لكي نصل إلى فهم أفضل للمكون الروحاني في حياتنا وكيف يسهم في سعادتنا بشكل عام، أود أن أقدم لك مفهوماً للصحة قد يكون جديداً بالنسبة لك.
إن الطب الألوباثي الغربي الحالي يتعامل مع حالة الجسم المادية فقط، ويتم التعامل مع المسببات المرض والأدوية علي أنها أشياء مادية فقط. فإذا كنت تعاني مثلاً من مرض حاد أو مزمن، سواء كان جسمانياً أو عقلياً أو وجدانياً، فإن طبيبك سوف يصف لك أقراصاً تؤثر على التوازن الكيميائي في جسمك لإزالة أعراض المرض. ويتم إرجاع حقيقة إصابة الإنسان بالمرض في المقام الأول إلي البكتريا أو الفيروسات أو الوراثة والجينات ويفترض أن هذه الأشياء هي التي جعلت المريض عرضة لهذا الاضطراب أو المرض.
أما في الطب الصيني، فإن الصحة الجسمانية والعقلية والوجدانية ينظر إليها باعتبارها انعكاسا مباشراً لحالة نظام الطاقة الداخلية في الجسم، وهو ما يسمي بمسارات الطاقة المتعلقة بالواخز بالإبر. ومسارات الطاقة هي خطوط تنقل الطاقة الخفية في جميع أنحاء الجسم، بالضبط مثل الأوردة والشرايين التي تنقل الدم في الجسم. ويعتقد أن حدوث أي خلل في نظام مسارات الطاقة يمكن أن يؤدي إلي اضطرابات حادة أو أمراض مزمنة.
ويمكن أن يحدث خلل في تدفق الطاقة الخفية بسبب عدد كبير من العوامل المختلفة : الكيمياويات البيئية، وسوء التغذية، والهواء الملوث، والعلاقات الضارة والاضطرابات الكهرومغناطيسية، والأفكار، والمشاعر السلبية المسيطرة علي العقل، وغير ذلك. وعندما يتم إعادة التوازن إلي مسارات الطاقة من خلال العلاج بوخز نقاط معينة في الجسم والعلاج الحركي والعديد من الطرق العلاجية الأخرى التي يتم فيها التعامل مع طاقات الجسم الخلفية.
مسارات الطاقة في الجسم
يطلق علي الطاقة التي تتدفق عبر مسارات الطاقة في الجسم اسم “الطاقة الخفية”؛ وذلك لأنه لم يكن من الممكن حتى وقت قريب قياس هذه الطاقة حتى باستخدام أكثر الأجهزة العلمية حساسية. غير أنه عام 1985، اكتشف البحث الفرنسي ” بيير دي فيرتجول” والفريق الذي يعمل معه أنه عند حقن مادة التكنيتيوم المشعة في نقاط الوخز في جسم المريض، فإن هذه المادة تنتقل عبر مسارات الطاقة القديمة التي عرفها الصينيون وقاموا بتحديدها، وأنه عندما يتم حقن هذه المادة في أية نقاط عشوائية سواء تم حقنها في الجلد أو في الشرايين أو القنوات الليمفاوية، فلا يحدث مثل هذا الانتشار لهذه المادة.
وهذا يعنى أن هذه المسارات الفريدة والمستقلة موجودة داخل الجسم بالفعل. وقد أجريت بعد ذلك تجارب على الحيوانات أظهرت أنه عندما يتم قطع مسار الطاقة المتصل بالكبد، مع عدم المساس بالأوعية الدموية والأعصاب المتصلة به، فإنه يبدأ في التحلل بعد عدة أيام. وتظهر هذه الدراسات أن مسارات الطاقة تقوم فعلاً بإمداد أعضاء الجسم بنوع خاص من الطاقة الخفية، وبدون هذه الطاقة لا يمكن لها أن تعيش.
