💎-الحوار الذي دار بين الهلال
بن إساف وبين منذر الثوري:
١٣✺قال هلال لضيفه منذر الثوري:
(ألا أمضي بك يا منذر إلى الشيخ،
لعلَّنا نؤمن ساعة؟
١٤✺قال منذر: بلى، فو الله ما
أقْدَمَني الكوفة إلا الرَّغبة في لقاء
شيْخِك الرَّبيع بن خُثَيْم، والحنين
في العَيْش ساعة في رِحاب إيمانه،
١٥✺ولكن هل اسْتأذنْت لنا عليه؟
فقد قيل لي: إنَّهُ منذ أُصيب بالفالج
لزِمَ بيتهُ، وانْصرفَ إلى ربّه، وعزفَ
عن لقاء الناس .
١٦✺قال هلال: إنّه لكذلك منذ
عرفَتْهُ الكوفة،لم يُغيِّر منه المرض
شيئًا،
١٧✺قال له:لا بأس،ولكِنَّك تعلم أنَّ
لِهَؤلاء الأشياخ أمْزِجَةً رقيقة، فهَلْ
ترى أن نُبادِر الشَّيْخ فنسْألهُ عمَّا
نريد, أم نلْتزمُ الصَّمْت فنَسْمعُ منه
ما يريد؟ -
١٨✺فقال هلال: لكنَّ هذا الشيخ
لو جلسْتَ معه عامًا بأكملهِ, فإنَّه
لا يُكلِّمك إذا لم تكلِّمْه،
١٩✺لماذا الربيع بن خثيم لا يُكلِّمُكَ
إلا إذا كلَّمْتهُ،ولا يُبادِرُك إلا أن تسْألهُ
لأنه قد جعل كلامه ذِكْرًا، وصَمْتهُ
فِكْرًا،
٢٠✺قال: فلْنَمْضِ إذًا على بركة
الله تعالى .
٢١✺ قال: ثمَّ مضيَا إلى الشيخ،
فلمَّا صارا عنده سلَّمَا، وقالا: كيف
أصْبحَ الشيخ؟ قال: أصبح ضَعيفًا
مذْنبًا، يأكل رزقهُ، وينتظر أجله،
٢٢✺فقال هلال: لقد نزل بالكوفة
طبيبٌ حاذق، أفتأذن بأَن أدْعُوَهُ
إليك؟
٢٣✺ قال يا هلال: إنِّي لأعلم أنَّ
الدواء حقّ،ولكنِّي تأمَّلتُ عادًا
وثمود وأصحاب الرسّ وقرونًا بين
ذلك كثيرًا،ورأيت حرصهم على
الدنيا،ورغبتهم في متاعها، وقد
كانوا أشدَّ منَّا بأْسًا،وأعظمَ قدرةً،
وقد كان فيهم أطبَّاء ومرضى،فلا
بقِيَ المُداوي ولا المُدَاوَى،ثمَّ تنهَّدَ
تنْهيدةً عميقةً،وقال: ولو كان هذا
هو الداء لتداوَيْنا منه،
٢٤✺فاسْتأذن منذر،وقال:فما الداء
إذًا يا سيّدي الشيخ؟ قال: الداء
الذنوب، قال منذر: وما الدواء؟
قال: الاستغفار،
٢٥✺قال منذر:وكيف يكون الشفاء؟
قال: بأن تتوب، ثمّ لا تعود,
قال: ثمَّ حدَّق فينا، وقال: السرائر
السرائر, عليكم بالسرائر التي تخفى
على الناس، وهنّ على الله تعالى
بَوادٍ، أي ظاهرة- الْتَمِسوا دواءهنّ،
٢٦✺فقال منذر: وما دواؤهنّ؟
الشيخ: التوبة النصوح، ثمَّ بكى
حتى بلَّلَتْ دُموعه لِحْيتهُ)
وهذا هو الإخلاص،
٢٧✺وفي الحديث: (ركعتان من
رجل ورع أفضل من ألف ركعة
من مخلط)
٢٨✺ وعن معاذ بن جبل أنه قال
لرسول الله ﷺ حين بعثه إلى
اليمن:(أوصني, قال: أخلص دينك
يكفك القليل من العمل)
📚سيرة التابعين للشيخ النابلسي
🍃🌸ـــــــஜ
11:07
💫∫∫ التابعي الربيع بن خثيم ∫∫
《 الــحــلقــــ٣ـــة 》
💎العبرة من قول الربيع لابنه :
٢٩✺قال: وإذْ نحن كذلك, دخل
علينا ابن الشيخ فحَيَّانا, وقال:
يا أبتِ, إنَّ أمِّي قد صنَعَت لك
خبيصًا وجوَّدَتهُ،-نوعٌ من الحلْوَة-
وإنَّه ليَجْبر قلبها أن تأكل منه،فهل
آتيك به؟ فقال: هاتِهِ ،
٣٠✺فلمَّا خرج لِيُحضرهُ,طرق سائل
فقال:أدْخلوه،ولمَّا صار بِصَحن الدار:
نظرتُ إليه،فإذا هو رجل كهْلٌ,مُمَزَّق
الثِّياب،قدسال لُعابهُ على ذقنه،وبدا
من ملامح وجهه أنَّه معتوه،
٣١✺فما كِدْتُ أرفعُ بصري عنه,
حتى أقبل ابن الشيخ,ومعه
الخبيص، فأشار إليه أبوه أن ضَعها
بين يدي السائل،فوضَعَه بين يديه،
فأقبل عليها الرجل،وجعل يلتهم ما
فيها الْتِهامًا، ولعابهُ يسيل فوقها،
فما زال يأكل حتى أتى على ما في
الصَّحفة كلّها،
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع