وهي أمراض على درجة كبيرة من الانتشار؛ إذ طبقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أكثر من 6 من كل 10 أمراض معدية معروفة تُصيب الإنسان يرجع مصدرها إلى الحيوانات. تكون آلية انتقال هذه الأمراض غالبًا عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات أو فضلات الحيوانات، وفي بعض الأحيان عن طريق تناول المنتجات الغذائية الملوثة. في هذا المقال سنتعرف على أشهر هذه الأمراض وطريقة انتقالها وكيف يمكن الحماية منها.
1- حمى خدش القطة
عدوى بارتونيلية تحدث نتيجة لجرثومة تُسمى (البارتونيلة الهنسيلية – Bartonella henselae) التي تنتقل من القطط إلى الإنسان عن طريق الخدش أو العضّ. وتُعتبر الجُلّبَة والبثور في مكان الجرح من الأعراض الأولى للإصابة، ولكن قد تظهر أعراض أخرى أكثر خطورة.
غالبًا ما يكون تأثير الإنتان محدودًا، لكنه يمكن أن تسبب تورُّمًا في العقد اللمفاوية أو حمى بدون سبب واضح. ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة عند الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي – خاصة الأطفال الصغار – بالإضافة إلى إمكانية انتشار هذه المضاعفات في مجرى الدم والجهاز الهضمي وحتى القلب.
غالبًا ما توجد البارتونيلة في القطط الصغيرة، تحديدًا قطط الشوارع والملاجئ. لا تؤدي معظم خدوش القطط إلى العدوى، ويشتمل العلاج في معظم الحالات على جرعة بسيطة من المضادات الحيوية. وقد تؤدي في الحالات النادرة إلى التهابات في العين وألم عضلي حاد أو وذمة في الدماغ.
2- الجمرة الخبيثة (Anthrax)
بالرغم من ارتباط المرض بالإرهاب البيولوجي، لكن تعد الجمرة الخبيثة من الأمراض التي تنتقل من الحيوانات الأليفة والبرية إلى الإنسان. وينتج عن جرثومة تُسمى (العصوية الجمرية – Bacillus anthracis). وهو مرض خطير يمكن أن يسبب الوفاة.
وطبقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الماشية والأغنام والماعز والظباء والغزلان هي المصادر الحيوانية الأكثر شيوعًا لانتقال المرض. لذا فإن الأشخاص الذين يعملون مع الحيوانات أو منتجات الحيوانات هم الأكثر عرضة للإصابة بالجمرة الخبيثة. وبالرغم من ذلك لا تزال احتمالية الإصابة بالمرض نادرة جدًا.
تشمل آليات الإصابة بالعدوى استنشاق الجراثيم أو تناول طعام أو ماء ملوث أو التعرض من خلال الجروح. وتختلف الأعراض تبعًا لآلية الإصابة، لكنها تشتمل غالبًا على قرح مع وجود مركز أسود وحمى وصداع وغثيان وألم جسدي وضيق في التنفس وارتباك (Confusion) وألم أثناء البلع. يشمل العلاج المضادات الحيوية أو الترياق (مضادات الذيفان) أو الاثنين معًا.
3- فيروس الأُرْف (الإِكْثيمَةُ المُعْدِية):
من الأمراض التي تنتقل من الحيوانات. ينتقل المرض عادةً من الماعز، لكن يمكن أن تُصابَ به أيضًا من حيوانات المزارع أو عند زيارتك لحديقة الحيوان. وينتشر الفيروس عن طريق اللدغات أو الأدوات، لكنه لا ينتقل بين البشر.
تشمل الأعراض بثورًا لتتطور وتصبح متقرحةً في النهاية، وتظهر على اليد غالبًا. قد تكون القروح مؤلمة، لكنها تندمل غالبًا في غضون ستة أسابيع، خاصةً إذا ما بقي الجرح نظيفًا وجافًا وخاليًا من الجراثيم.
4- الجيارديا (Giardia):
الجيارديا هي جنس من الطفيليات المعوية، تعيش في البراز المصاب في كل من البشر والحيوانات -خاصة الحيوانات الأليفة- وتنتشر عن طريق ملامسة أي شيء له اتصال بالبراز المصاب مثل: الماء والجليد والتربة والأدوات المنزلية.
تسبب هذه الطفيليات إسهالًا وتورمًا وقرقرة في المعدة وإقياء في الحيوانات الأليفة. بينما تسبب في البشر إسهالًا وغازات وبرازًا دهنيًا يطفو على الماء وغثيانًا وألمًا في المعدة. إن الأطفال والنساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالجفاف الحاد. و تستمر الأعراض من أسبوعين إلى ستة أسابيع غالبًا، وتظهر الأعراض عادةً بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة.
5- داء المقوسات (Toxoplasmosis):
من الأمراض التي تنتقل من الحيوانات. يحدث أحياناً خلطٌ بين داء المقوسات والبارتونيلة؛ إذ تعتبر القطط الناقل في كلا المرضين. لكن بالرغم من ذلك، فإن كل مرض منهما تسببه كائنات مختلفة.
يُسبب مرضَ المقوسات طفيلي يُسمى (Toxoplasma gondii) يمكن أن ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق لمس براز أو بول القط المصاب. لكن لا يمكنه أن يمر عبر الجلد السليم، لذلك تحدث العدوى إما عن طريق الفم أو من خلال الجروح.
تكون الأعراض بسيطة غالبًا، وتشمل تعبًا وألمًا في العضلات وحمى قد تستمر لأكثر من شهر. لكن قد يكون المرض خطيرًا عند النساء الحوامل أو عند الذين يُعالَجون بالعلاج الكيميائي أو من لديهم ضعف في الجهاز المناعي.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع