يطلع إيه بقى الطب الدفاعي ده؟
بص يا سيدى طول عمر الطب من آلاف السنين هدفه الأساسى هو مصلحة المريض و مساعدته و أى دكتور فى الدنيا بيشتغل عشان يحقق ده لغاية ما جه بقي عصر الشكاوى و القضايا و التعويضات و الفضايح ف الجرائد و السوشيال ميديا.
هنا بقي بدأ بعض الدكاترة فى أمريكا و أوروبا يشتغلوا بمبدأ أن الأهم تأمين ضهرك و أن ميحصلكش مشاكل من النوع ده ثم تيجى بعد كده مصلحة المريض. النوع ده من الممارسة الطبية سموه الطب الدفاعي.
لا معلش ترجملي بصوت شوبير . حاضر هقولك شوية أمثلة:
١. الدكتور اللى يكتب مضاد حيوي لطفل عنده شوية برد عشان أمه متشتكيش و تقول " هو أنا دافعة ٢٠٠ جنيه كشف عشان تقولى لبوس خافض حرارة .
٢. الدكتور اللى يطلب رنين مغناطيسي على المخ و رسم مخ لحالة صداع بسيط بدون أعراض تانية عشان فى إحتمالية واحد فى المليون تبقي ورم فى المخ.
٣. الدكتور اللى يعملك منظار على المعدة و لستة تحاليل أد كده عشان وجع بسيط فى معدتك لأنه عايز يستبعد بتاع ٢٠ مرض ممكن يجوا بالأعراض دى حتى لو أمراض نادرة الحدوث.
٤. الدكتور اللى يكتب لك روشتة وش و ضهر عشان تغطى كل الشكاوى بتاعتك و مترجعش تتخانق معاه عشان اتحسنت بنسبة ٩٥ فى الميه بس. مثال مشابه: كتابة مسكنات قوية جداً أو منومات بجرعات عالية و لفترة طويلة.
الأخطر بقى:
٥. الدكتور يتفادى أى عملية أو إجراء نسبة الخطورة فيه عالية. زى مثلا عملية نسبة نجاحها ٤٠ فى الميه (بيترجمها فى دماغه أن فى احتمال ٦٠ فى الميه يلبس مصيبة) و يقولك هنمشيها علاج بالأدوية أضمن حتى لو مش هتريح المريض و لا تشفيه.
٦. الدكتور يتفادى يشتغل على أى عيان عالي الخطورة (راجل كبير فى السن و عنده سكر و ضغط و قلب مثلاً) فتلاقى الجراح و التخدير يرفضوا يعملوا عملية جراحية مهمة له لأن نسبة المضاعفات و الوفاة عالية جدا.
٧. الدكتور يتفادى يكتب علاج فعال جداً عشان أعراضه الجانبية مزعجة و ممكن خطيرة (حتى لو نادرة الحدوث) و يسيب العيان على علاج أقل فاعلية و يمكن مش مستجيب عليه كويس بس مش عامل أعراض جانبية و وجع دماغ.
بالبلدى يعنى الدكتور بيمشى جوه الحيطة و يريح الزبون و دماغه من وجع القلب بمبدأ "الزبون دايما على حق" من ناحية أو يمشي بمثل 'الباب اللى يجيلك منه الريح سده و استريح" .
طب ايه المشكلة فى الطب الدفاعى ده؟
المشكلة فى تكاليف مادية هائلة ملهاش لازمة على العيان فى القطاع الخاص أو على النظام الصحى الحكومى و تعرض المريض لمخاطر أدوية و إجراءات طبية غير ضرورية من ناحية و حرمان عيانين كتير من فرص علاج و شفاء بسبب خوف الأطباء من إجراء عملية او كتابة دواء مممكن يتسبب لهم فى مشاكل مع المريض أو أهله بعد كده من ناحية تانية.
هل الطب الدفاعي ده منتشر؟
الدراسات بتقول أن من ٣٠ إلى ٩٠ فى الميه من الأطباء فى الغرب بيمارسوا الطب الدفاعى بشكل أو بآخر و محدش قادر يوقف انتشاره ولا هيقدروا.
طب و بالنسبة لمصر؟
نظراً لنقص الامكانيات فى مصر فالدكاترة فى مصر بيشتغلوا (عكس) الطب الدفاعي ده تماما و بيعرضوا نفسهم لمصايب و بياخدوا مخاطرات عالية جداً على مسؤوليتهم الشخصية عشان ينقذوا حياة المريض و ده غلط برضه بالمناسبة (ولكن) مع حالة التربص بالأطباء عند رجل الشارع و فى الإعلام و السوشيال ميديا و تزايد معدل الشكاوى و القضايا و المشاكل اللى بتحصل للأطباء فمتوقع إن عاجلاً أو أجلاً انتشار ممارسات الطب الدفاعي و كله هيبقي على دماغ المريض الناصح اللى مسلم دماغه للتليفزيون و الصحافة و السوشيال ميديا يحشوها بحقد و غل و كراهية ضد الناس الوحيدة حرفياً اللى همها مصلحته فى البلد دى.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع