخوف من فقدان الحبيب فلهدا نراه يضحي بشكل مرضي حتى يرضيه او يكسب عطفه ويحصل على شفقة الاخرين
مميزات المازوشين : ان لهده الفئة مجموعة من المميزات ومن اشهرها :
الكآبة والحزن وعدم الشعور بالرضا واحتقار الذات كلها مميزات يمكننا رؤيتها لدا المزوشي .
يحب ان يتورط في مواقف تسبب الاحباط والفشل والاقتراب من اناس يسببون له الاذى مع العلم انه يمتلك خيارات اخرى تغنيه عن كل هده المعانات .
يرفض محاولات المساعدة المقدمة له.
يتفاعل مع المواقف الايجابية بشكل سلبي وميوله للحزن .
لا يحب عادة الانضمام لمجموعات نشطة ومرحة ويفضل التقوقع على نفسه ولا يحب ان يرى نفسه سعيدا.
خمول وكسل وتهاون في تأدية المهام والنشاطات الموكلة اليه علما انه قادر على تأديتها .
كما نرا ابتعاده عن الاشخاص الدين يعاملونه بلطف ومحبة ويميل الى معنفيه ومنتقديه .
يؤدي دور الضحية او المضحي بنفسه دوما ، ويعيش المواقف بشكل --درامي-- مبالغ فيه ، فهو يضحي بسعادته بشكل غير منطقي لإرضاء الاخرين وكسب مودتهم ومحبتهم ، حتى ولو كانوا غير مهتمين به.
كثرة التذمر والشكوى ، والتعلق بالمواقف المحبطة وشعوره بالذونية .
العلاج: ان اهم ما يمكن ان نقدمه للمازوشي هو العلاج السلوكي كبداية لتغيير هدا السلوك الغير سوي ، الدي يكون مصدره الافكار التي سيطرت على الحالة ، فللعلم ان السادية والمزوشية لا تندرجان في الدليل التشخيصي DSM.
كما يجب علينا الاهتمام بهده الحالات وعدم نبدها ولومها باستمرار ، والتخلي عنها لان هدا يعزز لديها الشعور بالضعف والخذلان وفقدان الثقة بالذات وهدا ما يدفعها للاصرار على هدا التصرف.
جعل المزوشي يدرك ان هدا الفعل سلبي وغير لائق ، ويجلب له الادية وينعكس عليه بالضرر مستقبلا.
وكنقطة جوهرية ومهمة نوجهها للاولياء بشكل خاص ، عليك الا تنقص من قيمة ابنك والانقاص من شأنه ونعثه بصفات مشينة ، ومقارنته بغيره ، وسبِه وشتمه والاستخفاف بمواهبه حتى ولو كانت بسيطة ، فكلمات التشجيع منك تجعله يبني شخصية قوية بعيدة عن التبعية للغير ، وحاول الاقتراب منه بخلق فضاء تفاعلي بينكما ، مبتعدا عن اسلوب التوبيخ الحاد والكلمات القهرية القاسية .
تعتبر الرعاية الاسرية من اهم الاسس التي يجب على الوالدين انتهاجها لكي يتجنبوا ظهور هدا الاضطراب مستقبلا ويكون ابناؤهم اسوياء ، كما يجب على الاولياء حل مشاكلهم بعيدا عن مرآى ومسمع ابنائهم ، وتفادي استعمال الكلمات البديئة امامهم ، وعدم اقحامهم في النزاعات والخلافات الاسرية .
لقد تطرقنا في المقال الماضي عن السادية ، وما الصفات التي تميز اصحابها ، واردنا اليوم ان نسلط الضوء على اضطراب اخر يشبه الاول من حيث العنف والعقاب واللذة بالتعنيف والألم ، ولكن وجه الاختلاف بينهما ان الاول يمارسه السادي على ضحيته ، اما المزوشي فتكمن لذته في إيذاء نفسه او يؤديه الاخرون وتكون متعته اكبر عندما يسلط عليه القهر والتعنيف اللفظي اوالجسدي او كليهما معا ، والعذاب فهو يجد متعة في ألمه .
فمن هم المازوشيون؟، وما صفاتهم ؟، وماهي انواع المازوشين ؟ وكيف نتعامل مع هده الفئة؟ .
المازوشية :او المازوخية او الخضوعية ونقصد بها الحصول على اللذة والمتعة من خلال تلقي العقاب والتعنيف الجسدي او النفسي او كلاهما معا، والشعور بالادلال .
ولقد عادت تسمية المازوخية الى الكاتب النمساوي --ليوبولد فون زاخر مازوخ---، والدي اشتهرت روايته بالعقاب المسلط على الذات وقد كانت روايته المشهورة -- venus in furs--- وقد تضمنت هده الاخيرة مجموعة من السلوكات العقابية التي يتلدد بها المازوشي عند تلقيه الاهانة و العقاب و التوبيخ ، المسلط عليه ، وفيها اشار بشكل جلي وواضح الى المتعة و اللذة اللامتناهية التي يحققها المازوشيون عند تعرضهم للضرب والاهانة والكلام الجارح الدي يحط من قيمتهم .
مستوياتها: ان للمزوشية مستويان يختلفان من شخص لاخر ، ويتضمن كل مستوى مجموعة من الصفات والمميزات ، ومن ابرز ما ياتي ذكره كل مستوى ما يلي :
-- المازوشية العامة : او ما يعرف بالمازوشية الاخلاقية وهنا نرى المزوشي يتصرف بشكل اما واعي او من دون وعي فهو يقوم بأفعال تجعله يشعر بالاهانة والخزي والذل ، واحتقار للذات ، كما انه يحب الكلمات النابية والمهينة له ، وما نراه كصورة خارجية انه يمثل دور الضحية دوما وكثير الشكوى ويتقمص شخصية الانسان الضعيف والمغلوب على أمره دوما لكن في حقيقة الامر ان المازوشي داخليا يتلدد بهدا العنف الدي يعتبر من الناحية المنطقية هادما -للذات-.
- المازوكية الجنسية : وهنا نرى ان المازشيون يشعرون بإثارة جنسية الا عندما يتلقون اهانات وشتم وضرب .
وهنا نستحضر تحليل --فرويد--- عندما قال: ان المازوشي لا يمكنه الشعور باللذة الجنسية الا ادا تعرض للعنف لانه يعاني القلق الداخلي وشعوره بالذنب بشكل دائم فلهدا يرى في العنف المسلط عليه راحة نفسية ويخفف عنه الالم النفسي الداخلي .
الاسباب : ان اسباب السلوك المازوخي ليست واضحة لعد الساعة ، ولكن علماء النفس وخاصة التحليليون ارجعوا ظهور هدا الاضطراب الى عدة نقاط اهمها:
التماهي بالأم فالطفل في مرحلة الطفولة يقلد امه بصورة كبيرة وهنا يظهر الجانب الانثوي في حياة الحالة ، بدلا من الجانب الذكوري ، فالطفل من دون وعي منه يتعاطف مع امه وخاصة ادا راها تتعرض للتعنيف امامه فهنا يحب ان يكون مثلها مقهورا ومظلوما وخاضعا لغيره .
الخلافات الاسرية والصراعات بين الوالدين وتعرض الام للضرب كلها مسببات مفجرة للاضطراب .
شعوره بالوحدة والعزلة عن الاخرين ، والخوف من فقدان الحبيب فلهدا نراه يضحي بشكل مرضي حتى يرضيه او يكسب عطفه ويحصل على شفقة الاخرين
مميزات المازوشين : ان لهده الفئة مجموعة من المميزات ومن اشهرها :
الكآبة والحزن وعدم الشعور بالرضا واحتقار الذات كلها مميزات يمكننا رؤيتها لدا المزوشي .
يحب ان يتورط في مواقف تسبب الاحباط والفشل والاقتراب من اناس يسببون له الاذى مع العلم انه يمتلك خيارات اخرى تغنيه عن كل هده المعانات .
يرفض محاولات المساعدة المقدمة له.
يتفاعل مع المواقف الايجابية بشكل سلبي وميوله للحزن .
لا يحب عادة الانضمام لمجموعات نشطة ومرحة ويفضل التقوقع على نفسه ولا يحب ان يرى نفسه سعيدا.
خمول وكسل وتهاون في تأدية المهام والنشاطات الموكلة اليه علما انه قادر على تأديتها .
كما نرا ابتعاده عن الاشخاص الدين يعاملونه بلطف ومحبة ويميل الى معنفيه ومنتقديه .
يؤدي دور الضحية او المضحي بنفسه دوما ، ويعيش المواقف بشكل --درامي-- مبالغ فيه ، فهو يضحي بسعادته بشكل غير منطقي لإرضاء الاخرين وكسب مودتهم ومحبتهم ، حتى ولو كانوا غير مهتمين به.
كثرة التذمر والشكوى ، والتعلق بالمواقف المحبطة وشعوره بالذونية .
العلاج: ان اهم ما يمكن ان نقدمه للمازوشي هو العلاج السلوكي كبداية لتغيير هدا السلوك الغير سوي ، الدي يكون مصدره الافكار التي سيطرت على الحالة ، فللعلم ان السادية والمزوشية لا تندرجان في الدليل التشخيصي DSM.
كما يجب علينا الاهتمام بهده الحالات وعدم نبدها ولومها باستمرار ، والتخلي عنها لان هدا يعزز لديها الشعور بالضعف والخذلان وفقدان الثقة بالذات وهدا ما يدفعها للاصرار على هدا التصرف.
جعل المزوشي يدرك ان هدا الفعل سلبي وغير لائق ، ويجلب له الادية وينعكس عليه بالضرر مستقبلا.
وكنقطة جوهرية ومهمة نوجهها للاولياء بشكل خاص ، عليك الا تنقص من قيمة ابنك والانقاص من شأنه ونعثه بصفات مشينة ، ومقارنته بغيره ، وسبِه وشتمه والاستخفاف بمواهبه حتى ولو كانت بسيطة ، فكلمات التشجيع منك تجعله يبني شخصية قوية بعيدة عن التبعية للغير ، وحاول الاقتراب منه بخلق فضاء تفاعلي بينكما ، مبتعدا عن اسلوب التوبيخ الحاد والكلمات القهرية القاسية .
تعتبر الرعاية الاسرية من اهم الاسس التي يجب على الوالدين انتهاجها لكي يتجنبوا ظهور هدا الاضطراب مستقبلا ويكون ابناؤهم اسوياء ، كما يجب على الاولياء حل مشاكلهم بعيدا عن مرآى ومسمع ابنائهم ، وتفادي استعمال الكلمات البديئة امامهم ، وعدم اقحامهم في النزاعات والخلافات الاسرية .
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع