Search This Blog

تاريخ, الدكتور عبد الرزاق السنهوري



صاحب رسالتيّ دكتوراة، والفقيه القانوني الفذ، و أعظم من كتب في القانون المدني وواضع مشروع القانون المدني بمصر و العراق، وواضع دساتير تسع دول عربية، وعميد كلية حقوق القاهرة الأسبق، ووزير المعارف الأسبق لأربع مرات، و مؤسس جامعة الأسكندرية (جامعة فاروق سابقاً) ، و القاضي و ثاني رئيس لمجلس الدولة المصري، عضو مجمع اللغة العربية

لكن كل ذلك لم يشفع له عندما اعتدى عليه بعض العمال المأجورين الذين خرجوا  في مظاهرات عام ١٩٥٤، وتطاولوا عليه بالضرب بالأحذية الغليظة، حتى كاد يموت تحت أرجلهم، ولكن شاء الله أن ينجيه من هذه المجزرة الوحشية بأعجوبة. 

كان خطأ د. السنهوري - رحمه الله - أنه ظن أن مركزه الأدبي وقيمته الفكرية قادرين على حمايته من حماقة الثائرين.

فخرج إلى الغوغاء الذين تجمعوا أمام مجلس الدولة ليخاطبهم بالحجة  والمنطق، محاولاً إرشادهم نحو جادة الحق. 

ولكن هيهات، لطالما كان العلم بمفرده ضعيفاً أمام بطش الجهل، ففقد كانت العقول مظلمة وممتلئة بأكاذيب تؤجج نار العدوان على الفقيه القانوني، وكان القصد هو النيل منه و إذلال كبريائه.

ووهو ما لم يفطن إليه دكتور السنهوري إلا على وقع ضربات الأحذية و العصي التي لم تحترم شيبته أو قامته القانونية الرفيعة.

 حيث يقول الدكتور السنهوري - رحمه الله - {{وحينئذ أدركت أن الأمر لم يكن مظاهرة أخاطب فيها المتظاهرين، بل أمر اعتداء مبيت على، وما لبث المتظاهرون أن دفعونى دفعا إلى الحديقة وتوالى الاعتداء}}.

الإعتداء على السنهوري - رحمه الله - لم يؤدي إلى وفاته، و لكنه أدى إلى إعتزاله الحياة العامة حتى وفاته، فهو و إن نجا من الموت مادياً، فإنه قد أُغتيل معنوياً. 

فإن إخترت سبيل العلم، كن واثقاً أولاً من وجود ركن شديد تأوي إليه إذا ناوءك موتور أو جهول.

العلم الذي لا تحميه قوة، مثل إناء مثقوب لا نفع منه وقت الضائقة، فأمسك بكتاب في يد، و عصا التأديب في اليد الأخرى. 

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog