💦 الجزء الثالث :
📌 * عندما حضرته الوفاة .. أوصى ألب أرسلان أمراءه و قادته بأن يبايعوا ابنه (( ملكشاه )) ، و أن يكون وزيره
(( نظام الملك )) وصيا عليه ، فلم يكن ملكشاه وقتها قد تجاوز عمره ال 18 عاما ..
📌 .. ، و قد قال المؤرخون في وصف ملكشاه :
(( هو أحسن الملوك سيرة )) ، فكان يلقب بالسلطان العادل ..
📌 حكم ملكشاه السلاجقة لمدة عشرين عاما من سنة 465 و حتى 485 هجرية .. ، فكانت أفضل و أقوى الفترات التي مرت على (( الدولة السلجوقية )) ، فقد انتشر في عهده الأمن و الأمان ، و نجح في المحافظة على هذا الملك العظيم الذي تركه له أبوه رغم صغر سنه ..!!!
📌 .. ، و قد ارتبط نجاح ملكشاه في سياسة الدولة بوزيره
(( نظام الملك )) الذي كان له أثر لا يغفل في ازدياد قوة الدولة السلجوقية ، واتساع نفوذها ، وازدهار حركتها الثقافية فقد كان سياسيا حكيما ، استطاع بحسن تدبيره أن يوجه طاقة السلاجقة العسكرية نحو الثغور الإسلامية المتاخمة للروم ، مما جعل للسلاجقة احتراما و تقديرا في نفوس المسلمين ، و أصاب أعداء الإسلام بحالة من الوجل الدائم ، فظل الرومان يقدمون الجزية للسلطان السلجوقي سنويا دون مماطلة خشية أن يغضب عليهم ..!!
📌 .. ، كما حرص ملكشاه منذ اليوم الأول على أن يكمل ما بدأه أبوه من التصدي للزحف الشيعي الغاشم .. ، فولى وجهه أولا شطر بلاد الشام و استطاع أن يضم إلى دولته معظم بلاد الشام .. ، و حتى يطمئن على تأمينها و إحكام السيطرة عليها بعد انتزاعها من الفاطميين أسند حكمها إلى أخيه
(( تاج الدين تتش )) ، و فوضه في فتح ما يستطيع فتحه من البلاد المجاورة وضمها إلى سلطان السلاجقة ..
📌 .. ، ثم أرسل جيشا لتحرير مصر من (( الاحتلال الفاطمي )) فتوغل في أراضيها حتى بلغ القاهرة و حاصرها ، غير أنه فشل في فتحها بسبب استماتة الفاطميين في الدفاع عنها ، فاضطر إلى أن يتركها و يعود إلى الشام ، و لم يكرر تلك المحاولة مرة أخرى ..
📌 .. ، و كان وزيره المخلص (( نظام الملك )) يحرص حرصا شديدا على الإصلاحات الداخلية في البلاد ، فشيد الكثير من المساجد و المدارس .. ، كما كان خيرا عادلا ، و كان ينفق أموالا ضخمة على العلم و العلماء لأنه كان محبا لنشر العلم و الثقافة .. ، كما أنشأ كثيرا من المدارس التي حملت اسمه فعرفت بالمدارس (( النظامية )) ، وكان الهدف من إنشائها هو مواجهة الدعوة الشيعية التي ذاعت بعد قيام الدولة الفاطمية ، وقد انتشرت هذه المدارس في بغداد و في بلاد فارس ، غير أن أشهرها كانت (( نظامية بغداد )) التي تخير الوزير / نظام الملك لها مشاهير الفكر و الثقافة و كبار أئمة العلم للتدريس فيها ، من أمثال / أبي حامد الغزالي صاحب كتاب (( إحياء علوم الدين )) ..
.. ، و يروى أن (( نظام الملك )) كان ينفق على أصحاب المدارس والفقهاء والعلماء 300 ألف دينار سنويا .. !!
📌 .. ، و بسبب تلك الحرب الشعواء التي أقامها الوزير /
نظام الملك على الشيعة و على بدعهم و عقائدهم الباطلة كانت وفاته على يد أحدهم .. ، فقد قام باغتياله أحد أعضاء (( فرقة الحشاشين الباطنية )) ، و هي فرقة شديدة العدوانية و الإجرام من فرق (( الشيعة الإسماعيلية )) ..
📌 .. ، ثم مات السلطان (( ملكشاه )) بعده بأيام قليلة .. لتطوى بذلك صفحة من أعظم #صفحات_المجد_التليد_للدولة_السلجوقية قوة و ازدهارا ..
📌 .. ، و مع الأسف الشديد ..
بعد كل تلك الأيادي البيضاء التي قدمتها الدولة السلجوقية للإسلام و المسلمين .. ، و بعد النصر و القوة و التمكين .. دبت الصراعات بين أبناء ملكشاه بسبب تنافسهم على
(( عرش السلطان )) ، مما أدى في النهاية إلى تقسيم تلك الدولة السلجوقية العظيمة بين هؤلاء المتصارعين على السلطة إلى عدة دول صغيرة .. ، و هي :
① دولة (( سلاجقة العراق )) : و كانت تسيطر على العراق و أجزاء من بلاد فارس ..
② دولة (( سلاجقة كرمان )) : في جنوب شرق إيران ..
③ دولة (( سلاجقة الشام )) : و كانت تسيطر على معظم
بلاد الشام ..
④ دولة (( سلاجقة الروم )) : و تسيطر على آسيا الصغرى (( تركيا )) .. ، و قد طالت فترة حكمها لتلك البلاد إلى
عام 700 هجرية .. أي أكثر من مائتي عام .. !!
.. ، و بعد ذلك استطاع (( العثمانيون )) أن ينتزعوا بلاد
آسيا الصغرى من سلاجقة الروم ، و أقاموا دولتهم عليها ..
📌 .. ، و بسبب تمزق (( الدولة السلجوقية )) التي كانت تحمى ديار الإسلام بهذه الصورة المخزية ، دخلت الأمة الإسلامية كلها في (( انتكاسة جديدة )) ..!!
📌 ففي المشرق : يتصارع حكام السلاجقة على السلطة ، و تتمزق دولتهم إلى دويلات صغيرة ..
📌 و في الأندلس : أيضا يتصارع (( ملوك الطوائف )) على السلطة ، و تتمزق بينهم بلاد الأندلس إلى ممالك صغيرة ..
18:38
📌 و في مصر و شمال أفريقيا : يدخل وزراء الفاطميين في فترة صراعات مستمرة على السلطة ، و ذلك بعد أن ازداد نفوذهم جدا حينما ضعف دور الخليفة الفاطمي ، فأصبح
.. كالخليفة العباسي تماماً .. (( مجرد اسم على ورق )) ..
.. و لا يملك من الأمر شيئا ..
🛑 و لم يصبح أحد يحمل (( هم الإسلام )) .. !!
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع