Search This Blog

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: عندما كنت في سن العاشرة كنت أستخدم الشمة أو المضغة، والسبب: كان هوسًا وتقليدًا لخالي وأبناء عمتي، ومرّت سنوات على استخدامها، وفي فترة قررت تركها ولم أستطع، وتعبت نفسيًا حتى أنّي مرضت، وأرغب أن أتخلص منها ولكن لا أستطيع.

!!هل من طرق تساعدني على التخلص من هذه

الجواب

أخي الكريم: إنَّ الشمة أو المضغة هي نوع من أنواع المخدر، ومن عائلة التبغيات، ويعتقد كثير من الناس أنَّ مضغ التبغ أو تنشقه أكثر أمانًا من تدخينه، ولكنّه فعليًا يعادل تناول التبغ غير المدخن معدل 3-4 سجائر، ويسمح استعمال التبغ لدخول كمية أكبر من النيكوتين إلى الجسم، وذلك بالمقارنة مع تدخين السجائر.

في الغالب تتكون هذه الشمة من النيكوتين، وهي مادة مسببة للإدمان، مع الأخذ بالاعتبار أنَّ متعاطي التبغ غير المدخن يتعرضون يوميًا لكمية نيكوتين تساوي وتتعدى نظرائهم من مدخني السجائر، وتتكون الشمة أيضًا من مواد مسرطنة تحوي الشمة أو المضغة حالها حال السجائر على أكثر من 28 مادة مسرطنة منها: (الكربوهيدرات العطرية متعددة الحلقات، والنيتروزامين) بالإضافة إلى مكونات أخرى من مواد كيميائية وعضوية ومخلفات: (التراب، الإسمنت، الرماد، الجير، مخلفات عضوية وحيوانية، الزجاج المطحون).

يؤثر استخدام التبغ عن طريق المضغ سلبًا على صحة المدمن، ابتداءً بالإضرار بصحة الأسنان وانتهاءً بالسرطان؛ فهو يؤدي إلى إدمان النيكوتين و إلى أمراض الفم واللثة والأسنان، بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة وإلى القرحة المعدية وأمراض القلب والجهاز الدوري، وأهم آثار مضغ التبغ هو: الإصابة بالسرطان خاصةً سرطان الفم واللسان والبلعوم والحنجرة، وهذه العادة تعتبر أهم مسببات هذه العلة الخطيرة، وأيضًا تسبب الضعف الجنسي والعقم، وأمراض الكلى، هذا عدا عن أنها من الناحية الاجتماعية أيضًا عادة مقززة، وعند صغار السنّ ربما تكون البوابة التي يدخلون من خلالها لعالم المخدرات والإدمان.

أنا سعيد بأنّه لديك الاستعداد للتوقف عن هذه الشمة؛ لأنّ إرادة التحسن هي أهم شيء من أجل التغيير، وهناك عدة خطوات ونصائح تساعد على إيقاف الشمة.

في البداية عليك أن ترجع لمكونات هذه الشمة، ولمضارها، ولإخلالها بالذوق الاجتماعي -كما ذكرنا سابقًا-؛ فعلى ضوء ذلك يمكن أن تبني قرار التوقف عنها، وأنا أنصحك أن تتوقف عنها تدريجيًا، وفي ذات الوقت عليك بممارسة الرياضة؛ فهنالك دراسات كثيرة أشارت إلى أن هذا يساعد في التوقف عن هذه الشمة، كما أنّ تناول فيتامين (C) وجد أنّه أيضًا ذو فائدة، فيمكنك أن تحصل على حبوب فيتامين (C) من الصيدلية، فتناولها بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أيضًا، ومع العزيمة والإصرار أعتقد أنك سوف تتخطى هذه العقبة البسيطة وتتوقف عن تناول وتعاطي الشمة.

بالنسبة لموضوع التعب النفسي من قلق وتوتر: فالشمة قطعًا تسبب بعض الاعتماد النفسي، وهنالك اعتماد جسدي بسيط، والاعتماد الجسدي آثاره لا تكون أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام، أمّا الاعتماد النفسي فقد يستمر لفترة أطول؛ لذا تجد متعاطيها يحس بشيء من العصبية وعدم الارتياح.

وأعتقد أنَّ دواء الببروبيون bupropion سوف يكون دواءً جيدًا بالنسبة لك؛ فهو علاج في الأصل مضاد للاكتئاب ولكن له أيضًا دور مهم في عملية إيقاف التدخين والاعتماد على النيكوتين، وهو يساعد في التقليل من الحنين والتواق للشمة، ويقلل من الآثار الانسحابية الجسدية والنفسية عند إيقافها، ويستخدم مدة 12 أسبوع، والتوقف عن التدخين يكون بعد عشرة أيام.

بالتوفيق إن شاء الله.

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

mcq general

 

Search This Blog