سؤال :
من أنتم ؟ ما هي قصتكم ؟ و من أين أتت فرقتكم ؟ و كيف أصبحتم أعداء ؟ و كيف نجح أعدائنا بضرب الإسلام بالإسلام ؟ ما هي الحكاية يا ترى ؟
لنتابع معا القصة التاريخية منذ البداية ..
لقد تعب أعداءنا و ذاقوا الأمرين و هم يحاولون تحريف الدين المسيحي و جندوا لذلك المئات أو الآلاف من أتباعهم و على رأسهم ثلاثة من أعظم عملائهم و أشدهم دهاء و عبقرية و هم :
شاؤول و بولس و هيرودس ملك اليهود المكلف من قبل الحاكم الروماني و حيرام أبيود
( المؤسس الفعلي للماسونية الحديثة ).
و قد ظنوا و ظن زعيمهم بأن الأمر قد إستتب لهم ( بخلق فكرة الإله المرئي الذي سيعود يوما إلى الأرض و ينقذ البشر ) و ذلك تمهيدا لعبادة الزعيم الدجال .
إلا أنهم لم يكادوا يتنفسون الصعداء حتى ظهر هذا الرسول الجديد و الدين الجديد الذي بدأ ينتشر بين البشر المشتاقين للعودة إلى فطرتهم ، إلى ما يرضي عقولهم و تهدأ به نفوسهم من الإيمان بوجود خالق واحد يهتم بهم و يرعاهم و يرزقهم و يحميهم ، البشر الذين ترنوا نفوسهم إلى العدل و الأمان و العزة و الكرامة .
لكن أعدائنا لا يكلون و لا يملون في سعيهم الدؤوب لتحقيق هدفهم الأسمى : و هو ترك عبادة الخالق الواحد القهار و الإنصراف إلى عبادة الشيطان أعوذ بالله منه و الدجال .
قال الله تعالى : ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين (82) إلا عبادك منهم المخلصين (83) قال فالحق و الحق أقول (84) لأملأن جهنم منك و ممن تبعك منهم أجمعين (85) صدق الله العظيم .
و لكن ماذا يمكن أن يفعلون هم و عملائهم أمام بضعة مئات من الجنود يدعمهم الآلاف من الملائكة المدججين ، و يقودهم أعظم إنسان في التاريخ ، مؤيد بالمعجزات الإلهية .. الأمر لم يكن سهلا .. لم يكن سهلا على الإطلاق ، حسنا .. لم يكن أمامهم إلا الصبر و اللجوء إلى الحيلة و المكيدة و التدبير في الخفاء ، ما دامت الجيوش لا تجدي نفعا فليبدأ التدمير من الداخل ، و على المدى الطويل .
و بدأت خيوط المكيدة الأولى تحاك عن طريق إختيار عملاء متميزين .. تماما كما فعلوا لمحاربة دين المسيح ، و حتى لا نطيل عليكم ، لندخل بالموضوع مباشرة
فقد وقع الإختيار على إثنين من العملاء الدهاة الحاقدين :
1- كعب الأحبار ( كعب بن ماتع الحميري )
2- عبد الله بن سبأ
و كلاهما كان من يهود اليمن على أرجح الأقوال ؟؟
عموما فهمًا لم يظهرا إلا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي أنهما لم يكونا معروفين لدى سكان مكة أو المدينة أو ما جاورهما .
إنتسب اليهوديان ( أو عضوي جمعية الأعداء ) إلى الإسلام ، و أغلب الظن أنه كانت تربطهما ببعضهما علاقة وطيدة ، و قد كان سهلا على من يملك ذات القدر من الدهاء و تدعمه جمعية أعدائنا بعلومها و أموالها أن يتصل بمراكز الحكم و السياسة في مجتمع بسيط و شبه بدائي .
فقد كان الأول ( كعب ) على إتصال بالروم و يهود الشام ... أما الثاني فقد كان على إتصال بالفرس ( الذين دمرت إمبراطوريتهم و هزم رجالهم على يد المسلمين و لم يبقى لهم إلا المكيدة و الدسيسة و هو أسلوب الطرف الأضعف دائما ).
و كطبيعة العملاء الكبار ، فهم بالإضافة إلى دورهم الشخصي ، يلجؤون إلى تجنيد عملاء صغار داخل صفوف العدو ( المسلمين في ذلك الوقت و لازالوا ) ، بالإضافة إلى من بقي بمكة ، و كهان و سدنة الكعبة و كبار المناوئين السابقين للنبي و الذين سلبوا سلطتهم و الذين تضررت تجارتهم و مصالحهم ، و هؤلاء كانوا دعاة القوم و بلغائهم و خبثائهم .. ظاهريا يفترض أنهم دخلوا الإسلام ، و لكنهم في الواقع إختفوا داخل المجتمع الإسلامي و كان من السهل على الأعداء العثور عليهم و تجنيدهم كطابور خامس ، إضافة إلى عدد من أبناء اليهود الذين قتل آبائهم في بعض الغزوات ( و معظمهم كانوا من الأغنياء الذين يعيشون في رفاهية نسبية )
إذا فقد كان هناك العديد من الفرص التي يمكن لأعدائنا إستغلالها و لم يكن أن يغفلوا عنها ،، و مضت المكيدة في طريقها .
كان المخطط يقضي بالآتي :
- الطعن في صحة الإسلام و محاولة رد المسلمين ( من العرب و غيرهم ) إلى ديانتهم السابقة .
- تحريف النصوص الدينية بقدر المستطاع عن طريق تلفيق الأحاديث أو التغيير فيها .
- تفريق جماعة المسلمين بقدر المستطاع حتى يسهل السيطرة عليهم ، و إفتعال أكبر قدر من الحروب و المشاكل و الأحقاد فيما بينهم .
و قد نجحوا نجاحا مؤقتا ، في البند الأول من المخطط عن طريق إغراء عدد من الزعماء القبائل العربية بالإرتداد الإسلام و بالتالي إرتداد القبائل نفسها ، إلا أن حزم الخلافة الإسلامية حرمتهم من الإستمتاع بلذة النصر طويلا ( حروب الردّة ).
أما بالنسبة للبند الثاني فقد جاءت محاولاتهم البائسة لتحريف القرآن ( عن طريق بعض مدعي النبوة ) هزيلة مبتورة و مثيرة للسخرية ، نظرا للطبيعة الخاصة للتركيب اللغوي القرآني ..
قال الله تعالى ( إنَّا نزلنا الذكر و إنَّا له لحافظون ) الحجر (9) صدق الله العظيم .
و سرعان ما تم تعديل المخطط للبدء بوضع و تحريف الأحاديث .
أما البند الثالث فكان له الحظ الأوفر من النجاح ، حيث تم تقسيم المسلمين إلى فرقتين رئيسيتين ثم تقسيم كل من تلكم الفرقتين إلى فرق فرعية و هكذا .
فقام العميل عبد الله بن سبأ ، مستغلا بعض الأوضاع السياسية القائمة حينذاك ، و مستعينا بعدد من حلفائه الفرس المندسين في المجتمع الإسلامي الناشئ ، بإنشاء ما يسمى اليوم بفرقة الشيعة ، بينما تولى العميل الآخر كعب الأحبار أمر ما يسمى اليوم بفرقة السنة ، و إستمر التقسيم على قدم و ساق إلى يومنا هذا .
و كل فرقة تؤكد بأنها الوحيدة على صواب بينما تعتبر باقي الفرق ( فرق ضالة ) إن لم تكن كافرة .
فتم تقسيم فرقة الشيعة إلى عدة فرق سميت بأسماء مختلفة مثل :
الكيسانية - المختارية - الزيدية - النزارية - الإمامية - الإثناعشرية - الهاشمية - السميطية - الناوسية - البزبغية - القرامطة - الحشاشون - الفطحية - الوقفية - النفيسية - الجنينيون - الثلاث عشرية - الفاطميّون - النصيريون - العلويون - الدروز و المزيد المزيد ...
و كذلك كان حال مع فرقة السنة حيث تم تقسيمها بنفس الطريقة إلى عدد من الفرق الفرعية مثل :
الحنفية - المالكية - الحنبلية - الشافعية - الليثية - الأوزاعية - الخوارج - الإباضية - المعتزلة - الظاهرية - الجبرية - القدرية - الأشاعرة - الماتريدية - الصوفية ( و تنقسم بدورها إلى العديد من الطرق مثل القادسية - الشاذلية - البرهانية - السنوسية - الأسمرية - الزورقية - الرفاعية و غيرها أكثر ) بالإضافة إلى فرق حديثة مثل الوهابية و الإخوان المسلمين و التكفير و الهجرة و السلفيون و غيرهم .
و إليكم البقية إنشقت عن الفرقتين فرق أخرى أعتبرت أديان قائمة بذاتها مثل القاديانية و البهائية و هذه طبعا خارج موضوعنا حاليا .
