ملفات غامضة,رؤية من خلال بروتوكولات حكماء صهيون

استراتيجيات التحكم في مصير أمم العالم :

مناسبة هذا الموضوع هو تفاعل الجمهور في الأسبوع الماضي مع مقابلة كروية على عادتهم بروح رياضية عالية؛ حيث لاحظت خلو شوارع المدينة من ازدحام المارة، ولم أكتشف السر إلا بعد أن وقفت على مقاهي امتلأت عن آخرها بالشباب والأطفال يتفرجون بترقب كأن خطرا يهدد حياتهم أو أمرا مهما يتعلق ببلدهم أو بمستقبل أمتهم؛ وفجأة سمعت صراخا يهز أرجاء المدينة بصوت واحد قيل لي إنه لشديد الفرح والبشارة بالانتصار الباهر لفريق ريال مدريد الإسباني على نظيره أنتر ميلان الإيطالي ؛ فتمنيت لو كان شبابنا وشعبنا عامة عشر نفس الاهتمام وعشر هذا الحماس الفياض لقضاياهم المعيشية والسياسية والاجتماعية لكان لهذا الوطن شأن عظيم ولارتقَوْا بمكانته بين الشعوب والأمم. 

أعاد هذا الحدث إلى ذاكرتي، بمناسبة ما يعج به الواقع اليومي من مشاكل اجتماعية وسياسية، فرضية علاقة الهوس الكروي القاتل بفرضية الخطط الصهيونية الرهيبة في كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"، التي لم تعد خفية على ذوي الألباب، للتأثير في الجماهير وتخديرهم ليغيبوا ويهملوا الدفاع بنفس الروح الكروية عن همومهم اليومية والقضايا المصيرية لأمتهم.

ليس الهوس الكروي الوسيلة الوحيدة لاغتصاب سيادة الوطن، ففي هذا الكتاب خطط ممنهجة ومتكاملة للسيطرة والتضييق على الحكومات المستقلة واستعباد العالمين ومعاداة الانسانية. لا يهمنا التشكيك في نسبة هذه البروتوكولات إلى الصهيونية العالمية، بقدر ما يهمنا التأمل في مجريات الأمور ببلدننا ومطابقتها إلى حد كبير لما ورد فيها، وعلاقة كل ذلك بالشخصيات الوازنة والفاعلة سياسيا واقتصاديا وفكريا وإعلاميا ثبتت علاقتها بمنظمات دولية صهيونية المنشأ إلى درجة العضوية العاملة فيها كمنظمات الماسونية العالمية والروتاري الدولي والليونز الدولي.

وبهذه المناسبة نرى ضرورة الإشارة إلى عدد من الاستراتيجيات في تنفيد البروتوكولات الصهيونية التي أكدتها الوقائع التاريخية والتي نجد لها اليوم أثرا في واقعنا السياسي المعيش؛ نذكر من أخطرها:

1) استراتيجية التحكم في التوجه السياسي للشعوب بتقنيات الإلهاء واللامبالاة بالسياسة الوطنية، وتسفيه العمل السياسي الجاد للنهوض بأوضاعها مع إشراكها عند الحاجة لمقاومة الأنظمة والتنظيمات التي تشكل خطرا على الصهيونية وعملائها. يقول البروتوكول الثالث عشر "إنما نوافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطا سياسيا إذا أعطيناها ملاهي جديدة... ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسات كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الأممية (غير اليهودية). ولكي تبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضا بالفن والرياضة وما إليها. هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعوب حتما عن المسائل التي سنختلف فيها معهم ، وحالما تفقد الشعوب تدريجيا نعمة التفكير المستقل..." وهكذا تكون عولمة كرة القدم من السياسات الدولية الصهيونية؛ ألا ترى أن الشعب يغضب ويقلق ويصرخ لهزيمة فريقه المفضل في كرة القدم ولا يقلق بل لا يبالي لهزيمة وطنه أمام منافسيه في التقدم وبناء صرح الديموقراطية وإقامة العدل بين أفراد المجتمع؟!

2) سن إجراءات الحكم الذاتي لهدم الدول وإثارة النعرات القومية واللغوية باسم التنوع الثقافي ثم الحروب الأهلية، كما شاهدنا في العراق والشام وكما نشاهد بوادرها في شمال أفريقيا. يقول البروتوكول الأول لحكماء صهيون: "يكفي أن يعطي الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة، لكي يصير هذا الشعب رعايا بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم، فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران... وستقع في قبضتنا. وأن الاستبداد المالي - والمال كله في أيدينا - سيمد إلى الدولة عودا لا مفر لها من التعلق به". طبعا يذكرنا هذا البروتوكول بالحكم الذاتي للكرد في العراق وكيف تطور منذ بداية السبعينات إلى التأليب الدولي لهم على العرق العربي بعد تدمير الدولة؛ بالاضافة إلى إثارة النزعات الطائفية ونشوب الحرب الأهلية بدعم دولي، وإبداع بارع لأدواته تحت مسميات مختلفة. إن دعوات الحكم الذاتي هي أداة من أدوات الصهيونية تتحكم فيها لإثارة النعرات القومية وتطويع الشعوب والحكام والسيطرة عليهم.

3) محاربة الدين ونشر الأفكار الإلحادية من الإجراءات الهدامة لسيطرة الصهيونية على الشعوب. يقول البروتوكول الثاني: "إن الطبقات المتعلمة ستختال زهوا أمام أنفسها بعلمها، وستأخذ جزافا في مزاولة المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه إليها وكلاؤنا رغبة في تربية عقولها حسب الاتجاه الذي توخيناه.. والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحا لنا على التأكيد". لأهميته يؤكدون هذا الإجراء في عدد من البروتوكولات. هناك دعوة صريحة لمحاربة جميع الأديان من أجل التمكين لدينهم فقط في البروتوكول الرابع عشر: "حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض لن نبيح قيام أي دين غير ديننا... ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان، وإذ تكون النتيجة المؤقتة لهذا هي إثمار الملحدين فلن يدخل هذا في موضوعنا..." وهذا الإجراء جلي في الحملة الشرسة والضغط على الحكومات من أجل تغيير المناهج الاسلامية في البرامج التعليمية، وفي الحرب الشرسة ضد مظاهر التدين في أغلب الدول الاسلامية وفي التركيز على التشويه الممنهج للعلماء والدعاة والحركات الاسلامية بدون استثناء؛ يقول البروتوكول السابع عشر: "وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين (غير اليهود) في أعين الناس وبذلك نجحنا في الاضرار برسالتهم... وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوما فيوما". ثم يتحدث البروتوكول عن التأسيس للعلمانية وفصل الدين عن حياة الناس وقصره على "جانب صغير جدا من الحياة".

4) السيطرة على الصحافة من أخطر الأدوات التي يستعملها الصهاينة، ويولونها أهمية كبرى للسيطرة على الشعوب والحكومات وإخضاعها لنفوذهم طوعا أو كرها؛ ولنا في المغرب أكبر مثال على الوسائل الاعلامية الرسمية وغير الرسمية التي توظف لأول مرة في تاريخ المغرب لمحاربة رئيس حكومة معروف بمعاداته للصهيونية وليس لليهود؛ بمعنى أنها أدوات فوق سلطة الوصاية ويستند القائمون عليها إلى قوة استثنائية فوق القانون وفوق الدستور وفي خرق سافر للتوجهات الرسمية لنظام الدولة. جاء في البروتوكول الثاني: "إن الصحافة التي في أيدي الحكومات القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس... إن تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذا، وبقينا نحن وراء الستار". لقد أصبحت اليوم الأيادي الخفية وراء الاعلام مكشوفة ومعلومة ولم يعد غريبا أن يتحدث الناس جميعا عن قوة الصهيونية وسيطرتها العالمية على الاعلام، ولم يعد خفيا أن الاعلام الذي توجهه هو أقوى وأقدر في صنع الرأي العام، فهو قادر على إسقاط حكام وتنصيب آخرين؛ كل ذلك ليس غريبا إذا علمنا أن حكماء صهيون قرروا وخططوا منذ 1897 في مؤتمر بال برئاسة زعيمهم هرتزل أن يشتروا مباشرة أو من خلال وكلائهم العدد الأكبر من الدوريات المؤثرة في الساحة ويعطلوا تأثير الصحف المستقلة ما استطاعوا. يقول البروتوكول الثاني عشر " الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميين خطيرتين. ولهذا السبب ستشتري حكوماتنا العدد الأكبر من الدوريات. وبهذه الوسيلة سنعطل التأثير السيئ لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جدا على العقل الانساني. وإذا كنا نرخص بنشر عشر صحف مستقلة فسنشرع حتى يكون لنا ثلاثون، وهكذا دواليك". وأما الوظيفة الأساسية لإعلامهم فهي "تهييج العواطف الجياشة في الناس، وأحيانا بإثارة المجادلات الحزبية الأنانية.. وما أكثر ما تكون فارغة ظالمة زائفة، ومعظم الناس لا يدركون أغراضها الدقيقة.. ولن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر على إرادتنا" (البروتوكول الثاني عشر).

5) السيطرة على الأنظمة التعليمية لإفشالها وإفساد عقول الناشئة باسم العلم بنظريات فاسدة، يقول البروتوكول الرابع عشر: "لقد خدعنا الجيل الناشئ من الأمميين، وجعلناه فاسدا متعفنا بما علمناه من مبادئ ونظريات معروف لدينا زيفها التام، ولكن نحن أنفسنا الملقنون لها، ولقد حصلنا على نتائج مفيدة خارقة". ومن خلال البرامج التعليمية نشرت الصهيونية بالفعل "أدبا مريضا قذرا يغثي النفوس" (البروتوكول نفسه)؛ وكذلك يفعلون كوسيلة من وسائل فصل الشعوب العربية الاسلامية عن لغتها وهويتها وتحويلها عن عقلها وفكرها الحضاري.

ومن خططهم الفعالة في هذا الإطار السيطرة على الجامعات وإعادة تشكيلها تربويا وإداريا لتخريج الطلبة وفق البرامج التي رسموها لأهدافهم الخاصة. في البروتوكول السادس عشر "إننا سنغير الجامعات، ونعيد إنشاءها حسب خططنا الخاصة. وسيكون رؤساء الجامعات وأساتذتها معدين إعدادا خاصا، وسيلته برنامج عمل سري متقن سيهذبون ويشكلون بحسبه، ولن يستطيعوا الانحراف عنه بغير عقاب"؛ بمعنى أن الصهاينة يلاحقون كل الأساتذة والاداريين وحتى الوزراء الذين يظهرون تمردهم على خططهم وبرامجهم؛ بل إن التعليم عندنا أصبح ضائعا بين مسؤولين منتخبين ومسؤولين غير منتخبين يسهل الكشف عن ولائهم لأعداء الأمة، وهم الفاعلون الحقيقيون وراء هيئة تسمى المجلس الأعلى للتعليم؛ وهذه الازدواجية في المسؤولية هي الطابع الغالب في جميع الدول التي يعاني فيها التعليم من التخلف عن الركب الحضاري. وضح هذا البروتوكول الهدف العام للبرامج الجامعية التي تستهدف الطلبة وهو في خط عريض "تحطيم بنيانهم الإجتماعية".

وأما طبيعة البرامج فالخطة تركز على استراتيجيتين أساسيتين: الأولى إفراغها من المضامين السياسية الجادة مما يجعل المتخرجين بسبب الفراغ الفكري السياسي ذوي أفكار طوباوية: "لن يسمح للجامعات أيضا أن تخرج فتيانا ذوي اهتمام من أنفسهم بالمسائل السياسية... إن المعرفة الخاطئة للسياسة بين أكداس الناس هي منبع الأفكار الطوباوية، وهي التي تجعلهم رعايا فاسدين، وهذا ما تستطيعون أن تروه بأنفسكم في النظام التربوي للأمميين (غير اليهود)". وهذا ما نلاحظه بالفعل في مخرجات التعليم الجامعي منذ زمن طويل؛ حيث ساد الفقر الفكري والعدمية السياسية في صفوف أغلب المتخرجين. والاستراتيجية الثانية هي طمس تاريخ العلوم وتشويه الحقائق التاريخية والتركيز أكثر على الجوانب السلبية "بدراسة التاريخ القديم الذي يشمل على أمثلة سيئة أكثر من اشتماله على أمثلة حسنة، وسنطمس في ذاكرة الانسان العصور الماضية التي قد تكون شؤما علينا" (نفس البروتوكول). وها هي الصهيونية اليوم قادرة على طمس الحضارة الاسلامية، وقادرة على حماية تاريخها كما صنعته بالسيطرة على الدول المتقدمة وسن قوانين تعاقب كل من ينتقد أساطيرهم وتسجن كل من يشك مثلا في الهولوكوست (المحرقة اليهودية).

6) توريط القادة والزعماء في الانخراط في خلايا المنظمات الماسونية لضمان ولائهم طمعا في الجاه والمال أوضمان الاستمرارية في الحكم والقيادة: "والأمميون (غير اليهود) يكثرون من التردد على الخلايا الماسونية عن فضول محض، أو على أمل في نيل نصيبهم من الأشياء الطيبة التي تجري فيها، وبعضهم يغشاها أيضا لأنه قادر على الثرثرة بأفكاره الحمقاء أمام المحافل" (البرتوكول الخامس عشر).

7) تتمة للاستراتيجية السابقة تعتمد الصهيونية أيضا توريط الزعماء في فضائح أخلاقية أو أعمال سرية مريبة ترهن سمعتهم لأهدافها؛ وهكذا يصير الزعيم عبدا ودمية تنفد به الخطط الهدامة وطنيا ودوليا بكل سهولة ودون مقاومة "لأنه سيخشى التشهير، وسيبقى خاضعا لسلطان الخوف الذي يتملك دائما الرجل الذي وصل إلى السلطة، والذي يتلهف على أن يستبقي امتيازاته وأمجاده المرتبطة بمركزه الرفيع" (البروتوكول العاشر). وبالفعل لا تنجح الخطط الصهيونية إلا من خلال عملائها الذين أعمتهم المناصب والإغراق في المصالح الشخصية؛ ولهذا الغرض أنشأت المنظمات الماسونية "التي لا يفهمها أولئك الخنازير من الأمميين، ولذلك لا يرتابون في مقاصدنا؛ لقد أوقعناهم في كتلة محافلنا التي لا تبدو شيئا أكثر من ماسونية كي نذر الرماد في عيونهم" (البروتوكول الحادي عشر).

😎 استمالة العامة من الناس بالمال في الانتخابات وتأليب الرعاع على ذوي العقول الحصيفة. في الوقت الذي تدفع فيه الصهيونية بعملائها وزعماء الفضائح إلى الأمام تعمل فيه على "إعاقة الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة، وإن العامة تحت إرشادنا ستبقي على تأخير أمثال هؤلاء الرجال، ولن تسمح لهم أبدا أن يقرروا لهم خططا" (نفس البروتوكول)، وأشار البروتوكول إلى أن محاربة ذوي العقول الحصيفة تكون أيضا باستعمال المال لاستمالة العامة ونزع القرار من يدهم ليكون في يد العملاء: "لقد اعتاد الرعاع أن يصغوا إلينا نحن الذين نعطيهم المال لقاء سمعهم وطاعتهم، وبهذه الوسائل سنخلق قوة عمياء إلى حد أنها لن تستطيع أبدا أن تتخذ أي قرار دون إرشاد وكلائنا الذين نصبناهم لغرض قيادتها". ومن هنا يفهم دور السلطات وتنفيذها لتعليمات السماح باستعمال المال الحرام في الانتخابات.

9) تنتهي جميع الاستراتيجيات إلى غاية الغايات وهي التمكين العالمي للصهاينة من خلال نظام دولي سيُهيئ لإقامته من خلال نشر الفوضى والإضرابات  وبالتالي رضى الناس بالتحاكم إلى الحاكم الدولي رجاء فيه ليحقق لهم الأمن والاستقرار؛ وهذا ما خطط له الصهاينة منذ مؤتمر "بال" 1897 في البروتوكول العاشر: "حكمنا سيبدأ في اللحظة ذاتها حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم- وهذا ما سيكون مدبرا على أيدينا- فيصرخون هاتفين: اخلعوهم واعطونا حاكما عالميا واحدا يستطيع أن يوحدنا ويمحق كل أسباب الخلاف من قوميات وأديان وديون دولية ونحوها، حاكما يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة".

تذكرنا الفقرة الأخيرة بمأساة من مأسي الشعوب وهي انهزام الأمة الاسلامية في العصر الحديث أمام مؤامرتين عالميتين: مؤامرة إسقاط الخلافة الاسلامية (الدولة العثمانية العظمى)، وتمزيق الأمة إلى كيانات قومية عربية فارسية كردية الخ..، وإنشاء الكيان الصهيوني على أنقاضها، ودخول الاستعمار العالم الاسلامي كله بعد التمهيد له بالحروب الأهلية وأنظمة السيبة. والمؤامرة الثانية جاءت بعد الاستقلال الصوري للشعوب المستعمرة وبعد سقوط جدار برلين وتحقيق الوحدة الأوروبية وهي مؤامرة إعلان النظام الدولي لحماية الشعوب مما سمي بالارهاب الاسلامي لاحتلال جديد لعدد من الدول الاسلامية التي أعلنت تمردها على الصهيونية العالمية ونظامها الدولي الجديد؛ والاستراتيجية واحدة في المؤامرتين معا والقادمة أيضا وهي بلسان حكماء صهيون: "لا بد أن يستمر في كل البلاد اضطراب العلاقات القائمة بين الشعوب والحكومات، فتستمر العداوات والحروب والكراهية والموت استشهادا أيضا، هذا مع الجوع والفقر، ومع تفشي الأمراض وكل ذلك سيمتد إلى حد أن لا يرى الأمميون (غير اليهود) أي مخرج لهم من متاعبهم غير أن يلجأوا إلى الاحتماء بأموالنا وسلطتنا الكاملة" (نفس البروتوكول العاشر).

قد يقول قائل إننا نتبنى نظرية "المؤامرة الخارجية" أي العامل الخارجي وإهمال العوامل الداخلية ومسؤوليتها؛ فنؤكد، بين المؤامرة وإنكارها، على أن الأحداث والمآسي هي نتيجة تفاعل عوامل داخليه وخارجية. لقد كشفنا في التحليل وكشفت البروتوكولات الصهيونية ذاتها عن العوامل الداخلية للأمة السلامية التي لولاها لما استطاع العدو الخارجي أن ينفذ خططه الجهنمية، أولى هذه العوامل قابلية الشعوب الاسلامية للاستعمار في العصور الأخيرة وفي ظل أنظمة الاستبداد السيبة، وعامل خيانة الطبقة السياسية والفكرية التي تتولى الأمور ولا يهمها إلا الحفاظ على الكراسي ومصالحها الشخصية؛ وبالتتابع هناك عوامل الفقر والأمية والجهل والنزاعات التي تغذيها القوى الخارجية وتكرسها؛ وهكذا في جدلية بين العوامل الداخلية والخارجية نحن متفقون على أن سبب ما تعانيه الأمة هو أزمة داخلية بالأساس، لكن تحريك عناصر الأزمة صهيوني بامتياز.

رغم كل ذلك، قد يهاجمنا المدافعون عن الصهيونية فينكروا دور عمالتهم في ما وصلت إليه الأمة وحتى لا يتركز وعي الأمة على قضية التحرير وتحقيق السيادة السياسية والاقتصادية كشرط لتحقيق النهضة المنشودة بين الأمم. إن هذه البروتوكولات الصهيونية مهما طالها الشك بذاتها فإن السيطرة على العالم قائمة بنفس الاجراءات التي لا يمكن أن يطالها أدنى شك.

فكيف لا نصدق، إذن، في جل البلاد العربية والاسلامية أن خطر الخطر الصهيوني هو أن نجد من ذواتنا وزعمائنا السياسيين من ينخرط في منتديات الماسونية خالصا مخلصا لمصالحهم، بحسن نية أو بسوء نية ولا فرق هنا؛ حيث لا يعذر المرء بجهله لمصالح أمته؟؟!!


Comments

Search This Blog

Archive

Show more

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

علاقة البيبي بالفراولة بالالفا فيتو بروتين

التغيرات الخمس التي تحدث للجسم عند المشي

إحصائيات سنة 2020 | تعداد سكَان دول إفريقيا تنازليا :

ما هو الليمونير للأسنان ؟

ACUPAN 20 MG, Solution injectable

CELEPHI 200 MG, Gélule

الام الظهر

VOXCIB 200 MG, Gélule

ميبستان

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

Kana Brax Laberax

TRIPASS XR تري باس

PARANTAL 100 MG, Suppositoire بارانتال 100 مجم تحاميل

الكبد الدهني Fatty Liver

الم اسفل الظهر (الحاد) الذي يظهر بشكل مفاجئ bal-agrisi

SEDALGIC 37.5 MG / 325 MG, Comprimé pelliculé [P] سيدالجيك 37.5 مجم / 325 مجم ، قرص مغلف [P]

نمـو الدمـاغ والتطـور العقـلي لـدى الطفـل

CELEPHI 200 MG, Gélule

أخطر أنواع المخدرات فى العالم و الشرق الاوسط

Archive

Show more