الأم القدمين عند مرضى السكري

 

كثيرا مايشكو مرضى السكري من الأم شديدة في القدمين خصوصا في فتره الليل تمنعهم من النوم وتعطل حياتهم في النهار 

هذه اللالام في معظمها ناشئه عن اعتلال في الأعصاب الطرفيه عند هؤلاء  الناس.

التهاب الأعصاب الطرفيه يصيب اكثر من 50% من مرضى السكري وهوه يأتي على عدة اشكال منها مايصيب شلل في الأطراف ومنها مايؤدي ( نتيجه لنقص الإحساس ) الى تقرحات مزمنه في الأطراف ينتهي بها المطاف الى التعرض لعمليات جراحيه متعددة ومنها البتر . 

نسبه ليست  بالقليله من المرضى تعاني من خدران وألم شديد وشعور بالحرقه في الأقدام والأصابع وتترقى تدريجيا  حتى تشمل الساقين .

هذه الأعراض لها علاقة مباشره وقويه بدرجه السيطره على مستوى السكر في الدم وكلما كانت النسبه عاليه كلما كان الأتهاب اشد . 

من المفارقات الملحوظه أن المريض يعاني من نقص في الأحساس في قدميه وفي نفس الوقت يعاني من ألام مبرحه   فيها .

الأعراض تتراوح بين شعور مزعج بالخدر ولكمه محتمل الى الشعور بحرقه شديده والم شديد في القدمين . 

هذه الألام تؤثر على نوعيه الحياه عند المصابين فهم في ألم دائم ,مصابون بالإرهاق الشديد والاكتئاب من المعاناه المستمره . 

هناك  أسباب أخرى لألام الأقدام منها وجود نقص ترويه في الشراين الطرفيه ( وهذه منتشره عند مرضى السكري ) كنتيجه لعده عوامل أهمها مره أخرى ارتفاع السكريات والدهنيات في الدم .  ويشكل التدخين عاملا مساعدا عند هؤلاء

 الناس .

 المصابون بنقص الترويه يشكون من الألام في الاقدام عند المجهود وبعد السير مسافه معينه . وباستمرار تدهور الحاله يصبح الألم حاضرا طوال الوقت وحتى اثناء الراحه وفي العاده تكون الأطراف بارده ولا يستطيع الطبيب الاستدلال على نبض الشريان في أثناء الفحص السريري .

وكثيرا ما يعاني المريض من وجود الحالتين معا ( التهاب الأعصاب ونقص الترويه ) في نفس الوقت مما يزيد الأمر تعقيدا . 

من الأسباب الأخرى وجود انزلاقات غضروفيه قطنيه ضاغطه على جذور الأعصاب في العمود الفقري وفي هذه الحاله يشكو المريض ايضا من الألام في اسفل الظهر ويزداد الألم مع الوقوف الطويل والمشي  

التشخيص 

في معظم الحالات يتمكن الطبيب من تشخيص الحاله ( سبب الألم ) من القصه المرضيه والفحص السريري ونادرا ما يلجأ الى إجراء فحوصات مخبريه أو شعاعيه أو تخطيط أعصاب إلا اذا كان هناك مايدل على وجود سبب اخر غير التهاب الاعصاب الطرفيه :

كأن يكون هناك الم في اسفل الظهر يشير الى امكانيه وجود انزلاق غضروفي  

أو أن يشك بوجود نقص في الترويه الشرانيه مما يستدعي عمل اشعه خاصه للشراين  

العلاج 

1) بعد التأكد من التشخيص يقوم الطبيب بوضع خطه للعلاج : 

1. تبدأ بالتاكيد على أهميه السيطره على مستوى السكر في الدم 

2. ثم التأكيد على العنايه الفائقه في القدمين والفحص الدوري للأقدام بحثا 

عن وجود جروح أو تقرحات القدمين وعلاجها بصوره مستعجله 

3. التوصيه بتجنب ارتداء الاحذيه الضيقه أو ذات الجلد القاسي وعند النساء تجنب ارتداء الأحذيثه ذات الكعب العالي . 

4. من الضروري جدا شرح الحاله للمريض حتى يدرك مصدر الألم وحتى تكون له توقعات معقوله بالنسبه لتأثير الدوار عليه  

5. التاكيد أنه في معظم الحالات وعند وضع السكر في الدم تحت السيطره فإن الاعراض ليست دائمه ومن الممكن أن تختفي بعد فتره من الزمن 

6. توضيح أن الدواء المعطي سيقوم بتخفيف الشعور بالألم وليس بالضروره القضاء عليه نهائيا . 

7. يجب شرح الأعراض الجانبيه المتوقعه من أي دواء يتم وصفه وإذا أمكن شرح طبيعه عمل الدواء  

ولأن معظم الادويه المعطاه تسبب شعورا بالخمول والنعاس فأن الطبيب يقوم بأعطاء جرعات صغيره في البدايه وزيادتها حسب حاجه المريض وتحمله وقد يحتاج الطبيب لاعطاء اكثر من دواء في حاله الالم المستعصي 

ويجب التأكيد أن الاعراض الجانبيه المتوقعه بسيطه وتختفي بمجرد ايقاف الدواء المعطى . 

أنواع الادويه المعطاه  

1. الادويه المسكنه التقليديه مثل البانادول أو الفولتارين ذات فعاليه محدوده في علاج الام الأعصاب 

2. هناك نوعان اساسيان من الادويه تستعمل في علاج الالام العصبيه . 1.الأدويه التي تستعمل في علاج مرض الصرع 

anti  convulsive drugs 

مثل دواء tegretol  أو neurontin أو pregabalin 

وهذه ذات فعاليه قويه في تخفيف التهيج في الأعصاب الطرفيه وبالتالي تخفيف الألم 

ولأن هذه الأدويه تستعمل في علاج الصرع فإن كثيرا من المرضى يتردد في استعمالها ولذالك فإنه من الأهميه  شرح هذا الأمر للمريض وتبيان  أن هذه الأدويه ليست خطيره ولا تؤدي الى حدوث تشنجات 

2. الأدويه المضاده للإكتئاب مثل دواء  Tryptizol  أو cymbalta 

وهذه ذات فعاليه في السيطره على الموصلات العصبيه المسببه للألم في نهايه الأعصاب الطرفيه وأن عملها لا علاقه له بأي تأثيرات على الحاله النفسيه وإن كان هذا الأمر يعتبر عاملا مساعدا في العلاج 

هذا الامر يجب أن يشرح للمريض بوضوح حتى لا يظن أن الطبيب يعتقد أنه يتوهم الألم .  

وفي النهايه يحتاج المريض الى المراجعه المتكرره وعلى فترات متراقبه حتى يتعرف الطبيب على الدواء المناسب والجرعه المناسبه وأن يبدى الطبيب تفهما لمعانه المريض وأحتياجاته