ما يهمنا هنا أن هذه الفرق العديدة لم يكن لها وجود في عهد النبي صلى اله عليه و سلم و لا يجب أن يكون لها وجود الآن فمعظم الأسماء السالفة الذكر يتم إختراعها من طرف هذه ( الجمعية المشؤومة ) و إطلاقها من قبل الفرق الأخرى و غالبا لا تكون مقبولة من أعضاء الفرقة نفسها إلا ما ندر .
الأهم من هذا كله فالفرقة الوحيدة التي كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ، و يجب أن تبقى الآن هي : المسلمين .، فقط
قال اله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة (3)
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و من لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات (11) صدق الله العظيم .
و عن طريق تحريف و وضع نصوص عديدة من الأحاديث و كذلك من خلال محاولات التفسير و التأويل التي تمت للقرآن ، بالإضافة إلى تفشي الجهل و التعصب الأعمى بين المسلمين فقد إستطاعت هذه الجمعية إدخال العديد من الشوائب و المعتقدات الزائفة في صلب الدين الإسلامي ، كما تمكنت من وضع تعقيدات و متناقضات عديدة سواء على صعيد المعتقد أو على صعيد العبادات أو المعاملات ، ما سمح بظهور تلك الفرق جميعا ( كما حدث مع الأديان السابقة )
و لا أظنني في حاجة إلى إثبات ذلك فحال المسلمين اليوم لهو خير دليل على ما أقول .
و للعلم ففرقة الشيعة هم أقرب الفرق إلى قلوبهم و أقوى أسلحتهم لضرب الإسلام بالإسلام فتجدونهم يمولون قاداتهم بالذهب و المال و الأملاك ، قارنوا بين معتقداتهم و معتقدات الديانات و المذاهب الأخرى ستجدونها متقاربة في بعض الطقوس و المعتقدات و منها المسيحية و الهندوسية ..
أما فرقة السنة فهم المكروهين لديهم إلا من باع نفسه و دينه لهم فيكون المقرب و المحبب لديهم لكي يخدم خططهم لمحو الإسلام و ترك عبادة الله
فقد تمكنوا من جذب فرقة الشيعة إلى عبادة البشر مثل ( علي و الحسن و الحسين و غيرهم ) و الشرك بالله أعوذ بالله و تحليل ما حرم الله كزواج المتعة و غيرها ..
و الآن يحاولون أن يجرون فرقة السنة إلى نفس المستنقع الذي إنجروا إليه الفرق الأخرى و هو عبر جذبهم إلى شخصية أخرى من الشخصيات الإسلامية مثل ( أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و غيرهم .. ) و أيضا من خلال تنويع الزواج كزواج المسيار و المصياف و غيرهم ..
يريدون حال المسلمين جميعا أن يكون كحال المسيحيين الذي تَرَكُوا عبادة الله و عبدوا سيدنا عيسى عليه السلام لكي يسهل عليهم فيما بعد أن يجعلوا كل البشرية تركع أمام الدجال و عبادته من دون الله أستغفر الله العظيم و نسأل الله العفو و العافية .
الحل هو أن تعودون إلى رشدكم و تستخدمون عقولكم التي ميزكم الله بها عن سائر المخلوقات ، و تبدؤا بالقراءة فنحن أمة إقرأ و الواجب علينا أن نكون قوم يقرأون ، و الواجب علينا أن نتمسك بالدِّين الذي دعانا إليه نبينا محمد صلى الله عليه و سلم قبل وفاته فالحق بين و الباطل بين و الإسلام بسيط لا توجد به أي تعقيدات أو مبالغات و هي عبادة الله وحده لا شريك له و الإيمان به و بكتابه و قد أمرنا بالصلاة و الصيام و الزكاة و الصدقة و الحج لمن إستطاع إليه سبيلا و الإبتعاد عن ما حرمه الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و شهادة أن لا إله إلا الله و محمد رسول الله .
ملحوظة :
السنة هي منهاج ، يجب أن يتبعه كل مسلم لكي يكون مسلم ،
السنة ليست فرقة أو طائفة ...
نختتم مقالنا هذا و نصلي على نبيينا و حبيبنا خاتم الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين ، نشهد أن لا إله إلا الله و نشهد أن محمد رسول الله و الحمد لله رب العالمين و به نستعين ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا .
يا إخوتي في الله إن أصبنا فمن الله عز وجل و إن أخطأنا فمن أنفسنا و الشيطان نعوذ بالله منه و من شرور أنفسنا .
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع