ملفات غامضة, تفتيت الشرق الأوسط الكبير

  

فى عام 1982 نشرت مجلة “كيفونيم” التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية ، وثيقة بعنوان استراتيجية اسرائيلية للثمانينات . ولقد نشرت الوثيقة باللغة العبرية ، وتم ترجمتها الى اللغة العربية ، وقدمها الدكتور عصمت سيف الدولة كأحد مستندات دفاعه عن المتهمين فى قضية تنظيم ثورة مصر عام 1988 .

والحديث عن وثيقة من هذا النوع ، ليس حديثا ثانويا يمكن نتجاهله ، فهم ينصون فيها صراحة على رغبتهم فى مزيد من التفتيت لامتنا العربية . كما أن تاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية مماثلة . بدأت افكارا ، وتحولت الى اتفاقات ووثائق ، تلزمنا وتحكمنا حتى الآن .

فمعاهدة لندن 1840 سلخت مصر منذئذ وحتى تاريخه عن الامة العربية ، فسمحت لمحمد على واسرته بحكم مصر فقط ، وحرمت عليه أى نشاط خارجها ، ولذلك نسمى هذه الاتفاقية اتفاقية كامب ديفيد الأولى .

واتفاقية سايكس بيكو 1916 قسمت الوطن العربى ، هذا التقسيم البائس الذى نعيش فيه حتى الآن ، والذى جعلنا مجموعة من العاجزين ، المحبوسين داخل حدودا مصطنعة ، محرومين من الدفاع عن باقى شعبنا وباقى ارضنا فى فلسطين او فى العراق او فى السودان ووعد بلفور1917 كان المقدمة التى ادت الى اغتصاب فلسطين فيما بعد ثم تلاه وقام على اساسه ، صك الانتداب البريطانى على فلسطين ، فى 29 سبتمبر 1922 ، الذى اعترف فى مادته الرابعة بالوكالة اليهودية من أجل انشاء وطن قومى لليهود ، فأعطوا بذلك الضوء الأخضر للهجرة اليهودية الى فلسطين ، فلما قوى شأن العصابات الصهيونية فى فلسطين ، أصدرت لهم الامم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين فى 29 نوفمبر 1947 ، وهو القرار الذى اعطى مشروعية للاغتصاب الصهيونى وانشات بموجبه دولة اسرائيل ، وهو القرار الذى رفضته الدول العربية فى البداية ، وظلت ترفضه عشرون عاما .

لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم 242 الصادر من الامم المتحدة فى 1967 ، الذى ينص على حق اسرائيل فى الوجود ، و حقها أن تعيش فى أمان على أرض فلسطين المغتصبة وعلى اساس هذا القرار أبرمت معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية الموقعة فى 1979 ، والتى بموجبها خرجت مصر من الصراع العربى ضد المشروع الصهيونى ، لتنفرد اسرائيل بالاقطار العربية الأخرى .

كل ذلك وغيره الكثير ، بدأ افكارا ، واهدافا استعمارية ، وتحول فيما بعد الى حقائق وبالتالى ليس من المستبعد أبدا ان تتحول الأفكار ، التى وردت فى الوثيقة الصهيونية المذكورة ، إلى امر واقع ولو بعد حين ، خاصة بعد العدوان الامريكى على العراق ، ومخاطر التقسيم التى تخدم ذات التصور الصهيونى عن المنطقة .

مؤامرة بعيدة المدى ..

من ناحية اخري في مقال نشرته صحيفة “جلاسكو هيرالد” الاسكتلندية مؤخراً حذر أحد الباحثين المهتمين بشئون الشرق الأوسط مصر والعرب من مؤامرة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ووزارة الدفاع البنتاجون تهدف إلى حصار مصر ثم التهامها عسكريًا. 

وقال الباحث إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ المخططً منذ ثلاثة أعوام من خلال سعيها لاحتلال إقليم دارفور (غربي السودان) دوليًا وعسكريًا عبر نشر قوات أمريكية بريطانية مدعومة بقوات من الأمم المتحدة حليفة لواشنطن مشيراً إلى أن هذا المخطط يستهدف تحويل إقليم دارفور إلى قاعدة عسكرية أمريكية تنتشر بها صورايخ بعيدة ومتوسطة المدى موجهة ناحية مصر ودول الشمال الأفريقي ومنطقة الخليج وإيران . 

وأن الولايات المتحدة تهدف من ضغوطها الحالية على المجتمع الدولي وخاصة الدول الحليفة لها مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتكثيف الضغوط على الحكومة السودانية لنشر قوات دولية بالإقليم، على أن يتم لاحقًا نشر قوات يتخذون من الإقليم قاعدة عسكرية. 

ويهدف المخطط الأمريكي أيضا عبر إثارة الفوضى في مناطق الحكم الذاتي في فلسطين والضغط على محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، حتى يعلن أنه بحاجة لنشر قوات دولية بقطاع غزة الموازي للحدود المصرية بهدف حماية السلطة الشرعية من حركة حماس، بقاعدة عسكرية جديدة لتطويق الدولة المصرية التي يعتبرها الأمريكيون الدولة العربية التي يجب الحذر منها تحسبًا لأي طارئ يحدث في العلاقات المصرية الأمريكية أو المصرية الإسرائيلية.

وأكد الباحث أن الولايات المتحدة قدرت سبعة أعوام لتنفيذ مخططها ينتهى عام 2015 مشيراً إلى أن واشنطن تسعى منذ فترة إلى افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بما يؤدي إلى انقسام الشعب المصري ويجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكريا بعد التدخل فى شئونها الداخلية عبر بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدنى أو الشخصيات المثيرة للجدل التى تعمل على تفكيك المجتمع المصرى وفق خطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية (آنذاك) لفرض الديمقراطية على الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضى الخلاقة.

ولفت الباحث الانتباه إلي أن أمريكا أعدت بالفعل مخطط التقسيم وتعمل على تنفيذه منذ فترة بإثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين وتشجيع المسيحيين على تصعيد حملتهم وهجومهم على النظام المصرى فى الداخل والخارج بل تشجيعهم على المطالبة بتكوين دولة مسيحية جنوبي وغربي مصر حتى وإن نفى المسيحيون ذلك فلقد نشرت المواقع الأمريكية خرائط تؤكد هذا التقسيم وتكشف دور بعض المسيحيين وأقباط المهجر ومنظمات المجتمع المدنى فى تنفيذ تلك المؤامرة الخطيرة. 

هذا ويؤكد ما ذكره الباحث الاسكتلندي مقال آخر كتبه العميد رالف بيترز في مجلة القوة العسكرية الأمريكية عام 2006 بعنوان “حدود الدم” حددت فيه ملامح خريطة شرق أوسطية جديدة حيث يفترض التقرير أن الحدود بين دول المنطقة غير مكتملة وغير نهائية خصوصا في قارة إفريقيا التي تكبدت ملايين القتلى وبقيت حدودها الدولية بدون تغيير وكذلك الشرق الأوسط الملتهب حيث شكلت الحدود أثناء الاحتلال الفرنسي والبريطاني لهذه الدول فى نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. 

وقد تم تبرير التقسيم المخطط له بسبب عدم إدراكهم لخطورة تقسيم القوميات على جانبي الحدود (حسب وصف المقال) وإن كان التقسيم كما يعلم الجميع تخطيطا متعمدا لضمان نشوب الصراعات بين الدول مستقبلا وهو ما حدث حيث فشلت الدول الأفريقية الحديثة فى نزع فتيل الحرب بين بعضها البعض واستنزفت فى ذلك مواردها القليلة وفى النهاية عادت إلى الدول الأوربية التى كانت تحتلها من قبل لفرض النظام والأمن وهو ما يعنى مجددا احتلالا بصورة مقنعة.

وأخيرا فان الهدف الذى رجوته من نشر هذه الوثيقة ، هو أن ننظر الى العدوان علينا فى مساره التاريخى ، وأن نراه على حقيقته كمخطط موحد ، منتظم ، متسلسل ، ممتد ، وأن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا ، الذى يقسمه الى حوادث منفصلة عن بعضها البعض آملا فى النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة ، التى تعلو وقت الشدة ، وتخبو فى الاوقات الاخرى . فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد ، ولزمن طويل آت ، هو وقت شدة …



أطماع الصهاينة فى منطقة الشرق الأوسط ليست وليدة اليوم , وإنما هى تاريخية منذ القدم , وتعيش داخل الذاكرة اليهودية بإعتبارها أرض الميعاد لبنى إسرائيل , لذا فأية آراء ترفض نظرية المؤامرة التى تقضى بتقسيم الدول العربية هى آراء مردود عليها من الواقع الذى يحدث على الأرض الآن , ولعل ما حدث فى العراق من تحطيم الجيش العراقى , وبدء مطالب إنفصال أجزاء من العراق للشيعة والسنة والأكراد , وكذلك الحرب السورية الأخيرة لهى خير دليل على صدق الأطماع الأمريكية الصهيونية فى منطقة الشرق الأوسط والتى تستعد لإلتهام دول المنطقة واحدة بعد الأخرى بدءاً من العراق الذى تم تمزيقه مروراً بسوريا الجارى تمزيقها حالياً , وصولاً الى دول عربية أخرى يجرى الإعداد لتقطيعها وفقاً للمنظومة الأمريكية الجديدة.

البداية ..

في عام 1983 وافق الكونجرس الامريكي بالاجماع في جلسة سرية علي مشروع برنارد لويس وهو أمريكى صهيونى من أصل بريطانى وضع مشروعاً جديداً تستطيع أمريكا من خلاله تعديل حدود إتفاقية سايكس بيكو التى أبرمت عام 1916، والتى كانت عبارة عن تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، والذى نتج عنه الشكل الحالى للدول العربية .

ويقضى هذا المشروع بتفكيك البنية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية على أسس دينية ومذهبية لتتحول بعدها إلى مجموعة من الدويلات لتتناحر فيما بينها حتى تصل الى التدمير الشامل دون تدخل عسكرى من الدول الكبرى، وهو ما حدث بالفعل فى العراق وسوريا وليبيا .

ونلاحظ كما هو واضح فى الخريطة التى تم تسريبها أن منطقة الشرق الأوسط يعاد تقسيمها من جديد ، والغريب ان تلك الخريطة تم رسمها نهاية السبعينيات وهذا يؤكد ما قلناه سابقاً أن التخطيط الأمريكى الصهيونى للمنطقة يتم على مراحل زمنية لا تتعدى 40 عاماً ، ونلاحظ أيضاً ان الخريطة توضح تقسيم سوريا والعراق إلى مناطق للسنة ومناطق أخرى للشيعة والأكراد وهو ما يحدث على الأرض بالفعل حالياً .

خطة العمل ..

عندما تقرر القوى الكبرى تقسيم بلداً ما ، فإنها لا تلجأ للحل العسكرى الذى ثبت فشله وتكلفته العالية فى الأرواح والمعدات ، بل تلجأ لحروب الجيل الرابع التى تقضى بالحصول على أكبر مكاسب من خلال الحرب عن بعد بإستخدام كل الوسائل الممكنة ، وترتكز الخطط الصهيونية الأمريكية فى الفترة الحالية على النقاط التالية :

1- دراسة الدولة المراد تقسيمها من جميع النواحى الجغرافية والسياسية والدينية والبحث عن نقاط ضعف يمكن النفاذ منها لتفجير الدولة من الداخل من خلال دعم طرف داخلى ضد آخر ، أو دعم جميع الأطراف فى وقت واحد لخلخلة ركائز الدولة عن بعد ، ويكون الإعتماد فى تلك الخطة على رجال المخابرات الأمريكية CIA والموساد الإسرائيلى ، والمثال على ذلك :

درست الولايات المتحدة أحوال العراق جيداً ، وخلصت إلى نتيجة مفادها أن رماد العراق ترقد تحته نار الطائفية بين السنّة والشيعة والأكراد ، فتعاونت مع الأكراد فى الشمال ودعمتهم ليطالبون فى النهاية بالإنفصال وفى نفس الوقت سلّحت جيش صدّام وسهّلت له غزو الكويت ، ثم شجّعت الشيعة على الثورة بعد حرب الخليج الثانية أو ما يطلق عليها “حرب تحرير الكويت” عام 1991 مما جعل صدّام نفسه يطلب الإذن بالموافقة على تحليق طائراته لدك ثورة الشيعة فى الجنوب ، وهى الطائرات التى لم يستطع إستخدامها أصلاً فى تلك الحرب ، وهو ما أدّى فى النهاية الى خلخلة الدولة العراقية وجعل التربة خصبة لسقوط العراق بأكمله بعد غزو العراق عام 2003 لينتهى الأمر بتقسيمه إلى 3 دويلات .

2- إستخدام دول أخرى كفزّاعة لخلق صراع على الأرض مثلما حدث بين العراق وإيران وأدّى إلى حرب بينهما إمتدت ثمانية أعوام منذ عام 1980 وحتى عام 1988 وهو ما أدّى فى نهاية الأمر إلى تقسيم العراق ذاته ، وهو ما يتم تكراره حالياً من استخدام إيران كفزّاعة لدول الخليج لكى تتكرر الحرب مرّة أخرى ويتم تقسيم منطقة الخليج كنتيجة حتمية لتلك الحرب .

3- تتعامل الولايات المتحدة مع قوى أخرى بديلة لجيوشها على الأرض وهى تنقسم إلى شقّين ..

– الأول إستخدام جيش من المرتزقة مثل مقاتلين شركة “بلاك ووتر” لتنفيذ مذابح وعمليات قتل داخل الدول المراد تقسيمها لتأجيج الصراع بين الأطراف المختلفة وهو ما حدث فى العراق وسوريا ، وأيضاً فى مصر خاصة فى مدن القناة .

– الثانى إستخدام جيش من المغيبين عقائدياً مثل التابعين لتنظيم القاعدة وتسهيل الأمور لهم من خلال التلاعب بأحلامهم الخاصة بالخلافة لتمهيد الأرض لمشروع التقسيم .

4- تلعب الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل على نقاط الضعف فى الدولة مثل تردّيالأوضاع الصحية لتقوم بنشر فايروس مرض ما مثل “انفلونزا الخنازير- إنفلونزا الطيور ... و ما يجري الآن " لكى تضرب عصفورين بحجر ، حيث يزيد عدد الضحايا نتيجة ضعف قدرة الدولة على مواجهة الأمراض الجديدة ، وفى نفس الوقت تساعد تلك الأحداث فى زيادة فعالية الحرب النفسية الموجهة ضد الشعب ، والذى يمكن أن يساعد فى إنهيار معنوياته لإحساسه بوجود الموت حوله فى كل مكان دون قدرة حقيقية على مواجهته .

Comments

Search This Blog

Archive

Show more

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

علاقة البيبي بالفراولة بالالفا فيتو بروتين

التغيرات الخمس التي تحدث للجسم عند المشي

إحصائيات سنة 2020 | تعداد سكَان دول إفريقيا تنازليا :

ما هو الليمونير للأسنان ؟

ACUPAN 20 MG, Solution injectable

CELEPHI 200 MG, Gélule

الام الظهر

VOXCIB 200 MG, Gélule

ميبستان

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

Popular posts from this blog

TRIPASS XR تري باس

CELEPHI 200 MG, Gélule

ZENOXIA 15 MG, Comprimé

VOXCIB 200 MG, Gélule

Kana Brax Laberax

فومي كايند

بعض الادويه نجد رموز عليها مثل IR ، MR, XR, CR, SR , DS ماذا تعني هذه الرموز

NIFLURIL 700 MG, Suppositoire adulte

Antifongiques مضادات الفطريات

Popular posts from this blog

Kana Brax Laberax

TRIPASS XR تري باس

PARANTAL 100 MG, Suppositoire بارانتال 100 مجم تحاميل

الكبد الدهني Fatty Liver

الم اسفل الظهر (الحاد) الذي يظهر بشكل مفاجئ bal-agrisi

SEDALGIC 37.5 MG / 325 MG, Comprimé pelliculé [P] سيدالجيك 37.5 مجم / 325 مجم ، قرص مغلف [P]

نمـو الدمـاغ والتطـور العقـلي لـدى الطفـل

CELEPHI 200 MG, Gélule

أخطر أنواع المخدرات فى العالم و الشرق الاوسط

Archive

Show more