ويمكننا أن نتخيل أن مسارات الطاقة علي هيئة ” طرق سريعة ” موصلة لأعضاء وغدد معينة، وأن نقاط الوخز هي الفتحات التي تسمح بالدخول إلي هذه الطرق السريعة. ولكي يؤدي العضو وظيفته بشكل سليم، فإنه يحتاج للحصول علي هذه الطاقة الخفية من البيئة الخارجية. ويمكنك أن تتخيل إن هناك شاحنات محملة بالطاقة تدخل من خلال الفتحات وتنتقل حمولتها عبر ” الطرق السريعة ” أو مسارات الطاقة إلي عضو معين. ولكن ماذا يحدث إذا انسدت فتحة أو أكثر من هذه الفتحات؟ إن الشاحنات لن تستطيع الوصول إلي مسارات الطاقة، ولن يصل إلي العضو سوى قدر قليل منها. كذلك إذا تسببت أعمال الطريق أو العوائق في إيقاف حركة المرور، عندئذ يحدث اختناق مروري شديد ولاتستطيع الطاقة الوصول إلي العضو.
وهناك جهازان حسيان يتحكمان في الجسم والعقل والمشاعر هما: الجهاز العصبي الكهرومغناطيسي. فالجهاز العصبي يرسل نبضات كهربية خلال الجسم للتحكم في أعضاء الحس والوظائف الحركية وجميع العمليات الأيضية. ومن ناحية أخرى، فإن الجهاز الكهرومغناطيسي ينظم طاقات الأعضاء الحيوية، ويتحكم في الغدد النخامية والصنوبرية، ويزود جهاز المناعة بالطاقة اللازمة له ويحفز عمليات الشفاء عند حدوث جرح أو إصابة. وهذا الجهاز الكهرومغناطيسي هو الذي يعمل من خلال مسارات الطاقة ويستخدم نقاط الوخز لامتصاص الطاقة من البيئة المحيطة بنفس الطريقة التي نتنفس بها الهواء.
*مسارات الطاقة في جسم الإنسان والأعراض المتعلقة بكلّ منها*
مسار الكبد : ضعف الشهية، ضعف في منطقة الكبد، حدة الطبع، إعتام عدسة العين، تورم الأرجل، تطبل البطن، بول قليل مصفر.
مسار المرارة : صداع، حدة الطبع، حساسية، سهولة الإصابة بالكدمات، مشاكل العيون، نقصان الشهية، إسهال أو إمساك.
المسخّن الثلاثي : طنين الأذن، ضعف السمع، الإرهاق، عسر الهضم، مشاكل التنفس، التنبّه الزائد، المشاكل البولية.
ناظم القلب : الخفقان، الذبحة الصدرية، الرشح، أيدي متعرّقة، تخلّف عقلي، خوف المرتفعات، الأرق.
مسار الكلية : مشاكل الحيض، إسهال، احتباس الماء، السّمنة، أقدام باردة، اشتهاء الحلويات، عسر الهضم، إرهاق مفرط.
مسار المثانة : صداع، رقبة متيبّسة، آلام الظهر، عصبية، قلق، حصر نفسي وانزعاج، تبول متكرر، تثاؤب، أيدي مرتعشة.
مسار الأمعاء الدقيقة : انتفاخ البطن، صداع، طنين الأذن، ضعف تروية الأرجل، عسر هضم، إمساك، الشعور بالبرد.
مسار القلب : مشاكل التنفس، تورّم الحلق، آلام المفاصل،
مشاكل تناسلية، تململ، ضجر، ضعف، عرق ليلي.
مسار الطحال : بشرة محمرة، خفقان، ضعف الأطراف، أيدي ساخنة، أنف متورم، أرق، تعرق مفرط.
مسار المعدة : شفاه جافة، زيادة أو نقصان شهية، ثقل الأطراف، تورم البطن، بشرة مصفرة، تقرحات بالفم.
مسار الأمعاء الغليظة : إمساك، إسهال، آلام الأسنان، صداع، تقرح الحلق، برودة الكتفين، سهولة الإصابة بالزكام.
مسار الرئة : آلام الكتفين، نفس قصير، سعال، برودة الأيدي والأقدام، جفاف الجلد، انخفاض الطاقة، العصبية، أيدي ساخنة.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع