اختارتني الدنيا لأكتب لكم أحداث الطوفان فانا أعيشه يوميا كما يعيشه ملايين غيري وأعرف تطوراته ولا أقدر على منعه
الطوفان واقع مؤلم يعيشه حامل المرض يوميا
وقد اخترت للأحداث اسم الطوفان لأنها اللفظ الوحيد الذي وجدته ينطبق على الأحداث ولا يستطيع أحد أن يصف لك الطوفان كمثل من عاشه
وسأتكلم وسأروي الأحداث كما تمت وكما يتذكرها………قد أكون انا المريض وقد يكون غيري فلا تكترث
ليس الهدف من سرد الأحداث اتقاء الطوفان فلا يستطيع أحد اتقائه مهما اوتي من وسائل حديثة في الابحار
انا سأكتب مباشرة فسامحوني على اخطاء الكتابة الهجا ئية…
لن اطيل عليكم وساترككم مع الأحداث
الطوفان( الباركنسون )
كانت بداية الطوفان أثناء صلاة التراويح في رمضان منذ خمسة سنوات تقريبا
عندما شعرت بألم كبير في البطن أكملت الصلاة على مغص وأوجاع وما ان سلم الإمام حتى سلمت وطرت الى دورة المياه وكان الحمام بلدي وما ان جلست حتى اندفعت مني كمية كبيرة جدا من الدماء الحمراء غطت قاعدة الحمام كاملة وزادت وانتهى الأمر وخرجت من الحمام أريد ان أنسى ماحدث ولم أكمل صلاة التراويح وكعادتي أحاول أن أبسط الأمور وأنسي ولكن لا اخفي عليكم أنا كنت منزعج جدا لما حدث ورجعت الى البيت سيرا على الأقدام ويشغلني ماحدث وأذكر أني كنت أشعر بالوهن أثناء عودتي وحقيقي لا أتذكر هل قصصت ماحدث لزوجتي أم لا ولكن ماأذكره أنه في غد اليوم التالي وبعد خروجي من عملي وأثناء قيادتي للسيارة جاء على بالي صديق لي كان مصاباحديثا بالسرطان واتصلت به وقصصت له ماحدث واذكر انني وأثناء كلامي معه قلت له كويس ؟ فقال لي على الفور لا مش كويس فانزعجت من كلمته وطلب من الكشف عند طبيب
وكعادتنا ندفن رؤوسنا في الرمال ونفضل أن نعيش بالأوجاع دون أن نحاول معرفة حقيقة المرض، ولكن ذكرني من حولي اننا ذهبنا لطبيب المستوصف الذي حولنا الى المستشفى والتي طلبت بعض التحاليل وقال الطبيب لايوجد شئ والتحاليل مطمئنه ،واكتفينا ولم نجادل خوفا من المجهول ولانه للضغط على المستشفيات فان الطبيب يحاول ان يمشي المريض بسرعة لان أمامه مرضى كثر ولانه لو فحص كل مريض كنا ينبغي فالوقت لا يمديه ومزيد من الإرهاق الذي يعيشه بالفعل ويزيد على ذلك فأنا لا أحب المستشفى مريض كنت او بصحبة مريض وأخيرا انا احب ان اصدق الطبيب في هذه الحالة خوفا من ان يظهر مالا تحمد عقباه ، حتى من يصطحبون المريض يكون لديهم نفس المشاعر وهو الذهاب وترك المستشفى وهكذا سرنا وذهبنا ونحن ان تجادلنا فسنتجادل حول انه لايوجد شئ وأننا أجرينا كافة الفحوصات التي قالت انك تمام وعشرة على عشرة،وإذا اشتكيت بعد فترة من نفس الأعراض فسيخبرك من كان معك بأنك. غير مصاب بشئ وسيذكرك بالفحوصات … إلى آخره. وهكذا طوي هذا الموضوع ولم نعلم سببا للدماء ربما نزيف داخلي بسبب البواسير او بسبب إمساك او بسبب…… او بسبب …… ولكن على العموم انت اجريت الفحوصات والطبيب قال ليس لديك شئ.مع العلم اني لا أعاني من البواسير .
وهكذا طويت صفحة الدماء ولا نعرف للآن ماكان سببها ولكني على يقين انها كانت إنذار لكارثة صحية وأن الطبيب لم يقرأها بصورة سليمة ربما لضعف ثقافته الطبية وهذا غالبا مايكون السبب وربما ضغط شغل عليه وربما يكون هناك فحوصات ادق وغير متوفرة حاليا ولكن هو لإيريد ان يصدق انها ضرورية الآن رغم تكلفتها والسكوت عنها ربما يكلفك الكثير مستقبلا ولن يكون مفيدا عندها لانك انتقلت من مرحلة بدايات المرض الى مرحلة اشد فتكا وربما هناك أمراض لاتكتشف بالتحاليل والأشعات وخلافه وتكتشف بالشواهد ، وصار الموضوع في طي النسيان أو الظاهر هكذا ولكنه خزن داخلي وأصبح الشعور بالوهن سمة من سماتي وتبدل الحال رويدا رويدا فبدأت أشعر بألم في عضلات يدي اليسرى وقلت انه برد وبسبب التكييف فبأت أسلط الماء الساخن جدا على منطقة الكتف والظهر والأزرع ولكن عبثا حاولت فكانت الآلام تشتد ولا تقل ، وبدأ جسمي ينكمش بصورة سريعة جدا فقد تندهش حينما أقول لك أني فقدت قرابة الخمس عشر كيلو جرام من وزني تقريبا في أربعة أيام وأذكر اننا كان لدينا اجتماع في العمل يوم اثنين وآخر مرة رؤوني زملائي كانت يوم الثلاثاء اي الفرق بينهما هو خمسة أيام وشعرت باندهاشهم جدا عندما رأوني بل ان احدهم علق ولم يجد كلمة سوى" انت انكمشت " وكان هذا هو تعليق السكرتيرة أيضا، وبعدما كنت ارتدي بدلا مقاس ٥٨ او ٥٦ أصبح مقاس ٥٨ كبير جدا على وأبدو فيه كفطوطة في فوازير سمير غانم وأصبحت البدل مقاس ٥٦ او ٥٤ مناسبة،وسألني بعض الزملاء انت عامل رجيم فقلت رجيم رباني ، فاستطرد إذا لم يكن هناك مرض فهذا جيد.
وللحقيقة أنا لم أعرف سبب افتقاد الوزن بهذه الطريقة، ولكني من داخلي أشعر أن فيه شئ ما وبإذن الله سنتجاوزه.
بدأت استخدم كريمات لتخفيف آلام الذراع الأيسر، ولم تأت معي بأية نتائج وبدأت إذا اطلت في الجلوس اتململ وتتعبني مقعدتي حتى أنني أذكر أن جلست أنا وصديق في المسجد بعد صلاة العشاء نتكلم فسألني إنت عندك بواسير من كثرة حركتي فقلت لا. فقال انك تتحرك كثيرا فكان ردي العضمة كبرت،وهكذا بدأ الجسم كله يتعب وبدأت اتعب من السير ولو كان قليلا ، وبدأت لا أقوى على رفع رجلي اثناء المشي فطلبت من الطبيب تحويلي الى العلاج الطبيعي فحولني ولكن العلاج الطبيعي ولكنه بدوره حولني الى قسم الروماتيد وبعد وصف آلامي والتغيرات التي طرأت على مني طلبت مني الدكتورة ان اسير أمامها ففعلت فقالت لي انت حاسس بايه؟ فقلت اسير مثل الروبوت ، فردت وقالت انت شخصت حالتك بدقة كبيرة ، أنا سأحولك الى عيادة مشاكل الحركة وهي تتبع عيادة المخ والأعصاب وكان جالس عندها ممرضة تتبع القسم الذي حولتني اليه فطلبت الدكتورة منها حجز موعد سريع لي وياليت غدا وقالت لي أنا سأكون متواجدة غدا إذا لم تجد موعد غدا تعالي لي وانا سأحولك الى المستشفى الرئيسي بمنطقة الصباح وسأبحث لك عن طريق دكتور زميلي أن يجد لك موعد قريب جدا وهناك أفضل لك ولكن الممرضة تمكنت من حجز موعد لي في الغد
ذهبت في موعدي وجلست منتظما دوري ولم يكن عدد المراجعين كبيرا علمت فيما بعد أن سبب ذلك أن الطبيب يمكن ان يستقبل حالة أو اثنين على الأكثر في اليوم، فجلست انتظر دوري وأثناء جلوسي وجدت على يساري استاند ( لوحة بأرفف ) موضوع عليها بروشرات ( مطويات مدون عليها معلومات سريعة ) فقمت بأخذ أحدها وبدأت أقرأها وكأن الله أرسل لي هذا البروشر لتشخيص مرضي وأعلم ماهو قبل الدخول على الطبيب. وبدأت رحلة الحزن حينما استنتجت انه مرض عضال وأنه تم اكتشافه عام. ١٨١٧ م وأن العلاج له والأدوية التي يأخذها المريض ليست لعلاج المرض أو الشفاء منه ولكن لتحسين حالة المريض ليتعايش مع المرض ويباشر نشاطه اليومي دون تعطيل لكنها لم تضف الى جديد أو تناقض البروشر الأول الذي قرأته وأصبح أمر واقع. وذكر الكاتب وكان دكتورا يعمل في (نيورولوجست)
تورونتو _ كندا ور ئيس البرنامج العلمي عن التعليم حول هذا المرض
ذكر ان عدد المرضى الذين يعانون من هذا المرض في كندا ماقارب ١٠٠٠٠٠(مئة ألف )كما ذكر أن معظم الأشخاص المعترضين لهذا المرض هم فوق ٥٥عاما الا أنه يصيب الشباب أيضا وهو مرض يؤثر على الأعصاب ويؤدي إلى تعطيل خلايا المخ التي تنتج مادة تسمي بالدوبامين، ولكن ماهو الدوبامين.مرض يؤثر على الأعصاب ويؤدي إلى تعطيل خلايا المخ التي تنتج مادة تسمي بالدوبامين، ولكن ماهو الدوبامين ؟
مادة كيميائية تشارك. في نقل الإشارات بين الأعصاب في مناطق معينه من المخ.
ويساعد الدوبامين في تسهيل تحركات أجسامنا، ونقصه يؤدي إلى البطئ في حركه الجسم وهذا هو العرض الأًساسي لنقص الدوبامين وأًطلق على هذا المرض اسم الباركنسون نسبه الى جيمس باركنسون في عام ١٨١٧ ويسمى بالشلل الرعاش، ورغم مرور أكثر من ٢٠٠ عاما على اكتشاف هذا المرض الا انه لم يكتشف علاج له حتى الآًن . ونقف عاجزين أمام قدرة الله وحكمته، والله في خلقه شئون.
ولكن هل هناك اختبارات معملية او مختبرية يمكن أن تجعلنا أًن المريض يعاني من الباركنسون ؟ لا
إذن يتم التشخيص للشلل الرعاش او الباركنسون بمعرفة التاريخ المرضي والفحص السريري ويجب أن يسجل الطبيب أثناء لقاء المريض اجابات المريض على الأسئلة المتعلقة بهذا المرض ،ولكن هل من أًعراض أخرى للباركنسون ؟ نعم كثيرة تبدا بالرعشة أبو الرجفة والتي تبدا عادة على جانب واحد من الجسم في اليد أو الزراع أو الساق أثناء الراحة ، بطئ جر القدمين في المشي ، مشاكل في التوازن ، جمود العضلات وأعراض أخرى سوف أتناولها معكم . من ينقل إليكم مريض متعايش مع المرض وليس الطبيب المختص والمريض قد يكون أكثر إلماماً بتطورات المرض.ولكن قبل أن أكمل يجب أن نعرف ان المرضى هنا هم عرضة للأكتئاب ولذا فالطبيب في كل زيارة للمريض يجب أن يخضع المريض لأختبار الكئابة وعليه يجب على الطبيب أن يخبر مريضة عن الدرجة التي حصل عليها في الاختبار ولو أن المريض الفاهم يستطيع أن يعلم درجته اثناء الاختبار وهو ليس اختبار بالمعنى الحرفي ولكنه مقياس أو ميزان ويمكن على ضوء هذا المقياس يحدد الطبيب هل المريض في حاجة الى أدوية مضادة للإكتآب أم لا ؟ وإن كان للأمر ضرورة فسوف اعرض عليكم بنود هذا المقياس ان كان لكم رغبة فيمكن أن ننشر صورة لمقياس وإن كنت أرى أن هذا المقياس العالمي غير دقيق ويجب أن يعدل فيه بنود كثيرة، يمكن أن نتطرق لها ولكن حتى لا يتحول الأمر الى صفحات علميةوأنا غير متخصص فيمكن أن أكتفى بنشر بعض البنود ان كان هناك ضرورة لذل
وإذا كان مقياس الاكتئاب يقيس الجانب النفسي الا أنه هناك مقياس آخر لتقييم الأعراض غير الحركية كما يقيس أضرابات الحركة ومن بين بنوده على سبيل المثال لاالحرص
_ صعوبة في البلع.
_ صعوبة في التحكم بالبول .
_ عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية بسبب الإجهاد الغير مبرر.
_ صعوبة في الكلام.
_اذدواج في الشخصية_
_عرق غزير ( غير مرتبط بحرارة الجو ).
_ لامبالاه وعدم اهتمام بما يحدث من حوله.
وبنود أخرى كثيرة تشمل كل جوانب الحياة للمريض وعلى ضوء الدرجة التي يحصل عليها المريض يقيم الطبيب يحدد الطبيب المرحلة التي يمر بها المريض.
وأحب أن أضيف الى ان نطق الكلمات يظهر على المريض وقد يتلعثم أو يتهته عند الكلام ومريض الباركنسون يجب أن يلاحظ ذلك كما أنه لايفوتني أن ابين ان مريض الباركنسون يصغر حجم خطة ويتغير الى الأسوأ.
كما أنه قد يرى أشي لا يراها غيرة أو يشم أشياء لايشمها غيره وهناك ملاحظة مهمة جدا وهي أن هذه الأعراض ليست مستدامة بمعني قد يرجع خطه الى طبيعته وقد لايرجع ويجب أن ننصح مريض الباركنسون بالتدريب المستمر على علاج العرض حتى لايتطور أو يستمر، أيا كان هذا العرض، كما يجب أن نعلم أن المحيطون بالمريض يحسون به فهو يظهر على وجهه، قد يتسائل البعض مالذي يظهر على الوجه ؟ وارد وأقول يظهر الإرهاق ، يظهر الحزن،تغير المزاج وقد تتغير بعض السلوكيات كأن يتحول الشخص من شخص مسامح إلى شخص عدائي والعكس وخلاصة القول أن مريض الباركنسون ليس هو بالظبط نفس الشخص.
نعم انه مرض يؤثر مباشرة على كل الجسم جسديا ونفسيا حتى أني أكاد أن أجزم أنه يجب أن تكون هناك قوانين خاصة بمريض الباركنسون فقد يكون مايقوم به من عمل رغم ارادته، ولكن الدول لم تنتبه لذلك.
وهناك سؤال يطرح نفسه هل يشفى مريض الباركنسون من مرضه ؟ الى الآن لا ولكن الجزء من المخ الذي بدأ لاينتج الدوبامين بالكمية التي يحتاجها الجسم ويوما بعض يوم تتناقص الكمية التي ينتجها قد يأتي يوما ويفرز، ويجب أن ندرك أن المريض يكون حساسا لتصرفات من حوله والى ألفاظهم وقد تتسبب في القطيعة إذا مابدر منهم أي تصرف سئ،،
وأخيرا أنا أطلقت على المرض اسم الطوفان لأن الطوفان يغمر الأرض كلها والباركنسون يغمر الجسد كله، وأرجو أن أكون قد سلطت الضوء على المرض وأفدت القراء ، وعلينا أن نحمد الله على نعمة الصحة التي يستهين بها البعض لأنه لم يشعر بآلام غيره ولم يعيشها، وأسأل الله أن يشفي كل مريض،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع