Search This Blog

 


👈... محنة الإمام أحمد 🌷بن حنبل


📌أن هذه المحنة التي وقعت عامة بأرض الإسلام لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد ، وقد تداول ثلاثة خلفاء يسلطون عليه من شرق الأرض إلى غربها ، ومعهم من العلماء المتكلمين والقضاة والوزراء والأمراء والولاة والقادة العسكريين فبعضهم يسلط عليه بالحبس ، وبعضهم بالتهديد والوعيد بالقتل ، وبعضهم جلده وعذبه وألقاه في غياهب السجون ، وبعضهم بالنفي والتشريد والمطاردة..


✨بين يدي المحنة:✨


📌في بداية الحديث عن تاريخ المحن التي تعرض علماء الأمة لها ، لا يسعنا إلا أن نبدأ الحديث بأشد هذه المحن ، وأعظمها وأخطارها ، ألا وهي محنة القول بخلق القرآن ؛ والتي تعرض لها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ؛ وهي المحنة التي تأتي على رأس قائمة المحن التي تعرض لها علماء الأمة الربانيين ، وعلى الرغم من وجود العديد من المحن الشديدة ، والتي تعرض لها كبار علماء الأمة ، إلا أننا آثرنا أن نبدأ الحديث بهذه المحنة العاتية.


💕وذلك لعدة أسباب :


1- أن هذه المحنة كانت في باب العقيدة : أي في صميم الأمة ، وفي أصل قوتها ، ومصدر عزتها ، وكان أهل الإعتزال من وراء هذه المحنة والفتنة.


2- أن الدولة بكافة أجهزتها ورجالها وقوتها كانت تدعم هذه المحنة ، حيث استطاع بعض أهل الإعتزال : مثل بشر المريسي ، وأحمد بن أبي داود وغيرهما خداع ثلاثة خلفاء عباسيين متتاليين ،


وهم: المأمون ، ثم المعتصم ، ثم الواثق ، وإقناعهم بتبني عقيدة الإعتزال الضالة ، والمليئة بالبدع الغليظة ، وليس فقط مجرد التبني والإعتناق ، ولكن إجبار الناس على ذلك الضلال ولو بالقوة ، وبحد السلطة التي لا تطيق عادة أن تخالف ، أو يتعدى سلطانها أي أحد مهما كانت مكانته وعلمه.


3- أن هذه المحنة العاتية لم تكن خاصة بالإمام أحمد وحده وإن كان قد تحمل عبئها الأكبر وحده بل كانت محنة عامة، وفتنة شاملة، طالت الكبير والصغير ، والأحرار والعبيد ، حتى الأسارى عند الأعداء كانوا يمتنحون على القول بخلق القرآن : فإن أجابوا ، وإلا تركوا رهن الأسر عند العدو ، ولا تفتديهم الدولة.


4- أن هذه المحنة لما وقعت لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد بن حنبل، أما باقي العلماء فأغلبهم قد أجاب فيها خوفًا أو كرهاً ، ومن صمد أمام الفتنة ولم يجب مات تحت التعذيب ، وفي سجون المبتدعة مثل : البويطي ومحمد بن نوح ، ونعيم بن حماد ، وكان صمود الإمام أحمد أعظم فصول هذه المحنة ، وسبب تقدمه وشهرته ، ورفع ذكره ، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه في لسان كل أحد ؛ فيقال : قال الإمام أحمد ، وهذا مذهب الإمام أحمد ، ولو قدر الله عز وجل ولم يصمد الإمام أحمد في هذه المحنة لضل خلق كثير ، ولربما الأمة كلها ، والله اعلم.

عمر عبد الكافي

05:57

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog