يعتبر الخيار الأول في التحكم ببعض الأمراض الفيروسية مثل التهابات الكبد الفيروسية من النوعين B و C , بالأضافة لكونه أحد أهم الأدوية المستخدمة في الحميات الدوائية عند المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (AIDS).
كيف تفسر أن جرعة 25 ملغ من ال tenofovir alafenamide تعادل جرعة 300 ملغ من ال tenofovir disoproxil fumarate ؟
الجواب:
بسبب أن جزيء tenofovir يحتوي على زمرتين كيميائيتين سالبتين, فإن هذا يجعل امتصاصه ووصوله إلى الخلايا ضعيف جدا. لهذا السبب, يتم إعطاء الدواء من خلال تراكيب تغطي الزمر السالبة وتتحلل في الجسم لتعطي الدواء بشكله الحر.
التركيب الأكثر شيوعا هو tenofovir disoproxil fumarate وهو دواء أولي prodrug يتحول إلى شكله الفعال tenofovir من خلال عدة إنزيمات موجودة في الدم وداخل الخلايا.
رغم أن ال tenofovir disoproxil fumarate يعد دواء آمن, إلا أنه مرتبط ببعض الآثار الجانبية وأهمها حدوث نقص في الكثافة العظمية وحدوث سمية كلوية (نسبة قليلة الحدوث ولكنها هامة إحصائيا).
بينت الكثير من الدراسات أن هذه الآثار مرتبطة بتركيز ال tenofovir الحر في الدم .
هذا دفع العلماء للبحث عن تراكيب تمكنهم من تخفيف تحلل ال tenofovir disoproxil fumarate لشكله الحر في الدم ومحاولة إيصاله للخلايا بشكل فعال أكثر (الدواء الأولي يكون مثالي عندما يتحول لشكله الفعال داخل الخلايا لأن الشكل الحر غير قادر على الدخول إلى الخلايا المصابة, وفي هذه الحالة تراكم الشكل الحر في الدم يزيد من سمية الدواء).
أحد الحلول لهذه المشكلة أتى من خلال تصنيع دواء أولي آخر لل tenofovir وهو ال tenofovir alafenamide
هذا المركب يتميز بقدرته على مقاومة الإنزيمات التي تحلله لشكله الفعال في الدم. بنفس الوقت, الدواء يتحلل لشكله الفعال عند دخوله إلى الخلايا التي تحوي إنزيمات carboxylesterase 1 والتي تكثر في الخلايا الكبدية وإنزيمات cathepsin A التي تكثر في الخلايا اللمفاوية مما يجعل الدواء مثالي لمهاجمة الفيروسيات التي تتكاثر في هذه الخلايا (فيروسات التهاب الكبد وفيروس الإيدز).
وهذا يفسر إمكانية إعطاء جرعة صغيرة من ال tenofovir alafenamide أقل بعشر مرات من جرعة ال tenofovir disoproxil fumarate وبهذا نقلل من الآثار الجانبية بشكل كبير.
No comments:
Post a Comment
اكتب تعليق حول الموضوع