💕 اغتيال أعظم وزير في تاريخ الاسلام
15:38
📌 بحلول القرن الخامس الهجري كانت فرقة الباطنية الشيعية أو الحشاشين بقيادة الحسن الصباح تمثل خطراً داهماً على الأمة الإسلامية والمشروع السني، وهو ما فطن إليه الوزير نظام الملك جيداً ، فعمل من أول يوم على وأد أي تحرك لهذه الأفكار الباطنية الضالة. إذ كان نظام الملك دائماً ما يندد أشد التنديد بطائفة الإسماعيلية والتي انحدرت منها الباطنية، ويقول إنها تهدد وحدة الدولة، بل إنه اتهم هذه الطائفة في كتابه (سياسة ناما) بأن زعماءها من نسل المزدكية الشيوعية أهل فارس الساسانية [20].
📌 وعلى الجانب الآخر فقد انتهج الباطنيون / الحشاشون أسلوب الإغتيالات السياسية لكل من يقف عقبة في طريق المد الباطني في بلاد المسلمين، ولم يكن أمامهم في ذلك الوقت إلا نظام الملك، الذي أخذ على عاتقه محاربتهم والقضاء على فتنتهم.
📌 وفي يوم العاشر من رمضان عام 485 هـ، خرج نظام الملك مع السلطان ملكشاه من أصفهان قاصداً بغداد، فاجتاز في بعض طريقه بقرية بالقرب من نهاوند، وحان وقت الإفطار فصلى نظام الْملك الْمغرب فِي هَذِه اللَّيْلَة وَجلسَ على السماط وَعِنْده خلق كثير من الْفُقَهَاء والقراء والصوفية وَأَصْحَاب الْحَوَائِج، فَجعل يذكر شرف الْمَكَان الَّذِي نزلوه من أَرض نهاوند وأخبار الْوَقْعَة الَّتِي كَانَت بِهِ بَين الْفرس وَالْمُسْلِمين فِي زمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَمن اسْتشْهد هُنَاكَ من الْأَعْيَان وَيَقُول: "هذا الموضع قُتل فيه خلق كثير من الصحابة زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين فطوبى لمن كان معهم".
📌 فلما أفطر جاءه صبي ديلمي في هيئة مستغيث ومعه قِصَّة، فدعا له الصبي وسأله تناولها، فمد نظام الملك يده ليأخذها فضربه الصبي بسكين في فؤاده، وهرب الصبي فعثر في طُنُب الخيمة فأخذ فقُتل، وَجَاء السُّلْطَان ملكشاه حِين بلغه الْخَبَر مظْهرا الْحزن والنحيب والبكاء وَجلسَ عِنْد نظام الْملك سَاعَة وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ حَتَّى مَاتَ، فَعَاشَ سعيدا وَمَات شَهِيدا فقيداً حميداً.
📌 وَقَالَ بعض خُدَّامه: كَانَ آخر كَلَام نظام الْملك أَن قَالَ: "لَا تقتلُوا قاتلي فَإِنِّي قد عَفَوْت عَنهُ، وَتشهد وَمَات". وحُمل رحمه الله إلى أصفهان ودفن بها. فَيُقَال: إِنَّه أول مقتول قتلته الباطنية الإسماعيلية.
📌 ولما بلغ أهل بغداد موت نظام الملك حزنوا عليه، وجلس الوزير والرؤساء للعزاء ثلاثة أيام ورثاه الشعراء بقصائد، منهم مقاتل بن عطية، قال:
كَــانَ الْوَزِيرُ نِظَـامُ الْمُلْـكِ لُؤْلُؤَةً * يَتِيمَةً صَاغَهَا الرَّحْمَنُ مِنْ شَرَفِ
عَزَّتْ فَلَمْ تَعـْرِفِ الْأَيَّامُ قِيمَتَهَا * فَرَدَّهَـا غَيْرَةً مِنـْهُ إِلَى الصَّــدَفِ [21]
فرحم الله الوزير الصالح المصلح الشهيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي وزير السلاجقة ، وجزاه عن الإسلام خيرا الجزاء.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع